Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يفجر اليمين المتطرف مفاجأة في الانتخابات البريطانية؟

حزب "ريفورم" الشعبوي يتأخر عن "المحافظين" بنقطة واحدة في استطلاعات الرأي 

مرشحون للبرلمان من حزب "ريفورم" اليميني يتهمون بالعنصرية والفاشية (رويترز) 

ملخص

تشير استطلاعات للرأي إلى أن حزب "ريفورم" اليميني المتشدد في المملكة المتحدة يتأخر بنقطة واحدة فقط عن "المحافظين" الحاكم. وفيما يبدي زعيم الحزب نايجل فاراج استعداده لقيادة جبهة المعارضة أمام الحكومة العمالية المتوقعة بعد انتخابات يوليو المقبل، تقول صحيفة "التايمز" إن واحداً من كل 10 مرشحين للحزب صديق لقيادي فاشي بريطاني على "فيسبوك". 

حزب حديث وصغير يدعى "ريفورم" يستنهض همم اليمين المتطرف في عموم أنحاء المملكة المتحدة كي يدخل إلى البرلمان عبر بوابة الانتخابات العامة في الرابع من يوليو (تموز) المقبل. ثمة خشية حقيقية من تأثيره في أصوات المتشددين من هذا التيار بين صفوف الأحزاب الكبيرة المؤلفة لمجلس العموم، ذلك لأن الناخبين لا يجدون لديهم ما يقنع في صد المهاجرين و"وقف" تأثيرهم في المجتمع وقيمه الغربية إن جاز التعبير.

مما يزيد تأثير "ريفورم" هو قائده نايجل فاراج عراب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي الذي دفع باتجاه الاستفتاء المصيري على طلاق لندن وبروكسل عام 2016، ثم قاد حزبه الذي كان يسمى "بريكست" نحو دعم "المحافظين" ورئيس الوزراء السابق بوريس جونسون للفوز في استحقاق عام 2019 بأكثرية برلمانية مطلقة مكنته حينها من إتمام صفقة الخروج ووضعه في حيز التنفيذ مع مطلع 2020.

بعد "بريكست" ابتعد فاراج عن العمل السياسي نحو عامين واظب خلالهما على تقديم برنامج إذاعي عبر راديو "إل بي سي" واسع الانتشار في المملكة المتحدة، ثم عاد قبل أشهر قليلة إلى الواجهة عبر قيادته لـ "ريفورم" وإطلاق حملة انتخابية تحت أربعة عناوين رئيسة لإعادة تأهيل الاقتصاد والطاقة والقطاع العام ومؤسسات مختلفة في الدولة مثل مجلس اللوردات وشبكة الخدمة المدنية وهيئة الإذاعة البريطانية "المتضخمة".

تقدم ملحوظ

أكثر القضايا التي يتغذى عليها الحزب اليميني شعبياً هي الهجرة، لأنها تهم فئة واسعة من البريطانيين ويتسلح "ريفورم" بفشل الحزب الحاكم في تقليصها من جهة وغموض سياسات العمال في التعامل معها من جهة ثانية، تقول الأرقام إن أرقام المهاجرين صعدت بنحو 2.5 مليون نسمة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على رغم أن ضبط الحدود كان سبباً رئيساً لـ"بريكست"، فيما قرر "العمال" التخلي عن خطة ترحيل المهاجرين التي تعهد "المحافظون" بتنفيذها في حال انتصروا في الانتخابات العامة المقبلة.

استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" يقول إن "ريفورم" بات على بعد نقطة واحدة فقط من "المحافظين" في نوايا التصويت خلال الانتخابات المقبلة. لا يزال هناك ثلاثة أسابيع على الاستحقاق وشعبية اليمين المتطرف تزداد وتتسع معها فرص فاراج وحزبه، وهو أمر أقلق الحزب الحاكم حتى استدعى من النائب ووزير التجارة السابق جاكوب ريس موغ التوجه إلى جمهور اليمين في المملكة المتحدة بطلب الوقوف خلف "المحافظين"، وعدم الانقسام بينه والـ"ريفورم" لأن ذلك "يصب في مصلحة الخصوم".

موغ يقصد بالخصوم حزب "العمال" بصورة رئيسة، ولكن المرشح عن حزب "العمال" أو "Workers" سامح حبيب يقول في حديث مع "اندبندنت عربية" إن "ريفورم" يهدد جميع الأحزاب البريطانية المكونة للبرلمان لأنه يخاطب اليمين المتشدد في كل التيارات السياسية، أي إنه يمكن أن يجذب أصواتاً في مختلف المناطق ومن حصة جميع الكتل. لافتاً إلى أن هذا الاقتطاع من أصوات اليمينيين لمصلحة الحزب حديث العهد قد لا يؤدي بالضرورة إلى فوزه بمقاعد برلمانية ولكنه يؤثر في التصويت لبقية الأحزاب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

توحيد اليمين

ما يحلم به فاراج هو توحيد اليمين في المملكة المتحدة لمواجهة التحديات التي تشغل السكان وفي هذا لا يستبعد أن يكون هو زعيم المعارضة المقبلة أمام حزب "العمال" في حال فوزه بالسلطة عبر انتخابات يوليو المقبل، هو أمر مستبعد تحت قبة البرلمان برأي حبيب، ولكنه قابل للتحقق من وجهة نظر المحرر السياسي في قناة "بريطانيا العظمى" أندرو بيرس، "ولا يوجد ضمانات بعدم تجاوز "ريفورم" للحزب الحاكم في نوايا التصويت للاستحقاق المقبل خلال الأسابيع الثلاثة المتبقية قبل فتح صناديق الاقتراع.

لا يستبعد فاراج أيضاً عملية اندماج بين حزبه و"المحافظين" بعد الانتخابات المقبلة، وهو منفتح على الخيار لكن بعد إعادة هيكلة الحزب الأزرق كي يسترد عافيته أو "يمينيته" بتعبير أدق. مثل هذا التحول قد يغير معادلة الحزبين الرئيسين المعروفة في البلاد منذ زمن، ولكن يبدو أن هذا الاستحقاق استثنائي لأن "البريطانيين يريدون التغيير لكنهم لا يجدون المعارضة بديلاً مقنعاً ويبحثون عن خيارات أخرى"، وفق بيرس.

التحول من "المحافظين" إلى "ريفورم" خيار قائم أيضاً بعد الانتخابات، هو بدأ قبلها بانتقال النائب المحافظ لي أندرسون إلى الحزب الجديد قبل أشهر بعد طرده من الحزب الحاكم بسبب إهانته لعمدة لندن العمالي صادق خان، ولكن النواب "المحافظين" لم يفقدوا الأمل بعد بتماسك جبهة الحزب الأزرق وإدراك قاعدته الشعبية لخطر التخلي عنه على المدى الطويل  كما يرى رئيس مركز "القرن الجديد" للدراسات جعفر الأحمر.

مرشحون متطرفون

المشكلة الكبرى من وجهة نظر الأحمر هي ليس توجه اليمين الناقم أو المتململ من الأحزاب التقليدية نحو "ريفورم" وإنما تغاضي الناخبين عن حقيقة وجود متطرفين بين مرشحي الحزب الجديد، إذ يقول استطلاع لصحيفة "التايمز" أن واحداً من كل 10 مرشحين عن "ريفورم" صديق افتراضي على منصة "فيسبوك" لزعيم "الفاشية البريطانية" جيري ريكس. أما رد فاراج على ذلك فكان أنه "لا يعرف من هو ريكس، ولم يعد بإمكانه تغيير المرشحين بعدما أغلقت قوائم المؤهلين للمنافسة في الانتخابات المقبلة".

جيري ريكس، المؤسس السابق بحزب "الوطني البريطاني"، أنشأ عام 2013 مع نشطاء يطلقون على أنفسهم "القمصان السوداء" ما يسمى بـ"الاتحاد البريطاني الجديد"، على غرار تجمع للفاشيين يقوده أوزوالد موسلي. وحزب "ريكس" يرى في الديمقراطية حجر عثرة أمام أحلامه، ويطالب بمقاربة "موضوعية" للديكتاتورية عالمياً.

صحيفة "ذا تايمز" تقول 40 مرشحاً لحزب "ريفورم" هم أصدقاء لريكس الذي فعل حسابه على "فيسبوك" قبل عام فقط ولديه نحو 4000 صديق. أما "ذا غارديان" فأشارت إلى أن أحد مرشحي فاراج إلى البرلمان ويدعى إيان جريبين، يدعو إلى نظرة "حيادية" تجاه سلوك زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر. لم يعتذر الحزب الجديد عن هذه التصريحات ولم يتخلَ عن مرشحه العنصري، بل قال إنها مجرد "آراء فردية خاصة". 

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير