Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الداخلية الإيرانية تنفي تفاصيل وثيقة مسربة عن مقتل ناشطة بارزة

تقرير جديد كشف أن نيكا شاكرمي احتجزت داخل شاحنة تبريد وتعرضت للتعذيب والتحرش الجنسي من قبل عناصر الأمنتقتقرير

قضية مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شاكرمي أثارت الرأي العام خاصة أن النظام ادعى انتحارها ودفنها خلسة دون إذن ذويها ( اندبندنت عربية)

ملخص

كانت الناشطة الإيرانية نيكا شاكرمي مقيدة اليدين، وفي وقت كانت تحاول أن تخلص نفسها من العناصر الأمنية جلس عليها أحد العناصر وقام بمضايقتها جسدياً، وكانت الشاحنة مظلمة واستمرت المعتقلة بالدفاع عن نفسها وصد الضربات التي كان يوجهها إليها رجال الأمن لكنها قتلت في نهاية المطاف خلال نقلها بشاحنة تبريد.

وصف وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي ما نشر حول ظروف وفاة الفتاة الراحلة نيكا شاكرمي بأنه "حرب نفسية" هدفها حرف الأنظار عن حرب غزة.

وقال وحيدي إن "الطلاب في جامعات أميركا يدعمون في الوقت الحالي الشعب الفلسطيني، وهنالك رغبة في إبعاد الأنظار عن هذه الاحتجاجات".

ونفى جهاز القضاء الإيراني ما ورد في التقرير الاستقصائي الذي بثته "بي بي سي" ولقى صدى واسعاً في إيران وخارجها، ووصفه بـ "سرد مليء بالكذب".

وذكرت وكالة أنباء "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية أن التقرير استند إلى "وثائق ملفقة"، ووصفت ما نشر حول الناشطة الإيرانية نيكا شاكرمي بأنه "كذبة إعلامية كبيرة".

وأضافت، "كنا قد أكدنا بعد تداول اسم نيكا شاكرمي أن الوثائق المحكمة وتفاصيل ملف الراحلة لا يشيران إلى أي ربط بين وفاتها وأعمال الشغب".

وكشف تقرير استقصائي نشرته الخدمة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تفاصيل جديدة عن اللحظات الأخيرة لقتل الناشطة الإيرانية نيكا شاكرمي خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد عام 2022 تحت شعار "المرأة والحياة والحرية".

وفي التقرير وردت وثائق سرية مسربة تعود لجلسة استماع وإفادات عناصر من الحرس الثوري شاركوا في اعتقال وقتل نيكا شاكرمي، وهم آرش كلهر وصادق منجزي وبهروز صادقي.

وأكد عملاء الحرس أنهم وضعوا الناشطة داخل شاحنة تبريد واعتدوا عليها ثم قتلوها وتركوا جثتها في أحد شوارع طهران، كما تحدث التقرير أن رئيس "الفريق 12" المتورط في قتلها اسمه مرتضى جليل.  

وعثر على جثة نيكا شاكرمي (16 سنة) بعد تسعة أيام من اختفائها خلال الاحتجاجات في إيران خريف عام 2022، إذ زعمت السلطات الإيرانية أنها انتحرت.

وجاء في التقرير استناداً إلى وثائق "سرية للغاية" أن قضية نيكا شاكرمي كانت في حوزة الحرس الثوري الإيراني، كما ذكر التقرير أسماء من كان لهم الدور الرئيس في قتلها، وكذلك أسماء كبار القادة الذين عملوا على إخفاء الحقيقة.

وورد في التقرير أن هناك مقاطع فيديو لنيكا شاكرمي في الـ 20 من سبتمبر (أيلول) 2022 قرب حديقة "لالة" في العاصمة طهران، إلا أنها لم تكن تعلم أنها كانت تحت مراقبة القوات القمعية لاعتقادهم بأن شاكرمي كانت أحد قادة الاحتجاجات، نظراً إلى "سلوكها وكثرة المكالمات الهاتفية التي كانت تجريها".

 

وبحسب التقرير، فإن نيكا شاكرمي نقلت بداية إلى مركز احتجاز موقت، إلا أن  المركز لم يستقبلها نظراً لكثرة المعتقلين، ومن ثم نقلت إلى مركز احتجاز آخر لكنه كان أيضاً مكتظاً بالمعتقلين، وفي نهاية  المطاف طلب من "الفرقة 12" نقل نيكا شاكرمي إلى سجن إيفين، لكن لم يحدث هذا أبداً، وبعدها ألقى العملاء جثتها من شاحنة التبريد في إحدى شوارع طهران، بينما لم تستطع "اندبندنت فارسية" التأكد بعد بشكل مستقل من صحة هذا التقرير.  

وورد في تقرير الخدمة العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية أن نيكا شاكرمي كانت مقيدة اليدين، وفي وقت كانت تحاول أن تخلص نفسها من العناصر الأمنية جلس عليها أحد العناصر وقام بمضايقتها جسدياً، وكانت الشاحنة مظلمة واستمرت المعتقلة بالدفاع عن نفسها وصد الضربات التي كان يوجهها إليها رجال الأمن.

كما ورد في التقرير أن رئيس "الفرقة 12" والذي يعرف باسم مرتضى جليل كان يجلس إلى جوار سائق شاحنة التبريد.

وفي إحدى الوثائق التي تحمل شعار الحرس الثوري الإيراني، يقول أحد أعضاء "الفرقة 12"، ويدعى بهروز صادقي، "كنت مع باقي أعضاء الفريق داخل شاحنة تبريد وكانت مظلمة للغاية، وكنا نرى بعضنا الآخر بواسطة ضوء الجوالات فقط، وعندما نقلنا المتهمة من معتقل الباسيج بواسطة الشاحنة انهالت علينا بالشتم والسب، فنزع آرش كلهر جواربها وأغلق فمها لكنها استمرت بركلنا، وفي النهاية طرحها صادق على سطح الشاحنة وجلس عليها، وحينها هدأ الوضع للحظة، لكن بعد دقائق استمرت بركلنا وتوجيه شتائم ضدنا، ولم أنتبه ماذا حصل لكني كنت أسمع فقط صوت الضرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما تحدث التقرير عن تصريحات عنصر آخر من الحرس الثوري وقد ورد فيه نصا أنه "عندما كانت المتهمة تصرخ فتح آرش كلهر جواله وبواسطة الضوء رأى صادق الذي كان جالساً على جسمها وواضعاً يده داخل سروالها"، ويقسم آرش كلهر بأن ما رآه كان صحيحاً.
ويقول كلهر إنه عندما خرج الوضع عن السيطرة انهال أحدهم بالهراوات على المتهمة، كما انضم إلى الموجودين في الشاحنة في ركل المتهمة، لكن لم نعرف حقاً ما إذا كانت الركلات تصلها أو توجه إلى بعضنا الآخر".

وفي النهاية أبلغ مرتضى جليل بأن نيكا شاكرمي توفيت، فاتصل جليل بمقر الحرس الثوري للمرة الثالثة وتحدث مع "نعيم 16".

وورد في التقرير أن "نعيم 16" قال لجليل إن لديه عدداً من القتلى في قاعدته ولا يرغب في زيادة هذا العدد إلى 20 قتيلاً، بينما طلب "نعيم 16" من جليل أن يرمي الجثة في الشارع، كما ورد في التقرير أن "نعيم 16" هو الاسم الحركي لمحمد زماني، أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، وأكد جليل له أن جثة نيكا شاكرمي تركت في أحد الشوارع المهجورة قرب أوتوستراد "يادكار إمام".  

وخلصت الخدمة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقريرها هذا إلى القول إن مقتل الناشطة رافق شجارا ومواجهة وضرباً بالهراوات والصدمات الكهربائية.

وتحولت نيكا شاكرمي الى أحد رموز الاحتجاجات الإيرانية السابقة، وأثار مقتلها الرأي العام بخاصة أن أجهزة الأمن الإيرانية ادعت انتحارها، لكن تقارير كثيرة وردت عن ملاحقة رجال الأمن لها في مركز العاصة طهران.

وفي آخر اتصال لها قبل اعتقالها أبلغت نيكا شاكرمي عائلتها أن رجال الأمن يطاردونها في بوليفار كشاورز، وفقد الاتصال بالفتاة الى أن عثر على جثتها بعد 10 أيام جنوب طهران.

وخطف رجال الأمن جثتها من ذويها ودفنوها من دون حضورهم في محاولة لإخفاء آثار الجريمة، مثلما أعلنت والدتها.

 واتهمت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية المرشد علي خامنئي بمسؤولية قتلها، لكن السلطات الإيرانية ظلت تدفع بروايتها أن الفتاة انتحرت بالتزامن مع الاحتجاجات.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات