التهديدات الإسرائيلية للبنان: الحرب النفسية في ذروتها

لا يكاد يمر يوم من دون أن تصدر جهة إسرائيلية رسمية تهديداً مباشراً بتحرك عسكري كبير داخل الأراضي اللبناني، وآخر هذه التهديدات التي وصلت إلى ذروتها إعلان الجيش الإسرائيلي قبل ساعات الموافقة على خطط عملياتية لتنفيذ هجوم في لبنان، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الخميس، إن "قيادة الجيش ناقشت خططاً للمواجهة في لبنان ووافقت عليها وننتظر قرار القيادة السياسية".

فهل تندرج هذه التهديدات ضمن ما يعرف بالحرب النفسية والتأثير الإعلامي في الرأي العام اللبناني؟ وأي أثر تتركه في سياق الحرب القائمة؟ 

يقول الكاتب والأستاذ الجامعي هاني صافي في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن التهديدات الإعلامية هدفها التهويل على اللبنانيين في إطار الحرب النفسية القائمة بين إسرائيل و"حزب الله".

يتحدث صافي عن تأثير هذه التصريحات على عدة مستويات، أولاً على معنويات أهالي الجنوب اللبناني وأحوالهم المالية والاجتماعية والتربوية. ويضيف أن اسرائيل تهدف من هذه التهديدات الإعلامية أن تؤثر في موقف الشعب اللبناني من "حزب الله" عموماً ومن انفراده بقرار الحرب بعيداً من الحكومة أو مؤسسات الدولة، وكذلك تؤثر هذه التهديدات في بيئته الحاضنة وفي كل الأفرقاء اللبنانيين منه، ويقول "هناك أيضاً تأثير مباشر في الوضع الاقتصادي والسياحي والاستثماري والتجاري في كل لبنان". 

وجهان للحرب النفسية 

وفي السياق نفسه يعتبر صافي أن الحرب النفسية القائمة في الإعلام وعبر التصريحات المتتالية للقيادات الإسرائيلية لها وجهان، الأول مباشر باتجاه لبنان والثاني غير مباشر باتجاه الداخل الإسرائيلي. ويضيف "تهدف هذه التصريحات لتطمين سكان شمال إسرائيل ومن خلالها تقول الحكومة الإسرائيلية لشعبها إن الجيش قوي، وإن الحزب عاجلاً أم أجلاً سيدفع الثمن، وستعودون إلى منازلكم في الشمال".

ويختم بالتأكيد على أن هذه التهديدات وفي إطارها العسكري، ستضع إسرائيل في موقف تكون بسببه مضطرة للدخول بعمل عسكري موسع في لبنان بعد معركة رفح، وحينها لن يكون بإمكانها أن تترك الخطر القائم من جنوب لبنان على حاله، والذي يمثل اليوم خطراً حقيقياً وفعلياً على إسرائيل.

Listen to "سلاح التهديدات الإسرائيلية للبنان" on Spreaker.