Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سياسي بريطاني: ستكون الانتخابات المقبلة الأكثر نفاقا في العصر الحديث

بالتزامن مع كشف استطلاع حصري بأن الناخبين يربطون تراجع مستويات المعيشة والإخفاق في مسألة الهجرة بالخروج من الاتحاد الأوروبي، يحذر اللورد هيزلتاين أنه على الانتخابات المرتقبة التركيز على "بريكست"

كان ريشي سوناك من مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016 (أ ب)

ملخص

يربطون الناخبين البريطانيون خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي باثنين من أكبر مشكلات البلاد: كلفة المعيشة والهجرة

حذر اللورد مايكل هيزلتاين من أن حملة الانتخابات العامة لعام 2024 ستكون "الأكثر نفاقاً في العصر الحديث" إذ ترفض الأحزاب الرئيسة مناقشة عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وفي مقالٍ خص به "اندبندنت" حصرياً، أوضح نائب رئيس الوزراء السابق، الذي اختلف مع المحافظين بشأن مغادرة الاتحاد الأوروبي، كيف أن القضايا الكبرى في هذه الانتخابات العامة – وبالتحديد الاقتصاد والهجرة والأمن – يتعين مناقشتها جميعها في سياق علاقة المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي.

ولكنه أشار إلى أن حزبي العمال والمحافظين يشعران بخوفٍ شديد من مناقشة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بسبب التأثير المحتمل في قواعد الناخبين.

يأتي ذلك في الوقت الذي يستخدم فيه زعيم حزب العمال السير كير ستارمر أول خطاب رئيس له في الانتخابات في محاولةٍ لتركيز الحملة على نفسه شخصياً ضمن أسلوبٍ رئاسي للدفع باتجاه النصر.

لكن في إشارة إلى أن السير كير وريشي سوناك يتجنبان مناقشة "المشكلة الكبيرة"، كتب اللورد هيزلتاين: "كلا الحزبين الرئيسين يخشيان خسارة الأصوات لمصلحة اليمين المتشدد. يحتاج حزب العمال إعادة بناء جداره الأحمر (دائرة الجدار الأحمر في بريطانيا هي مناطق تقليدية تؤيد حزب العمال في شمال إنجلترا وويلز) فيما يخشى المحافظون من الإصلاح ويهربون منه".

مع ذلك، قال اللورد هيزلتاين إنه لا يمكن مناقشة أي قضية رئيسة من دون الإشارة إلى الموضوع الذي هيمن في الواقع على السياسة البريطانية منذ استفتاء بريكست عام 2016 ويمكن القول منذ معاهدة ماستريخت، التي أطاحت بحكومة جون ميجور في عام 1992.

وفي هذا السياق، تحظى حجج اللورد هيزلتاين بدعمٍ من استطلاعٍ حصري أجرته شركة ريدفيلد أند ويلتون Redfield & Wilton لمصلحة "اندبندنت" والذي كشف أن الناخبين البريطانيين يربطون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باثنين من أكبر مشكلات البلاد: كلفة المعيشة والهجرة.

وفيما أظهر الاستطلاع أن 1 في المئة فقط يعتقدون أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو القضية الأكثر أهمية، كشف أيضاً أن القضية الأولى تمثلت في الاقتصاد بنسبة 37 في المئة، في وقتٍ احتلت الهجرة المرتبة الثالثة في سلم المسائل الأكثر أهمية مع 15 في المئة، وكلاهما مرتبط بمغادرة الاتحاد الأوروبي.

ويظهر الاستطلاع الذي شمل 1500 ناخب أن 60 في المئة يشعرون بالسوء تجاه فوز المحافظين في عام 2019 ومغادرة الاتحاد الأوروبي في عام 2020. وعلى رغم وعود مؤيدي بريكست بتحقيق ازدهار أفضل، فإن 13 في المئة فقط يشعرون بتحسن ويلمسونه.

وألقى المحافظون باللوم في أزمة كلفة المعيشة والانهيار الاقتصادي على جائحة كورونا، الذي أعقبه الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي تسبب في صدمة كبيرة لسلاسل التوريد العالمية والتضخم القسري.

ومع ذلك، فإن نتائج الاستطلاع بشأن الهجرة يمكن أن تشكل تحدياً أكبر لريشي سوناك في سعيه لكسب أصوات الناخبين، مما يقدم لائحة اتهام دامغة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ووجد الاستطلاع أن 39 في المئة يعتقدون أن الهجرة غير الشرعية بلغت مستويات أعلى نتيجة بريكست، مقابل 16 في المئة ممن يعتقدون أنها تراجعت، في وقتٍ أجاب 23 في المئة أنها بقيت على حالها. وفي ما يتعلق بالهجرة القانونية، يعتقد 36 في المئة أن بريكست تسبب في زيادتها، وعبر 14 في المئة عن اعتقادهم بأنها تراجعت وقال 27 في المئة أنها لم تلحظ أي تغيير. ورداً على سؤال عما إذا كانت تلك المسألة أصبحت مشكلة أكبر بسبب بريكست، اعتبر 38 في المئة أنها "مشكلة أكبر" فيما أشار 13 في المئة إلى أنها "مشكلة أقل أهمية".

ويأتي ذلك على رغم التصويت على شعار المغادرة "لاستعادة السيطرة مجدداً" الذي يهدف إلى ضبط حدود بريطانيا بشكلٍ أكثر تشدداً.

وأشار اللورد هيزلتاين وآخرون إلى أن بريطانيا، كونها خارج الاتحاد الأوروبي، غير قادرة على إعادة المهاجرين الذين يصلون على متن قوارب صغيرة وطرق أخرى من حيث أتوا.

وفي المجال الأوسع، قال إنه لا يمكن تناول أي قضية من دون مراجعة جادة للسنوات الثماني الماضية.

وأضاف: "حالة اقتصادنا وأمننا وبيئتنا والحاجة إلى استدامة مجتمعنا والحد من الهجرة واستعادة مكانة بريطانيا في العالم. لا يمكن حل أي من هذه القضايا بأمانة بمعزل عن علاقتنا مع أوروبا. ومع ذلك أوروبا هي أمر يُحظر النقاش به".

ومن خلال تسليط الضوء على قضية الهجرة باعتبارها واحدة من أهم ثلاث قضايا ركز عليها المستطلعون خلال الحملة الانتخابية، تساءل عن كيفية إجراء نقاش جدي من دون مناقشة أوروبا.

 

وقال: "لماذا لا يستطيع الحزبان الرئيسيان مناقشة الهجرة؟ على متن القوارب 5 في المئة فقط من أولئك الذين قد يتم إرسالهم أو لا يتم إرسالهم إلى رواندا. وهم يشكلون جزءاً صغيراً وحسب من العدد الإجمالي للهجرة الذي يبلغ ما يقرب من 700 ألف ــ وهنا تكمن المشكلة الأساسية. إلى أن نفكر في العواقب المترتبة على تقليص عدد مزارعنا ودور الرعاية والمستشفيات والجامعات، فإن كل الحديث عن التغيير و”الخطط” التي نستمر في الإصرار عليها ليس أكثر من مجرد أوهام في مهب الريح. وأياً كان ما نقرر القيام به، فيتعين علينا أن نعمل بشكل وثيق للغاية مع جيراننا الأوروبيين الذين نتقاسم معهم تجاربنا".

وعلى الصعيد الدفاعي، حذر من أن انتخاب دونالد ترمب الوشيك في الولايات المتحدة سيعني أنه لن يكون بإمكان بريطانيا الاعتماد على حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتلبية حاجاتها الأمنية، وهي بالتالي ستواجه سياسة انعزالية إضافية في واشنطن.

وتساءل: "ماذا لو عاد الحزب الجمهوري إلى ما كان عليه عام 1940 عندما وعد الرئيس روزفلت بعدم الدخول في الحرب؟ بقي وفياً لهذا الوعد إلى أن أعلن هتلر الحرب على أميركا عام 1941. وعلى رغم أن ذلك سيكون كابوساً حتماً، فهل يتم التعامل بجدية مع هذا الاحتمال؟".

وأشار إلى أن الحل الذي يطرحه يتمثل في "الحاجة إلى مناقشة علاقة أمنية أوثق مع أوروبا. الابتذال لا يمكن أن يقدم نتائج ملموسة".

وقال إن "العالم يفشل" وإن بريطانيا "لا تستطيع أن تفعل الكثير بمفردها" لمعالجة المجاعات والجفاف الذي أدى إلى نزوح الملايين من الناس على مستوى العالم أو لمواجهة الحروب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف: "هناك حديث متفائل عن تجاوز المنعطف، وإنجاح الخطة. كيف يمكننا أن نعتقد بجدية أنه يمكننا تحسين وضعنا الاقتصادي بشكل كبير بعد قطع اتصالاتنا مع القاصي والداني؟ كيف نبني وادي السيليكون هنا إذا عزلنا أنفسنا عن الأبحاث الأوروبية لسنوات ثم نعود إلى الطاولة كمتوسلين؟ على شركاتنا أن تنافس الشركات الأميركية والصينية التي تحظى من الناحية التكنولوجية بموازنات ضخمة للدفاع والفضاء".

وأصر على أنه من الضروري إعادة توجيه النقاش في الانتخابات العامة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي بُني على "الأكاذيب" والأضاليل التي رواها مؤيدو بريكست للحصول على أكبر عدد من الأصوات الداعمة لهم.

وتابع قائلاً: "إن قضية بريكست هي بمثابة وكرٍ من التعاويذ والشعارات على غرار "نريد استعادة بلدنا"، "هم بحاجة إلينا أكثر مما نحن بحاجة إليهم". "استعادة السيطرة"، "أنجزوا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". لقد مرت ثماني سنوات. وكان مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتحكمون في دفة الأمور طوال ذلك الوقت. لقد شهدنا مشهداً غير اعتيادي لوزير شؤون مغادرة الاتحاد الأوروبي (وهو أمر لا يقل سخافةً عن وجود "وزير للمنطق السليم").

وتساءل عما حققه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: "لماذا لم يتم إبرام سوى عدد قليل جداً من الصفقات التجارية الجديدة؟ لماذا لم تتحقق سلسلة التشريعات الموعودة؟ الجواب بسيط. لأنه لا وجود لأي خطط فعلية. لقد كان الأمر برمته عبارة عن مجموعة من الأكاذيب".

© The Independent

المزيد من متابعات