Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

تصفية وشيكة لـ"إيفرغراند" أكبر مطور عقاري صيني

وقف التداول بأسهم الشركة بعد أن أمر محكمة هونغ كونغ إثر فشل الدائنين في الخارج في التوصل إلى اتفاق لإعادة الهيكلة

فشلت الشركة في إقناع القاضي بخطة إعادة هيكلة لـ300 مليار دولار قابلة للتطبيق (رويترز)

ملخص

انزلقت "إيفرغراند" بسرعة إلى ضائقة مالية في أواخر عام 2021 مما أثار قلقاً في جميع أنحاء العالم

توقف التداول بأسهم شركة "تشاينا إيفرغراند" بعد انخفاضها بأكثر من 20 في المئة في التعاملات المبكرة اليوم الإثنين بعد أن قضت محكمة في هونغ كونغ بتصفية شركة التطوير العقاري المحاصرة، ويأتي ذلك على خلفية أزمة الديون المتصاعدة في الصين.

"تشاينا إيفرغراند" التي كانت ذات يوم واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري في البلاد تعرضت في السنوات القليلة الماضية لأزمة الديون في بكين.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت في وقت سابق أن دائني "إيفرغراند" في الخارج فشلوا في التوصل إلى اتفاق نهاية هذا الأسبوع لإعادة الهيكلة، وهو ما قد يعني تصفية وشيكة للمطور العقاري.

وانخفض مؤشر " CSI 300الصيني" بنسبة 0.9 في المئة وأغلق عند 3303.96، مدفوعاً بخسائر في "شنتشن"، بينما ارتفع مؤشر "هانغ سينغ" في هونغ كونغ بنسبة 0.71 في المئة، مقلصاً مكاسبه السابقة.

وتعد "إيفرغراند" شركة التطوير العقاري الأكثر مديونية في العالم، وعجزت عن سداد ديونها في عام 2021، وأعلنت عن برنامج إعادة هيكلة الديون الخارجية في مارس (آذار) من العام الماضي.

احتواء العدوى

ويسعى صناع السياسات في الصين جاهدين إلى وقف أزمة الديون في قطاع العقارات المحاصر.

وفي الأسبوع الماضي أعلن بنك الشعب الصيني (البنك المركزي الصيني) ووزارة المالية عن إجراءات للمساعدة في تعزيز السيولة المتاحة لمطوري العقارات. وستساعد هذه الإجراءات التي ستكون سارية حتى نهاية هذا العام، في تخفيف الأزمة النقدية المستمرة للمطورين الصينيين بعد أن اتخذت بكين إجراءات صارمة ضد القطاع لمعالجة مستويات الديون المتضخمة في قطاع العقارات.

ولا يزال قطاع العقارات في الصين يمثل تحدياً على خلفية أخبار "إيفرغراند"، وفقاً لاستراتيجي الاستثمار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة "راسل إنفستمنت" ألكسندر كوسلي.

وقال كوسلي في برنامج "ستريت ساينز آسيا" على قناة "سي أن بي سي الأميركية"، "أعتقد أن الإجراءات يجب أن تكون أكثر استهدافاً وأكثر قوة". في الوقت ذاته تكافح شركة "كانتري غاردن"، وهي أيضاً واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري في الصين، من أجل سداد ديونها، ومع ذلك، ورد أن المطور قال الشهر الماضي إنه قد يتجنب التخلف عن سداد سنداته المقومة باليوان.

وفشلت المجموعة الصينية التي تحمل اللقب المخزي للمطور العقاري الأكثر مديونية في العالم مع التزامات تبلغ نحو 300 مليار دولار، في إقناع المحكمة بأن لديها خطة إعادة هيكلة قابلة للتطبيق، بعد أن حصلت على سبعة تمديدات منذ بدء إجراءات المحكمة لأول مرة في يونيو (حزيران) 2022، ومع ذلك، لا يزال بإمكانها الاستئناف.

يأتي الحكم القضائي في خطوة من المرجح أن ترسل تموجات عبر الأسواق المالية المتهالكة في الصين، إذ يتدافع صناع السياسة لاحتواء الأزمة المتفاقمة.

وأصدرت القاضية ليندا تشان الحكم صباح اليوم الإثنين قائلة، "لقد حان الوقت للمحكمة لتقول كفى".

التماس بالتصفية

وقدمت المجموعة التماساً بالتصفية في يونيو 2022. وقال المستثمر بالمجموعة توب شاين، إن المطور فشل في احترام اتفاقية إعادة شراء الأسهم التي اشتراها في الشركة التابعة.

وكواحدة من أكبر شركات بناء الشقق في الصين، انزلقت "إيفرغراند" بسرعة إلى ضائقة مالية في أواخر عام 2021، مما أثار قلقاً في جميع أنحاء العالم، إذ كان بعض المحللين يخشون الانهيار الذي قد يكون مشابهاً للحظة انهيار "ليمان براذرز الأميركية" في الصين وبدء أزمة مالية أخرى.

وكانت "إيفرغراند" تعمل على خطة لتجديد الديون بقيمة 23 مليار دولار، لكن هذه الخطة انهارت في سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما أعلنت الشركة أن مؤسسها، الملياردير هوي كا يان، يخضع للتحقيق بتهمة "جرائم غير قانونية مشتبه فيها".

وسيجرى الإعلان عن المصفين الموقتين بعد ظهر اليوم الإثنين، ومن المتوقع أن يتولوا السيطرة على أصول المجموعة العقارية، والتفاوض مع الدائنين في شأن إعادة هيكلة الديون، وتولي إدارة المجموعة، لكن من المتوقع أن تكون العملية معقدة، وأن يكون لها تأثير ضئيل على عمليات المجموعة على المدى القريب، وقد يستغرق المصفون الخارجيون، الذين يعينهم الدائنون ويكلفون بالسيطرة على الشركات التابعة لمجموعة "إيفرغراند" في البر الرئيس للصين، أشهراً أو سنوات، وربما يواجهون صعوبة في هذه العملية.

وقالت مؤسسة شركة "جيه كابيتال للأبحاث" آن ستيفنسون يانغ إن الصين تختلف عن هونغ كونغ، وفي الحالات السابقة مثل مجموعة "كايسا" المطورة، وشركة الطاقة الشمسية "صنتيك"، كانت العمليات "غامضة"، مضيفة "أعتقد أن النقطة المهمة هي أنه لا توجد عملية قانونية منظمة حقاً".

وقال كبير الاستراتيجيين الصينيين في "ساكسو ماركتس"، ريدموند وونغ، إن احتمال حصول المسهمين في "إيفرغراند" في هونغ كونغ على أي شيء من عملية التصفية "منخفض للغاية".

الدائنون الأجانب

أضاف وونغ "بالنسبة إلى الدائنين الأجانب سيكون التركيز على ما إذا كان المصفي سينجح في طلباته، للحصول على المساعدة لمحاكم البر الرئيس في شنغهاي وشنتشن وشيامن، بموجب آلية التعاون التي أعيد تأسيسها في عام 2021، وسيحصل على الأصول في البر الرئيس".

اقرأ المزيد

بعد صدور الحكم، جرى إيقاف التداول في شركات "تشاينا إيفرغراند" وشركة الطاقة الجديدة "إيفرغراند" و"إيفرغراند للخدمات العقارية"، وجرى تداول الأسهم بالفعل بانخفاض يصل إلى 20 في المئة قبل جلسة الاستماع اليوم الإثنين.

ولم يكن من الواضح اليوم كيف سيؤثر الحكم على الصناعة والاقتصاد الصيني المتعثر. وقال ستيفنسون يانغ إن كثيراً من تأثير مشكلات "إيفرغراند" أصبح محسوساً بالفعل بعد تخلفها عن السداد في عام 2021، ومنذ أن شددت الحكومة المركزية الصينية اللوائح في عام 2020، تعثرت الشركات المسؤولة عن نحو 40 في المئة، من مبيعات المنازل الصينية.

وتتصارع الصين مع اقتصاد ضعيف الأداء، وأسوأ سوق عقارية لها منذ تسع سنوات، وسوق الأوراق المالية تتأرجح قرب أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات، وتقوم حكومتها بتدخلات مكثفة.

في عام 1996، أسس رجل الأعمال هوي كا يان شركة "إيفرغراند" المعروفة سابقاً باسم مجموعة "هينغدا"، في مدينة قوانغتشو بجنوب الصين، وبحسب الموقع الإلكتروني للشركة، تمتلك شركة حالياً أكثر من 1300 مشروع في أكثر من 280 مدينة في جميع أنحاء الصين.

وتراوح أعمالها ما بين إدارة الثروات إلى صناعة السيارات الكهربائية وتصنيع المواد الغذائية والمشروبات، حتى إنها تمتلك حصة مسيطرة في أحد أكبر فرق كرة القدم في البلاد، نادي قوانغتشو لكرة القدم.

وكان رئيسها في يوم من الأيام أغنى شخص في آسيا بثروة تقدر بـ42.5 مليار دولار من قبل مجلة "فوربس"، لكن ثروته تراجعت منذ ذلك الحين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تزايد مشكلات "إيفرغراند".

المزيد من أسهم وبورصة