أفاد مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية بأن أوكرانيا تقف وراء هجوم أدى إلى حريق هائل في مستودع للنفط في غرب روسيا، اليوم الجمعة، ويعد الهجوم الثاني الذي يستهدف مستودعاً روسياً للنفط خلال يومين بعدما أعلنت كييف مسؤوليتها عن هجوم آخر على منشأة لتخزين النفط في منطقة لينينغراد الروسية الخميس.
وأكد مصدر أمني أوكراني أن إدارة الاستخبارات الرئيسية التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية نفّذت الضربة، من دون تقديم تفاصيل.
وأعلنت روسيا بأنها أسقطت مسيّرة أوكرانية فوق المنطقة لكنها ألقت "ذخيرة" على المستودع قبل اعتراضها، ما أدى إلى اندلاع النيران.
وأشار حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز إلى عدم سقوط ضحايا فيما أكد اندلاع حريق في المستودع حيث شاركت 13 عربة إطفاء في إخماد النيران.
"مرتزقة"
وفي سياق منفصل، قال فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس النواب الروسي "الدوما" إن المجلس يعتزم سؤال الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) رسمياً عما إذا كانت تعلم بوجود مرتزقة فرنسيين يقاتلون إلى جانب أوكرانيا.
وأدلى فولودين بهذه التصريحات بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قتلت أكثر من 60 من المرتزقة الأجانب، معظمهم فرنسيون، في ضربة على مبنى في خاركيف. ولم تقدم أدلة تدعم هذا التأكيد.
ورفضت فرنسا هذه المزاعم قائلة إنها تساعد أوكرانيا في الدفاع عن سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، لكن ليس لديها مرتزقة هناك "على عكس آخرين".
وكتب فولودين على "تيليغرام" "أنشطة المرتزقة محظورة في فرنسا بموجب القانون"، وأضاف "من المهم بالنسبة لنا أن نعرف ما إذا كان (المشرعون الفرنسيون) على علم بأن شخصاً ما ينتهك القانون، يرسل مقاتلين لأوكرانيا". وقال إن مجلس "الدوما" سيبحث مسألة سؤال البرلمان الفرنسي في اجتماعه المقبل المقرر عقده يوم 23 يناير (كانون الثاني).
اتفاق البحر الأسود
على صعيد آخر، قال الكرملين إنه لا يوجد احتمال لإحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود وإن الطرق البديلة لشحن الحبوب الأوكرانية تنطوي على مخاطر كبيرة.
وانتهى الاتفاق الأصلي، الذي سهّل تصدير الحبوب بشكل آمن من أوكرانيا عبر البحر الأسود، العام الماضي، بعد أن رفضت موسكو تجديده، قائلة إنه جرى تجاهل مصالحها الخاصة.
"نقص الذخائر"
وسط هذه الأجواء، حذرت أوكرانيا الخميس من "نقص الذخائر" لدى جيشها، وذلك بالتوازي مع إطلاق داعميها في باريس "تحالف المدافع" للاستجابة لاحتياجاتها مع اقتراب الذكرى الثانية لبدء الهجوم الروسي.
ميدانياً، أعلن الجيش الروسي الخميس سيطرته على قرية في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، حيث يمارس ضغوطاً متزايدة منذ أسابيع.
من جهته، هاجم الجيش الأوكراني مستودعاً للنفط في شمال روسيا ليلاً باستخدام طائرات مسيرة، وفق ما قال مصدر أمني أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الخميس.
لمناسبة إطلاق "تحالف المدافع" بقيادة فرنسا والولايات المتحدة، قال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف عبر منصة "إكس" إن "نقص الذخائر مشكلة حقيقية وملحة للغاية تواجه قواتنا المسلحة حالياً".
وأضاف عمروف "علينا تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا لحماية العالم الحر من الخطر الروسي".
هذا التحالف هو أحد مكونات مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا المعروفة باسم مجموعة "رامشتاين" التي تضم أكثر من 50 دولة في عدة مجموعات فرعية تتنوع مهامها من إزالة الألغام إلى الدفاع الجوي.
مدافع قيصر
أثناء الاجتماع، قال وزير الدفاع الأوكراني عبر الفيديو بعدما ألغى ليلاً زيارته للعاصمة الفرنسية "لأسباب أمنية"، إن "لا بديل من المدفعية الحديثة، يجب أن نواصل جهودنا ونزيد إنتاجنا من الذخائر".
وصرح وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو أثناء إطلاق التحالف "لقد قررت صرف 50 مليون يورو" من صندوق الدعم الفرنسي لأوكرانيا "مما يتيح شراء 12 مدفعاً من طراز قيصر".
وأضاف لوكورنو أمام ممثلي 23 دولة داعمة لأوكرانيا، أن فرنسا لديها القدرة على إنتاج 60 مدفعاً آخر تناهز قيمتها 250 مليون يورو "وهو مبلغ يبدو لي أنه في متناول مختلف ميزانيات الحلفاء".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر منصة "إكس"، "اتصلت بـ(الرئيس الفرنسي) إيمانويل ماكرون لأشكر فرنسا على إطلاق تحالف المدفعية من أجل أوكرانيا والتزامها إنتاج العشرات من مدافع قيصر".
تعزيز الدفاع الجوي
وأضاف أنهما ناقشا أيضاً "الحاجة إلى تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا" الذي تستهدفه روسيا بطائرات مسيرة كل ليلة تقريباً.
أدخلت أوكرانيا 49 مدفع قيصر الخدمة، ومن المقرر أن تتسلم ستة مدافع أخرى "في الأسابيع المقبلة"، بحسب وزارة الدفاع الفرنسية.
حدد الاتحاد الأوروبي لنفسه هدفاً تزويد أوكرانيا بمليون وحدة ذخيرة بحلول ربيع عام 2024. غير أنه تم تسليم 300 ألف قذيفة فقط حتى الآن، وفق برلمانيين أوروبيين.
وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي سيدريك بيرين الأربعاء أن الأوكرانيين يطلقون ما بين 5 و8 آلاف قذيفة يومياً، مقارنة بما يراوح ما بين 10 آلاف و15 ألف قذيفة على الجانب الروسي، مقدراً أن "الإنتاج الوطني والأوروبي منخفض للغاية... لا يرقى إلى مستوى التوقعات الأوكرانية".
زيادة شحنات الذخيرة الفرنسية
على الجانب الفرنسي، شدد لوكورنو الخميس على زيادة شحنات الذخيرة الفرنسية إلى أوكرانيا ثلاث مرات، من 1000 وحدة شهرياً إلى 2000 خلال السنة الأولى من الحرب، وهو عدد ينتظر أن يرتفع إلى ثلاثة آلاف قذيفة اعتباراً من يناير (كانون الثاني) الجاري.
وصرح وزير الدفاع الفرنسي للصحافيين "نحن بصدد تجديد مخزوننا من البارود. نقوم بإعادة تدوير البارود على ذخائر لم يتم استخدامها".
كما أعلن لوكورنو تسليم نحو خمسين صاروخاً أرض جو من طراز "أي 2 أس أم" شهرياً اعتباراً من الشهر الجاري وعلى مدى العام. وأكد أن هذه الصواريخ المتوسطة المدى يمكن أن تستعملها الطائرات "من الطراز السوفياتي" مثل ميغ وسوخوي التي تستخدمها أوكرانيا.
منحت فرنسا وباعت أوكرانيا 30 مدفعاً من طراز قيصر، علماً أن كييف طلبت ستة مدافع إضافية في الخريف.
كما قدمت الدنمارك 19 مدفع قيصر من النسخة المدرعة ذات العجلات الثماني. ويمكن لمدفع قيصر المثبت على شاحنة إطلاق قذائف 155 ملم لمدى يصل إلى 40 كيلومتراً.
زيارة ماكرون
وأكد الرئيس الفرنسي الثلاثاء دعمه كييف التي لم يحقق هجومها العسكري المضاد الأخير النتائج المرجوة. كما أعلن أنه سيزور أوكرانيا في فبراير (شباط) المقبل، للمرة الثانية منذ بدء الحرب في فبراير 2022.
وقال ماكرون إن فرنسا "تعكف على وضع اللمسات النهائية على اتفاق أمني" مع كييف من النوع الذي أبرم الجمعة بين بريطانيا وأوكرانيا على مدى 10 سنوات، معلناً تسليم نحو 40 من صواريخ سكالب.
إلى ذلك، نفت باريس الخميس نشرها "مرتزقة" في أوكرانيا، رداً على إعلان موسكو استهداف مبنى يؤوي "مرتزقة فرنسيين" في خاركيف (شمال شرق) الثلاثاء.