Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مات أخوه على يد قوات بوتين وهو لا يفوت فرصةً لرد الصاع صاعين

يزور الكاتب قاعدة "وحدة بارنا" المخفية في شرق أوكرانيا التي أنشأها ستيبان بارنا في أعقاب مقتل شقيقه على الجبهة، ويزعم مشغلو المسيرات أنهم أصابوا أكثر من 100 هدف إصابة محققة

ستيبان بارنا، إلى اليسار، مع شقيقه أوليه، قبل وقت قصير من مقتل أوليه في القتال في أبريل 2023 (أسكولد كروشيلنيتسكي)

ملخص

قتلت قوات بوتين شقيقه الأكبر أوليه وهو ينتقم منهم باستخدام مئات المسيرات الانتحارية لتفجير القوات الروسية.

يصر عدد من الجنود على أن قتل أعدائهم ليس أمراً شخصياً، ولكن عندما تحصد وحدة المسيرات الانتحارية التي يقودها ستيبان بارنا أرواح الجنود الروس، فإنه لا يخفي شعوره بأن كل عملية قتل هي انتقام شخصي للغاية لمقتل شقيقه العام الماضي.

كان كل من ستيبان وشقيقه الأكبر، أوليه، سياسيين أوكرانيين معروفين قبل فترة طويلة من إطلاق فلاديمير بوتين غزوه لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. كان ستيبان حاكماً لمنطقة ترنوبل في غرب البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان أوليه نائباً في البرلمان الأوكراني. واكتسب صيتاً في عام 2015 عندما أمسك برئيس الوزراء آنذاك أرسيني ياتسينيوك، الذي كان يختلف مع سياسته، بينما كان ياتسينيوك يلقي خطاباً في البرلمان، وجره من فوق المنصة.

انضم كلا الأخوين إلى الجيش الأوكراني بعد أيام من بدء الغزو وشاركا في بعض أشرس معارك الحرب. كان أوليه قبل يوم واحد من عيد ميلاده الـ55 عندما قتل في المعارك بالقرب من بلدة فوهلدار في منطقة دونيتسك الشرقية في أبريل (نيسان) 2023.

يقول ستيبان: "أدركت قبل عام أن المسيرات ستغير بشكل كبير طبيعة هذا الصراع، وأن الحرب بهذه الطائرات تتطور بسرعة لتصبح أحد العوامل المهيمنة في ساحة المعركة".

وعلى رغم أن الجيش الأوكراني، الذي يعوض التفوق الروسي الساحق في أعداد القوات والأسلحة الروسية، كان بدأ في تجربة المسيرات واستخدامها بعد أن ضم بوتين شبه جزيرة القرم من أوكرانيا بشكل غير قانوني في عام 2014، إلا أن كثيرين كانوا لا يزالون ينظرون إلى هذه الطائرات على أنها أشبه بالألعاب ولا يعيرونها أية أهمية في بداية هذا الغزو.

في العام الماضي اختبر ستيبان بنفسه كيف يمكن أن تكون المسيرات مدمرة، فكان هو ومجموعة من رفاقه من لواء الهجوم الجبلي العاشر، الذي يعمل فيه برتبة رقيب أول، يدافعون عن موقع بالقرب من باخموت في منطقة دونيتسك.

كان موقعهم محصناً بالخنادق والمخابئ المحصنة داخل الأراضي التي تحتلها روسيا، وأحاط بهم العدو من ثلاث جهات. "كانت السماء مزدحمة بالمسيرات الروسية، التي راحت تهاجمنا. كانت المنطقة في معظمها سهوباً منبسطة بلا أشجار أو أي غطاء آخر، لذا كانت المركبات القادمة لإعادة إمدادنا أو إجلاء جرحانا أهدافاً سهلة. كان علينا أن نحمل قذائف مدفعيتنا على أكتافنا فوق أرض مكشوفة. يمكنك أن تتخيل كيف كان ذلك الشعور"، يقول ستيبان.

ويقول إنه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي سمح له قائد كتيبته بالبدء في تنظيم وحدة المسيرات الخاصة به التي تعمل على طول قطاعهم البالغ طوله ثلاثة أميال من جبهة اللواء الممتدة 20 ميلاً غرب باخموت. كان "ستيبان" واثقاً من قدرته على الاستفادة من العلاقات التي بناها ومن أولئك الذين صوتوا له عندما كان يشغل منصباً سياسياً للحصول على الأموال وتلقي المسيرات للوحدة المكونة من 15 رجلاً التي اختارها.

بعد فترة من التدريب على ميكانيكا وتسيير المسيرات من منظور الشخص الأول (FPV) - باستخدام نظارات تظهر رؤية الطيار لكاميرا الفيديو الخاصة بمسيرة - بدأت الوحدة العمل. ويطلق عليها اسم "بارني" - وهو مشتق من تحوير اسم بارنا واسم دب كرتوني على أغلفة لوح الشوكولاتة المفضل للأطفال.

يقول "ستيبان" متحدثاً من قاعدة مخفية خلف خطوط اللواء: "أنا مثل أي شخص آخر هنا، أقاتل من أجل بلدي. ولكن عندما تفقد أخاك في هذا القتال، فإن ذلك يؤثر فيك بالطبع. هذه الوحدة هي نوع من التذكار لأخي. يتبرع الناس لنا بالأموال باسم أخي، وهذا يشمل والدي، لكنها ليست فقط من أجل أخي."

وهو واضح في شأن الخسائر التي يتكبدها. "نحن نعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، إذ يوجد نصفنا تقريباً في هذه القاعدة في أي وقت، وعادة ما تكون مجموعات مكونة من ثلاثة أفراد في موقعين متقدمين."

"نعمل على مقربة شديدة من العدو. لدينا حالياً موقعان متقدمان: أحدهما على بعد كيلومترين ونصف من خطوط العدو، والآخر على بعد كيلومتر واحد. لذا فنحن قريبون جداً من العدو، وعملياً بجواره".

وفي الموقعين الأماميين يقوم رجال الوحدة بتسيير المسيرات نحو الأهداف التي حددت عن طريق الاستطلاع، ويمكن للمشغلين مطاردة المركبات بسرعة 60 ميلاً في الساعة ومتابعة جنود العدو في خنادقهم ومخابئهم.

أثناء زيارة صحيفة "اندبندنت" للقاعدة، أفادت إحدى الوحدات الأمامية بأنها رصدت من ما يبدو أنها مجموعة استطلاع روسية تتكون من سبعة رجال. يشاهد الرجال في القاعدة شاشات الفيديو التي تعرض بثاً من مسيرة استطلاعية تحلق عالياً فوق المنطقة - حيث يقترب الروس بحذر من مسافة 700 متر تقريباً لمشغلي المسيرات الثلاث.

تدور اتصالات سريعة بين القاعدة وقادتها في مقر قيادة اللواء لتقرير كيفية إنقاذ الرجال الثلاثة في الموقع الأمامي من الأسر أو الموت.

يقول أحد أفراد وحدة بارني الذي يحمل إشارة النداء "سيمون" عن الموقف: "إذا حاول رجالنا الهرب فستطلق النار عليهم أو ربما يقصفون بمسيرات. إن إرسال مركبة لإخراجهم خيار خطر، لأنهم سيكونون هدفاً سهلاً - لكننا سنخاطر إذا لم تكن هناك طريقة أخرى".

يصل الروس إلى مسافة 300 متر تقريباً من مشغلي المسيرات قبل اتخاذ القرار بإرسال مقاتلين أوكرانيين - على الأرجح قناصة - نحو الرجال الثلاثة المحاصرين. تندلع معركة بالأسلحة النارية ويقتل الأوكرانيون اثنين من الروس، بينما يفر الآخرون عائدين نحو وحداتهم.

سرعان ما يعود الجميع لعملهم. وبارتياح واضح في صوته، يشرح سيمون كيف أن الوحدة لا تستخدم سوى "المسيرات الانتحارية" لأنها "لا تعود".

ويضيف "يمكن للروس تعقب مسيرة أثناء عودتها وتحديد مواقعنا وضربنا. هناك مسيرات تلقي قنابلها وتعود، لكننا لا نستخدمها على الإطلاق".

تستخدم الوحدة ما لا يقل عن 400 مسيرة شهرياً، وتبلغ كلفة الواحدة منها نحو 450 دولاراً (350 جنيهاً استرلينياً). وتتميز المسيرات البسيطة والخفيفة بهيكل متقاطع الشكل، مع مراوح في كل طرف من الأطراف الأربعة. وتكلف هذه الطائرات جزءاً بسيطاً من كلفة قذيفة مدفعية أو صاروخ، ولكن يمكنها تدمير عربة مدرعة روسية تبلغ قيمتها مئات الآلاف من الجنيهات. تأتي قطع غيار هذه الطائرات من أوكرانيا وأماكن أخرى. ولكن الحصة الأكبر من آلاف المسيرات التي تستخدمها أوكرانيا وروسيا كل أسبوع تشترى من الصين.

في قاعدة وحدة بارني، في منطقة سيفرسك في منطقة دونيتسك، يجري فحص كل مسيرة وتعديلها لتؤدي دوراً محدداً. يقول "فارمر" - الذي يستمد شارة اسمه من وظيفته مزارعاً يربي طيور الديك الرومي قبل الحرب -: "عندما تأتي هذه الطيور [المسيرات] تكون للاستخدام المدني، ربما للمتعة. لكنها ليست طيوراً قتالية. نحن نفعل كل شيء للتأكد من أنها تطير بشكل صحيح، وهذا يحولها إلى مسيرة قتالية."

يقوم فارمر، وبيده مكواة لحام الحديد، بتعديل كمبيوتر مسيرة للتعرف على الإشارات الصادرة عن المكونات الجديدة التي تحكم تفجير المتفجرات. ويقول إن وحدته تحاول ابتكار تحسينات على كل جزء من أجزاء المسيرات - من جعلها أسرع إلى تمكينها من التملص بشكل أفضل من التشويش الإلكتروني الروسي المصمم لإسقاطها.

ويقول إن الوحدة تتقن أحدث التطورات في التكنولوجيا، ولكنها تستخدم أيضاً تقنيات "بدائية" لتصنيع المتفجرات. ويظهر فارمر، وهو يقود الطريق إلى منطقة خارجية مموهة، أحد أفراد وحدته وهو يقوم بتحطيم متفجرات أزيلا من لغم أرضي إلى قطع أصغر. ويقوم آخر بإذابة الشظايا فوق موقد حطب موقت قبل أن يصب السائل في قوالب بأشكال مختلفة.

ويضيف: "كان علينا أن نكتفي خلال الأشهر الستة الماضية بنقص المدفعية والقذائف الصاروخية. علينا القيام بأشياء كهذه - إذابة المتفجرات لتصنيع لوازم الوحدة. أتساءل أحياناً ما إذا كنا سنضطر إلى محاربة الروس بالأقواس والسهام في المرة المقبلة."

وواجه عدد من الجنود على طول خط الجبهة نقصاً في القذائف عندما تعطلت المساعدات العسكرية الجديدة من الولايات المتحدة في الكونغرس. ووقع مشروع قانون المساعدات في أبريل (نيسان)، لكن الإمدادات بدأت للتو في الوصول إليهم.

يقول فارمر إن كلاً من أوكرانيا وروسيا تتسابقان لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي لتوجيه تحليق المسيرات. ويضيف: "عندما يحدث ذلك، فإن التدابير الإلكترونية المضادة الحالية، التي تعطل الإشارات بين مشغل المسيرة والطائرة التي يسيرها، ستكون زائدة على الحاجة". "سينقل ذلك المسيرات إلى مستوى تكنولوجي آخر وسيغير الحرب إلى الأبد."

يقول رفيق فارمر، وينستون (الذي اختار الاسم الرمزي لأن تشرشل أحد أبطاله الملهمين)، إن المسافة التي تقطعها المسيرات وسرعتها تعتمد على وزن البطارية والعبوة المتفجرة التي تحملها. ويضيف: "العوامل الأخرى هي درجة الحرارة وسرعة الرياح. إذا لم نكن نحلق بعيداً، فإننا نضع بطارية أصغر حجماً، ويمكن للمسيرة بقنبلة تزن ثلاثة كيلو غرامات - وهو الحد الأقصى لوزن القنابل التي نستخدمها - أن تقطع كيلومترات عدة".

ويضيف: "هناك اختلافات في حجم البطاريات". "لدينا بعضها يزن 200 غرام، وبعضها الآخر 500 غرام. إذا قللنا وزن البطارية، فإننا نزيد من وزن القنبلة. وكلما زاد حجم القنبلة، زاد الانفجار. إنها عملية حسابية بسيطة."

يقول عضو الوحدة "سيمون": "قبل ذلك، كنت في سلاح المشاة لمدة عام. كان الأمر قريباً ومرعباً، ولم تكن تفكر في حقيقة أنك تطلق النار على شخص ما. لا تتاح لك عادة فرصة رؤية من أطلقت النار عليه بالضبط، لكنك تعرف أن الأمر حقيقي تماماً.

"هنا الأمر مختلف: لا ينتابك الشعور بأنك قتلت إنساناً. أنت ترى الهدف، ولكن عندما تصيب الهدف يحدث انفجار، وتفقد تصوير الفيديو، ولا ترى لحظة الموت. لذا فالأمر أشبه باللعبة."

يقول ستيبان إن المسيرات التي لديهم تصيب أهدافها في أكثر من 70 في المئة من المرات، مضيفاً: "نحن لا نعرف بالضبط عدد الروس الذين قتلناهم منذ أن بدأنا - أزيد بكثير من 100 شخص. الحافز الأكبر للوحدة هو هزيمة الروس وإخراج الـ*****د من أراضينا".

"ولكنني أعتقد أنه في كل مرة تضرب فيها إحدى طائراتنا، يكون ذلك انتقاماً لقتلهم أوليه. إذاً هل نتحدث عن الانتقام هنا؟ نعم، إنه كذلك!"

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير