Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فصل جديد في رفح... قصف مكثف ونزوح بالآلاف

الأمم المتحدة تقول إن أوامر الإخلاء تطاول 250 ألف شخص وتستغيث لإنقاذ المستشفى الأوروبي

ملخص

اتجه بعض السكان غرباً نحو منطقة المواصي القريبة من الشاطئ والمكتظة بخيم النازحين، فيما نام آخرون في الشوارع لأنهم لم يتمكنوا من العثور على مأوى.

قصفت القوات الإسرائيلية اليوم الثلاثاء مناطق عدة جنوب قطاع غزة، وفر آلاف الفلسطينيين من منازلهم في ما قد يكون جزءاً من الفصل الأخير من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة خلال الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أشهر.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة اليوم إن ثمانية فلسطينيين قتلوا بينما أصيب العشرات، في حين قال الجيش الإسرائيلي إن اثنين من جنوده قتلا خلال اشتباك أمس.

وأفاد قادة في إسرائيل أن القوات على وشك إنهاء عمليات القتال العنيف مع حركة "حماس" التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، وستتحول قريباً إلى عمليات استهداف أصغر نطاقاً.

خبز متناثر ودماء

وقال مسعفون إن 17 فلسطينياً قتلوا اليوم عندما قصفت دبابة إسرائيلية شارعاً في حي الزيتون المكتظ بالسكان شمال القطاع، وأظهرت لقطات نُشرت على بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية مشهداً في سوق محلية اختلطت فيها الدماء بخبز متناثر على الأرض.

وكان الجيش الإسرائيلي أمر سكان بلدات وقرى عدة شرق خان يونس بإخلاء منازلهم أمس الإثنين قبل عودة الدبابات إلى المنطقة التي انسحب منها الجيش قبل أسابيع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لـ "حماس" إن آلافاً ممن لم يستجيبوا لهذا الأمر اضطروا إلى الفرار من منازلهم تحت جنح الظلام عندما قصفت الدبابات والطائرات الإسرائيلية القرارة وعبسان ومناطق أخرى وردت أسماؤها في أوامر الإخلاء.

وتساءل تامر، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 55 سنة نزح ست مرات منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، "أين نذهب؟"

وقال لـ"رويترز" عبر تطبيق للتراسل إنه "في كل مرة ترجع الناس لبيوتها وتحاول أن تعيد بناء حياتها ولو فوق أنقاض البيوت، لكن يأتي الاحتلال بالدبابات ليدمر ما بقي من هذي البيوت والأماكن".

تبرير القصف

وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته قصفت مناطق في خان يونس أُطلق منها نحو 20 صاروخاً أمس الإثنين، مضيفاً أن الأهداف تضمنت منشآت لتخزين الأسلحة ومراكز للعمليات.

وذكر الجيش أنه اتخذ إجراءات قبل الضربات لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى من خلال إتاحة فرصة لهم للمغادرة، في إشارة إلى أوامر الإخلاء، متهماً "حماس" باستخدام البنية التحتية المدنية والسكان دروعاً بشرية، لكن الحركة تنفي ذلك.

وقالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" المتحالفة مع "حماس"، إن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه مستوطنات إسرائيلية عدة قرب السياج الحدودي مع غزة رداً على "جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".

 

 

واشتعل فتيل الحرب عندما اقتحم مقاتلون بقيادة "حماس" جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 في هجوم مباغت أسفر وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة بينهم مدنيون وعسكريون، واقتيادهم إلى غزة.

وأسفر الهجوم الجوي والبري والبحري الإسرائيلي المضاد عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني حتى الآن، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، كما تسبب في دمار واسع داخل القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

ولا تفرّق إحصاءات وزارة الصحة في غزة بين المقاتلين وغيرهم، لكن المسؤولين يقولون إن معظم القتلى من المدنيين، فيما تقول إسرائيل إن 320 من جنودها قتلوا في غزة، وإن ثلث القتلى الفلسطينيين في الأقل من المسلحين.

وقال شهود ومسعفون إن مستشفى غزة الأوروبي الذي يخدم خان يونس ورفح يقع ضمن المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء، وإن المسؤولين الطبيين مضطرون إلى إجلاء المرضى والعائلات الذين لجأوا إليه.

نهاية مرحلة

واتجه بعض السكان غرباً نحو منطقة المواصي القريبة من الشاطئ والمكتظة بخيم النازحين، بينما نام آخرون في الشوارع لأنهم لم يتمكنوا من العثور على مأوى.

وسبق أن أشارت إسرائيل إلى أن عمليتها في رفح الواقعة جنوب قطاع غزة والمتاخمة للحدود مع مصر، تقترب من نهايتها، وتقول إن توسيع عملياتها العسكرية لرفح كان الهدف منه القضاء على عدد من مسلحي "حماس" الذين يعتقد أنهم يختبئون في المدينة.

وقال مسؤولوها إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب فستركز القوات على عمليات أصغر نطاقاً تستهدف منع "حماس" من إعادة ترتيب صفوفها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تقترب من هدفها المتمثل في تدمير القدرات العسكرية لحركة "حماس"، مضيفاً أن العمليات الأقل كثافة ستستمر.

 

 

وتابع، "إننا نتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش 'حماس' الإرهابي وسنستمر في ضرب فلوله".

وتواصل حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" شن هجمات على القوات الإسرائيلية الموجودة في قطاع غزة وتطلقان الصواريخ من وقت لآخر على إسرائيل في استعراض للقوة، فيما تقول "حماس" إن نتنياهو فشل في تحقيق أهداف الحرب وإن الحركة مستعدة للقتال لأعوام.

وتعثرت جهود مصرية وقطرية تدعمها الولايات المتحدة في الوصول إلى وقف لإطلاق النار، وتقول "حماس" إن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها ستوافق فقط على وقف موقت للقتال حتى يتسنى لها القضاء على "حماس".

محنة "الأوروبي"

وقدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الثلاثاء أن الأمر الجديد الذي أصدره الجيش الإسرائيلي بإخلاء أحياء في خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة يطاول نحو ربع مليون شخص، وقالت المتحدثة باسم "أونروا" لويز ووتريدج للصحافيين عبر الفيديو من غزة، "رأينا أناساً ينتقلون إلى أماكن أخرى وعائلات تنتقل إلى أماكن جديدة، وأشخاصاً بدأوا حزم أمتعتهم ويحاولون مغادرة هذه المنطقة". مضيفة أن الوكالة "تقدر أن نحو 250 ألف شخص تأثروا بهذه الأوامر".

وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء إن مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس أصبح خالياً تقريباً بعد فرار العاملين فيه والمرضى عقب إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر للسكان في المناطق المحيطة بالإخلاء.

وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبيركورن أن "طاقم المستشفى والمرضى قرروا الإخلاء حالياً"، مضيفاً أنه لم يتبق داخله سوى ثلاثة مرضى.

وطالب خلال إفادة صحافية للأمم المتحدة عبر رابط فيديو من القدس "بإنقاذ مستشفى غزة الأوروبي كيلا يتعرض لأضرار".

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في قطاع غزة الثلاثاء أن حصيلة قتلى الحرب بين إسرائيل والحركة المستمرة منذ نحو تسعة أشهر ارتفعت إلى 37925 في الأقل، وقالت في بيان إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات "25 شهيداً و81 إصابة خلال الساعات الـ24 الأخيرة" حتى صباح الثلاثاء، مشيرة إلى أن إجمال عدد المصابين بلغ 87141 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023".

نتنياهو: الحرب مستمرة

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إنه لن يستسلم لـ"الرياح الانهزامية"، مؤكداً أن الحرب في قطاع غزة ستنتهي عندما "تتحقق" كل الأهداف، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتعهدت إسرائيل القضاء على حركة "حماس" التي تحكم قطاع غزة، رداً على هجومها غير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر.

ورداً على تصريحات مجهولة المصدر قال إن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أوردتها وتفيد بأن إسرائيل قد تكون مستعدة لإنهاء الحرب من دون تحقيق أهدافها، أكد نتنياهو أن ذلك "لن يحصل".

وأضاف أنه "لن نستسلم للرياح الانهزامية"، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وأردف أن "الحرب ستنتهي عندما تحقق إسرائيل كل أهدافها، بما في ذلك القضاء على (حماس) وتحرير كل الرهائن".

وكان نتنياهو أعلن أمس الإثنين إن "نهاية مرحلة القضاء على (حماس) تقترب".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات