Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل "المواجهة المفتوحة" خيار أميركي قائم ضد إيران وأذرعها؟

تباينت تقديرات المراقبين بين توسعة واشنطن لجغرافيا ضرباتها ومساعيها لإنهاء الحرب في المنطقة

عناصر من "الحشد الشعبي" يحملون نعش رفيق لهم قتل بضربة أميركية يناير الماضي (أرشيفية - أ ف ب)

ملخص

يرى متابعون للشأن الأمني والسياسي أن حرب واشنطن مع "محور المقاومة" ستكون طويلة الأمد وستستهدف في ما بعد جماعة الحوثيين للحد من تأثير هجمات البحر الأحمر.

نفذت الإدارة الأميركية وعيدها وتهديداتها للفصائل المسلحة التي وقفت خلف استهداف قاعدة "البرج 22" الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن، إذ وجهت ضربات على سبع منشآت تضمنت أكثر من 85 هدفاً في العراق وسوريا، واستهدفت فيلق القدس الإيراني و"الميليشيات المرتبطة به" بحسب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي أكد أن الرئيس جو بايدن أصدر توجيهات باتخاذ إجراءات إضافية لمحاسبة الحرس الثوري وأذرعه.

وبعد هجوم "البرج 22" اتهمت الولايات المتحدة "المقاومة الإسلامية" في العراق التي تضم مجموعات متعددة بما فيها "كتائب حزب الله" العراقية بالوقوف خلفه، بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الذي أكد بدوره أن واشنطن سترد عليه.

وبالفعل، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أن الضربات نفذت بطائرات ضمت قاذفات بعيدة المدى، مشيرة إلى استخدام أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه، مما يعيد إلى الأذهان قصف مقاتلات "بي 51" لمواقع عراقية إبان حرب الخليج الثانية "حرب تحرير الكويت" عام 1991 وعقب غزو العراق أيضاً عام 2003، ويشير إلى جدية الولايات المتحدة في استمرارية ضرباتها للفصائل المسلحة الموالية لإيران وشدة الهجمات وعزمها على إطالة أمد الحرب.

وبحسب متابعين للشأن الأمني والسياسي، فإن حرب الولايات المتحدة ستكون طويلة الأمد وستستهدف في ما بعد جماعة الحوثيين للحد من تأثير الهجمات التي تشنها ضد السفن في البحر الأحمر.

ضربات أخرى

واعتبر مدير المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية والأمنية في العراق معتز محيي عبدالحميد أن واشنطن ستشن ضربات أخرى في عدد من مناطق الشرق الأوسط وقيادات بعض الفصائل.

 

 

وقال "ضمن الأخبار المتداولة والاجتماعات في البنتاغون دلالة على أن هناك حزماً حيال الموضوع وسيتم فسح المجال لضربات متكررة لأن هجمات الفصائل المسلحة نالت من هيبة الولايات المتحدة وصدقيتها"، مرجحاً أن تشن واشنطن ضربات أخرى في سوريا والعراق واليمن وربما إيران نفسها.

استهداف شخصيات عراقية

وتحدت طهران، بحسب عبدالحميد، أميركا في البحر الأحمر وزودت الجماعات المسلحة بالأسلحة التي كان لها الدور الكبير في زيادة تأثير هذه الضربات في القواعد الأميركية بالمنطقة وتقديم الجانب الاستخباراتي الذي ساعد هذه المجاميع في ضرب أماكن حساسة، خصوصاً "البرج 22" الخاص برصد الحدود الأردنية- السورية- العراقية، مرجحاً أن "تستهدف واشنطن شخصيات في العراق وخارجه".

وعن الرد العراقي المتوقع، بيّن عبدالحميد أن "الرد العراقي الحكومي اقتصر على الاستنكار والتهدئة وكذلك المجاميع المسلحة التي أعلنت هدنة سابقاً لم تنفذها"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لن تخرج من أربيل وعين الأسد وقاعدة التنف في سوريا مع وجود الغريم الروسي على الأراضي السورية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأردف أن "هناك صراعاً بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بخاصة بعد حرب أوكرانيا ولذلك لن تستغني عن القواعد القريبة من الأراضي الإيرانية والسورية لأن الصراع المقبل سيكون روسياً- أميركياً".

تقليم أظافر  

وبخصوص رد الجماعات المسلحة لفت عبدالحميد الانتباه إلى أنها تنتظر الأوامر من الخارج، أي إيران، ولا تستطيع أن تطلق طائرة مسيّرة واحدة من دون أخذ موافقة طهران، معلقاً على ذلك بقوله "الولايات المتحدة تعرف ذلك".

وتابع أنه "في الوقت نفسه ليس من مصلحة طهران أن تصبح الأراضي الإيرانية ساحة قتال، كما أن واشنطن لا تريد فتح جبهة جديدة، وببساطة تتبع أميركا حالياً سياسة تقليم أظافر أذرع طهران وتسعى إلى إخراجها من سوريا".

الحوثيون الهدف

ويشير أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي إلى أن الولايات المتحدة ستركز ضرباتها على الحوثيين، موضحاً أن إيران وأميركا لا تسعيان إلى توسيع نطاق الحرب.

وأضاف أن "الولايات المتحدة عندما ذهبت إلى فرضية أن تكون هناك أوقات زمنية مفتوحة للضربات فهذا يؤشر إلى رغبة في إيصال رسالة للفصائل العراقية أن سقف المواجهة مفتوح ولا يقتصر على وقت محدد".

وأوضح أن الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة لن تذهب إلى التعرض لإيران أو "كتائب حزب الله" وإنما لمواجهة الحوثيين وفي سبيل ذلك أوصلت رسالتها بأن "كل من يذهب لمواجهتها ستردّ عليه في أي مكان".

لا توسيع لنطاق الحرب

في السياق ذاته، يعتقد الفيلي بأن واشنطن تريد اعتماد مبدأ "رد الضربة بضربة ولا تريد توسيع دائرة المعارك مع فرضية ملامح قرب التوصل إلى اتفاق أو تفاهمات في غزة في وقت ترى أن أي توسع في الضربات ليشمل جهات أخرى سيقوض فرص السلام وسيجر المنطقة إلى حرب كبيرة".

وأكد أن واشنطن ليست وحدها التي تخوض غمار الحرب وإنما لندن معها وهي رسالة بأن التصعيد سيكون من حلفائها أيضاً.

وعن الوجود الأميركي في العراق بعد هذه الضربات، أوضح الفيلي أن واشنطن وبغداد اتفقتا في أغسطس (آب) الماضي على وضع آلية لعلاقة أمنية مستدامة من خلال تشكيل المجلس العسكري الأعلى لتنظيم العلاقة بين البلدين.

وقال "أراد العراق أن يتولى أصحاب الاختصاص هذا الأمر عبر المسؤولين العسكريين والأمنيين كما أراد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن يترك تقدير الموقف للقادة العسكريين وليس للساسة على رغم وجود مطالبات من قبل قيادات وسياسيين عراقيين، إلا أن الحكومة لديها خطة تقديرية لهذا الأمر وهي رؤية في قضية التعاطي مع الولايات المتحدة".

واعتبر أن أي قرار يتخذ يجب النظر إلى أبعاده لأن هناك جوانب أمنية وسياسية واقتصادية وفي حال انسحاب الولايات المتحدة فإن هناك دولاً ستغادر ممثلياتها في العراق".

الضربات ستستمر

بدوره، يرى مدير مركز التفكير السياسي أستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد إحسان الشمري أن الضربات الأميركية ستستمر بصورة تصاعدية، قائلاً إن "الحملة الأميركية تعد رمزية وعلى رغم عدد الأهداف التي وصلت إلى 85 هدفاً إلا أنني أتصور أن الضربات ستتوسع لتشمل أهدافاً ومناطق أخرى في الداخل السوري أو الجغرافيا العراقية".

وحذر من أنه "لا يبدو إلى الآن وجود قدرة من أي من الأطراف على احتواء الموقف وحتى بقية الدول لا تريد الدخول في هذا الصراع سلباً أو إيجاباً".

وختم الشمري حديثه بالتأكيد على أن الضربات ستستمر إلى أن تقتنع الولايات المتحدة بوصولها إلى مرحلة عدم تشكيل الفصائل المسلحة أي تهديد على أمنها وربما تتواصل حتى إذا ما انتهت حرب غزة، فإدارة بايدن تسعى إلى إنهاء قدرات الفصائل الموالية لإيران بما لا يجعلها مصدر خطر لواشنطن أو شركائها في المنطقة".

المزيد من تقارير