Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل استعاد منتخب ألمانيا الجديد هويته القديمة لتحقيق الأمجاد؟

في أعقاب النتائج الكارثية التي تحققت في الآونة الأخيرة يظل مضيفو بطولة "يورو 2024" متفائلين، إليكم السبب...

جوليان ناغيلسمان المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

يخوض المنتخب الألماني المجدد بالكامل تحدياً كبيراً لاستعادة الألقاب الكبرى برفع كأس "يورو 2024" التي تقام على أرضه وبين جماهيره، بعد أن استعاد فريق المدرب جوليان ناغيلسمان ثقة المشجعين ولو جزئياً

في الأعوام الأخيرة كان الشعور السائد بين المشجعين الألمان هو الإرهاق، لكن في الأشهر الأخيرة استبدل هذا الشعور بفرحة متفائلة، ومن الطبيعي أن يكون التطور التالي هو الابتهاج هذا الصيف إذ سيتقرر مصير كرة القدم الألمانية.

وفي البداية كان مصدر خيبة الأمل هو الاقتراب من نهاية عقد كامل من الانحدار الحاد بعد اللحظة الشافية التي حقق خلالها المنتخب الوطني النجمة الرابعة، التي نسجت على قميصه بعد الفوز بكأس العالم في البرازيل عام 2014.

وفي حين واجه فريق المدرب الأسبق يواكيم لوف تحدياً صعباً في بطولة أمم أوروبا 2016، حين سقط أمام فرنسا المستضيفة في الدور نصف النهائي، فإن دفاعهم عن اللقب العالمي كان كارثياً.

وكان من الممكن أن يكون إنهاء المجموعة في المركز الأخير بكأس العالم 2018 بمثابة إعلان نهاية لوف، لكنه سعى إلى التعويض في "يورو 2020" خلال صيف 2021، فقط لكي تؤدي بطولة "يورو" المؤجلة إلى خروج آخر سابق لأوانه بالإقصاء المخيب للآمال من دور الـ16 على يد إنجلترا.

ومع ذلك فإن استبدال لوف في محاولة لتنشيط المنتخب الوطني لم يأت بالثمرة المتوقعة، وكانت فترة هانسي فليك قصيرة ومؤسفة بصورة صادمة إذ خرجت ألمانيا مرة أخرى من كأس العالم عند العقبة الأولى عام 2022، ولعبت اليابان دوراً رئيساً في محنتهم بمونديال قطر وفي رحيل فليك بصورة عامة، وكان فوزها على ألمانيا إيذاناً بنهاية حقبة مدرب بايرن ميونيخ السابق في سبتمبر (أيلول) 2023.

وخلال 12 يوماً فقط تم تعيين جوليان ناغيلسمان مدرباً لألمانيا، وفي البداية بدا أن فترة المدرب البالغ من العمر 36 سنة قد تكون سريعة مثل وصوله، إذ يستمر عقده إلى نهاية "يورو 2024" فحسب، ولكن بحلول أبريل (نيسان) الماضي وقع مدرب بايرن السابق على تمديد العقد ليستمر حتى نهاية كأس العالم 2026.

وكان التمديد مفاجئاً إلى حد ما في ذلك الوقت، وعلى رغم أنه جاء في أعقاب انتصارات على فرنسا وهولندا فإن هذه الخطوة جاءت بعد هزيمتين أمام تركيا والنمسا، وتعادل مع المكسيك وفوز متوقع على أميركا، لكن مع ذلك أظهر التمديد إيمان الاتحاد الألماني لكرة القدم بالمدرب الشاب ناغيلسمان، الذي جلبت فترته نتائج مختلطة وثقة جديدة من المشجعين.

وكما كان أبرز إنجاز حققه غاريث ساوثغيت مع إنجلترا - وسط لحظات غير مقنعة - هو تجديد ارتباط الجماهير بالمنتخب الوطني، فإن ناغيلسمان وفريقه نجحوا في إعادة ثقة الألمان مرة أخرى ولديهم الآن فريق يستمتعون بمشاهدته.

وكان هذا الاستمتاع واضحاً في الانتصارات التي حققها الفريق الوطني في مارس (آذار) بنتيجة (2 - 0) على فرنسا، وبنتيجة (2 - 1) على هولندا، وبعد أن جرب عديداً من التشكيلات في مبارياته القليلة الأولى استقر ناغيلسمان على نفس التشكيلة الأساس في كلتا المباراتين، بوضع مارك أندريه تير شتيغن في حراسة المرمى ورباعي دفاعي مكون من جوشوا كيميش وأنطونيو روديغر وجوناثان تاه وماكسيميليان ميتلشتيت، وروبرت أندريش وتوني كروس في خط الوسط ويدعمهما ثلاثة أكثر تقدماً هم إيلكاي غوندوغان في الوسط وجمال موسيالا وفلوريان فيرتز على الجانبين، فيما وضع كاي هافرتز في قلب الهجوم.

وفي مباراة التعادل السلبي مع أوكرانيا في يونيو (حزيران) الماضي، أسقط المدرب ناغيلسمان الحارس الاحتياط تير شتيغن لمصلحة حارس المرمى الأساس مانويل نوير، وقرر تدوير لاعبي قلب الدفاع بتبديلات متغيرة لكنه ترك بقية التشكيلة كما هي.

وفي المباراة الودية الأخيرة التي شهدت عودة حماسية بنتيجة (2 - 1) على اليونان، أفسح تير شتيغن الطريق مرة أخرى لنوير - الذي أسهم في تسجيل اليونان هدفاً في مرماه - بينما استمرت التشكيلة المميزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأمام فرنسا كان فيرتز لاعب باير ليفركوزن - الذي لا يزال يبلغ من العمر 21 سنة فقط - هو من سجل هدفاً رائعاً بعد مرور ثماني ثوان بعد تفكير سريع وتمريرة إبداعية من توني كروس، وفي وقت لاحق تحول فيرتز إلى صانع ألعاب بتمريرة مماثلة مما سمح لموسيالا البالغ من العمر 21 سنة أيضاً بتمريرة بسيطة لهافرتز.

وفي مباراة العودة أمام هولندا سجل لاعب فريق شتوتغارت ميتلشتات هدفاً في مرمى فريقه، ثم جاء هدف الفوز المتأخر بضربة رأس من نيكلاس فولكروغ، إذ أكسبته قدراته على تسديد الركلات الثابتة كثيراً من الدقائق تحت قيادة ناغيلسمان، لكن تحول مهاجم بوروسيا دورتموند أخيراً إلى لاعب بديل.

وجاءت الضربة الركنية من كروس الذي يتطلع إلى نهاية خيالية لمسيرته، بعد أن أنهى للتو مشواره مع ناديه ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا الخامس مع الفريق العاصمي والسادس في مسيرته ككل.

واللاعب البالغ من العمر 34 سنة على رغم أنه جيد كما كان دائماً لكنه سيقدر شراكته مع أندريش الذي يبلغ من العمر 29 سنة، ويمكنه القيام بمزيد من الجري في المحور المزدوج كما ظهر أخيراً في موسمه الرائع مع ليفركوزن الذي فاز بلقب الدوري.

وفي مكان آخر على أرض الملعب يمكن أن يكون توقيت هافرتز حاسماً كما كان الحال ضد فرنسا ومرة ​​أخرى ضد اليونان، عندما أدرك التعادل بلمسة ذكية والتفاف وإنهاء.

ومن بين الخيارات الأخرى يمكن لناغيلسمان الاعتماد على المهاجم المخضرم توماس مولر الذي يشكل زميله في بايرن ليروي ساني خطورة على الجناح.

وفي الدفاع هناك قلب دفاع دورتموند الشاب نيكو شلوتربيك بينما سجل لاعب خط وسط برايتون باسكال غروس هدفاً رائعاً في مرمى اليونان، إذ أظهرت ألمانيا حيوية في الدقيقة الـ89.

وهناك عمق على رغم وجود عدد قليل من المحاربين القدامى المتمرسين، فإن متوسط ​​العمر في الفريق 27 سنة، ويميل الميزان إلى حد كبير نحو الروح الشابة، ذلك النوع من اللاعبين الذي صعد عام 2010 وانطلق على طول الطريق إلى جيل 2014، وتبقى مهمة تسخيرهم في صالح الفريق التحدي الذي يواجه ناغيلسمان، لكنه أظهر ملامح واعدة حتى الآن.

وتغيرت أساليب لعب المدرب الشاب وخططه عبر فتراته في هوفنهايم ولايبزيغ وبايرن، إذ كانت خطة 4-2-3-1 هي الخطة المفضلة له في النادي الأخير والآن مع ألمانيا.

ومع ذلك فمن المعروف أنه يجرب ويستفيد من ماضيه بما في ذلك اللعب بثلاثة لاعبين في خط الدفاع ضد النمسا، كما فعل في هوفنهايم ولايبزيغ.

وكان المدرب رالف رانغنيك الأب الروحي لأسلوب الضغط العالي هو الذي عين ناغيلسمان في هوفنهايم وأثر بصورة كبيرة على أسلوب المدرب الشاب، بينما لعب ناغيلسمان أيضاً تحت قيادة توماس توخيل في أوغسبورغ.

وعلى هذا النحو يمكن للمشاهدين أن يتوقعوا كثيراً من استحواذ ألمانيا على الكرة هذا الصيف، ولكن أيضاً بكثير من الضغط العالي عندما يكون أصحاب الأرض من دون الكرة.

وفي الواقع نتوقع أن نرى كثيراً من ألمانيا كاملة، وبينما التوقعات من الخارج منخفضة بالنسبة إلى المنتخب الألماني، لكن الوطن يعتقد أن التأهل والاستمرار أمر وارد إلى حد كبير.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة