Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسلحة سرية "خيالية" في ترسانات الجيوش الكبرى

أبرزها غواصة أميركية مسيرة وطائرات أسرع من الصوت أربع أو خمس مرات وصحون طائرة وأجهزة للتحكم بالدماغ وأنظمة "ميكرويف" صينية

غالباً ما تخفي الحكومات ووزارات الدفاع ما تعمل عليه من نماذج أسلحة نظراً إلى تأثير نشر مثل هذه المعلومات على الأمن القومي (أ ف ب)

ملخص

خلال الحرب الباردة بدأت وكالة الاستخبارات المركزية مشروع MK-ULTRA ، وهو برنامج أبحاث بشري سري وغير قانوني لمراقبة أنظمة التحكم في الدماغ، وفي عام 1973 أمر مدير وكالة الاستخبارات المركزية آنذاك ريتشارد هيلمز بتدمير جميع وثائق المشروع، وتم فتح تحقيق رسمي في البرنامج بعد أعوام عدة

يتخيل صانعو أفلام الآكشن أنواعاً خيالية جديدة من الأسلحة لأبطال الأفلام الخارقين، وقد تستعير شركات الأسلحة أفكار هؤلاء المصممين وتحولها إلى حقيقة، كما هي الحال بالنسبة إلى أسلحة جيمس بوند التي جرى تنفيذها على أرض الواقع وتحولت من خيال علمي إلى حقيقة.

وأحياناً تنقلب الأدوار ويستعير صانعو الأفلام ابتكار مصانع الأسلحة الحقيقية من سلاح يبقى سرياً لمدة طويلة قبل طرحه في الأسواق، فجيمس بوند كان استخدم أولاً مسدس والثر PPKوكان السلاح الرئيس في معظم السلسلة، كما استخدم بنادق آلية في أفلام مختلفة، بما في ذلك بنادق قناصة وبنادق هجومية وسكاكين قتالية وأقلام تعمل كأسلحة وكاميرات صغيرة جداً، والأهم الأجهزة المرتبطة بالساعة التي يضعها في يده، مثل القاطعات بالليزر وأجهزة الاتصال، تضاف إليها السيارات المجهزة بمختلف القدرات الدفاعية والهجومية، وكان كثير من الأجهزة والأدوات التي يستخدمها جيمس بوند خيالية وقد لا توجد في الواقع، ومنها أسلحة مبنية على نماذج تجريبية حقيقية أو تصميمات إبداعية لم تدخل بعد في الإنتاج التجاري والاستخدام الواسع.

وفي العموم فإن التكنولوجيا الخيالية التي تتضمنها الأفلام هي تكنولوجيا متقدمة أو مستقبلية غير موجودة حالياً، ولكن في الواقع هناك أسلحة يتم اختراعها في شركات الأسلحة وتبقى سرية طوال العمل عليها وتجربتها وإلى ما بعد خروجها إلى الأسواق، ويقول بعض المتابعين في عالم الأسلحة أن هناك أسلحة مكتشفة منذ مدة طويلة ولكنها لم تخرج إلى الأسواق لأسباب كثيرة، ومنها أسلحة الطاقة وأجهزة المراقبة المتطورة والصواريخ والطائرات التي تطير بسرعة أكبر من سرعة الصوت بأربع أو خمس مرات.

الأسلحة السرية موجودة وغير موجودة

يقول الباحثون إنه في سباق التسلح والتقدم العسكري بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، فمن المرجح بشدة وجود أسلحة وتقنيات قيد التطوير تظل سرية وغير معلنة للجمهور، مثل تكنولوجيا التخفي المتقدمة والتي تشمل طائرات التخفي والغواصات وحتى المركبات البرية التي تم تصميمها لتفادي الكشف بواسطة الرادارات وغيرها من الأجهزة الاستشعارية. وهناك الأسلحة الموجهة بالطاقة مثل أسلحة الليزر وأنظمة الميكروويف العالية القدرة التي تم تصميمها لاستهداف دقيق والدفاع ضد الصواريخ، وهناك الأسلحة فائقة السرعة ومنها صواريخ ومركبات تحليق قادرة على السفر بسرعات تتجاوز "ماخ-5" التي يصعب اعتراضها.

 

 

ودخلت أنواع من الأسلحة السيبرانية وخطط وإستراتيجيات الهجمات السيبرانية في الحرب الإلكترونية الدائرة بين الدول الكبرى المتنازعة، وتبقى أسلحة الدفاع البيولوجي والكيماوي الأكثر سرية، إذ إن هذه الأنواع من الأسلحة تطور داخل غرف المختبرات، ويقال إنه يمكن إنتاج مئات الأسلحة من الفيروسات والغازات السامة، وقد تراجع إنتاج مثل هذا النوع من الأسلحة بسبب المعاهدات والاتفاقات الدولية التي أبرمتها الدول الكبرى في ما بينها، ومنعت استخدام مثل هذا النوع من الأسلحة.

ولكن كل الإشاعات حول صناعة الأسلحة تقول إن مختبرات الأسلحة البيولوجية والكيماوية تعمل ولو سراً على تطوير قدراتها وأنواع الأسلحة التي تخترعها، وهناك الأسلحة المعدة لحروب الفضاء مثل الأقمار الاصطناعية المجهزة بقدرات دفاعية أو هجومية، والأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، والتي يمكن تفجيرها من الأرض في حال وقوع اشتباك فضائي.

وغالباً ما تخفي الحكومات ووزارات الدفاع ومصانع الأسلحة ما تعمل عليه من نماذج وأسلحة، نظراً إلى أهميتها الإستراتيجية وتأثير نشر مثل هذه المعلومات على الأمن القومي.

وتهدف تلك السرية أيضاً إلى الحفاظ على التفوق على الخصوم، ولحماية التقدم التكنولوجي من الوقوع في أيد خاطئة.

مقارنة بين الولايات المتحدة والصين

وتمتلك الولايات المتحدة تاريخاً طويلاً في ريادة التكنولوجيا العسكرية، واستثمرت الإدارات الأميركية المتعاقبة مبالغ طائلة في البحث والتطوير في مجالات الفضاء الإلكتروني والقدرات السيبرانية والأسلحة المتقدمة، وتخصص الولايات المتحدة جزءاً كبيراً من موازنتها الدفاعية للبرامج السرية المعروفة بـ "الموازنة السوداء" التي تمول المشاريع والأسلحة السرية.

ولدى واشنطن بنية تحتية واسعة لتطوير واختبار التقنيات العسكرية المتقدمة وكثير من المرافق والقواعد العسكرية السرية التي تديرها وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة ( (DARPA، وكانت الولايات المتحدة قد طورت كثيراً من الأسلحة والتقنيات السرية التي لم يكشف عنها إلا بعد أعوام من تطويرها، مثل القاذفة الشبح والأقمار الاصطناعية الاستطلاعية.

 

 

أما الصين فإنها تعمل على تحديث جيشها بسرعة واستثمار كثير في التقنيات الجديدة، بما في ذلك الأسلحة فرط الصوتية والذكاء الاصطناعي والقدرات السيبرانية، ومن المعروف أن النظام الشيوعي في الصين يعمل على الحفاظ على مستوى عال من السرية حول الاستكشافات والاختراعات العسكرية، وتعد بكين مطوراً قوياً للتقنيات المتقدمة في عالم الاتصالات الكمومية والأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تكون بمثابة "أسلحة سرية" جديدة.

ومن المرجح أن الولايات المتحدة تمتلك مجالات للاختراعات العسكرية أكثر تنوعاً وتقدماً تكنولوجياً من التصنيع العسكري السري الصيني بسبب تاريخها الطويل في هذا العمل وموازنتها الضخمة وبنيتها التحتية المتقدمة للبحث والتطوير الدفاعي، لكن التقدم السريع الذي تحرزه الصين وتركيزها على المجالات الإستراتيجية يشير إلى أنها تطور مجموعة مهمة ومعقدة من الأسلحة.

واشتهرت صواريخ كثيرة خلال الحرب الإسرائيلية على غزة وأنواع مختلفة من المسيّرات خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، ويقال إن الطلب على مثل هذه الأسلحة ارتفع كثيراً خلال الحربين.

 

غواصة "مانتا راي"

فضحت صور الأقمار الإصطناعية الأخيرة المرئية على خرائط غوغل سلاحاً أميركياً سرياً. وفي التفاصيل، رصدت الأقمار غواصة سرية مسيّرة تابعة للبحرية الأميركية، يطلق عليها اسم "مانتا راي"، راسية بقاعدة بورت هوينيم البحرية في كاليفورنيا. وتعد المركبة المائية غير المأهولة عالية التقنية، وطورتها شركة "نورثروب غرومان"، جزءاً من مشروع بحري متطور يهدف لإنشاء فئة جديدة من الآليات المسيّرة تحت الماء قادرة على تنفيذ مهام طويلة الأمد دون تدخل بشري، وفق مجلة "نيوزويك".

 

 

وتقول "نورثروب غرومان"، وهي تكتل للصناعات الجوية والعسكرية، إن "مانتا راي" تعمل بشكل مستقل، ما يلغي الحاجة إلى أي لوجستيات بشرية في الموقع. كما تتميز بقدرات توفير الطاقة التي تسمح لها بالرسو في قاع البحر و"السبات" في حالة انخفاض الطاقة.

كذلك يسهل تصميم "شيطان البحر" الشحن السهل، ما يتيح النشر الاستكشافي السريع والتجميع الميداني في أي مكان بالعالم.

وبوقت سابق من هذا العام، أبلغت البحرية عن تدريبات ناجحة بالغواصة، قبالة ساحل جنوب كاليفورنيا، وهو ما يتوافق مع ما ظهر في خرائط غوغل. كما أظهرت التدريبات أداء المركبة، بما في ذلك العمليات تحت الماء باستخدام جميع أوضاع الدفع والتوجيه للمركبة.

يذكر أن العام الماضي، أعلنت البحرية الروسية عن خطط لشراء 30 غواصة مسيّرة من طراز "بوسيدون"، وهي غواصات آلية صغيرة على شكل طوربيد تدعي موسكو أنها يمكن أن تصل إلى سرعة 100 عقدة. ومن خلال "مانتا راي"، تسعى البحرية الأميركية إلى إنشاء أسطول هجين، وتزويد البحارة ومشاة البحرية بالآلات الذكية وأجهزة الاستشعار.

الصحون الطائرة واللعب بالدماغ

في أواخر عام 2012 رفعت القوات الجوية الأميركية السرية عن مجموعة من الوثائق، بما في ذلك سجلات برنامج سري لبناء طائرة من نوع الصحن الطائر مصممة لإسقاط القاذفات السوفياتية، وبدأ البرنامج المسمى (Project-1794) خلال خمسينيات القرن الـ20، وكُلف فريق من المهندسين ببناء مركبة على شكل قرص قادرة على السفر بسرعات تفوق سرعة الصوت وعلى ارتفاعات عالية، وتكشف الوثائق عن خطط للوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 4 ماخ، أي أربعة أضعاف سرعة الصوت، والوصول إلى ارتفاع 100 ألف قدم، لكن المشروع ألغي في ديسمبر (كانون الأول) 1961 بعد أن بينت الاختبارات أن تصميم الصحن الطائر كان غير مستقر من الناحية الديناميكية الهوائية، وهو غير قابل للسيطرة عليه في السرعات العالية.

وفي ستينيات القرن الـ20 أطلق الجيش الأميركي برنامجاً سرياً لبناء مواقع إطلاق الصواريخ النووية المتنقلة تحت الغطاء الجليدي في غرينلاند، وأطلق على العملية اسم "مشروع "Iceworm وكان الهدف هو نشر سري لصواريخ متوسطة المدى قريبة بما يكفي لضرب أهداف داخل الاتحاد السوفياتي.

 

 

وبنى المهندسون شبكة من المباني والأنفاق تحت الأرض، بما في ذلك أماكن المعيشة والمطبخ وقاعات الترفيه والمستوصف والمختبرات وغرف الإمداد ومركز الاتصالات ومحطة الطاقة النووية، وظلت القاعدة سرية عن الحكومة الدنماركية سبعة أعوام، لكن البرنامج ألغي عام 1966.

وخلال الحرب الباردة بدأت وكالة الاستخبارات المركزية مشروع MK-ULTRA ، وهو برنامج أبحاث بشري سري وغير قانوني لمراقبة أنظمة التحكم في الدماغ، فقد فحص مشغلو البرنامج آثار التنويم المغناطيسي والعوامل البيولوجية والأدوية التي تسبب الهلوسة مثل LSD والفطر السحري على البشر، ويقول بعض مؤرخي هذا البرنامج إنه صمم لتطوير نظام للتحكم و"لبرمجة" أدمغة القتلة المحتملين، وفي عام 1973 أمر مدير وكالة الاستخبارات المركزية آنذاك ريتشارد هيلمز بتدمير جميع وثائق المشروع، وفُتح تحقيق رسمي في البرنامج بعد أعوام عدة، وصار هذا المشروع السري قصة لكثير من الأفلام ومنها "المرشح المنشوري" و"الرجال الذين يحدقون في الماعز".

القاعدة 51 وأسرارها المحمية بشدة

المنطقة (51) التي لم يحظ أي موقع آخر تقريباً بالقدر نفسه من الاهتمام الذي حظيت به، سواء من أصحاب نظريات المؤامرة أو من المهووسين بالأجسام الطائرة المجهولة والكائنات الفضائية التي يقولون إن بعضها يعيش في القاعدة، وهي منطقة صحراوية نائية تقع قرب بحيرة غروم في نيفادا، إذ أثارت السرية الشديدة المحيطة بالقاعدة خيال المهووسين بالأسرار المخفية حول العلوم التي يتلقاها البشر من كائنات فضائية، وفي يوليو (تموز) 2013 أقرت وثائق رفعت عنها السرية من وكالة الاستخبارات المركزية بوجود المنطقة (51) للمرة الأولى، وأكدت أن الموقع السري للغاية كان يستخدم لاختبار مجموعة متنوعة من طائرات التجسس والاستطلاع، مع العلم أن القاعدة العسكرية نفسها لم يتم إعلانها قاعدة سرية، إلا أن الأبحاث والأنشطة التي أجريت هناك كانت من أكثر الأسرار حراسة.

 

 

وفي يوليو عام 2016 نشر أرشيف الأمن القومي وثائق وأفلاماً وصوراً رفعت عنها السرية تظهر اختبارات أميركية للقنابل الذرية، وبدأ أحد أشهر برامج البحث السرية، أي مشروع مانهاتن عام 1939، وهو المشروع الذي أنتج أول قنابل ذرية في العالم، وكان المشروع محاطاً بالسرية بينما كان الفيزيائيون يحققون في القوة المحتملة للأسلحة الذرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأتاح أرشيف الأمن القومي معلومات ووثائق رفعت عنها السرية تتعلق بعملية سميت "نورثوودز"، وتضمن المخطط الذي وضعته هيئة الأركان المشتركة عام 1962 أن يقوم أعضاء في الاستخبارات بارتكاب أعمال عنف ضد المدنيين الأميركيين والكوبيين ثم إلقاء اللوم على الحكومة الكوبية، وشملت العملية هجمات إرهابية مزيفة في المدن الأميركية وخطف طائرات وإغراق قوارب مليئة بالمهاجرين الكوبيين في طريقها إلى الولايات المتحدة، لاستغلال تلك الأعمال وتبرير الحرب على كوبا، بحسب مؤرخين، وفي ما بعد اعترفت إدارة كينيدي بخطأ عملية "نورثوودز" وأوقفتها.

وتضمن البرنامج الملقب بـ Acoustic Kitty زرع معدات تجسس إلكترونية في القطط الحية بعد تدريبها على التنصت، ويظهر تقرير من عام 1967 أن وكالة الاستخبارات المركزية أنفقت ملايين الدولارات في محاولة لتدريب القطط للتجسس على الاتحاد السوفياتي.

وفي عام 1988 أسقطت سفينة حربية أميركية في الخليج طائرة مدنية إيرانية كانت في طريقها إلى دبي، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 290 راكباً، ووقتها اعتقد أفراد البحرية بشكل غير صحيح أن الطائرة المدنية مقاتلة إيرانية.

وكانت مقاطع الفيديو الخاصة بالبحرية الأميركية لمشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة متاحة، ولكن لم يتم رفع السرية عنها رسمياً، وتم تسريب مقاطع فيديو تابعة للبحرية الأميركية لمشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة إلى وسائل الإعلام قبل رفع السرية عنها بصورة رسمية.

وفي ديسمبر عام 2017 سربت إلى الصحافة ثلاثة مقاطع فيديو سرية للبحرية الأميركية تظهر طائرات مجهولة الهوية تتحرك بطرق تبدو مستحيلة، واُلتقطت مقاطع الفيديو من طياري البحرية خلال المهمات الروتينية فوق ساحل كاليفورنيا عام 2004 وفوق الساحل الشرقي عامي 2014 و2015.

وأعقب تسريب الفيديو جلسات الاستماع في الكونغرس، وفي يونيو (حزيران) 2021 أصدرت الـ "بنتاغون" تقريراً غير سري يوضح بالتفصيل أكثر من 140 مواجهة بين أفراد عسكريين وظواهر جوية مجهولة الهوية (UAP)، وهو اسم الجديد للأجسام الغريبة، وحُدد أكثر من 360 حالة رؤية للأجسام المجهولة الهوية عام 2022 وحده.

الصين والهند

ظهر سلاح صيني يحمل اسم DF-17 HGV للمرة الأولى أثناء عرض عسكري أقيم في العاصمة الصينية بكين أواخر عام 2019 يستخدم لتعزيز قوة الصواريخ الباليستية لمهاجمة والوصول إلى هدف معين، وتم تركيب DF-17s في العرض العسكري على قاذفة ذات عجلات مما يجعل النظام متنقلاً مثل كثير من ترسانة الصواريخ الباليستية لجيش "التحرير الشعبي الصيني"، وكان مسؤولو الـ "بنتاغون" يشتبهون منذ فترة طويلة بتطوير الصين صاروخاً باليستياً يطلق من الجو، على رغم أن التفاصيل المحددة لم تكن معروفة حتى ظهور الفيديو.

كما زعمت الـ "بنتاغون" أن الصين أجرت اختبارات عدة لمدافع السكك الحديد على الأرض، وتستخدم هذه القوى الكهرومغناطيسية لإطلاق مقذوفات عالية السرعة من طريق السكك الحديد.

كما طورت الصين أسلحة تعمل بالطاقة الموجهة، إذ نشرت وسائل الإعلام الحكومية والشركات المصنعة صوراً ومقاطع فيديو لأنظمة الليزر المحمولة باليد والمحمولة على المركبات، وتقدم الصغيرة منها بأنها سلاح للسيطرة على الحشود، على رغم أنه يمكن لهذا الليزر أن يحرق الجلد والأنسجة البشرية ويمزقها على الفور.

وادعى أكاديمي صيني أن جيش "التحرير الشعبي" استخدم أسلحة الميكروويف لشل القوات الهندية خلال المواجهة العام الماضي حول جزء من الحدود المتنازع عليها بين البلدين، إذ تسعى الهند أيضاً إلى الحصول على أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت وأسلحة الطاقة الموجهة، وكان من بين قائمة المشاريع التي شُجع على صناعتها "نظام الليزر التكتيكي عالي الطاقة" للجيش والقوات الجوية، وأنشئ نفق رياح للاختبار في حيدر أباد، وقد أجرت اختباراً ناجحاً لمركبة تجريبية محلية بالكامل تفوق سرعة الصوت وتعمل بمحرك نفاث.

من يقوم بصناعة واختراع الأسلحة؟

تقوم وزارات الدفاع ووزارات حكومية مخصصة للبحث والتطوير في مجال الدفاع مثل وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الدفاع الوطني في الصين بتصنيع الأسلحة، وتقوم معاهد الأبحاث العسكرية بتصميم التكنولوجيا العسكرية الجديدة مثل وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA) في الولايات المتحدة وأكاديمية الصين للفيزياء الهندسية، وتمتلك الدول شركات تطور وتصنع الأسلحة مثل شركة "روستيك" في روسيا و"نورينكو" في الصين.

وفي القطاع الخاص تعتبر شركات مثل "لوكهيد مارتن" و"بوينغ" و"نورثروب غرومان" و"رايثيون" في الولايات المتحدة، وBAE Systems في المملكة المتحدة و"ليوناردو" في إيطاليا، من اللاعبين الرئيسين في تطوير وتصنيع الأسلحة حول العالم، وغالباً ما تتعاون الجامعات والمؤسسات البحثية في تطوير تقنيات جديدة يمكن تطبيقها في مجال الدفاع، كما تتعاون الدول في معظم الأحيان في مشاريع تطوير الأسلحة، مثل مشروع طائرة "يوروفايتر تايفون" الذي تتعاون عليه المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

أسعار الأسلحة الفردية والعسكرية العامة

يتراوح سعر بندقية M16 الأميركية ما بين 700 و1000 دولار للوحدة، وتبلغ كلفة كل طلقة بضعة سنتات للرصاص الصغير العيار إلى آلاف عدة من الدولارات للقذائف المدفعية الكبيرة، أما الصواريخ قصيرة المدى فتكلف ما بين عشرات ومئات آلاف الدولارات لكل منها، وعلى سبيل المثال تبلغ كلفة صاروخ "جافلين" المضاد للدبابات نحو 175 ألف دولار للصاروخ الواحد، وتبلغ أسعار الصواريخ البالستية العابرة للقارات عشرات الملايين من الدولارات لكل واحد منها، كما تبلغ كلفة صاروخ "ترايدنت" 65 مليون دولار.

 

 

أما الدبابات فتتراوح كلفتها بين 3 ملايين و10 ملايين دولار لكل وحدة، مثل دبابة M1 Abrams الأميركية التي تكلف ما يقارب 9 ملايين دولار، وتبلغ أسعار الطائرات المقاتلة المتقدمة مثل F-35 أكثر من 100 مليون دولار للطائرة الواحدة، ويمكن أن تتراوح كلفة مروحية "أباتشي" ما بين 20 و30 مليون دولار لكل واحدة، أما المدمرات والفرقاطات فيمكن أن تكلف مئات ملايين الدولارات.

وتعتبر حاملات الطائرات من بين الأغلى ثمناً في الأدوات العسكرية للجيوش الكبرى، ويبلغ سعر الواحدة منها 10 مليارات دولار أو أكثر، مثل حاملات الطائرات فئة "جيرالد ر فورد" التابعة للبحرية الأميركية، وكذلك الغواصات التقليدية يمكن أن تكلف الواحدة منها ما بين 300 و 600 مليون دولار، أما الغواصات النووية فيمكن أن تتجاوز كلفتها ملياري دولار لكل واحدة.

ووفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام فقد بلغ الإنفاق العسكري العالمي عام 2023 نحو 2.24 تريليون دولار، وهذا يشمل مجموعة واسعة من الكُلف بما في ذلك الأفراد والعمليات والصيانة وشراء الأسلحة والتكنولوجيا الجديدة.

وأنفقت الولايات المتحدة على جيشها موازنة تقدر بـ 877 مليار دولار عام 2023، بينما بلغت النفقات العسكرية للصين 293 مليار دولار تقريباً، وخصصت واشنطن نحو 144 مليار دولار لشراء الأسلحة و130 مليار دولار للبحث والتطوير عام 2023، أما الدول الأخرى التالية في الإنفاق العسكري فتأتي الهند أولاً ثم روسيا ومن بعدها السعودية والمملكة المتحدة.

المزيد من تحقيقات ومطولات