عمت حالة من الجدل وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، بعد اتهام أسرة فتاة لسائق بمحاولة التحرش بابنتهم واختطافها، قبل قفزها من السيارة خلال سيرها مما أدى إلى إصابتها إصابات بالغة وفقدانها الوعي، مما استدعى تدخل البرلمان على الخط، وعرض الرئاسة المصرية علاج الفتاة حتى لو استدعى الأمر سفرها للخارج، وفق ما أعلنت أسرة الفتاة.
وحدثت الواقعة التي عرفت باسم "حادثة فتاة الشروق"، الأربعاء الماضي، وأفاد شهود وبيان رسمي لوزارة الداخلية، بأن الشابة حبيبة الشماع قفزت من سيارة "أوبر" كانت تستقلها على طريق السويس بالقاهرة، بعد محاولة الساق التعدي عليها أثناء السير.
تفاصيل الواقعة
وفق ما قالت دينا إسماعيل، والدة الفتاة، فإن نجلتها "حبيبة" استقلت سيارة أجرة تابعة لأحد التطبيقات الذكية، الأربعاء الماضي، في تمام الساعة 6:50 دقيقة من مدينة الشروق متجهة إلى "مدينتي" (شرق القاهرة)، وفي تمام الساعة 7:01 قفزت من السيارة أثناء سيرها، وألغى السائق الرحلة فوراً وأكمل طريقه كأن شيئاً لم يكن.
وأضافت الأم، في تصريحات تلفزيونية، أن "شخصاً اتصل بها، وأبلغها أن ابنتها في مستشفى الشروق العام، وحين وصلت إلى المستشفى وجدتها ملقاة على الأرض وغرقانة في الدم وقاطعة النفس وبيخيطوا دماغها من غير بنج"، موضحة أن شاهد العيان الذي أنقذ ابنتها أخبرها أنها قفزت من السيارة، وقالت له إن السائق كان ينوي خطفها ثم أصيبت بتشنجات وأفرغت ما في معدتها وفقدت الوعي.
وقالت الأم إنها قابلت الشخص الذي أنقذ ابنتها في المستشفى، والذي أشار إلى أنه شاهد الشماع تسقط من سيارة أجرة، وعندما اقترب منها قالت له إن السائق كان يريد اختطافها "ثم أصيبت بتشنجات وفقدت الوعي. ابنتي لم تفق من الغيبوبة حتى الآن منذ وقوع الحادثة، الأربعاء الماضي، بسبب الإصابات التي لحقت بها، ومنها النزف على المخ".
وفسرت الأم قفز ابنتها من السيارة بأنها تعرضت لموقف صعب قائلة "خوفها من الخطف هو الذي دفعها لذلك"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن ابنتها فاقدة للوعي منذ الأربعاء الماضي، ونسبة إدراكها 3 من 15 درجة، نتيجة لنزف في المخ.
وبحسب إسماعيل، فإن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اتصل بالأسرة، قائلة، "أشكر الرئيس السيسي لتواصله الشخصي معنا وإعلانه تقديم كل المساعدات لبنتي حتى لو استدعى الأمر سفرها للعلاج بالخارج".
وعن تفاصيل الحادثة ذاتها، روت داليا محمد ابنة عم الضحية، عبر حسابها على "فيسبوك"، تقول إن "والدة حبيبة اتصلت بها أثناء الرحلة التي كانت تستقلها، ولم تكن تسمع صوتها جيداً بسبب ارتفاع صوت الكاسيت وكذلك صوت السائق"، مضيفة: "حين حاول صديقات حبيبة مهاتفتها للاطمئنان عليها، رد عليهم شخص ما وأبلغهم أن صاحبة الهاتف سقطت من السيارة، واصطدمت بعدها بحاجز أسمنتي، وحين سؤالها عما حدث، قالت إن سائق السيارة حاول اختطافها، قبل أن تصاب بتشنجات وتفقد الوعي".
وتابعت ابنة عم الضحية، قائلة، "لم أعلم ما حدث لها لتشعر بهذا القدر من الخوف، الذي اضطرها لإلقاء نفسها من السيارة وهي تسير"، مشيرة إلى أن السائق اختفى بعد سقوطها ولم يطلب لها الإسعاف لإنقاذها.
من جانبها، كشفت وزارة الداخلية المصرية، في بيان لها، ما قالت إنه "حقيقة ما تم تداوله في شأن قيام سيدة بالقفز من سيارة بطريق السويس بالقاهرة"، موضحة أن قسم شرطة الشروق، إحدى ضواحي العاصمة، تلقى بلاغاً من أحد المستشفيات باستقبال الفتاة "مصابة بجروح بالرأس واضطراب بدرجة الوعي لدرجة أنه "لا يمكن استجوابها".
وأفادت الداخلية أن شاهد عيان ذكر أنه حال سيره بطريق السويس بدائرة القسم شاهد المصابة حال قفزها من باب سيارة خلفي "كانت تستقلها" أثناء سيرها، فتوقف لمساعدتها وأبلغته أنها كانت تستقل السيارة "تابعة لإحدى تطبيقات النقل الذكي" ولدى محاولة قائد السيارة معاكستها قامت بالقفز من السيارة خشية تحرشه بها، ونقلها للمستشفى عقب ذلك.
وقال البيان إن رجال الأمن تمكنوا من القبض على المتهم ولديه "معلومات جناية" (أي سبق اتهامه في جرائم) و"بمواجهته، قرر أنه حال قيامه بغلق نوافذ السيارة ورش معطر، فوجئ بقيام المذكورة بالقفز من السيارة، فقام باستكمال سيره، ولم يتوقف خشية تعرضه للإيذاء"، لتأمر بعد ذلك جهات التحقيق بحبس السائق المتهم بالواقعة أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في المقابل، وبينما أعربت شركة "أوبر مصر" عن حزنها العميق إزاء الحادثة، مؤكدة تعاونها مع سلطات التحقيق للتأكد من اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة. دافعت هبة هاشم، شقيقة السائق المتهم عن شقيقها، قائلة في تصريحات تلفزيونية، إن الواقعة بدأت عندما قرر شقيقها بدء الرحلة مع العميلة، عقب الانتهاء من عمله مع طبيب مشهور. ولفتت إلى أن شقيقها أغلق نوافذ السيارة عندما شعر بالبرد على الطريق السريع، لكنه فوجئ بأن رائحة السجائر ملتصقة بملابسه فقرر إخراج زجاجة عطر لرشها. ونوهت بأن الفتاة بمجرد إخراج السائق لزجاجة العطر فتحت الباب وألقت نفسها من السيارة من دون مقدمات وتركت الباب مفتوحاً. وبحسب هاشم، فإن أخاها تخوف من العودة إلى مكان وقوع الفتاة.
في الأثناء وعلى أثر الحادثة، تدخل البرلمان على الخط، إذ تقدمت النائبة أمل سلامة، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بطلب إحاطة إلى حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه إلى مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في شأن تشديد الإجراءات والقواعد اللازمة لتشغيل السائقين في تطبيقات وسائل النقل الذكي العاملة في مصر "أوبر-إن درايف-ديدي"، وما يستجد من شركات.
وذكرت النائبة، بحسب ما نقلت تقارير محلية، أمس الأحد، أن وسائل النقل الذكي "لم تعد آمنة، بعد تكرار الاتهامات بالتحرش ومحاولة الاختطاف"، مشيرة إلى أن تلك الشركات "تسمح بتشغيل من لديهم أحكام جنائية، ويتعاطون المواد المخدرة".
ودخلت شركة "أوبر"، ومقرها الولايات المتحدة إلى مصر في عام 2014، حيث تعمل سيارات الشركة في 10 مدن، إضافة إلى القاهرة، وظلت تهيمن على السوق المصرية قبل دخول شركات عالمية جديدة لخدمات نقل الركاب في عام 2020.
وعلى رغم ذلك تعد مصر إحدى أكبر 10 أسواق لـ"أوبر" على مستوى العالم، إذ قدرت قيمة سوق خدمات نقل الركاب في مصر بنحو 922 مليون دولار في عام 2020، وفقاً لتقرير نشرته مؤسسة الهندية الأميركية "غراند فيو" للأبحاث والاستشارات.