Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عادات خاطئة يمارسها الجزائريون لذبح الأضاحي

عبث الأطفال بالدماء وتقدم النساء لنحر الخراف وسط تحذيرات من فوضى مجتمعية في العيد

الذبح الخطأ ومشاركة النساء والأطفال ظواهر تلقى انتشاراً في الجزائر (أ ف ب)

ملخص

تغير نمط وتفكير الجزائريين خلال الأعوام الأخيرة أفرز وضعاً مجتمعياً جديداً من بين مظاهره عيد الأضحى منح الأطفال اهتماماً للتعامل مع الأضاحي، ونفس الأمر ينطق على المرأة التي باتت تزاحم الرجل على القيام بعمية الذبح.

يتسبب الذبح الخطأ للأضاحي في مشكلات يوم عيد الأضحى، سواء بالنسبة إلى الأضحية أو للبيئة، وهي الظاهرة التي تلقى انتشاراً في الجزائر، لا سيما مع تسلم جيل جديد من "الذباحين" للمشعل، وفي حين ترى أطراف أن التعلم أمر جيد، تعتبر أخرى أن الرأفة بالحيوان وحماية البيئة أولوية من أجل مناسبة دينية متكاملة.

وانتقل تقديس عيد الأضحى في الجزائر من منح الأضحية حقها، لا سيما من ناحية احترام شريعة الذبح عبر تقدم كبار السن وأصحاب الخبرة والجزارين من أجل النحر، إلى تلاعب صغار السن وفي بعض الأحيان أطفال، وكذلك عديمي الخبرة، وبلغ في حالات السماح للنساء بأداء عملية الذبح بغرض التجريب أو التصوير والنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يتسبب في تسجيل أخطاء كارثية تتعدى "تعذيب" الأضحية.

حوادث وغرائب

وعاشت عائلات عدة مشكلات كبيرة كانت طامة على الأضحية قبل الإنسان، إذ يرى كمال وهو مواطن جزائري شاهد على حوادث غريبة وخطرة حدثت خلال عمليات الذبح مع أبناء حيه، في تصريح إلى "اندبندنت عربية" أن منح أطفال السكين لإقامة هذه الشريعة أمر غير مقبول لأن المناسبة لها قدسية دينية خاصة، فضلاً عن أن عملية الذبح ليست لعبة، ويقول "كنت حاضراً في حوادث عدة أبطالها أطفال، على رغم أنني أحمّل الأولياء المسؤولية".

وفي إحدى المرات وخلال عملية الذبح من قبل طفل لا يتعدى عمره الـ15 سنة قامت الأضحية وهي تحاول الركض، والدماء تسيل من الرقبة ملطخة المكان على نحو رهيب، مما أدى إلى فوضى عارمة مع فرار الجميع باتجاهات مختلفة ومحاولات آخرين الإمساك بالشاة، فيما عمل كبار السن على إتمام عملية الذبح، وتسببت الحادثة في حال هلع وفوضى.

وأضاف كمال أنه كان شاهداً في أحد الأعياد على تخبط الأضحية لا هي ميتة أو حية، بسبب عملية الذبح الخاطئة لرب عائلة من الجيران، كما بات ذبح الأضاحي من جانب النساء ظاهرة في توسع، لا سيما مع الانتعاش الذي تعرفه وسائط التواصل الاجتماعي، مشدداً على أن قيام المرأة بذبح الأضحية ليس محرماً لكنه يخضع لشروط لا تتوافر إلا لدى قليلات، في حين أن البقية تقدم على عملية الذبح من أجل لفت الأنظار.

وختم أن تفشي الظاهرة يزيد من الحوادث المؤلمة لجهل كثيرين بآداب معاملتها، بخاصة لحظات الذبح، ولعدم إدراكهم أن ذلك كفيل بالتأثير في جودة لحومها.

وتنهى الشريعة الإسلامية عن تعذيب الأضحية عند الذبح، ومن شروط الذبح سن السكين جيداً وألا ترى الأضحية آلة الذبح، وعدم فصل الرأس عن الجسد إلى أن تفارق الروح الجسد، وألا تذبح أمام أي حيوان آخر.

تغير نمط وتفكير الجزائريين

ويقول متخصص علم الاجتماع أحمد ضياف إن تغير نمط وتفكير الجزائريين أفرز وضعاً مجتمعياً جديداً من بين مظاهره منح الأطفال نوعاً من الاهتمام الزائد تحت تبرير الاستجابة لمطالبه أحسن من فعل ذلك في الشارع بعيداً من الأعين، والأمر نفسه ينطبق على المرأة التي باتت تزاحم الرجل في مناحي الحياة، مضيفاً أن هذه العقلية جعلت بعض الآداب والضوابط تختفي أو تعيش اعتداءات واضحة، مثل منح الأطفال الأضاحي ليتسلوا بها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويواصل ضياف أن ما يحدث من أخطاء في عمليات ذبح الأضاحي يندى له الجبين، وكنت شاهداً على إحدى الوقائع في بيتنا ذات عيد، إذ قام ابن أخي بمحاولة خاطئة لنحر الأضحية وكانت النتيجة أنه نجا من موت محقق بعد أن غُرس السكين في بطنه بعد تخبط الأضحية، مضيفاً أن الخطأ جعل الشاة لا تموت وراحت تسقط وتنهض وتقفز في كل الاتجاهات، وختم أن قدسية المناسبة تفرض احترام الضوابط والآداب رأفة بالحيوان وحماية للإنسان.

سلوكات سلبية

وكشف المتخصص في شؤون التغذية عمار بوخرص من جانبه عن أن ترويع الأضحية قبل الذبح يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة عضلاتها، ومنه تكوين أحماض وبكتيريا تتسبب في فسادها، وقال إن تعب الأضاحي يؤثر في جودة لحمها ويجعل لونه غامقاً.

وبخصوص السلوكات السلبية التي تتركها عمليات الذبح خلال عيد الأضحى، فإن ترك الدماء والمخلفات ملقاة في الشوارع من دون مراعاة السلامة العامة، يجعلها مصدراً حقيقياً للأمراض ومرتعاً للحشرات والكلاب الضالة.

وتابع أنه في كل عيد أضحى تظهر مشكلة ذبح الأضاحي بالشوارع التي تمتلئ بالدماء والبقايا بعد عملية النحر، وهي عادات تسبّب أخطاراً مضاعفة مع عدم وجود الوعي، لذلك يجب أن تكون عملية النحر في أماكن معزولة عن الشارع والمواطنين، يسهل فيها التخلص من المخلفات والدماء.

أخطار صحية وبيئية

إلى ذلك، أكد البيطري سمير عمارنة أن الوعي بأهمية النظافة العامة خلال أيام عيد الأضحى المبارك تكاد تكون منعدمة، فيكون التخلص من مخلفات الأضحية بصورة عشوائية مخالفة للطرق الصحيحة عبر وضعها في كيس بلاستيكي ورميها في المكان المخصص للفضلات، موضحاً أن تلك السلوكات الخاطئة تسبب أخطاراً صحية وبيئية كبيرة، وما زالت هناك عادات وتقاليد خاطئة في التعامل مع أضحية العيد، فبعضهم يقوم بذبحها أمام المنزل ويتفاخر بإسالة الدماء في الحي الذي يقطنه ويجهل الطريقة الصحيحة للتخلص من مخلفاتها، معتقداً بأنه برميها في برميل القمامة قد تخلص منها نهائياً.

وحول الأخطار التي تحدث بسبب التعامل الخاطئ مع ذبح الأضاحي خارج المسالخ، شدد عمارنة على أنه يعتبر أول خطر صحي يمكن أن يهدد الإنسان والبيئة على حد سواء لأن مجموع الميكروبات الموجودة في دم الأضحية كبير جداً، كما توجد في المخلفات الأخرى مجموعة من الميكروبات، وباحتكاك الإنسان معها تستقر بداخله، ويمكن أن تبقى حية لأعوام طويلة، وكذلك يمكنها الاستقرار في المياه الراكدة، وتبقى محتفظة بقدرتها على إصابة الإنسان بمجرد تعاطيه المباشر معها.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي