Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعزيزات أميركية شمال سوريا مع تسارع خطوات التقارب بين أنقرة ودمشق

هذه المنطقة على وشك أن تشهد تفجر حرب جديدة نتيجة ما شهدته من حشود عسكرية وتضارب في المصالح الإقليمية والدولية

التعزيزات الأميركية إلى الشمال السوري هي الثالثة من نوعها خلال هذا الشهر (أ ف ب)

ملخص

أثار الحديث عن رعاية روسية تدفع نحو إعادة المياه إلى مجاريها بين تركيا وسوريا تجدد المخاوف من تأثير ذلك في خفض تنامي نفوذ القوات الكردية المدعومة من قبل التحالف الدولي

يترقب السوريون بقلق التطورات الأمنية المتسارعة في الشمال السوري الذي كان طوال أعوام الحرب الأخيرة مسرحاً للصراعات والمعارك.

فهذه المنطقة على وشك أن تشهد تفجر حرب جديدة نتيجة ما شهدته من حشود عسكرية ونزاعات وتضارب بالمصالح الإقليمية والدولية، وكونها مسرحاً للعمليات العسكرية والميدانية وتصفية لحسابات الأطراف المتصارعة.

القوة على الأرض

وأثار الحديث عن رعاية روسية تدفع نحو إعادة المياه إلى مجاريها بين تركيا وسوريا تجدد المخاوف من تأثير ذلك في خفض تنامي نفوذ القوات الكردية، المدعومة من قبل التحالف الدولي بقيادة أميركية، ومن هواجس حملة عسكرية تركية بعد تحالف روسي - سوري منتظر.

وفي المقابل دفع هذا التطور الجيش الأميركي إلى استقدام تعزيزات في الآونة الأخيرة ومد قواعده بالمعدات الاستخباراتية والعسكرية، في حين يتوقع مراقبون تزايد هذه التعزيزات ليس من طرف الأميركيين وحدهم بل من قبل عدد من الأطراف المنخرطة في النزاع.

في الأثناء استقدمت قوات التحالف الدولي شحنات عسكرية تحوي مواد لوجيستية وجنوداً على متن طائرة شحن وصلت إلى قاعدة "خراب الجير" جنوب الرميلان شمال سوريا. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول الطائرة وسط تحليق مكثف للمروحيات الأميركية في المنطقة والمسيرات.

دعم في ظروف صعبة

وتشير المعلومات الأولية إلى وصول تعزيزات عسكرية للجيش الأميركي براً ودخول رتل مكون من 40 آلية إلى قاعدة له، في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، من معبر الوليد الحدودي بين العراق وسوريا.

واحتوى الرتل على مدرعات من نوع "برادلي" تقل جنوداً أميركيين إلى القاعدة العسكرية في قاعدة "قسرك" بالحسكة، وصهاريج وقود وآليات فيها مواد طبية وذخيرة. وعدد الآليات ذاته كان وصل إلى الجيش الأميركي في الـ24 من أبريل (نيسان) الماضي عبر تعزيزات عسكرية مكونة أيضاً من 40 آلية إلى قواعده في الحسكة.

ولا يستبعد المتخصص في الشؤون السياسية بسوريا محمد هويدي استمرار تدفق الدعم العسكري الأميركي مؤكداً أن التعزيزات الواصلة هي الثالثة من نوعها خلال هذا الشهر بهدف دعم قوات "قسد"، وقال "هذا ما دفع أنقرة إلى تفعيل قنوات تواصل مع موسكو ودمشق وهي تترقب عزم الولايات المتحدة دعم قوات سوريا الديمقراطية، وإنشاء حكم انفصالي بمبرر مكافحة داعش، وهذا الأمر له انعكاسات ويدفع دمشق وأنقرة إلى مزيد من التفاهمات، لأن لديهما مخاوف من النفوذ الأميركي ويرغبان بإضعافه".

وكان حضور القوات الأميركية اتسع منذ عام 2015 عبر استقدام 2000 جندي لدعم القتال ضد تنظيم "داعش"، ومع نهاية عام 2019 تراجع عدد القوات إلى 900 جندي، وقبل تخفيضها درس الرئيس السابق دونالد ترمب سحبها بصورة نهائية لكن الإدارة الأميركية تراجعت عن ذلك، واكتفت بالتمركز في قواعد قرب محيط آبار وحقول النفط والغاز بالحسكة والرقة ودير الزور أبرزها الرميلان وتل أبيض، في وقت تعد قاعدة التنف كبرى القواعد التي يتمركز فيها الجيش الأميركي.

المخاوف من الانفصال

في غضون ذلك "تصب واشنطن جهوداً مكثفة في ملاحقة خلايا داعش، وتعمل على شن حملات مكثفة مع قوات سوريا الديمقراطية في البادية السورية لضرب التنظيم الذي يعود إلى الظهور مجدداً، وبخاصة أن القوات الأميركية وبمؤازرة قوات التحالف جاءت عام 2014 بهدف مكافحة داعش والقضاء عليه، ووجودها مرتبط بوجوده أو زواله"، حسب متابعين.

في الأثناء قالت القيادة المركزية الأميركية "سينتكوم" إنها استهدفت مسؤولاً كبيراً في تنظيم "داعش" خلال غارة جوية، وجاء عبر منصة "إكس" أنها قتلت أسامة جمال محمد إبراهيم الجنابي، "ما سيؤدي إلى تقليص قدرة التنظيم على توفير الموارد وتنفيذ الهجمات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورأى هويدي أن "كثافة التعزيزات الأميركية تندرج ضمن مخاوفها من هجمات فصائل إيرانية في حال نشوب حرب في جنوب لبنان، إلى جانب عدد من الذرائع في سبيل تعزيز وجودها في الساحة السورية، علماً أن الساحة السورية منضبطة من حيث عدم فتح أية جبهة، سواء محاربة الوجود الأميركي أو الانخراط في حرب غزة بصورة مباشرة"، واضاف "لدى قسد مخاوف من التقارب السوري والتركي الذي سيضعف الوجود الأميركي، وهذا ليس منوطاً بحرب الجنوب فقط بل بالتدخل الروسي لتعزيز التقارب بين دمشق وأنقرة بصورة متسارعة، والحديث عن انضمام تركيا إلى دول البريكس ومنظمة شنغهاي، ولقاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع الرئيس الروسي فلاديمر بوتين في العاصمة موسكو".

في المقابل ترى الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا أن أي اتفاق مع أنقرة "ضد مصلحة السوريين، ويعد تكريساً للتقسيم، وتآمراً على وحدة سوريا وشعبها"، حسب بيان نشرته الإدارة على منصتها الرسمية. وجاء في نصه أيضاً "دعوة لكل القوى الوطنية في سوريا للاجتماع على تحرير المناطق المحتلة وإطلاق الحوار الوطني". وأضاف البيان "هذه المصالحة إن تمت فهي شرعنة واضحة للاحتلال التركي، كون تركيا معروفاً عنها تاريخياً أنها لا تخرج من منطقة احتلتها بسهولة، إذ كان من الأحرى أن تتم إعادة ما سلبته سابقاً كعفرين ورأس العين وتل أبيض وكذلك إدلب والباب وإعزاز ولواء إسكندرون، لكن بكل أسف في حال اتفقت دمشق وأنقرة تكون تلك خطوة سلبية جديدة لمناطق سوريا وخرقاً علنياً لسيادتها".

وعن طبيعة هذه التعزيزات التي تصل حديثاً أشار هويدي إلى "تزويد الولايات المتحدة وفرنسا قوات سوريا الديمقراطية بأسلحة نوعية وترعى تدريبها بهدف الضغط على تركيا وممارسة الضغوط كذلك على المنطقة"، ورأى، في الوقت ذاته، أن هذا الدعم يأتي متسارعاً في وقت حصلت أنقرة على المضادات الجوية "أس-400" وهذا ما لا ترغبه الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك يأتي قبل الانتخابات المتوقع إجراؤها في الشمال الشرقي والتي تشرف عليها الإدارة الذاتية الكردية، وكأنها طمأنة من واشنطن بعدم التخلي عن الأكراد في المنطقة.

المزيد من تقارير