ملخص
على رغم أن سعر الفائدة الأساس لا يزال عند 5.25 في المئة إلا أن المنافسة بين مقرضي الرهن العقاري أدت إلى انخفاض كلفة الاقتراض منذ ذلك الحين، مما أدى إلى مزيد من النشاط في السوق
غيرت معدلات الرهن العقاري المنخفضة وجهة نظر وتوقعات شركات العقارات في شأن انخفاض أسعار المنازل في بريطانيا عام 2024، بل توقعت ارتفاع متوسط كلفة العقار بمقدار 61.50 ألف جنيه إسترليني (77.11 ألف دولار) على مدى الأعوام الخمسة المقبلة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي توقعت شركة "سافيلز" العقارية انخفاض متوسط سعر المسكن بنحو ثلاثة في المئة خلال العام الحالي، مرجعة ذلك للزيادات الأخيرة في سعر الفائدة من بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني) مما يزيد ضغوط تحمل الكلف على المشترين المحتملين.
وعلى رغم أن سعر الفائدة الأساس لا يزال عند 5.25 في المئة إلا أن المنافسة بين مقرضي الرهن العقاري أدت إلى انخفاض كلفة الاقتراض منذ ذلك الحين، مما أدى إلى مزيد من النشاط في السوق.
ونتيجة لذلك تتوقع "سافيلز" في الوقت الحالي أن يرتفع متوسط السعر 2.5 في المئة خلال العام الحالي ليصل إلى 292 ألف جنيه إسترليني (366.11 ألف دولار).
وعلى رغم أن "سافيلز" عدلت بعض توقعاتها طويلة المدى نزولاً إلا أنها تتوقع نمواً كل عام حتى نهاية 2028، إذ تتوقع ارتفاع متوسط الأسعار بمقدار 61.5 ألف جنيه إسترليني (77.11 ألف دولار) أو 21.6 في المئة إلى 346.5 ألف جنيه إسترليني (434.4 ألف دولار)، وعدلت كذلك عدد المنازل التي تتوقع تغيير ملكيتها هذا العام صعوداً من 1.01 إلى 1.05 مليون جنيه إسترليني.
الارتفاع والقدرة على تحمل الكلف
من جانبه قال رئيس قسم الأبحاث السكنية في "سافيلز" لوسيان كوك لصحيفة "غارديان" إن "التوقعات لعام 2024 تحسنت منذ توقعاتنا الأخيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، إذ انخفضت كلف الرهن العقاري بصورة طفيفة وأصبحت أقل تقلباً بكثير، وتحسنت آفاق النمو الاقتصادي قليلاً، مما يشير إلى نمو متواضع نسبياً في أسعار المنازل هذا العام مع إمكانات أكبر خلال الأعوام القليلة التالية".
وقال كوك إن الرهن العقاري بسعر فائدة ثابت مقداره 75 في المئة لمدة عامين من شركة "نيشين وايد بيلدينغ سوسايتي"، الذي سُعر في نوفمبر الماضي بـ 5.35 في المئة، انخفض إلى 4.84 في المئة الشهر الجاري، في حين انخفض سعر الفائدة على صفقة مدتها خمسة أعوام إلى 4.5 في المئة.
ولم تعد هذه الصفقات متاحة على الصعيد الوطني، إذ أعاد عدد من كبار المقرضين تسعير الصفقات صعوداً خلال الأسابيع الأخيرة، لكن الأسعار لا تزال أقل من أسعار نوفمبر 2023.
الطبيعة التنافسية
وأشار كوك إلى أن الطبيعة التنافسية للغاية في سوق الرهن العقارية تعني أن المقرضين قد وضعوا في الحسبان عند تسعير الصفقات احتمالات الخفوض في سعر الفائدة الأساس للبنوك إلى حد ما، مما أدى إلى تعافي ثقة المشتري والأسعار إلى حد ما"، ومع ذلك قال إن ارتفاع الأسعار هذا العام سيؤدي إلى مزيد من المشكلات المتعلقة بالقدرة على تحمل الكلف مستقبلاً".
وفي لندن حيث الأسعار عند أعلى مستوياتها، تتوقع "سافيلز" ارتفاعاً بـ 14.2 في المئة في الأسعار على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، بينما في شمال غربي إنجلترا ويوركشاير وهامبر، حيث الأسعار أقل، تشير إلى أن النمو قد يكون منخفضاً، في حين تظهر أرقام منفصلة من الوكيل العقاري المنافس "نايت فرانك" أن الأسعار وسط أغلى الرموز البريدية في لندن انخفضت بـ 2.6 في المئة خلال العام الماضي، وقال إنه على رغم وجود نسبة كبيرة من المشترين نقداً إلا أن المبيعات في الأسواق الرئيسة بوسط لندن "لم تكن محصنة ضد مزاج التردد السائد الناجم عن تقلب أسعار الفائدة على الرهن العقاري".
من جهته قال رئيس أبحاث الإسكان في المملكة المتحدة في "نايت فرانك"، توم بيل، إن "العلاقة الوثيقة بين كلفة الاقتراض والطلب خلال الأشهر الأخيرة واضحة في جميع أنحاء لندن".
وجاء عدد العروض المقدمة في أبريل (نيسان) الماضي أقل بـ 14 في المئة من المتوسط خلال الأعوام الخمسة الماضية باستثناء 2020، مما يؤكد مدى ضعف الطلب.