Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انقسامات الجمهوريين تمنح الديمقراطيين دورا حاسما في الكونغرس

صحيح إنهم يمسكون بأركان السلطة الأميركية برئاسة ترمب لكن تشدد التيارات الجمهورية المحافظة يمنح الديموقراطيين أوراقاً كثيرة للتأثير في القرارات وذلك في تحالف مع رئيس المجلس مايك جونسون

مايك جونسون يؤدي اليمين الدستورية رئيساً لمجلس النواب الأميركي، الثالث من يناير 2025 (أ ف ب)

ملخص

على رغم سيطرة الجمهوريين على أركان السلطة في أميركا، ليس أمام مايك جونسون إلا الاعتماد على الديمقراطيين لتمرير التشريعات بسبب انقسامات حزبه، وتشدد المحافظين فيه

بعد بضع ساعات من الأخذ والرد، ظل مايك جونسون رئيساً لمجلس النواب الأميركي بمساعدة بعض الضغوط التي مارسها الرئيس المنتخب دونالد ترمب. وتظهر تلك الخطوة أن ابن لويزيانا المعتدل الطباع هو سياسي أكثر مهارة من سلفه كيفن ماكارثي، الذي اضطر إلى خوض 15 جولة انتخابية داخل المجلس قبل أن يصبح رئيساً قبل عامين.

لكن كلمة جونسون التي تلت انتخابه لم توضح المزاج العام، ولم يفعل ذلك حتى خطاب رئيسة المؤتمر الجمهوري في مجلس النواب ليزا ماكلين.

بدلاً من ذلك، جاء التوضيح عندما رشح رئيس التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي بيت أغويلار، الزعيم الديمقراطي حكيم جيفريز، ووصف الديمقراطيين في المجلس بـ"الغالبية الحاكمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الظاهر، قد يبدو سماع ذلك سخيفاً بعدما عجز الديمقراطيون عن قلب الغالبية لصالحهم في الانتخابات الأخيرة، كما حصد الجمهوريون أربعة مقاعد إضافية في مجلس الشيوخ، مما ضمن لهم الغالبية، ومنح ترمب حرية التحكم بثلاثية السلطة (أي البيت الأبيض، ومجلسي النواب والشيوخ). علماً أن ترمب نجح أيضاً في الفوز بالتصويت الشعبي، وهو ما لم ينجح في تحقيقه في انتخابات 2016، مما يعني امتلاكه التفويض، وإن لم يكن بالحجم الذي قد يرغب في ادعائه.

لكن في الشهر الماضي، قام الديمقراطيون في مجلس النواب بإنقاذ جونسون، وغيره من الجمهوريين، عندما قامت مجموعة من النواب الجمهوريين بمعارضة مشروع قانون الإنفاق الموقت للدولة الفيدرالية، بعدما أجهض إيلون ماسك وترمب مشروع القانون المقترح.

وقال أغويلار لـ"اندبندنت"، "يبدو أن هذا هو أسلوب عمل هذا الكونغرس، تماماً كما رأينا خلال التصويت لانتخاب رئيس للمجلس، إذ تقوم مجموعة من الجمهوريين المتشددين بعرقلة عمل الكونغرس باسم الشعب الأميركي".

تكرر هذا النمط طوال العامين الأخيرين من رئاسة جو بايدن، ومن المحتمل أن يستمر في السنوات المقبلة عندما يتعلق الأمر بمعارك الإنفاق الحكومي وتشريعات رفع سقف الدين، نظراً إلى معارضة المحافظين.

في خطاب قبوله للترشيح، أوضح جيفريز استعداده للعمل مع الجمهوريين قائلاً "الشعب الأميركي بحاجة إلينا، كممثلين منتخبين، في هذا الوقت لنضع عدواتنا الحزبية جانباً ونركز على أشكال التعاون بين الحزبين".

من ناحيتها قالت النائبة جاسمين كروكيت، من ولاية تكساس لـ"اندبندنت"، "لقد أوضح أنهم سيحتاجون إلى الجلوس على طاولة الحوار إذا كانوا يريدون فعلاً الحكم، وركز على الحكم، وهذا هو جوهر الديمقراطيين".

النائب راجا كريشنامورثي من ولاية إلينوي، الذي كان يتمتع في الماضي بعلاقة عمل جيدة مع الجمهوريين بصفته كبير الديموقراطيين اللجنة الخاصة بالصين في الكونغرس، قال سيكون على جونسون البناء على نتائج اليوم.

وصرح لـ"اندبندنت"، "اضطروا إلى اقناع عضوين جمهوريين في صفقات اللحظة الأخيرة من أجل انتخاب رئيس لمجلس النواب. إن ذلك يظهر مدى ضيق الهامش، ومدى اعتمادهم على الديمقراطيين من أجل الحكم فعلياً".

وللتأكيد هنا، سيظل للجمهوريين كثير من التأثير في السلطة. فقد نجح الجمهوريون في السيطرة على مجلس الشيوخ، مما سيضمن تحويل زعيم الغالبية في المجلس جون ثون، إلى مصنع خاص بتصرف الرئيس المنتخب ترمب للمصادقة على التعيينات والأحكام القضائية، تماماً كما فعل السيناتور ميتش ماكونيل، خلال فترة رئاسة ترمب الأولى.

سيتمكن الجمهوريون أيضاً من تجاوز التعطيل (الفيلبستر) لتمرير أجندتهم التشريعية باستخدام عملية المصالحة الموازنة، التي تسمح بتمرير التشريعات بـ51 صوتاً فقط ما دام كانت مرتبطة بالموازنة، كما سيحدد جونسون وثون أيضاً مشاريع القوانين التي تصل إلى المجلس.

لكن ومن خلال رفض المحافظين المستمر لأية حزمة تشريعية يقترحها جونسون، بغض النظر عن مدى كونها متطابقة مع الفكر المحافظ، سيحتاج جونسون إلى الاعتماد على الديمقراطيين. ومن المفارقات أن ذلك سيعني أن الجمهوريين لن ينجحوا في الحصول على الاقتطاعات الحادة التي يرغب في تحقيقها المحافظون، لأنها لن تكون يوماً كافية بالنسبة إليهم.

وهذا سيعني أن جونسون قد يحتاج إلى الاعتماد على الديمقراطيين الذين يتمتعون بعلاقات جيدة مع الجمهوريين، وقد تحدث الديمقراطي جاريد موسكوفيتز، مع زميلته من فلوريدا النائبة أنا بولينا لونا، التي كانت أطلقت على جونسون لقب "ماغا مايك" عندما منحته صوتها.

بالنسبة إلى موسكويتز، يتعلق الأمر بحسابات بسيطة.

وقال موسكويتز "الأمر لا يتعلق بالنفوذ، في نهاية المطاف إنه كونغرس منقسم، إذا أرادوا تمرير المشاريع، يتحتم عليهم العمل معاً".

خلال عملية الإدلاء بالأصوات، كان موسكويتز دفع بابنه إلى الإدلاء بصوته لصالح جيفريز، ولكن ذلك الصوت لم يحتسب. إن التعامل مع جمهوريي مجلس النواب قد يكون أصعب قليلاً من عملية التعامل مع شغب صغار السن في محيط مجمع الكابيتول.

© The Independent

المزيد من متابعات