Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عدم اليقين يخيم على أسواق الطاقة بعد مقتل الرئيس الإيراني

العملة الإيرانية خسرت أكثر من 5 في المئة من قيمتها مقابل الدولار بعد نبأ اختفاء طائرته

ارتفع سعر خام "برنت" 32 سنتاً بما يعادل 0.4 في المئة إلى 84.30 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ 10 مايو الجاري (رويترز)

ملخص

كان الريال الإيراني فقد نحو 20 في المئة من قيمته منذ وصول الرئيس إبراهيم رئيسي إلى سدة الحكم

نعت الرئاسة الإيرانية، صباح اليوم، الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومسؤولين آخرين بعد تحطم مروحية هليكوبتر كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران أمس الأحد، أثناء عبورها منطقة جبلية وسط ضباب كثيف.

على وقع حالة عدم اليقين التي اجتاحت أسواق النفط قبل الإعلان عن مقتل الرجلين، ارتفع سعر خام "برنت" 32 سنتاً، بما يعادل 0.4 في المئة، إلى 84.30 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوياته منذ الـ10 من مايو (أيار) الجاري، وزاد خام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي خمسة سنتات إلى 80.11 دولار للبرميل، بعد أن سجل في وقت سابق 80.23 دولار، وهو أعلى مستوى منذ مطلع مايو الجاري، فيما تراجعت قيمة الريال الإيراني بأكثر من خمسة في المئة، مقابل نمو ملحوظ في الطلب على الدولار الأميركي.

وقال محلل "آي جي ماركيتس"، توني سيكامور، لـ"رويترز"، "هناك زيادة من حالة عدم اليقين التي تحيط بالفعل بأسواق الطاقة بعد أنباء اختفاء الرئيس الإيراني".

وأضاف أن أسعار خام "غرب تكساس الوسيط" قد تنتعش أكثر نحو مستوى 83.50 دولار بعد ارتفاعها فوق المتوسط المتحرك مدة 200 يوم البالغ 80.02 دولار، وعلى رغم التقلبات التي تشهدها المنطقة، لم تتحرك أسعار النفط إلا بصورة طفيفة.

وقال رئيس استراتيجية السلع في "آي أن جي"، وارن باترسون، "لا تزال سوق النفط محصورة في نطاق محدود إلى حد كبير ومن دون أي محفز جديد، فمن المرجح أن نضطر إلى انتظار الوضوح في شأن سياسة إنتاج (أوبك+) من أجل الخروج من هذا النطاق".

ومن المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، في ما يعرف بمجموعة "أوبك+"، في الأول من يونيو (حزيران) المقبل.

وقال باترسون، "يبدو أن السوق أيضاً غير مهتمة بصورة متزايدة بالتطورات على الجبهة الجيوسياسية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الكمية الكبيرة من الطاقة الفائضة التي تمتلكها أوبك".

وفي الولايات المتحدة، استغلت واشنطن الانخفاض الأخير في أسعار النفط، قائلة أواخر الأسبوع الماضي إنها اشترت 3.3 مليون برميل من النفط بسعر 79.38 دولار للبرميل للمساعدة في إعادة ملء احتياطها النفطي الاستراتيجي بعد عملية بيع ضخمة من المخزون في عام 2022.

ودعمت السوق الأسبوع الماضي علامات تخفيف التضخم في الولايات المتحدة مما عزز التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة، ويقلل من قيمة الدولار ويجعل النفط أرخص لحاملي العملات الأخرى.

ويأتي تحطم المروحية الإيرانية في وقت كانت البلاد، التي تواجه تحديات خارجية غير مسبوقة وداخلية أيضاً تواجه تعثراً في الاقتصاد الإيراني.

العملة الإيرانية فقدت 20 في المئة

وفي أول رد فعل عن اختفاء طائرة الرئيس ومرافقيه، تراجعت العملة الإيرانية مقابل الدولار الأميركي بأكثر من خمسة في المئة، وشهد يوم أمس ارتفاعاً في الطلب على الدولار الأميركي بسبب حالة عدم اليقين التي تخيم على البلاد.

وكان الريال الإيراني فقد نحو 20 في المئة من قيمته منذ وصول الرئيس إبراهيم رئيسي إلى سدة الحكم، ناهيك بارتفاع أسعار السيارات المحلية بنسبة 30 في المئة، وإيجارات البيوت والشقق السكنية 70 في المئة، في حين واصلت البورصة الإيرانية انهيارها وخسر مؤشرها الرئيس نحو 20 في المئة في عام 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تأتي حادثة مقتل الرئيس الإيراني وعدد من المسؤولين الإيرانيين في وقت تتزايد فيه حالة السخط داخل إيران بسبب مجموعة من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ويواجه حكام إيران من رجال الدين ضغوطاً دولية بسبب برنامج طهران النووي المثير للجدل وعلاقاتها العسكرية المتنامية مع روسيا خلال الحرب في أوكرانيا، إذ واصلت إيران، تحت رئاسة رئيسي، العمل كحليف وممول للصراعات المناهضة للولايات المتحدة والغرب، وسلمت طائرات مقاتلة من دون طيار إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا وتوفير الأسلحة لمختلف الوكلاء الإقليميين في الشرق الأوسط.

ومنذ أن بدأت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 حافظت إيران تحت حكم خامنئي ورئيسي على توازن دقيق بين تمكين وكلائها الإقليميين من مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة مع تجنب المواجهة المباشرة مع كلا البلدين، اللذين يعتبران خصمين متفوقين تقليدياً.

لكن هذا التوازن تعطل موقتاً عندما هاجمت إيران إسرائيل بصورة مباشرة بطائرات من دون طيار وصواريخ للمرة الأولى في التاريخ في أبريل (نيسان) الماضي، رداً على هجوم إسرائيلي على القنصلية الإيرانية لدى دمشق.

اقتصاد إيران

بدأ الاقتصاد الإيراني في الانتعاش خلال العامين الماضيين، وفقاً للبنك الدولي، لكن البلاد التي لا تزال مقيدة بالعقوبات، وحركاتها الاجتماعية تتعرض للقمع الوحشي، اهتزت بنيتها السياسية الآن بسبب وفاة رئيسي المفاجئة.

ومنذ أن تسلمت حكومة رئيسي مهامها في صيف 2021 تحول اقتصاد المقايضة إلى أحدث ثوابت الاقتصاد الرامي إلى إبطال مفعول العقوبات الأجنبية، وراحت طهران تحتفل تارة بالاتفاق على مقايضة النفط ومنتجاته مع دول أميركا اللاتينية، وتارة أخرى مع الصين ودول شرق آسيا، ثم مع حلفائها الروس ودول الجوار، وهو ما طرح تساؤلات كبيرة عن مدى جدوى نظام المقايضة في الالتفاف على العقوبات الأميركية.

وكانت إيران تعرضت على مدى أكثر من أربعة عقود لعقوبات غربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية شملت مختلف قطاعات الاقتصاد الإيراني، بدءاً بأزمة الرهائن عام 1980 عندما اقتحمت السفارة الأميركية في طهران واحتجز عشرات الأميركيين كرهائن لمدة تجاوزت عاماً كاملاً، وقطعت واشنطن علاقاتها مع طهران وفرضت عقوبات على التجارة والطيران الإيراني، وصولاً إلى العقوبات الأميركية والغربية بسبب تداعيات أزمة الاحتجاجات الشعبية التي أعقبت وفاة مهسا أميني عام 2022.

ولكن كيف كان يبدو الاقتصاد الإيراني في عهد رئيسي؟ تباين الأداء الاقتصادي للبلاد بين الإيجابي والسلبي، إذ زاد نمو مؤشر الشركات المدرجة بنسبة 6.7 في المئة، وسجلت إيران خلال فترة حكم رئيسي قفزة في تصدير النفط الخام ومكثفات الغاز، ووصلت إلى الرقم القياسي لأعلى كمية تصدير منذ بداية العقوبات ضدها، وانخفض معدل التضخم بنسبة 20 في المئة من 60 في المئة في سبتمبر (أيلول) 2023.

لا يزال اقتصاد البلاد عرضة لتشديد العقوبات الأميركية الحالية على صادرات النفط الإيرانية، وهو ما قد يكون له تأثير جوهري في نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي لإيران وعلى ماليتها الخاصة، ويضغط بشدة على ميزان مدفوعاتها، مما قد يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة الإيرانية وم ثم زيادة الضغوط التضخمية، وفقاً لتقرير للبنك الدولي صدر الشهر الماضي.

وعلى رغم الوعود التي أطلقها الرئيس إبراهيم رئيسي خلال حملته الانتخابية والانتقادات التي وجهها لحكومة سلفه حسن روحاني وفريقه الاقتصادي، فإن بعض المراقبين في إيران لا يرون تغييراً ملموساً في معيشة المواطن خلافاً لما تشير إليه البيانات الاقتصادية الرسمية.

وعلى رغم البيانات الإيجابية التي كانت تطلقها حكومته فإن واقع الحال يقول إن نفقات الحياة في إيران تفوق دخل المواطن العادي، إذ واصلت أسعار البضائع المحلية مثل الرز ارتفاعها بصورة يومية مما يفشل أي حديث حكومي عن احتواء التضخم.

وتبنت حكومة رئيسي نهجاً لتعزيز التجارة الخارجية للبلاد والانفتاح علی دول الجوار، لكنها في الوقت نفسه عانت مشكلات كثيرة، منها العقوبات الأجنبية التي تحول دون دخول الموارد الإيرانية بالعملة الصعبة إلى البلاد.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز