ملخص
غالب بيانات العالم عرضة للتوقف أو التعثر أو التعطل بسبب "خطاف" سفينة أو شباك صيد تحتك بقاع البحار أو بسمكة قرش تجذبها النبضات الكهرومغناطيسية الصادرة عن كابلات الإنترنت
يقاتل المرء ويعمل ويجتهد ويبذل الغالي والرخيص من أجل حياته وأسرته وأكل عيشه. كان هذا في ما مضى. اليوم يقاتل المرء من أجل ما سبق إضافة إلى كابلاته. ففي كابلاته حياته وعمله واتصاله وتواصله، وفيها رفاه أسرته أو وقوعها في غياهب الفقر والعوز، وفيها ضمان واستدامة لقمة العيش أو تعثرها وقطع عيشه.
قطع العيش في العام الـ24 من الألفية الثالثة بات وثيق الصلة بقطع الكابلات، بمعنى آخر، وقول واحد، قطع كابلات الإنترنت يساوي خراب بيوت وقطع أرزاق وانهيار اقتصادات. وهذا يعني أن "حرب الكابلات" ليست وهماً أو خيالاً، بل واقعاً ملموساً، إن لم تتضح معالمها اليوم، فغداً، وربما قبل أيام.
تعطل وتعثر
قبل أيام، حدث قطع في كابلات بحرية تحت مياه البحر الأحمر، وهو مما أدى إلى تعطل شبكات اتصالات عالمية، وتعثر أعمال واتصالات وتواصل ملايين الأعمال ومليارات البشر في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط. وعلى رغم الجهود السريعة والحثيثة التي بذلتها الشركات المختلفة لتقليص الخسائر وإيجاد البدائل الموقتة، فإن العالم تضرر اقتصادياً، ناهيك بالقلق الذي تحول من مرحلة الشك في اعتبار الكابلات أداة حرب وضغط إلى اليقين، حتى لو ثبت أن القطع كان قضاءً وقدراً.
قدر 25 في المئة من البيانات المتدفقة من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط عبر هذه الكابلات كان الضرر البالغ، بحسب ما أعلنت شركة "أتش جي سي غلوبال كوميونيكشن"، الرائدة في مجال خدمات وحلول الاتصالات الدولية (مقرها هونغ كونغ)، في بيانها.
البيان لم يذكر الجهة المسؤولة عن القطع، لا سيما أن إعلان جهات، أو توجيه اتهامات، أو ترجيح تصورات في هذه المنطقة المشتعلة المرتبكة الواقعة في قبضة حفنة من الصراعات متعددة الجنسيات ومتشابكة المصالح من شأنها أن تفاقم من حجم الارتباك.
ارتباك ضرب نصف العالم
لكن الارتباك الذي ضرب نصف العالم تقريباً لم يحل دون استشعار جماعي، يسميه البعض توقعاً منطقياً ويراه البعض الآخر تنبؤاً عقلانياً، سواء في وسائل إعلام في الشرق والغرب، أو من قبل الأفراد في دول عدة تقف على طرفي حرب القطاع داعمة لإسرائيل أو متضامنة مع "حماس" والفلسطينيين، بأن الضربات الحوثية ربما أو غالباً أو يقيناً، تقف وراء ما حدث.
لكن الحدث يبقى "مبهماً"، والفاعل يظل مجهولاً، ما دام لم تجر تحقيقات أو استقصاءات تعلن نتائجها وتوثيق إجراءاتها. وكون البحر الأحمر بات يمثل نقطة ساخنة عالمية في أعقاب عملية "حماس" يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وما تبعها من اشتعال حرب القطاع، وتحديداً في نوفمبر (تشرين الثاني) التالي له حين أعلن الحوثيون استهداف ما سموه بـ"السفن المرتبطة بإسرائيل دعماً لفلسطينيين"، وهو ما توسع بعد أسابيع ليشمل – بحسب ما أعلنته جماعة الحوثي - السفن الأميركية والبريطانية.
هذه النقطة الساخنة أصبحت بالغة السخونة بدخول "الكابلات" على الخط. في مطلع العام الحالي، بدأت أصوات اختصاصيين في مجالات عدة مثل التكتيك العسكري واللوجيستيات الأمنية الخاصة باتصالات الإنترنت وغيرهما تحذر أو تتوقع ضلوع كابلات الإنترنت في الصراع الإقليمي الدائر في منطقة الشرق الأوسط.
صراع البحر الأحمر
شركة "تيلي جيوغرافي" الأميركية المتخصصة في بحوث أسواق الاتصالات (مقرها واشنطن) حذرت في يناير (كانون الثاني) 2024 من احتمالات تحول البحر الأحمر، هذا الموقع الاستراتيجي للشحن العالمي، إلى منطقة صراع خطرة، لا سيما أنه يلعب دوراً بالغ الحيوية في شبكة الاتصالات العالمية.
مدير البحوث في "تيلي جيوغرافي" آلان مالدين شرح في ورقة عنوانها "البحر الأحمر: مفترق طرق رئيس للكابلات البحرية تحت الحصار" كيف يتحكم البحر الأحمر في أكثر من نصف معدل أو نطاق نقل البيانات الترددي أو "الباندويدث" إقليمياً متصل بأوروبا عبر كابلات البحر الأحمر، وأن ما يزيد على 90 في المئة من إجمالي قدرة الاتصالات بين أوروبا وآسيا تمر عبر كابلات البحر الأحمر.
وأشار إلى أنه مع استمرار زيادة الطلب على نطاق نقل البيانات الترددي (الباندويدث) في جميع أنحاء العالم، يستثمر عدد كبير من مشغلي الشبكات في عدد كبير من الكابلات، وجانب كبير منها في مياه البحر الأحمر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان مالدين حذر من قبل من الخطر الكبير الذي تمثله الحرب الأهلية في اليمن من مشكلات وأخطار على تركيب الكابلات وإصلاحها حال تعطلها، إذ تتطلب سفن مد هذه الكابلات الحصول على تصاريح لدخول المياه الإقليمية للدولة قبل بدء العمل، منوهاً بصعوبة وربما استحالة الحصول على هذه التصاريح من كيانين متناحرين في دولة واحدة يدعي كل منهما هيمنته على المساحة ذاتها من البحر.
يقول "كان هذا قبل بدء الهجمات الحوثية على السفن التجارية. الآن الوضع أكثر تعقيداً وتشابكاً وهو ما يمثل خطراً مضاعفاً على اتصالات العالم"، مضيفاً "ما عليك سوى إلقاء نظرة على عدد الكابلات الموجودة والمخطط لها قرب الساحل اليمني حيث تتركز معظم الهجمات".
خريطة كابلات البحر الأحمر - التي تحوي الكابلات الحالية وتلك التي كان قد تم البدء في وضعها وفي انتظار استكمالها - تبدو كلوحة متشابكة من الخطوط المتزاحمة. هذه اللوحة هي القوة الضاربة غير المرئية التي يعتمد عليها مليارات البشر في تسيير أمور عملهم وتعليمهم وحياتهم بشكل يومي وعلى مدى ساعات اليوم الـ24، وتعطلها يعني تعطل كل ما سبق.
سبق وانقطعت الكابلات
سبق وانقطعت الكابلات، وتعطلت الأعمال، وتعثرت الأرزاق. استمر القطع أياماً، واستغرق الإصلاح أياماً أيضاً، لكن الأضرار استمرت لما هو أكثر من ذلك. ففي فبراير (شباط) عام 2008، انقطعت خمسة كابلات بحرية للإنترنت فائق السرعة في مياه البحر المتوسط، مما أدى إلى بدء خدمة الإنترنت لملايين المستخدمين، وانقطاعها تماماً عن آخرين. استمر الانقطاع لنحو 12 يوماً. ووقع الضرر الأكبر على مصر حيث انقطعت 70 في المئة من خدمات الإنترنت والخدمات المتصلة بها والاتصالات الدولية، إضافة لعدد من الدول الخليجية وعلى رأسها الإمارات. الغريب أن الفاعل بقي مجهولاً.
وشهد العام نفسه، وتحديداً في ديسمبر (كانون الأول) انقطاع كابلين أحدهما في مياه قناة السويس والآخر في المحيط الهندي، وهو ما أثر أيضاً في سرعة الإنترنت في معظم دول الشرق الأوسط.
وخلال مارس (آذار) عام 2009 تضررت الجزائر من انقطاع أحد الكابلات مما أثر في شبكات الاتصال الأرضي الثلاث بنسبة 60 في المئة.
وحدث في عام 2010 انقطاعان للكابلات البحرية التي تمر من خلالها غالبية الاتصالات الدولية، إلا أن التأثير كان محدوداً مقارنة بما جرى في عام 2008، والذي نجم عنه ما يشبه شلل الاتصالات، وتأثر ما يزيد على 80 في المئة من القطاعات الاقتصادية في الدول المتضررة.
وشهد عام 2013 سلسلة من حوادث قطع الكابلات. ففي مارس من السنة نفسها انقطع كابل بحري على مقربة من ساحل مصر الشمالي، وتحديداً الإسكندرية. وأثر هذا القطع في خدمات الإنترنت في البلاد بـ30 في المئة، وتأثر عدد من الدول القريبة.
الغريب أنه بعد ثلاثة أيام فقط، حدث قطع آخر، وهو ما فجر الشكوك حول شبهات جنائية متعمدة. وقتها تم إلقاء القبض على ثلاثة غواصين "أثناء قيامهم بقطع كابل ’تي أي نورث‘ المملوك للشركة المصرية للاتصالات والقريب من مدينة الإسكندرية"، بحسب ما أفادت تقارير إعلامية في هذا الوقت. الأغرب أن انقطاعاً ثالثاً حدث بعد ثلاثة أيام أخرى، وانقطعت أو تباطأت خدمات الإنترنت في منطقة الدلتا في مصر، إضافة إلى غرب الهند، وهو ما تكرر بعد يومين في الشهر نفسه.
في هذا العام، أعلنت مصر تحفظها على حاملة نفط عملاقة موجهة إليها اتهام التسبب في قطع الكابل الرئيس المملوك للشركة المصرية للاتصالات "تي أي نورث". وجاء في التحقيقات أن قبطان الناقلة تجاهل تحذيرات بعدم المرور في منطقة بعينها بسبب وجود الكابلات البحرية.
غضب الطبيعة وتعرية الكابلات
وبعيداً مما أشارت إليه دراسة ألمانية نشرت نتائجها في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" في عام 2018 من أن كابلات الاتصالات في أعماق البحار والمحيطات يمكنها أن تعمل مجسات لمراقبة نشاط الزلازل، وذلك بقياس مدى انتظام حركة الأشعة الصادرة من داخل الألياف الضوئية، إلا أن الزلزال الذي ضرب تايوان في عام 2006 سلط الضوء على عديد مما وصفه المتخصصون بـ"نقاط الضعف في منظومة الكابلات البحرية التي تنقل معظم بيانات العالم في أعماق البحار والمحيطات". ففي ذلك العام، تأثرت البنوك والبورصات وشركات السمسرة والأوراق المالية بسبب انقطاع الإنترنت بعد تعطل عمل الكابلات.
ويبدو أن قدر الكابلات التأثر بغضب الطبيعية وتحركاتها العنيفة. في عام 2012، حين ضرب إعصار ساندي الساحل الشرقي للولايات المتحدة، تسبب في أضرار قدرت بنحو 71 مليار دولار، شملت تدمير عديد من التبادلات الرئيسة التي تربط الكابلات البحرية بين أميركا الشمالية وأوروبا، وهو ما أكد هشاشة الكابلات وضعف منظومتها.
وعلى رغم كشف النقاب عن ضعف المنظومة فإن الآراء أجمعت على عدم وجود خيارات أخرى سوى الاعتماد على الكابلات البحرية، حتى وإن كانت بلا حماية.
بلا حماية
المذهل أن معظم بيانات العالم عرضة للتوقف أو التعثر أو التعطل بسبب "خطاف" سفينة أو شباك صيد تحتك بقاع البحار أو بسمكة قرش تجذبها النبضات الكهرومغناطيسية الصادرة عن الكابل، فتلتهمه في حركة متهورة.
تكبد الكابلات البحرية خسائر كبيرة خلال السنوات تقدر بملايين الدولارات يعود سببها إلى العوامل الطبيعية (العواصف والزلازل والبراكين والتغير المناخي)، الأضرار البشرية أو الأعطال التقنية التي تؤدي إلى قطع الاتصالات لساعات أو حتى لأيام وضعف أداء الكوابل أو تلفها تماماً.
ليس هذا فقط، بل تقدم الكابلات البحرية نفسها باعتبارها صيداً ثميناً وهدفاً تدميرياً لجهة أو دولة أو جماعة ما. في مقال نشرته دورية "تليكوم ريفيو أرابيا" المتخصصة في التكنولوجيا والاتصالات تحت عنوان "خطوط التكنولوجيا الحديثة تحت الماء"، جاء أن الأمر لا يخلو من هجمات مباشرة لتدمير البنى التحتية البحرية، فإما تطاول كابلاً واحداً، أو يتم التخطيط لهجوم واسع النطاق وقطع الاتصالات شرقاً وغرباً.
أمن الكابلات
كلفة هذه الهجمات طائلة، إلا أن الأخبار الجيدة - والتي لم تتحقق في القطع الأخير حال كان بفعل فاعل - هو أن التقنيات التكنولوجية الحديثة تزيد من قدرة التحكم في الكابلات تحت سطح البحر. ويرجع المتخصصون ثلثي أعطال الشبكات إلى خلل بشري بسبب حركة السفن والصيد. لذلك، فإن أمن الكابلات يشكل تحدياً حقيقياً، لا سيما في المناطق النائية والمواقع المعزولة في البحار.
وهل هناك مناطق نائية أو مواقع معزولة أكثر من قاع المحيط الأطلسي؟ في عام 1858، جرت محاولة لمد كابل بحري لنقل إشارات تليغراف في قاع المحيط بين إيرلندا ونيوفاوندلاند الكندية، إلا أن عملية عزل الكابل فشلت.
بعدها بثماني سنوات، تم مد الكابل في قاع الأطلسي بنجاح. وفي العام نفسه، تم عزل كابل آخر كان قد تم مده في عام 1865 بنجاح أيضاً. أما الكابل البحري الأول، فيعود إلى عام 1850 وتم مده في مياه البحر بين بريطانيا وفرنسا. وبنهاية القرن الـ19، كانت أوروبا وأميركا الشمالية تم ربطهما بشبكة قوية من الكابلات البريطانية والفرنسية والألمانية والأميركية، وبذلك ترسخت خدمات تليغراف.
ومن الاتصالات التليغرافية إلى الاتصالات الهاتفية التي أسهمت الكابلات البحرية في تيسيرها في خمسينيات القرن الـ20، وجرى تركيب أول كابل للاتصال الهاتفي عبر المحيط الأطلسي من اسكتلندا إلى نيوفاوندلاند في عام 1956.
يلاحظونها فقط حين تنقطع
ومضى عالم الكابلات البحرية قدماً، وظن كثر أن العصر الرقمي وضلوع الإنترنت مكوناً محورياً في حياة البشر إذ الاتصال والتواصل المحمول والمتنقل والمتحرك من دون أسلاك يعني انتهاء عصر الكابلات.
لكن الحقيقة أن الكابلات، لا سيما البحرية، هي الوجه الآخر، أو بمعنى أدق شريان حياة عالم الاتصال في القرن الـ21. الرئيس التنفيذي السابق لشركة "سيكوم" (شركة اتصالات متعددة الجنسيات مسؤولة عن مد كثير من الكابلات البحرية التي تربط أفريقيا ببقية العالم) بايرون كلاتربوك قال لـ"سي أن أن" في عام 2019 إن معظم الناس يندهش جداً حين يعرف أن شبكة الإنترنت تعتمد بصورة رئيسة على الكابلات، لا سيما البحرية. وأضاف "أصبح الناس متنقلين بصفة دائمة بحثاً عن الشبكة والوايف فاي، لكن كثراً لا يعرفون أو يلاحظون كيفية عمل هذه الشبكة الضخمة التي تعتمد على مئات الكابلات"، مضيفاً "يلاحظون فقط عندما تنقطع (الكابلات)".
شرايين البشرية
الطريف أنه عندما تنقطع الكابلات، ينظر البعض إلى أعلى في اتجاه السماء، ربما بحثاً عن المعلومات المخزنة سحابياً، أو التخزين السحابي. قليلون فقط هم من ينظرون إلى أسفل صوب قاع البحار والمحيطات حيث شرايين البيانات المغذية للجميع.
الكابلات البحرية بالفعل هي الشرايين التي تغذي الكوكب وسكانه. وقطع الشرايين يعني تهديد الحياة. وعلى رغم فداحة آثار القطع، وهشاشة أوضاع الكابلات، وخطورة ضلوعها أرضاً مستجدة في الصراعات والحروب، فإن الأمر لا يخلو من حقائق طريفة.
طرائف
انقطاع الكابلات قبل أيام تمت تغطيته إعلامياً باستخدام رقمين. نصف إعلام العالم قال إن الكابلات التي انقطعت ثلاثة، والنصف الآخر قال أربعة. الكابلات هي الكابل الآسيوي الأفريقي الأوروبي 1 (أي أي أي وان)، وكابل الهند وأوروبا (غايت واي)، و"سيكوم"، و"تاتا تي جي أن يوراسيا"، لكن ما غاب عن البعض هو أن كابلي "سيكوم" و"تاتا تي جي أن يوراسيا" كابل واحد.
أما الكابل الأطول، فهو "سي مي وي -3" الممتد على مسافة 39 ألف كيلومتر، أي عشر المسافة بين الأرض والقمر، ويقدم خدمة الاتصال لـ33 دولة في أربع قارات.
قارات العالم الست متصلة بالإنترنت عبر الكابلات، معظمها بحري. أما القارة السابعة، القارة القطبية الجنوبية أو "أنتاركتيكا"، فهي الاستثناء. القارة التي تباهي بمساحة 14 مليون كيلومتر مربع، وتعداد لا يتجاوز 5 آلاف نسمة في صيفها، وما لا يزيد على 1000 في شتائها معظمهم باحثون في مراكز علمية هي الوحيدة غير المتصلة بكابلات بحرية لتوصيل خدمة الإنترنت. السبب بسيط ومنطقي. العدد القليل جداً من المقيمين يجعل توصيلها بكابل بحري أمراً غير ذي جدوى.
هذا الوضع جار تغييره، لا عبر البحر، بل الفضاء، إذ بدأت شركة "سبايس إكس" المتخصصة في الأقمار الاصطناعية والمملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك إجراءات تقديم خدمة الإنترنت فائق السرعة.
وتظل الكابلات البحرية سيدة الموقف بما يقارب مليون و200 ألف كيلومتر من الكابلات الرابطة بين قارات العالم "الست" لتشبع الطلب المتزايد على خدمات الاتصالات للعمل والتعليم والترفيه والصحة والاتصال والتواصل.
آلاف الكيلومترات تحمل ملايين الـ"غوغولات" (غوغول هو رقم واحد متبوع بـ100 صفر) من الأكواد المتحركة عبر أرجاء العالم عبر أسلاك متناهية الرفع تظل في قاع البحار والمحيطات. ومعها تظل أخطار العطل أو القطع، بفعل فاعل أو كأداة حرب أو بقضمة سمكة.