ملخص
توغلت قوات ودبابات إسرائيلية في مناطق مزدحمة بشمال قطاع غزة سبق أن تجنبتها من قبل خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.
أكد الدفاع المدني في قطاع غزةاليوم الأحد ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة إلى 31 قتيلا.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع الفلسطيني محمود بصل "تمكنت طواقم الدفاع المدني بمحافظة الوسطى من انتشال 31 قتيلا، و20 إصابة من منزل يعود لعائلة حسان حيث تم استهدافه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بمخيم النصيرات".
وأكد بصل لوكالة الصحافة الفرنسية أن "عمليات البحث عن مفقودين مستمرة حتى اللحظة".
وكان مستشفى شهداء الأقصى في وسط قطاع غزة أعلن في وقت سابق اليوم الأحد أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم النصيرات للاجئين، أسفرت عن مقتل 20 شخصاً في الأقل.
وأفاد المستشفى في بيان عن "وصول 20 ضحية وعدد من الإصابات جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة حسان في المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة". وبحسب شهود، وقعت الغارة نحو الساعة الثالثة فجراً (منتصف الليل ت غ). من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يتحقق من الأمر.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إن جنديين قتلا خلال معركة في الجزء الجنوبي من قطاع غزة.
ويركز الجيش الإسرائيلي هجومه حالياً على جنوب غزة حيث يقول إن الكتائب المتبقية من حركة "حماس" متحصنة في هذه المنطقة.
يتزامن ذلك مع توغل قوات ودبابات إسرائيلية أمس السبت في مناطق مزدحمة بشمال قطاع غزة سبق أن تجنبتها من قبل خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، بحسب مسعفين وسكان.
وسيطرت القوات الإسرائيلية أيضاً على بعض الأراضي في مدينة رفح القريبة من الحدود المصرية بجنوب قطاع غزة والتي تكتظ بالنازحين. وتثير الحملة التي شنتها إسرائيل على رفح هذا الشهر، بهدف القضاء على معاقل "حماس"، قلق القاهرة وواشنطن.
وفي خطوة تكشف زيادة الخلافات داخل الحكومة التي يتزعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هدد الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس بالاستقالة إذا لم يوافق نتنياهو بحلول الثامن من يونيو (حزيران) المقبل على خطة في شأن الوضع في غزة تتضمن كيفية حكم القطاع بعد انتهاء الحرب مع "حماس".
وفي إعلان وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه نتيجة معلومات استخبارات جمعت خلال أحدث توغلات، قال الجيش إنه استعاد جثة رجل كان من بين أكثر من 250 محتجزاً لدى "حماس".
وذكر الجيش في بيان مقتضب أنه عثر على رفات رون بنيامين مع رفات ثلاث رهائن آخرين أعلن عنهم أمس الجمعة. ولم يصدر بعد أي تعليق من حركة "حماس".
وتجري إسرائيل هذا الشهر أيضاً عمليات تمشيط عسكرية جديدة في أنحاء من شمال غزة كانت أعلنت انتهاء عملياتها الرئيسة فيها خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، لكنها ذكرت في ذلك الحين أنها ربما تعود إليها لاحقاً لمنع "حماس" التي تحكم القطاع من إعادة حشد مقاتليها.
أحد هذه المواقع هو جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة. وقال سكان إن القوات والدبابات توغلت في شوارعه أمس، بينما أكد مسعفون أن 15 فلسطينياً قتلوا وأصيب عشرات في إحدى الغارات.
وقالت وزارة الصحة في غزة والدفاع المدني الفلسطيني إن الفرق تلقت عشرات البلاغات بسقوط قتلى ومصابين، لكنها لم تتمكن من إجراء أي عمليات بحث بسبب تواصل عمليات التوغل البري والقصف الجوي.
أما الجيش الإسرائيلي فقال إن قواته تواصل عملياتها في مناطق مختلفة في أنحاء قطاع غزة، ومنها جباليا ورفح، وتنفذ ما سماها "عمليات دقيقة ضد الإرهابيين والبنية التحتية".
وأضاف الجيش في بيان "تواصل القوات الجوية الإسرائيلية عملياتها في قطاع غزة وضربت أكثر من 70 هدفاً إرهابياً خلال اليوم الماضي، منها منشآت لتخزين الأسلحة ومواقع لبنية تحتية عسكرية وإرهابيون يشكلون تهديداً على قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ومجمعات عسكرية".
ويواجه نتنياهو انتقادات في الداخل والخارج بسبب عدم توضيحه موعداً لنهاية الحملة العسكرية بعد أكثر من سبعة أشهر من بدء الحرب.
وقال غانتس في مؤتمر صحافي إنه يريد من حكومة الحرب وضع خطة من ست نقاط في الأسابيع الثلاثة المقبلة، وهدد بانسحاب حزبه المنتمي إلى تيار الوسط من حكومة الطوارئ التي يرأسها نتنياهو في حالة عدم تلبية توقعاته.
وأضاف أن خطته المقترحة ستتضمن إقامة نظام أميركي أوروبي عربي فلسطيني موقت للإدارة المدنية لغزة بينما تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية.
وعلى رغم أن غانتس هو أقوى منافس لنتنياهو في استطلاعات الرأي، فإن انسحابه من الحكومة إن حدث لن يكون كافياً لإطاحتها لأن الأحزاب المتبقية ستمنح رئيس الوزراء غالبية مريحة في الكنيست.
لكن تصريحات غانتس تظهر تزايد الضغوط على الائتلاف الإسرائيلي، الذي تهيمن عليه أحزاب اليمين المتطرف. وطالب وزير الدفاع يوآف غالانت الأربعاء الماضي بتوضيح خطط ما بعد الحرب، ودعا نتنياهو إلى التخلي عن فكرة احتلال غزة عسكرياً مرة أخرى.
وقالت الأجنحة العسكرية لحركات "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"فتح" إن مقاتلين هاجموا القوات الإسرائيلية في جباليا ورفح بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر وعبوات ناسفة مزروعة بالفعل في بعض الطرق، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الجنود.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 281 من جنوده قتلوا في أعمال قتالية منذ التوغل البري الأول في غزة في الـ20 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
في المقابل، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 35386 فلسطينياً في الأقل خلال الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023، في حين حذرت وكالات إغاثة من انتشار الجوع والنقص الحاد في الوقود والإمدادات الطبية.