ملخص
في حين تواجه أوكرانيا هجوماً روسياً في شمالها الشرقي وانقطاعاً للتيار الكهربائي من جراء ضربات روسية مستمرة منذ أسابيع على محطات الطاقة، تعهد وزير الخارجية الأميركي خلال زيارة إلى العاصمة الأوكرانية أن تدعم الولايات المتحدة كييف حتى "ضمان" أمنها بمواجهة روسيا.
أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء بتقدم قوات بلاده على "جميع الجبهات" في ساحة المعركة في أوكرانيا، وذلك بعد أيام على بدء موسكو هجوماً برياً كبيراً.
وقال بوتين خلال اجتماع نقل عبر التلفزيون مع القادة العسكريين، بما في ذلك وزير الدفاع الجديد أندريه بيلوسوف، إن "قواتنا تعمل باستمرار، كل يوم، على تحسين مواقعها".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء السيطرة على قريتين جديدتين في شمال شرقي أوكرانيا، الذي يشهد هجمات للقوات الروسية منذ أسبوع، مما دفع القوات الأوكرانية إلى التراجع إلى مناطق معينة.
مساعدة عسكرية جديدة
وقال الجيش الروسي في بيان إن قواته "حررت بلدتي غليبوكيي ولوكيانتسي في منطقة خاركيف، وتقدمت أيضاً في عمق دفاعات العدو".
من جهة أخرى أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء في كييف مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة ملياري دولار، لمساعدة هذا البلد في صد الهجمات الروسية لا سيما في شمال شرقي البلاد.
وأتى إعلان المساعدة في مؤتمر صحافي مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا بعد أسابيع على إقرار واشنطن حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار تأخر اعتمادها من جانب الكونغرس لأشهر.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة لا تشجع أوكرانيا على ضرب أهداف داخل روسيا بأسلحة تلقتها من واشنطن، لكنها تعتقد أن هذا قرار يجب أن تتخذه كييف بنفسها.
وأعلن الجيش الأوكراني ليل الثلاثاء- الأربعاء أنه اضطر إلى التراجع في بعض أجزاء الجبهة الشمالية في منطقة خاركيف حيث تشن روسيا هجوماً جديداً منذ العاشر من مايو (أيار) الحالي.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي "في بعض المناطق قرب لوكيانتسي وفوفتشانسك وبسبب قصف العدو وهجوم للمشاة، تراجعت وحداتنا باتجاه مواقع مناسبة أكثر لإنقاذ أرواح جنودنا وتجنب تسجيل خسائر. والمعركة مستمرة".
صد هجمات أوكرانية
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن قواتها الجوية دمرت 10 صواريخ طويلة المدى تُعرف اختصاراً باسم "أتاكمز" أطلقها الجيش الأوكراني خلال الليل على شبه جزيرة القرم. وأضافت الوزارة عبر تطبيق التراسل "تيليغرام" أنها دمرت تسع طائرات مسيرة هجومية وعدة قطع أخرى من الأسلحة الجوية فوق منطقة بيلغورود.
وأكدت أيضاً تدمير خمس طائرات مسيرة هجومية فوق منطقة كورسك الروسية وثلاث فوق منطقة بريانسك.
من جهته، قال ميخائيل رازفوجاييف الحاكم المعين من قبل روسيا لإدارة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم الأربعاء إن القوات الجوية الروسية صدت هجوماً جوياً "ضخماً" شنته أوكرانيا على المدينة التي تضم ميناء لكن حطام أحد الصواريخ سقط على منطقة سكنية.
وأضاف عبر قناته على تطبيق تليغرام أن البيانات المبدئية تشير إلى أن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات. وذكر أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت "عدداً من المقذوفات الجوية" فوق البحر الأسود الليلة الماضية.
تقنين الكهرباء
في المقابل، بدأت أوكرانيا تقنيناً طارئاً للتغذية بالتيار الكهربائي، أمس الثلاثاء، بعدما أصبحت البلاد عاجزة عن التصدي لانخفاض درجات الحرارة جراء ضربات روسية مستمرة منذ أسابيع على محطات الطاقة، وفق ما أعلنت شركة "أوكرينيرغو" المشغلة للقطاع.
منذ أشهر تشن روسيا ضربات تعد من الأكثر تدميراً على منشآت الطاقة الأوكرانية، مما أدى إلى تدمير مرافق رئيسة وإجبار أوكرانيا على استجرار الكهرباء من دول الاتحاد الأوروبي المجاورة لتلبية الطلب.
وجاء في منشور للشركة المشغلة على "تيليغرام" "من الساعة 21:00 وحتى الساعة 24:00 (18:00-21:00 توقيت غرينتش)، ستضطر أوكرينيرغو لفرض تقنين طارئ في كل مناطق أوكرانيا".
ظلام دامس
وأضافت "السبب في ذلك هو نقص كبير في الكهرباء تعاني منه الشبكة نتيجة ضربات روسية وزيادة الاستهلاك بسبب موجة البرد".
في العاصمة كييف قالت السلطات، إن الكهرباء انقطعت عن 10 في المئة من الأسر.
وأظهرت لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من مدينة لفيف الغربية مباني وشوارع غارقة في ظلام دامس في وسط المدينة.
وقالت أوكرينيرغو، إن إمداد الشركات بالكهرباء سيخضع لتقنين، الأربعاء، طوال اليوم.
بلينكن: "يجب أن تدفع" روسيا ثمن ما دمرته
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن على المجتمع الدولي أن يجبر روسيا على دفع ثمن الدمار الذي خلفته في أوكرانيا خلال أكثر من عامين من الحرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بلينكن في كلمة ألقاها في أوكرانيا "ما دمره (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، يجب أن تدفع روسيا لإعادة بنائه"، مضيفاً "منحنا الكونغرس سلطة الاستيلاء على الأصول الروسية في الولايات المتحدة، ونحن ننوي استخدامها".
وتعهّد وزير الخارجية الأميركي خلال زيارة، الثلاثاء، إلى العاصمة الأوكرانية أن تدعم الولايات المتحدة كييف حتى "ضمان" أمنها في مواجهة روسيا.
وقال بلينكن خلال كلمة ألقاها أمام طلاب في كييف "جئت إلى أوكرانيا حاملاً رسالة: أنتم لستم وحدكم". وأضاف "الولايات المتحدة معكم منذ اليوم الأول"، وتابع "سنبقى معكم حتى ضمان أمن أوكرانيا وسيادتها وقدرتها على اختيار مسارها".
وكان بلينكن أكد للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما، الثلاثاء، في كييف أن "المساعدة في طريقها الآن وستحدث فارقاً حقيقياً ضد الهجوم الروسي في ساحة المعركة". وقال إن "قسماً منها وصل، وسيصل المزيد".
الرئيس الأوكراني يزور مدريد
ويقوم الرئيس الأوكراني، الجمعة المقبل، بزيارة رسمية إلى مدريد كما أعلن القصر الملكي الإسباني، الثلاثاء.
وسيستقبل العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس زيلينسكي صباحاً قبل تنظيم غداء رسمي على شرفه في القصر الملكي في مدريد.
وذكرت صحيفة "إيل باييس" أن زيلينسكي ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز سيوقعان خلال هذه الزيارة اتفاقاً أمنياً ثنائياً يهدف إلى ضمان توفير دعم عسكري إسباني لكييف.
أوكرانيا التي تسعى إلى تعزيز تحالفاتها مع الدول الغربية في وقت تشن فيه موسكو هجوماً في شمال شرقي البلاد، وقعت اتفاقات أمنية ثنائية مع عدة دول بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وفي نهاية أبريل (نيسان)، قررت إسبانيا إرسال صواريخ لأنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" لأوكرانيا.