Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تونس تنظر تجديد طائراتها العسكرية مع تكرار الحوادث

ناتجة من تقادم المعدات فالمروحية التي تحطمت أخيراً صنعت عام 1957

حادثات الطائرات العسكرية أصبحت متواترة في الأعوام الأخيرة بتونس (أ ف ب)

ملخص

تونس تخسر كفاءات عسكرية في مثل تلك الحوادث التي في معظمها كانت في إطار تدريبات يقوم بها الجيش أو في مهام استطلاعية

لقي طيار تونسي مصرعه في تحطم مروحية عسكرية في ولاية قفصة غرب البلاد، مما أعاد إلى الواجهة حادثات الطائرات العسكرية التي أصبحت متواترة في الأعوام الأخيرة، وهو أمر يثير تساؤلات حول أسبابها.

ومن بين أشهر الحوادث التي عرفتها تونس تحطم مروحية في ولاية بنزرت العام الماضي، مما أسفر عن مقتل أربعة عسكريين.

وفيما يعد الحديث عن الجيش في تونس مسألة حساسة للغاية، فإن رئيس الجمهورية قيس سعيد شدد في وقت سابق على هامش لقائه وزير الدفاع الوطني عماد مميش على "ضرورة تجديد العتاد العسكري لأن مثل هذه الحادثات تأتي نتيجة تآكل عدد من المعدات، مما أدى ولا يزال يؤدي إلى مثل هذه الفواجع".

تقادم الأسطول

تكرار مثل هذه الحادثات خلال الأعوام الماضية يدق ناقوس الخطر، وبخاصة بعد تسجيل خسائر في الأرواح. فخلال عام 2021 قضى ثلاثة عسكريين في تحطم مروحية في منطقة الحامة بولاية قابس.

وخلال عام 2018 قتل عسكري في تحطم مروحية في منطقة بوفيشة من ولاية سوسة، وأصيب عسكريان اثنان في الحادثة نفسها.

وقال العسكري السابق مصطفى صاحب الطابع إن "ملف حادثات المروحيات العسكرية في تونس طويل وحساس للغاية، لكن ما يمكن أن أؤكده أن هذه الحادثات ناتجة بالأساس من تقادم المعدات العسكرية، فالمروحية التي تحطمت أخيراً على سبيل المثال صنعت عام 1957".

وتابع صاحب الطابع في حديث إلى "اندبندنت عربية" أن "المؤسسة العسكرية في تونس لديها صيانة من أعلى طراز، وهي حريصة على متابعة وصيانة معداتها، لكن هذه المعدات لديها عمر معين، وما يزيد من حساسية وأهمية الموضوع الخسائر التي أصبحنا نسجلها، فالعسكريون الذين لقوا حتفهم في هذه الحادثات كلفوا الدولة كثيراً".

وأضاف أن "تونس خسرت كفاءات من خيرة عسكرييها في مثل هذه الحادثات وهي خسائر شملت رتباً مثل رائد وضابط سامٍ وهي خسائر كبيرة جداً، صحيح أن الجيش معرض لمثل هذه الحادثات لكن مع الأسف هي حادثات يجب تفاديها على رغم أن هناك هفوات بشرية وهفوات في المعدات العسكرية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي يوليو (تموز) 2016 سقطت مروحية كانت تقوم بمهمة تدريبية لتكوين طيارين قرب مطار صفاقس الطينة، مما أسفر عن مقتل طاقمها المؤلف من عسكريين اثنين.

وذكر رئيس الجمهورية في وقت سابق أنه "يجب تجديد أسطول الطائرات والعمل على تحسين المعدات العسكرية، ونحن نحرص على توفير الاعتمادات اللازمة لذلك بما يستجيب لحاجات المؤسسة العسكرية".

وشدد سعيد على "ضرورة الإحاطة الكاملة بالقوات العسكرية المسلحة بما في ذلك الإحاطة الاجتماعية، وتوافر كل الشروط التي تمكنهم من العمل في أحسن الظروف".

مراجعة شاملة

ومعظم الحادثات التي سجلتها المروحيات التونسية كانت في إطار تدريبات يقوم بها الجيش الوطني أو في مهام استطلاعية.

ولعبت المؤسسة العسكرية التونسية أدواراً حاسمة في تاريخ البلاد، لكن نادراً ما يتم التطرق إلى أسباب سقوط مروحيات سواء أثناء عمليات تدريب أو مهام استطلاعية. وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع عن تشكيل لجنة فنية عام 2021 لتحديد أسباب سقوط مروحية جنوب البلاد.

وتبقى حادثة 2002 واحدة من أبرز حادثات المروحيات العسكرية في تونس، حين قضى رئيس أركان القوات البرية عبدالعزيز سكيك و12 عسكرياً في تحطم مروحية في ولاية بنزرت.

وكانت المروحية تقل آنذاك سكيك ومرافقيه من قاعدة العوينة في العاصمة تونس، إلى قاعدة سيدي أحمد بولاية بنزرت، وخلصت التحقيقات إلى أن عطلاً فنياً كان وراء الحادثة التي لا تزال راسخة في أذهان التونسيين.

ولم تعلق السلطات التونسية إلى حد كتابة هذه السطور على أسباب سقوط المروحية العسكرية.

وقال المتخصص العسكري صاحب الطابع إنه "يجب القيام بمراجعة شاملة في اعتقادي فيما يخص الجيش الوطني، سواء على مستوى الصيانة أو المعدات العسكرية، ولا يمكن الاستمرار في العمل بتفكير يعود إلى السبعينيات والتسعينيات، بل يجب أن يكون هناك فكر جديد".

وأردف صاحب الطابع أن "هناك عناصر يجب أن تتوافر من أجل القيام بهذه المراجعة أهمها الموارد والقيادة، حتى طريقة التعاطي مع المؤسسة العسكرية نفسها يجب أن تتغير في اعتقادي".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير