Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جل ما يتمناه الأهل زواج أولادهم، فهل بسبب خوفهم عليهم؟

تحاول ناينا كومار في روايتها الأولى التي طال انتظارها، وهي كوميديا رومانسية بعنوان Say You’ll Be My Jaan، اختبار إلى أي حدود يمكن أن تذهب صديقتان لها للتحرر من مساعي عائلتيهما لتدبير زيجات مناسبة لهما

تخطط السيدة بينيت الأم المتسلطة في فيلم "كبرياء وتحامل" للعثور على أزواج لبناتها، لكنها لا تسعى إلى تحقيق تلك الزيجات من دون سبب وجيه (موفي ستور/ شاترستوك)

ملخص

لماذا يحب الآباء الضغط على أبنائهم للزواج، وهل حان الوقت لمسامحة السيدة بينيت، الأم المتسلطة في فيلم Pride and Prejudice على تدخلاتها في حياة بناتها؟

كان من المفترض أن أكتب مقالاً عن مدى أهمية أخطوبتنا هذه الأيام بالنسبة إلى آبائنا أكثر منه بالنسبة إلينا، لكن الحقيقة المؤسفة هي أنني في أعماق نفسي أتوق إلى خوض غمار هذه التجربة.

قد لا يفاجئ هذا التصريح الأشخاص الذين يعرفونني. فكثيراً ما كنت رومانسية ومتحمسة شغوفة بالروايات الرومانسية والكوميديا الرومانسية، وها أنا اليوم كاتبة روايات رومانسية. فأنا أعشق الحب، وأعتقد أنه لا ذنب في أن نرغب بشريك حياة، والزواج منه، وكل ما ينطوي على ذلك من تفاصيل، إلا أن الأمور تصبح أكثر تعقيداً بعض الشيء عندما يريد الوالدان لنا هذه الأمور أيضاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الواقع، أنا أنتمي إلى خلفية ثقافية، حيث التوفيق بين شخصين بهدف الارتباط أمر شائع، ويضطلع فيها الأهل بدور مهم في تحديد الأزواج المحتملين. ومع ذلك، فأنا متأكدة من أن أشخاصاً من خلفيات ثقافية أخرى يعيشون التجربة نفسها عندما يهتم الأهل بحياتهم العاطفية أكثر مما ينبغي. فغالباً ما يكون الوالدان فضوليين في شأن من يواعد أبناءهم أو بناتهم، ومدى جدية العلاقة، ومتى يفكرون "الاستقرار".

في بعض النواحي يبدو أن التعامل مع توقعات الأهل قد يكون أسهل بالنسبة إلى أولئك الذين لا يرغبون الزواج، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأفراد الراضين عن العزوبية، أو عن أن يكون لديهم شريك، لكن ليس بالضرورة أن تلي ذلك خطوبة أو زواج. فالتعامل في هذه الحالات مع استفسارات الوالدين قد يكون أكثر سهولة لجهة تجاهل استفساراتهما أو رفضها، لكن بالنسبة إليَّ عندما يطرح والداي هذا الموضوع، فإنه يثير لديَّ أزمة وجودية عميقة.

السبب في ذلك هو أنني في معظم الأحيان سعيدة في حياتي. فلدي وظيفة جيدة، وكلب، وأصدقاء رائعون يملأون حياتي بالبهجة. ولا أشعر في الحقيقة بأي فراغ أو نقص. ولا أرى أن العزوبية مأساة كبيرة. وأعتقد أن هذه هي النقطة التي يختلف عندها عديد من الأفراد غير المتزوجين عن آبائهم.

من هنا يمكن القول إننا دخلنا في مرحلة مميزة من تاريخ البشرية، حيث لم يعد الزواج ضرورة بالنسبة إلينا كما كان بالنسبة إلى أجيال من النساء قبلنا. لم نعد نتزوج للحصول على الأمن أو الاستقرار أو الملكية، أو حتى الحصول على بطاقات الائتمان. فاليوم لدينا ترف النظر إلى الزواج على أنه اختياري. إنه خيار يمكن أن نأخذه. وبدلاً من أن يكون هدفاً قائماً بذاته، أصبح الزواج جانباً عرضياً من حياتنا. وقد يكون مكافأة ممتعة إذا ما قررنا المضي فيه. أما في حال لم يكن على هذا النحو، فيمكننا الاستغناء عنه".

إنها ظاهرة حديثة إلى حد ما. وأنا لست متأكدة من أن جيل أهلنا قد تمكن من استيعابها تماماً وفهمهما. فكثير من الناس يناقشون عن غير قصد الزواج بطريقة تحمل تشابهاً صارخاً مع شخصية السيدة بينيت في "كبرياء وتحامل" Pride and Prejudice.

السيدة بينيت (التي أعتقد أنها تعرضت لانتقادات غير منصفة، لنمنحها بعض العدالة!) خططت بعناية لتزويج بناتها (الـ5)، لكنها لم تسع إلى ذلك من دون سبب وجيه على الإطلاق. فإذا لم تتمكن من العثور على أزواج لهن، فلن يكن قادرات على الحصول على أي ميراث. ونظراً إلى الأعراف المجتمعية التي كانت سائدة في تلك الحقبة، فإنه لا يحق للنساء أن يرثن أي ممتلكات أو أصول من أهلهن، في وقت كانت فيه خياراتهن المتاحة لكسب الدخل محدودة. لذا قد يصبحن معدمات كلياً إذا لم يتزوجن. وفي حين تظهر السيدة بينيت منغمسة بشكل مفرط في تحقيق هدفها بلا هوادة، إلا أن جهدها الحثيث في ترتيب زيجات ينبع من خوف حقيقي وعميق على مستقبل بناتها.

وأحياناً عندما يتحدث أهلنا عن الزواج، فإنهما يرددان هذه الأصداء نفسها. وغالباً ما تنطوي النقاشات على إحساس خفي من الخوف أو الإلحاح، لست متأكدة تماماً من مصدره. هل هذه العادات هي مجرد موروثات؟ هل هي بمثابة تكرار لأنماط انتقلت إلى أهلنا من الأجيال التي سبقتهم؟ أم أن هذا الخوف متأصل في شيء آخر؟ ربما - على غرار السيدة بينيت - قد يكون آباؤنا خائفين علينا فحسب. إن الحياة طويلة وصعبة، وربما يكون الأهل خائفين من فكرة اضطرار أبنائهم إلى مواجهتها بمفردهم. وربما أحياناً يساورني الشعور بالخوف من الشيء نفسه أيضاً.

من الممكن أن تكون خطوبتنا أو زواجنا أكثر أهمية بالنسبة إلى والدينا مما هي بالنسبة إلينا - أو ربما يهمهما ذلك بطريقة مختلفة - لكن في كلتا الحالتين، أعتقد أنه لا بأس بأن يكون الأمر ما زال مهماً بالنسبة إلينا بدرجة ما. وإذا كان لا يزال شيئاً نرغب به، فلا داعي لأن يشعر أي منا بالخجل من البحث عن الحب والرغبة في أن نكون محبوبين.

لكنني أعتقد أن - أهلنا ونحن أيضاً - نستطيع أن نحاول التخلص من هذا الخوف، سواء كان متجذراً في شيء قديم ولم يعد ذا صلة، أو مصدره قلق مفهوم في شأن البقاء وحيدين، ويمكننا تالياً أن نمنع هذا الخوف من أن يسيطر علينا ويقوم بتوجيه قراراتنا. ربما سنواجه عندئذٍ ضغوطاً أقل من جانب أهلنا في شأن مسألة "الاستقرار". وربما نتوقف بعد ذلك عن ممارسة الضغط ذاته على أنفسنا.

رواية Say You’ll Be My Jaan ستصدر في الـ18 من يناير (كانون الثاني) الجاري، عبر دار النشر "فايكينغ" Viking

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات