Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأسواق المتنقلة ملاذ الفقراء وذوي الدخل المحدود في الأردن

تواجه بعض الصعاب والتحديات التي قد تهدد استمراريتها إذ تقابل دوماً بالانتقاد والشكوى من قبل التجار التقليديين والجهات الرقابية

تنتشر الأسواق المتنقلة في الأردن منذ عام 1990 وهي تشكل متنفساً لذوي الدخل المحدود (مواقع التواصل)

ملخص

يعتبر بعض التجار أن هذه الأسواق تشكل منافسة غير عادلة لهم، فلا وجود لضرائب أو رسوم أو إيجارات بينما يؤكد آخرون أن معظم بضائع هذه الأسواق مهربة ومخالفة للمواصفات والمقاييس

تنشط الأسواق المتنقلة في الأردن بين الحين والآخر كجزء مهم من النشاط الاقتصادي والاجتماعي، وعلى رغم أن بعضها موسمي وأخرى متخصصة ببيع بضائع بعينها كالألبسة والأحذية والأكسسوارات والعطور والمواد الغذائية والأدوات المنزلية والإلكترونية، لكنها جميعاً تقع ضمن نطاق جغرافي وتعتبر امتداداً لأسواق شعبية قديمة كانت تقام في أيام محددة من الأسبوع وتشكل مراكز نشطة للتبضع والتجارة، فضلاً عن أنها تختصر على الأردنيين المسافات والوقت والجهد للذهاب إلى الأسواق النمطية في المدن الكبرى، كما توفر فرص عمل للباعة المتجولين ومصدر رزق لهم.

أسواق أسبوعية

تبدلت تسميات هذه الأسواق في الأردن ما بين سوق الأحد وسوق الإثنين لتستقر، أخيراً، على مسمى "سوق الجمعة". ويصنف مراقبون الأسواق المتنقلة كأحد أقدم أشكال الاقتصاد غير المنظم، على رغم دورها الحيوي في توفير السلع والخدمات وخلق التواصل بين المستويات الاجتماعية كافة، إذ لا يقتصر روادها فقط على الفقراء وذوي الدخل المحدود، بل إن أفراد الطبقات المتوسطة والأغنياء أيضاً يجدون ضالتهم في هذه الأسواق التي تحول بعضها إلى محطة سياحية محببة نهاية كل أسبوع.

ففي قلب العاصمة الأردنية عمان، وتحديداً في نهاية شارع طلال بمنطقة سقف السيل، هناك سوق قديم يعرف بـ"سوق الحرامية". تضم هذه السوق نحو 30 محلاً صغيراً وأكثر من 50 بسطة. يعتبر ملاذاً للمواطنين غير المقتدرين مادياً على شراء حاجاتهم.

يعود سبب تسمية هذه السوق بـ"سوق الحرامية" إلى نوعية بضائعه التي تضم قائمة طويلة من النحاسيات والأجهزة الكهربائية المستعملة والملابس والأحذية والأدوات الإلكترونية، فضلاً عن بعض البائعين الذين كانوا يبيعون ما يسرقونه بقربه قبل توقيفهم وإبعادهم عن السوق منذ سنوات طويلة.

سوق الجمعة وسوق العيد

ويحاول بعض قاطني عمان الغربية التي تعرف بثرائها التردد على هذه الأسواق، بحثاً عن بعض المشغولات اليدوية المعروضة في سوق الجمعة، بينما يسعى الفقراء ومحدودو الدخل للحصول على ألبسة وأحذية تحمل أسماء تجارية عالمية شهيرة (براندات) بأسعار زهيدة جداً لا يتجاوز ثمن بعضها الخمسة دولارات.

تقع سوق الجمعة في منطقة رأس العين في العاصمة عمان وتتمركز فيه أسواق بيع الملابس والأحذية المستعملة بشكل أساسي، وعلى مقربة منه وصباح كل يوم جمعة أيضاً تنشط سوق مزدحمة لبيع الطيور والحيوانات الأليفة.

ومن الأسواق المتنقلة التي تنشأ موسمياً "سوق العيد" التي تبدأ ملامحها وبسطاتها بالانتشار تدريجاً في العشر الأواخر من شهر رمضان وقبيل عيد الأضحى، في شوارع فرعية وشارع رئيسة كسوق جبل الحسن تحت مسمع ونظر السلطات التي تغض الطرف عنها سعياً لإنعاش الحركة التجارية، ويرتادها عمال المياومة وأصحاب الدخول المتدنية، نظراً إلى خفض أسعارها.

أما سوق جارا، فهي سوق تراثية موسمية تبدأ أسبوعياً في كل جمعة خلال مايو (أيار) وتنتهي في أكتوبر (تشرين الأول) يقوم عليها سكان جبل عمان وتحديداً منطقة شارع الرينبو السياحي التراثي، ويرتادها السياح والمواطنون. وتضم السوق مجموعة كبيرة من اللوحات والمنحوتات والتحف ونحاسيات، والأشغال اليدوية والأكسسوارات، إضافة إلى بيع مأكولات شعبية وتنظيم فقرات فنية.

أسواق متنقلة في حافلات

في جانب آخر، يحوِّل بعض القائمين على هذه الأسواق سياراتهم وحافلاتهم إلى سوق متكاملة، بمختلف البضائع والسلع وبأسعار رخيصة وجودة متفاوتة، يجوبون بها المدن والقرى والأحياء.

يقول محمد الذي حوَّل سيارته إلى مكان لبيع العطور بأنواعها، إنه يمتلك حرية عرض بضاعته شهرياً وفق محددات العرض والطلب وازدحام المارة والمتسوقين.

ويضيف "أحاول اختيار أماكن تعج بالمتسوقين كالمدارس وتجمعات المساجد، والتقاطعات، كما إنني أروج لبضاعتي على منصات التواصل الاجتماعي وأقوم بتوصيلها للزبائن".

بينما يمارس عاهد تجارة بيع الملابس الداخلية والجوارب منذ أعوام في سيارة النصف نقل التي يمتلكها، ويتنقل أسبوعياً في أماكن عدة هرباً من موظفي البلدية وخشية إلزامه بدفع رسوم وضرائب وتراخيص تثقل كاهله، لكنه استقر، أخيراً، في شارع فرعي في أحد أحياء عمان الشرقية.

وتزايدت ظاهرة تحويل المركبات إلى محال تجارية لبيع كل ما يخطر على بال من بضائع كالألعاب، والحلويات، والمشروبات، وحتى الألبسة، والقرطاسية، والأدوات المنزلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صعوبات وتحديات

تواجه الأسواق المتنقلة بعض الصعاب والتحديات التي قد تهدد استمراريتها، إذ تقابل دوماً بالانتقاد والشكوى من قبل التجار التقليديين والجهات الرقابية.

يقول تجار لديهم محلات في مناطق عدة بالعاصمة عمان إن هذه الأسواق تشكل منافسة غير عادلة لهم، فلا وجود لضرائب أو رسوم أو إيجارات وعديد من الكلف التشغيلية الأخرى، بينما يؤكد آخرون أن معظم بضائع هذه الأسواق مهربة وتقليدية ومخالفة للمواصفات والمقاييس، في حين يشكو الزبائن من رداءة بعض السلع.

يسرد الكاتب أحمد أبو خليل تاريخ الأسواق المتنقلة منذ نشأتها عام 1990، حين أقيمت أول سوق شعبية متنقلة في عمان بمنطقة ماركا الشمالية، وسميت سوق الأحد، أما السوق الثانية، فكانت قرب الدوار الثالث في جبل عمان، وسميت سوق الخميس، ثم تأسست سوق العبدلي، التي سميت سوق الإثنين.

يضيف أبو خليل "خلال أكثر من ربع قرن من عمر الأسواق الشعبية، أقيمت 46 سوقاً متنقلة في مناطق مختلفة، وأصبحت اليوم متكاملة من حيث نوع البضاعة التي تعرض فيها، فضلاً عن كونها تشكل متنفساً للبعض".

ويبدو أن السلطات الأردنية تلقفت فكرة الأسواق المتنقلة وحاولت تطبيقها بشكل رسمي في المناطق النائية خصوصاً خلال شهر رمضان، حيث جهزت المؤسسة الاستهلاكية المدنية سوقين متنقلتين يعملان على مدار العام متخصصين للوصول إلى المناطق النائية البعيدة ذات الكثافة السكانية القليلة.

المزيد من متابعات