Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أطباء أميركيون محاصرون في غزة بعد دخول الجيش الإسرائيلي رفح

مجموعة متطوعين جاءت إلى منطقة النزاع لتقديم المساعدة في القطاع الصحي المنهار

دكتور آدم حموي خلال عمله في غزة (آدم حموي)

ملخص

أطباء أميركيون متطوعون في غزة يختبرون معاناة الأهالي بعدما علقوا في القطاع جراء إغلاق معبر رفح

وجد طاقم مكون من 19 طبيباً وممرضاً، من بينهم 10 أميركيين، نفسه محاصراً في قطاع غزة. فبعد وصولهم في الأول من مايو (أيار) في مهمة طبية كان من المقرر أن تستمر لمدة أسبوعين تقريباً، لم يتمكنوا من الخروج بسبب استيلاء إسرائيل في السابع من مايو على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي.

ونقل تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" عن الدكتور آدم حموي، وهو جراح تجميل (54 سنة) من ساوث برونزويك بولاية نيوجيرسي، والذي فاته تخرج ابنته في جامعة روتغيرز، قوله "لقد تقبلنا حقيقة أننا لا نعرف متى سنغادر".

وجاء الدكتور حموي برفقة أطباء آخرين لتقديم مساعدة طبية عاجلة في غزة، إذ انهارت معظم البنية التحتية للرعاية الصحية خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على "حماس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان من المقرر أن تغادر المجموعة غزة الإثنين الماضي لكن قيل لها إنه لم يعد هناك ممر آمن، فبقوا ينتظرون في موقع عملهم التطوعي، المستشفى الأوروبي، على الطرف الشمالي من مدينة رفح.

وتشير الصحيفة إلى أن الوصول إلى أي من المعابر الحدودية الجنوبية، يتطلب المرور عبر مناطق وجود عسكري نشط في مدينة رفح، إذ لجأ أكثر من مليون فلسطيني إلى هناك هرباً من القتال في أماكن أخرى في القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيرسل ألوية إضافية إلى جنوب غزة، مما يشير إلى تصاعد الصراع في المدينة التي أصبحت أحدث نقطة توتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وجاءت مجموعة المهنيين الطبيين هذه إلى غزة مع الجمعية الطبية الفلسطينية الأميركية، وهي منظمة غير ربحية تنظم بعثات طبية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة وتدعم التدريب على الرعاية الصحية للفلسطينيين. وتقوم المنظمة غير الربحية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لمساعدة المجموعة على الخروج من غزة. ويضم الفريق أيضاً مواطنين أجانب من الأردن ومصر وأستراليا.

ويمارس بعض المشرعين الأميركيين ضغوطاً على إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية لضمان عودتهم الآمنة. ويقول التقرير إن السيناتور تامي داكويرث (ديمقراطية من إلينوي) التي تنسب الفضل إلى حموي في إنقاذ حياتها عندما أصيبت في حرب العراق، كانت على اتصال به مباشرة هذا الأسبوع. وكان حموي أحد جراحي الصدمات المتمركزين في العراق الذين عالجوا داكوورث بعد سقوط مروحيتها هناك عام 2004.

ووصف الأطباء في الفريق الوضع الإنساني بأنه كان سيئاً حتى قبل انقطاع المساعدات. وتحدثوا عن قيامهم بتقنين استخدام المواد الطبية بين المرضى لحاصل من لديهم فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة.

وتحدثت الصحيفة أيضاً إلى الدكتور محمد عبدالفتاح (37 سنة) من مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا، وهو جزء من المجموعة، والذي قال إن معظم المرضى الداخلين للمستشفى هم من الأطفال، وعديد منهم يعانون حروقاً تغطي نحو 80 في المئة من أجسادهم.

واستقبلت المجموعة الأسبوع الماضي 5 ضحايا، جميعهم تحت سن 18 سنة، تعرض منزلهم المجاور للقصف من قبل القوات الإسرائيلية، وفقاً للأطباء. ولم ينج أي من الخمسة. ومن بينهم فتاة تبلغ من العمر 5 سنوات، طلاء أظافرها باللون الوردي اللامع وشعرها في الضفائر، كانت تعاني صدمة شديدة في الرأس وكسور في الأضلاع. وقال عبدالفتاح إن الأطباء قاموا بالإنعاش القلبي الرئوي لمدة 30 دقيقة، لكنهم لم يتمكنوا من إنقاذها.

وكان علاج الأطفال أمراً مروعاً بالنسبة لعبدالفتاح، الذي لديه طفلين يبلغان من العمر سنتين وخمسة أشهر في المنزل. وقال إن أحد الأطفال الفلسطينيين أخبره هذا الأسبوع أنه لم يأكل منذ يومين أو ثلاثة أيام.

ومع سيطرة المخاوف من المجاعة على غزة، وصف الأطباء ما شاهدوه من مرضى فقدوا ما بين 15 و20 كلغ من الوزن منذ بدء الحرب، وكانوا هؤلاء المرضى حريصين أن يعرضوا عليهم صوراً لما كانوا يبدو عليه من قبل الأحداث.

أما الأطباء، الذين أحضروا ما يكفي من الإمدادات لمدة أسبوعين، يتناولون الآن وجبة واحدة في اليوم. يقيمون في غرف النوم في مجمع المستشفى، ويقومون بترشيد المياه والوجبات الخفيفة.

وقالت مونيكا جونستون، وهي ممرضة مسجلة في رحلة البعثة، إنها فوجئت عندما علمت عندما وصلت أن الإمدادات الأساس مثل صابون اليد والمناشف الورقية والبياضات للمرضى لم تكن متوافرة. وأوضحت الممرضة أن بعض المرضى كانوا يعيشون على علبة تغذية لمدة يوم كامل. وقد حال سوء التغذية دون شفاء جراحهم.

ويقول أعضاء الفريق الطبي إن الجمعية الطبية الفلسطينية - الأميركية أخبرتهم مراراً وتكراراً أن الجهود جارية لترتيب قافلة تجريبية للتحقق من العبور إلى رفح في اليوم التالي - ولكن بعد ذلك وصلت أنباء مفادها أن الخطة لم تتحقق.

وعلى رغم عديد من الأمور المجهولة، هناك شيء واحد مؤكد: وهو أن الفريق لا يريد التخلي عن المستشفى والمرضى في غزة دون أن تحل مكانهم مهمة أخرى. وتنتظر مجموعة أخرى من المهنيين الطبيين، بما في ذلك بعض الأميركيين، في مصر لتولي المهمة، لكنها أيضاً غير قادرة على عبور الحدود. وقد عاد البعض إلى ديارهم بسبب التأخير.

وقال عبدالفتاح إن الفلسطينيين الذين يعملون معهم يعدون وجودهم صورة من صور الحماية، وهو ضمان تقريباً بأن المستشفى لن يتعرض للهجوم أثناء وجود مواطنين أجانب هناك. وقال، "يعرف السكان المحليون أنه لا توجد مساحة آمنة في غزة. الجميع يتوقع الأسوأ".

المزيد من تقارير