ملخص
يتوقع "سوق السفر العالمي" أن تتجاوز القيمة السوقية العالمية للقطاع تريليون دولار على مدى 4 سنوات
يواصل قطاع السفر والسياحة التفوق على وتيرة نمو الاقتصاد العالمي، إذ من المتوقع أن يسجل الأخير نمواً بطيئاً بنسبة 2.7 في المئة، مما يظهر الأهمية التي يوليها المستهلكون للسفر على رغم أزمة كلفة المعيشة المرتفعة عالمياً.
ويتوقع "سوق السفر العالمي" أن تتجاوز القيمة السوقية العالمية لقطاع السفر والسياحة تريليون دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، وأن ينمو القطاع بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.42 في المئة خلال الفترة 2023-2027، ليتجاوز علامة تريليون دولار خلال السنوات الأربع المقبلة.
وقدرت شركة "ألايد ماركت ريسيترش" سوق سفر الأعمال العالمية بمبلغ 689.7 مليار دولار في عام 2021، وتوقعت أن ينمو هذا القطاع إلى 2.1 تريليون دولار بحلول عام 2031، وفي الوقت نفسه فإن سوق السفر الفاخرة العالمية في طريقها لتتجاوز 440 مليار دولار بحلول نهاية هذا العقد، وفقاً للبحث.
ومع التوقعات بنمو كبير في قطاع السفر والسياحة هذا العام، إلا أنه في استطلاع صوت صناعة السفر الذي أجرته "يورومونيتور"، والذي يرصد آراء المسؤولين التنفيذيين في قطاع السفر، كشف عن أن التضخم (56 في المئة) واضطرابات السفر (53 في المئة) إلى جانب رغبة المستهلكين في الحصول على القيمة مقابل المال (46 في المئة) باعتبارها أكبر الاتجاهات التي تؤثر في الصناعة. ويتوقع 59 في المئة تحسناً طفيفاً في الأداء المالي للقطاع خلال الفترة 2023-2024 مع انتقال الكلف المرتفعة إلى المستهلكين.
وأصبح السفر رقمياً للغاية، إذ من المتوقع أن يحجز 67 في المئة من المستهلكين في العالم، حجوزاتهم عبر الإنترنت في عام 2024 بحسب "يورومونيتور".
وبالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط، ووفقاً لبيانات منظمة السياحة العالمية (UNWTO)، كانت أول منطقة على مستوى العالم في عام 2023، إذ تجاوزت أعداد السياح الدوليين الوافدين مستويات ما قبل الوباء.
وبشكل عام، كان عدد الوافدين الدوليين إلى وجهات في الشرق الأوسط خلال الربع الأول من عام 2023 أعلى بنسبة 15 في المئة عما كان عليه في الفترة نفسها من عام 2019.
تراجع التضخم والسفر
وقال المحلل الاقتصادي الكويتي محمد رمضان إن النمو السياحي الذي تحقق في منطقة الشرق الأوسط في عام 2023 يفوق ما سجل في عام 2019.
وأضاف أن بقية العالم لم يصل إلى المستوى الذي وصلت إليه المنطقة سياحياً، وتوقع أن يتجاوز مستوى السياح هذا العام ما سجل في عام 2019، مدعوماً بأرقام كبيرة من السياح الصينيين القادمين إلى المنطقة. وأشار إلى أن السياحة قد تختلف في عام 2024 نتيجة لعديد الاتجاهات التي تحدث، بما في ذلك التغييرات في مجال السياحة وأنواعها، مثل سياحة الرياضة وسياحة الصيد وسياحة الفضاء وغيرها.
وتوقع رمضان أن يشهد عام 2024 نشاطاً سياحياً أكبر، مدعوماً بكلفة السفر المنخفضة نتيجة لتراجع التضخم نسبياً، الذي ارتفع في عامي 2022 و2023. وأشار إلى أن عام 2024 قد يكون عام خفض التضخم، مما سينعش قطاع السياحة في العالم.
وأضاف أن هناك أيضاً تنافساً سياحياً كبيراً في المنطقة، حيث الوجهات السياحية الواعدة في السعودية، وتأتي دبي وأبوظبي كوجهتين سياحيتين رائدتين، إضافة إلى الوجهات السياحية المعروفة في كل من مصر والأردن.
وقال إن "دول الخليج حققت نمواً كبيراً في القطاع السياحي، مما جعلهم يحتلون مراكز متقدمة بكثير عن الأردن ومصر"، مشيراً إلى أهمية القطاع السياحي كمصدر للنمو الاقتصادي.
ويعتقد رمضان أن الصراع بين إسرائيل و"حماس" لم يؤثر كثيراً في السياحة في المنطقة، وفي ما يتعلق بدول الخليج، يقول إنها بعيدة كل البعد عن الصراع من جهة الأمان، وهذا ينطبق أيضاً على مصر والأردن، ومع ذلك أشار إلى أن دولاً أخرى مثل لبنان وسوريا وإسرائيل قد تتضرر بها السياحة بشكل كبير للغاية.
السياحة الخليجية لم تتأثر
وتوقع متخصص السياحة والسفر محمد جاسم الريس أن يتجاوز إجمالي حجوزات السياحة والسفر بشكل كبير في الربع الأول من عام 2024 تلك المسجلة في الفترة ذاتها من العام الماضي. وأفاد الريس لـ"اندبندنت عربية" بأن مقاعد السفر تشهد زيادة ملحوظة على مستوى العالم، متوقعاً أن تتجاوز سعة المقاعد في رحلات الطيران على مستوى العالم هذا العام تلك المسجلة في عام 2019.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبسؤاله عن الوجهات التي ستحظى بإقبال أكبر من السياح من العالم هذا العام، وإذا كان السياح سيتجنبون منطقة الشرق الأوسط بسبب الأحداث الحاصلة، توقع الريس أن يكون توجه السياح عالمياً أكبر نحو آسيا وأوروبا مقارنة بالأميركتين وأفريقيا. وفي ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، أشار الريس إلى تدفق السياح بشكل كبير إلى الإمارات والسعودية وباقي دول الخليج، مؤكداً أن السياحة في الخليج لم تتأثر بالصراع القائم بين إسرائيل و"حماس".
وأضاف أن في بداية الصراع كانت هناك استفسارات، وكنا نرد بضرورة النظر إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فحينما يذهب السياح إلى موسكو، يرون أن الحياة لا تزال تسير بشكل طبيعي. وفي ما يتعلق بالأثر الجغرافي والأحداث الجارية، أوضح الريس كوجهات سياحية، قد تتأثر الأردن ومصر بعض الشيء لقربهما الجغرافي من الصراع الدائر بين إسرائيل و"حماس"، مشيراً إلى أنه في حال حدوث انفراجة في الأزمة الحاصلة ستعود السياحة في الأردن ومصر إلى طبيعتها.
وقال "قبل عام كتبت على تويتر (إكس) أن المسافة بين لندن وباريس تبلغ 500 كيلومتر، وبين دبي والرياض تقريباً 1000 كيلومتر، وعند النظر للخريطة العالمية نجد أن باريس تحتل المرتبة الثانية عالمياً من جهة عدد السياح، ولندن تأتي في المرتبة الثالثة عالمياً من ناحية عدد السياح، وباريس ولندن تمتلكان بعضاً من أكبر المطارات في أوروبا، وكلتاهما تضمان شركات عالمية ومصانع... إلخ. ما أريد قوله هو أن المدينتين استفادتا من بعضهما بعضاً سياحياً، ولم تسحب دولة البساط السياحي من دولة أخرى. وكذلك الحال في الخليج، هناك تكامل سياحي خليجي، من ثم زيادة السياحة في الإمارات والسعودية تسهم في تعزيز السياحة في باقي البلدان الخليجية".
وتحدث الريس عن نمو الإنفاق على السفر بفضل الحلول التمويلية، إذ أصبحت هناك شركات تتحمل كلفة السفر نيابة عن المسافر، وأصبح للمسافر سداد كلفة الرحلة للشركة على مدى بضعة أشهر بواسطة التقسيط، وهذا يعني أن أصحاب الدخل المحدود يمكنهم الآن السفر أكثر من مرة في العام. ويرى الريس أن الحلول التمويلية للسفر أسهمت في زيادة الإنفاق على السفر والسياحة في العالم.
وعلى مستوى الإنفاق ومن المتوقع أن يصل الإنفاق السياحي العالمي إلى تريليوني دولار بحسب "يورومونيتور إنترناشيونال".
خليجياً ينفق المسافرون الخليجيون ما يقارب 6.5 أضعاف ما ينفقه السياح من أجزاء أخرى من العالم، وفقاً لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.