Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المسكوت عنه في الحملة الانتخابية البريطانية

إن رافعة بوريس جونسون الجذابة التي مكنت المحافظين من حصد الأصوات في الدوائر المؤيدة تقليدياً لحزب العمال انتهت تماماً

مايكل غوف يبحث عن ذكر تحقيق المساواة في بيان حزب المحافظين الانتخابي الجديد (رويترز)

ملخص

تحقيق المساواة، شأنه شأن بريكست، فكرة من الماضي لم تعد سارية المفعول اليوم.

هل ممكن وجود مسألتين خلافيتين في حملة انتخابية واحدة؟ في الحملة الحالية ثمة مسألة خلافية، "بريكست"، التي نادراً ما تُذكَر. ولكن ثمة مسألة أخرى.

قبل خمس سنوات، اكتسح حزب المحافظين السلطة على خلفية ما يُسمَّى "تحقيق المساواة". هذا الوصف متعمد. لم يكن لدى أحد، على الأقل المؤيد الرئيسي للطرح، بوريس جونسون، فكرة وافية عمّا ينطوي عليه في الواقع.

بغض النظر عن ذلك، لم يُثر الطرح كثيراً خلال الحملة الانتخابية عام 2024. نطق ريشي سوناك بهذه العبارة فقط عندما تحدّاه أحدهم بسؤال حول كيفية تسديد المحافظين تكاليف إعادة العمل بالخدمة الوطنية (أجاب أنهم سيُغِيرون على الصندوق الخاص بتحقيق المساواة). أيضاً، وفي بداية الحملة الانتخابية، دفعت الحكومة بعض المال إلى البلدات لمساعدتها في تحسين أحيائها المركزية، ومعظمها ممثّل في مقاعد يحتلّها محافظون. وهذا كل شيء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لطالما علمنا أن تحقيق المساواة هو ضرب من الخيال. فالمفهوم في أقصى معانيه يفيد بإعادة التوازن بين مناطق الحرمان ومناطق الوفرة. عندما اعتمدت ألمانيا طرحاً معادلاً، بعد سقوط جدار برلين، كلف توحيد الشرق مع الغرب تريليوني يورو (2.14 تريليون دولار بأسعار اليوم)؛ هذا ما أنفقه الألمان بين عامي 1990 و2014 – نحو 70 مليار جنيه استرليني (88.6 مليار دولار بأسعار اليوم) سنوياً. وعلى النقيض من ذلك، وصل حجم صندوق تحقيق المساواة البريطاني إلى 10.47 مليار جنيه، وسيتقلص المبلغ إذا اقتطع سوناك جزءاً منه لدفع تكاليف غرس المسؤولية في شباب الأمة عن طريق إلحاقهم بالخدمة الوطنية.

بطبيعة الحال، ليس لهيئة الخدمة البريطانية أي صلة بتحقيق المساواة. ولا تتعلق بتعزيز جيوب المحرومين، ووضع شمال الوسط وغربه في مرحلة ما بعد التصنيع على قدم المساواة مع الجنوب والجنوب الشرقي، وهذا ما دُفِعنا إلى الاعتقاد بأن الطرح يعنيه. أما اضطرار سوناك إلى استخدام صندوق تحقيق المساواة لاجتذاب العناوين الإخبارية الرئيسية في الانتخابات فيبيّن أنه لم يكن يملك أيضاً أدنى فكرة عمّا كان ينطوي عليه الطرح حقاً.

استحق جونسون الثناء في ذلك الوقت. كان سياسيون كثيرون قد انحرفوا عن معالجة المصاعب في المناطق التي كانت تتمتع ذات يوم بالعمالة الكاملة والرخاء، لكنها مرت بأوقات عصيبة مع تراجع قطاعات التصنيع. من الأسهل الوعد بمشروع هنا، وقليل من الإنفاق هناك، وتجاهل الصورة الأكبر.

أما السياسي الوحيد الذي تجرأ على التعبير عن أفكار مماثلة فكان مايكل هيسلتين، الذي هندس إعادة تطوير مناطق مثل ميرسيسايد، ولا يزال يحظى بتقدير كبير في الشمال، حتى من قبل المتعصبين لحزب العمال.

بعد عقود، جاء جونسون، وهو محافظ آخر بدا أنه "فهم الأمر". على عتبات أبواب الناخبين وفي استوديوهات البث، لوّح زعيم المحافظين بالأمل. كان يعبّر عن إحباط معتمل لأن تلك المناطق تريد ما كانت تتمتع به المناطق الأخرى.

في مجموعات التركيز، جرى التعبير عن هذا الغضب – ليس فقط في البرلمان، بل أيضاً في المجالس البلدية، التي كان العديد منها بإدارة حزب العمال.

لقد سئم الناخبون من الخطابات الفارغة والوعود التي لم يجرِ الوفاء بها. شعروا بأنهم عرضة إلى التجاهل والتخلي. كانت هناك حقائق ثابتة تحرّك إحساسهم بالتعاسة. لم تكن خطوط السكك الحديد والطرق جيدة على غرار ما هي عليه في أماكن أخرى؛ كان التحصيل العلمي أقل؛ كان الافتقار إلى الرعاية الصحية مسألة رئيسية.

أبلغ جونسون مؤتمر المحافظين عن الفارق في متوسط العمر المتوقع بين بلاكبول المحرومة وريبل فالي المزدهرة. ولا تزال هذه الفجوة قائمة. الواقع أن شيئاً لم يتحقق سوى القليل في هذه الأثناء. أُلغِي المشروع الرئيسي، المرحلة الثانية من الخط الثاني لسكك الحديد الفائقة السرعة "أتش أس 2" شمال برمنغهام، وأعلن الإلغاء سوناك في خطاب ألقاه في مانشستر، المدينة التي كانت ستستفيد منه.

قيل لنا إن بعض الأموال التي وُفِّرت بالإلغاء ستُخصَّص لمشاريع تطوير أخرى؛ لكن هذه المشاريع لا تزال في مرحلة مبكرة. نُقِل موظفون في الخدمة المدنية والهيئات العامة شمالاً، من وسط لندن. هناك "الميناء الحر" في تيسايد، الذي يغدق سوناك عليه الثناء بينما يتساءل آخرون عمّا سيحققه المشروع حقاً لجهة الوظائف الجديدة الحقيقية والاستثمارات الجديدة. بخلاف ذلك، تتبقى لنا في شكل أو بآخر برامج تجديد المناطق المركزية في البلدات. تفيد آخر الأخبار بإنفاق سبعة آلاف جنيه على مشروع يُسمَّى "الأشجار حية"، يتضمن 180 شكلاً خشبياً يجري تثبيتها على 53 شجرة في ليدز، بعد طلائها لكي تشبه العيون والأسنان والأفواه بغرض منحها شخصيات.

في تقرير نُشِر قبل ثلاثة أشهر، أعلنت لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم أن الحكومة فشلت في تقديم أي أمثلة مقنعة على ما أنجزه تحقيق المساواة. لم يُنفَق سوى 10 في المئة من التمويل البالغ 10.47 مليار جنيه حتى الآن. وقالت السيدة ميغ هيلير، رئيسة اللجنة: "لجنتنا موجودة للتدقيق في القيمة المحققة في مقابل المال المنفق في تنفيذ سياسات الحكومة. لكن في حالة تحقيق المساواة، يخلص تقريرنا إلى أن الحكومة تعاني حتى في تحويل الأموال بادئ ذي بدء".

في إشارة إلى النية الجادة المفترضة، عُيِّن مايكل غوف وزيراً لتحقيق المساواة. فشل المحافظ النافذ في أداء دور مقنع، ولم يأت بأي مبادرة لا تُنسَى. بل هو بدا في حيرة من أمره.

يظهر الطرح حقاً في بيان حزب المحافظين الانتخابي المكون من 76 صفحة – قرب النهاية، في الصفحة 72. هو مفصّل. بدلاً من تعزيز أوضاع شمال الوسط وغربه، يُشَار إليه الآن على أنه تحقيق للمساواة "في مختلف أنحاء المملكة المتحدة". لم يعد هناك تمييز؛ الجميع سيستفيدون. وفق الطرح، "يتطلب الإنجاز لمصلحة الناس في أنحاء البلاد كلها عملاً مشتركاً بين المملكة المتحدة والحكومات المفوضة [في اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية] إضافة إلى الشركاء المحليين". ثم يسرد البيان الانتخابي استثمارات بأكثر من ثلاثة مليارات جنيه مخصصة لتحقيق المساواة في اسكتلندا، وأكثر من 2.5 مليار جنيه لتحقيق المساواة في ويلز، وأكثر من مليار جنيه لتنفيذ مشاريع في إيرلندا الشمالية.

يعني تعزيز المساواة في مكان ما، بالطبع، تخفيف المساواة في مكان آخر. يريد البيان الانتخابي أن يوضح أن الحال ليست كذلك، ومن هنا جاءت التفاصيل المقدمة حول الأمم الثلاث.

لقد انتهت عبارة جونسون الجذابة، رافعته التي مكنت المحافظين من حصد الأصوات في الدوائر المؤيدة تقليدياً لحزب العمال. لم تعجب سوناك قط – نادراً ما يحب القادة عمل أسلافهم – لكنه لا يستطيع إلغاءها تماماً، لذلك هي لا تزال قائمة وعرضة إلى التكييف والتوسيع. وهي حقاً تنضم إلى بريكست كفكرة تعود إلى الماضي لم تعد مطروحة للنقاش.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل