Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تعيد جثث 3 رهائن وتخوض القتال الأكثر ضراوة في غزة

ضغط غربي على تل أبيب في شأن رفح والقطاع يستقبل مساعدات الميناء العائم

ملخص

قالت القيادة المركزية الأميركية إن هناك جهوداً مستمرة ومتعددة الجنسيات لتوصيل مساعدات إضافية للمدنيين الفلسطينيين في غزة عبر الميناء العائم.

أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة خطفوا خلال هجوم حركة "حماس" يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وإعادتها للبلاد.

وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري عبر كلمة متلفزة، "بقلب مثقل أشارك الأخبار التي تفيد بأن قوات الجيش الإسرائيلي وقوات ’شاباك‘ (الأمن الداخلي) والقوات الخاصة استعادت الليلة الماضية جثث الرهائن إسحاق غلرانتر وشاني لوك وعميت بوسكيلا".

وأوضح المتحدث أن "الثلاثة قتلوا بوحشية على يد ’حماس‘ لدى محاولتهم الفرار من مهرجان نوفا الموسيقي ونقلت جثثهم إلى غزة".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مقتضب أصدره مكتبه باللغة العربية، "القلب ينفطر بسبب الفقدان الكبير، قرينتي سارة وأنا نحزن مع عائلاتهم وقلوبنا جميعاً معهم في حزنهم العميق، سنعيد جميع المخطوفين".

وشدد نتنياهو على أن إسرائيل ستستعيد الأحياء ممن خطفوا وجثث القتلى، منوهاً بـ "الشجاعة التي أعادت بعملية حازمة أبناءنا وبناتنا إلى أراضينا".

واعتبر منتدى عائلات الرهائن، في بيان، أن استعادة الجثامين هي "بمثابة تذكير مؤلم وقاس بوجوب إعادة إخواننا وأخواتنا من الأسر".

القتال الأكثر ضراوة

من ناحية أخرى قال الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة إن القتال الذي يجري حالياً في منطقة جباليا شمال قطاع غزة "ربما يكون الأكثر ضراوة" في المنطقة منذ بدء هجومه البري في الـ 27 أكتوبر 2023.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بداية يناير (كانون الثاني) الماضي أنه "أكمل تفكيك البنية العسكرية لحركة ’حماس‘ شمال قطاع غزة"، وبات يركز على وسط القطاع وجنوبه.

لكن قتالاً عنيفاً استؤنف قبل نحو الأسبوع في جباليا، أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في شمال قطاع غزة بعد مدينة غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "حماس" كانت "تسيطر بشكل كامل على جباليا حتى وصولنا قبل بضعة أيام"، وذلك بعد أربعة أشهر من إعلان المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري أنه لم يبق في شمال غزة سوى "إرهابيين يعملون بشكل متقطع ومن دون قيادة".

وأضاف الجيش اليوم أن "القتال المتواصل في جباليا ربما يكون الأكثر ضراوة الذي نواجهه" في هذه المنطقة منذ بداية الهجوم في قطاع غزة، مؤكداً أنه يقوم بعمليات حالياً "في مخيم جباليا للاجئين بالمدينة".

وكان مخيم جباليا قبل الحرب أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة، وكان مكتظاً بأكثر من 100 ألف شخص مكدسين في مساحة 1.4 كيلومتر مربع، وفقاً للأمم المتحدة.

وقال الجيش، "حتى الآن  تشير تقديراتنا إلى أننا قتلنا نحو 200 إرهابي منذ استئناف القتال العنيف في جباليا".

 

وتظهر صور وزعها الجيش الإسرائيلي جنوداً من المشاة يتنقلون بين عدد من المباني المتضررة بشدة والمهجورة تماماً، وقال مدير الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل "منذ بدء العملية قتل 150 شخصاً في جباليا من الذين استطعنا الوصول إليهم"، مضيفاً "نواجه صعوبة للوصول إلى البيوت التي استهدفها الجيش بسبب إطلاق النار الكثيف علينا"، ومشيراً إلى أن "الجيش وصل إلى وسط مخيم جباليا عند السوق والمعارك محتدمة".

ولا تنشر حركة "حماس" أية معلومات عن عدد القتلى في صفوفها، ولا يعرف ما إذا كانت حصيلة الدفاع المدني أو المصادر الأخرى في "حماس" تشمل المقاتلين.

كما استؤنف القتال العنيف أوائل مايو (أيار) الجاري في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ووفقاً لمصادر عسكرية إسرائيلية أوردتها وسائل إعلام، فقد كان عدد مقاتلي "حماس" في قطاع غزة قبل الحرب قرابة 30 ألفاً موزعين على 24 كتيبة.

وتقول إسرائيل إن آخر أربع كتائب تابعة لـ"حماس" تختبئ في رفح جنوب قطاع غزة، وبدأ الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية هناك في السابع من مايو الجاري.

الإمدادات الطبية

أعلنت منظمة "الصحة العالمية" الجمعة أنها لم تتلق أية إمدادات طبية في قطاع غزة منذ السادس من مايو الجاري عندما أمر الجيش الإسرائيلي المدنيين بمغادرة شرق رفح.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش من جنيف إن "إغلاق هذا المعبر يضعنا في وضع صعب في ما يتعلق بتنقل العاملين في المجال الطبي، فضلاً عن تناوب موظفي الأمم المتحدة والفرق الطبية".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي أن "الأهم من ذلك هو أن آخر الإمدادات الطبية التي تلقيناها في غزة كانت قبل السادس من مايو الجاري"، متابعاً "تمكنا من توزيع بعض الإمدادات ولكن النقص كبير، وبخاصة المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفيات".

وفي السابع من مايو الجاري دخلت القوات الإسرائيلية شرق رفح بالدبابات قبل الاستيلاء على نقطة العبور التي تحمل الاسم نفسه، وأغلقت هذا الباب الحيوي أمام قوافل نقل المساعدات الإنسانية إلى السكان المهددين بالمجاعة في غزة، وفقاً للأمم المتحدة.

وأكد ياساريفيتش أن "المشكلة الأكثر أهمية حالياً هي نقص المحروقات"، موضحاً أن هناك حاجة إلى ما بين 1.4 و1.8 مليون ليتر من المحروقات شهرياً لاستكمال أنشطة المؤسسات الصحية والشركاء الآخرين في هذا القطاع.

وأضاف "حتى يوم أمس الخميس ومنذ إغلاق المعبر، دخل إلى رفح 159 ألف ليتر فقط لجميع الشركاء العاملين في المجال الإنساني، وهي كمية غير كافية".

ومن بين المستشفيات الـ36 في غزة لم يعد هناك سوى 13 مستشفى تعمل بشكل جزئي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وكانت دبابات الجيش الإسرائيلي دخلت إلى رفح في السابع من مايو الجاري ولا تزال تحتل الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر والحيوي لدخول الوقود الضروري للعمليات الإنسانية في القطاع.

وتوقف عبور المساعدات عبر رفح بالكامل، فيما دخولها متوقف أيضاً عبر معبري كرم أبو سالم وإيريز مع إسرائيل

هجوم رفح

دعت 13 دولة غربية، عديد منها من البلدان الداعمة تقليدياً لإسرائيل، اليوم الجمعة إلى عدم شن هجوم واسع النطاق على رفح.

وجاء في الرسالة التي بعثها وزراء خارجية هذه الدول إلى نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس وتم نشرها، "نكرر معارضتنا لعملية عسكرية واسعة النطاق في رفح سيكون لها عواقب كارثية على السكان المدنيين".

والدول الموقعة هي أستراليا وبريطانيا وكندا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى الدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والسويد الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ورحب الوزراء بالإجراءات الأخيرة التي اتخذتها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتحسين تدفق المساعدات الدولية إلى غزة، لكنهم دعوا إلى اتخاذ "خطوات إضافية". وقالوا "نحث حكومة إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر جميع نقاط العبور ذات الصلة، ومن بينها معبر رفح".

ودعوا إسرائيل إلى اتخاذ "إجراءات ملموسة لحماية المدنيين والعاملين الدوليين والمحليين في مجال الإغاثة الإنسانية والصحافيين"، كما دعوا إلى "وقف مستدام لإطلاق النار".

وحث الوزراء إسرائيل على "فتح جميع طرق الإمداد البرية الممكنة إلى غزة" لإيصال المساعدات و"استئناف خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات السلكية واللاسلكية"، وتعزيز "إمدادات السلع التي تشتد الحاجة إليها، وخصوصاً الإمدادات الطبية".

وأخيراً دعوا إسرائيل إلى "تسهيل مزيد من عمليات الإجلاء من خلال إصدار تصاريح خروج لجميع مواطنينا والأشخاص والفلسطينيين المؤهلين للتنقل إلى الخارج لأسباب إنسانية أو طبية".

الميناء العائم

وأعلن الجيش الأميركي اليوم الجمعة أن الحمولة الأولى من المساعدات الإنسانية المخصصة لغزة عبر الميناء العائم الذي أقامته واشنطن، جرى تفريغها وبدأت الشاحنات بنقلها نحو القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، إن شاحنات محملة بمساعدات إنسانية بدأت في التحرك إلى الشاطئ عبر رصيف بحري عائم موقت قبالة قطاع غزة. وذكرت أنه لم ينزل أي من الجنود الأميركيين إلى شاطئ غزة.

وأضافت "هذه جهود مستمرة ومتعددة الجنسيات لتوصيل مساعدات إضافية للمدنيين الفلسطينيين في غزة عبر ممر بحري طبيعته بالكامل إنسانية وتشمل المساعدات مواد إغاثية تبرع بها عدد من الدول ومنظمات إنسانية".

كانت الولايات المتحدة ثبتت أمس الخميس مراسي لربط رصيف عائم موقت بشاطئ قطاع غزة في إطار مهمة لتوصيل المساعدات الإنسانية، لكن واشنطن تواجه التحديات نفسها التي تواجهها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة منذ أشهر في ما يتعلق بتوزيع المساعدات في القطاع.

تشمل تلك التحديات العمل في منطقة حرب لدرء مجاعة وشيكة والنقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل شاحنات نقل المساعدات. كما يتعين على الأمم المتحدة أيضاً التوصل إلى الصيغة النهائية لمشاركتها في توزيع المساعدات بمجرد تفريغها من الرصيف.

ارتفاع حصيلة القتلى

وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم الجمعة إن ما لا يقل عن 35303 فلسطينيين قتلوا وأصيب 79261 منذ الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم "حماس" أسفر عن مقتل نحو 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة. وتقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 35 ألفاً في القطاع منذ ذلك الحين.

موقف إسباني متشدد

من جانبه قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم إن مدريد لن تعترف بدولة فلسطينية، إلا من خلال تحرك مشترك مع دول أخرى.

وفي مقابلة تلفزيونية نفى سانشيز التقارير التي تحدثت عن أن إسبانيا ستعترف بدولة فلسطينية في الـ21 من مايو (أيار).

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس اليوم الجمعة إن بلاده لن تسمح للسفن التي تحمل أسلحة لإسرائيل بالرسو في موانئها، وذلك بعد أن رفضت مدريد السماح لسفينة بالرسو في ميناء قرطاجنة بجنوب شرق البلاد.

وأضاف ألباريس أن السفينة كانت أول سفينة تُمنع من الرسو في ميناء إسباني، مشيراً إلى أن الرفض يتسق مع قرار الحكومة بعدم منح تراخيص لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل منذ السابع من أكتوبر لأن إسبانيا "لا تريد المساهمة في الحرب".

توجيه لوم لبايدن

ووافق مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون أمس الخميس على مشروع قانون يلزم الرئيس جو بايدن بإرسال أسلحة إلى إسرائيل، كما سعى لتوجيه لوم للرئيس الديمقراطي بسبب تأخيره إرسال شحنات قنابل للضغط على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين خلال حربها في غزة.

وتمت الموافقة على قانون دعم المساعدة الأمنية لإسرائيل بأغلبية 224 صوتا مقابل اعتراض 187، خلال تصويت جرى على أساس حزبي إلى حد كبير.

 وانضم 16 ديمقراطياً إلى معظم الجمهوريين في التصويت بنعم، فيما انضم ثلاثة جمهوريين إلى معظم الديمقراطيين في معارضة الإجراء.

وعلى رغم أنه من غير المتوقع أن يصبح القانون نافذاً، فإن الموافقة عليه تعكس الانقسام العميق في عام الانتخابات الأمريكية في شأن السياسة تجاه إسرائيل في وقت تسعى فيه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقضاء على المسلحين في غزة.

 

 

وفي مارس (آذار) الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن إنشاء الرصيف في وقت ناشد فيه مسؤولون في مجال الإغاثة إسرائيل تحسين عملية توصيل إمدادات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الطرق البرية.

وتأمل الولايات المتحدة بذلك في مكافحة الأزمة الإنسانية التي تعرض مئات الآلاف لخطر المجاعة من خلال فتح طريق لتوصيل المساعدات بحراً. لكن المشروع مكلف ويمضي بوتيرة بطيئة.

أدى سوء الأحوال الجوية إلى تأخير بناء الرصيف الذي تقدر كلفته بنحو 320 مليون دولار ويشارك فيه 1000 جندي أميركي. وتصر الأمم المتحدة على أن التوصيل البحري ليس بديلاً عن إيصال المساعدات براً.

وتشكو الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة منذ فترة طويلة الأخطار والعقبات التي تحول دون توصيل المساعدات وتوزيعها في جميع أنحاء القطاع.

وفقدت الأمم المتحدة حتى الآن 191 موظفاً، من بينهم أول موظف دولي أجنبي لقي حتفه الإثنين الماضي، في الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر بين إسرائيل وحركة "حماس" في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة.

ويتهم كبار مسؤولي الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة إسرائيل بعرقلة توصيل المساعدات إلى غزة وداخلها، لكن إسرائيل تنفي تقييد عمليات الإغاثة وتلقي في المقابل بمسؤولية وقوع أي مشكلات على الأمم المتحدة.

وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى دخول 500 شاحنة يومياً لقطاع غزة. وذكرت في أبريل (نيسان) الماضي أن أكبر حجم من الإمدادات الإنسانية والتجارية التي دخلت القطاع منذ بدء الحرب بلغ في المتوسط 189 شاحنة يومياً.

لكن وصول المساعدات قل كثيراً منذ أن بدأت إسرائيل عملية عسكرية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة. وأجبر نقص الوقود الحاد في قطاع غزة الأمم المتحدة على تقنين استخدام الديزل والتحذير من احتمال توقف عمليات الإغاثة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات