Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المجاعات في العالم اليوم

لمواجهة هذه المشكلة يجب اتخاذ مجموعة من التدابير تشمل تعزيز الأمن الغذائي والعمل على إرساء السلام والاستقرار

تقع منطقة القرن الأفريقي تحت تهديد المجاعة بسبب النزاعات والحروب والجفاف (أ ف ب)

ملخص

المجاعات تهديد عالمي يتطلب تعاوناً دولياً وجهوداً مشتركة لمواجهتها والحد من آثارها السلبية على الشعوب والمجتمعات

كتبت هذه المقالة عبر "تشات جي بي تي" وأجريت عليها تعديلات لغوية بما يناسب أسلوب "اندبندنت عربية"

المجاعات ظاهرة معقدة تنتج من تداخل مجموعة من العوامل الاقتصادية والبيئية والسياسية والاجتماعية، ومن أبرز هذه الأسباب التغيرات المناخية مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير التي قد تدمر المحاصيل الزراعية وتؤثر سلباً في الإنتاج الغذائي.

وأيضاً تلعب النزاعات المسلحة والحروب دوراً في تعطيل الأنشطة الزراعية، حيث يهجر السكان مناطقهم وتدمر البنية التحتية مما يؤدي إلى نقص في الغذاء، وكذلك يمكن أن تكون الأزمات الاقتصادية مثل الفقر والبطالة والتضخم الاقتصادي سبباً في المجاعة، لأنها قد تقلل من قدرة الأفراد على شراء الغذاء.

ويجب أن نذكر أيضاً السياسات الحكومية غير الملائمة، مثل السياسات الزراعية والتجارية التي تعوق الإنتاج والتوزيع الغذائي، كما تلعب الأمراض والأوبئة التي تصيب الإنسان والحيوان عاملاً في المجاعة، إذ تقلل الإنتاج الزراعي وتؤدي إلى نقص في الموارد الغذائية.

مواجهة المجاعات

ولمواجهة مشكلة المجاعات يجب اتخاذ مجموعة من التدابير والسياسات المتكاملة، تشمل تعزيز الأمن الغذائي من خلال تحسين الإنتاج الزراعي وتوفير البذور المحسنة والتكنولوجيا الزراعية، والعمل على إرساء السلام والاستقرار عبر حل النزاعات المسلحة وتقديم الدعم اللازم لإعادة بناء البنية التحتية.

ويلعب دعم الاقتصاد المحلي، من خلال إنشاء برامج تنموية تقلل الفقر والبطالة وتدعم الإنتاج المحلي، دوراً في توقي المجاعات، يضاف إلى ذلك الاستجابة السريعة للأزمات من خلال توفير المساعدات الإنسانية العاجلة وتنسيق الجهود الدولية.

ومن الضروري كذلك العمل على التكيف مع التغيرات المناخية عبر تطوير سياسات وممارسات زراعية مستدامة تقلل تأثير التغيرات المناخية على الإنتاج الغذائي، ويبقى القول إن المجاعات تهديد عالمي يتطلب تعاوناً دولياً وجهوداً مشتركة لمواجهتها والحد من آثارها السلبية على الشعوب والمجتمعات.

دول مهددة

تهدد المجاعات كثيراً من دول العالم، ومنها اليمن الذي يعاني أزمة إنسانية حادة بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2015، فقد أدى النزاع إلى تدمير البنية التحتية إلى جانب الحصار الاقتصادي وتدهور الأوضاع الصحية والغذائية، فنحو 80 في المئة من السكان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وأكثر من نصفهم يعانون انعدام الأمن الغذائي.

وأيضاً تتهدد المجاعة جنوب السودان الذي يعاني منذ استقلاله عام 2011 صراعات داخلية ونزاعات مسلحة أدت إلى نزوح ملايين الأشخاص وتدمير الزراعة، مما أسفر عن نقص حاد في الغذاء، ولهذا السبب تعتمد البلاد بشكل كبير على المساعدات الإنسانية لتلبية حاجات السكان الغذائية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونجد أنه بعد عقود من الصراع المستمر فإن أفغانستان تواجه أزمة غذائية حادة بسبب التغيرات المناخية والجفاف والاضطرابات السياسية، إذ أدت هذه العوامل إلى تدهور الإنتاج الزراعي وزيادة مستويات الفقر، وتشير التقارير إلى أن نحو نصف سكان البلاد يعانون انعدام الأمن الغذائي.

وكذلك تقع منطقة القرن الأفريقي تحت تهديد المجاعة بسبب النزاعات والحروب والجفاف، وتعاني إثيوبيا أزمة غذائية متعددة الأبعاد نتيجة الصراعات التي كانت قائمة في إقليم تيغراي، إضافة إلى الجفاف المستمر في أجزاء واسعة من البلاد، وقد أدى النزاع الإثيوبي إلى نزوح ملايين الأشخاص وتدمير الزراعة، مما أسفر عن نقص حاد في الغذاء، وزادت التغيرات المناخية حدة الأزمة.

حروب ومجاعات

يواجه السودان أزمة غذائية حادة تهدد أكثر من 18 مليون شخص بالمجاعة بسبب الصراع الدائر في البلاد والاضطرابات السياسية والاقتصادية وتراجع الإنتاج الزراعي، فقد أدى الوضع الراهن إلى تفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي، ففي دارفور تعطل الإنتاج الزراعي بسبب أن الحرب الحالية تعوق وصول المساعدات الإنسانية وتدفع الملايين إلى النزوح والتشرد.

كذلك تعاني كثير من المناطق الجفاف، بخاصة في المناطق الشمالية، مما يُؤثر سلباً في الإنتاج الزراعي، وتبذل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية جهوداً كبيرة لتقديم المساعدات الغذائية والإنسانية للمتضررين، لكن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق.

وعلى صعيد آخر فإن قطاع غزة يعاني أزمة إنسانية خانقة، إذ يواجه أكثر من مليوني شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، ويرجح أن ينزلق نصفهم تقريباً إلى المجاعة خلال الأشهر المقبلة.

وتعود الأسباب الرئيسة إلى الحرب الجارية حالياً وما سبقها من الحصار الإسرائيلي على غزة منذ عام 2007، مما يمنع وصول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى القطاع.

ويعتمد سكان غزة بشكل كبير على المساعدات الدولية لتلبية حاجاتهم الغذائية، لكن نقص التمويل يهدد بتقليص هذه المساعدات، وتؤدي النزاعات المتكررة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى تدمير البنية التحتية وتعطيل الإنتاج الزراعي، في حين تطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة وتوفير تمويل عاجل لمعالجة الأزمة الإنسانية، لكن الجهود الدبلوماسية لم تثمر حتى الآن.

إن المجاعة في السودان وغزة تشكل كارثة إنسانية تتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لمنع وقوع مأساة إنسانية، ويجب على المجتمع الدولي العمل على رفع الحصار عن غزة وتوفير تمويل كاف للمساعدات الإنسانية، مع معالجة الأسباب الجذرية للأزمات داخل البلدين.

المزيد من آراء