ملخص
كثفت القوات الإسرائيلية هجومها في شمال ووسط غزة أمس الأربعاء بعد ساعات من ضربة جوية على مخيم قال مسؤولون فلسطينيون إنها قتلت أكثر من 24 شخصاً، بينما من المقرر استئناف مفاوضات تستهدف إنهاء القتال.
عبر المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض لشبكة "سي أن أن" جون كيربي عن تفاؤل حذر من جانب الولايات المتحدة في شأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وقال إنه من الممكن تضييق الفجوات بين الجانبين.
ورداً على سؤال عما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار قد أصبح قريباً، قال كيربي "نحن متفائلون بحذر بأن الأمور تسير في اتجاه جيد". وتابع "لا تزال هناك فجوات بين الجانبين. ونؤمن بأن هذه الفجوات يمكن تضييقها، وهذا ما يحاول بريت ماكغورك (المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط) ومدير وكالة الاسنحبارات المركزية بيل بيرنز القيام به الآن".
ويعقد بيرنز وماكغورك اجتماعات في الشرق الأوسط مع مسؤولين من المنطقة لبحث التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أبلغ ماكغورك أمس الأربعاء بأنه ملتزم بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بشرط مراعاة الخطوط الحمراء لإسرائيل.
انتهاء العمليات في الشجاعية
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء أنه أنهى "عملياته" في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بعد نحو أسبوعين من القتال.
وقال بيان للجيش إن قواته "أنهت مهمتها التي استمرت قرابة أسبوعين في منطقة الشجاعية"، مضيفاً أنها دمرت ثمانية أنفاق وقضت على "عشرات الإرهابيين".
من جهة أخرى، قال مسؤول أميركي أمس إن واشنطن ستستأنف شحن قنابل زنة 500 رطل إلى إسرائيل، لكنها ستواصل إرجاء إرسال قنابل زنة ألفي رطل بسبب مخاوف إزاء استخدامها في قطاع غزة.
تكدس المساعدات
وقالت إسرائيل الأربعاء إن هناك مساعدات إنسانية تعادل حمولات 1150 شاحنة متراكمة في انتظار تسلمها من الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم في جنوب قطاع غزة، مما دفع الأمم المتحدة إلى قول "نفعل ما بوسعنا".
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن التنسيق مع الفلسطينيين إن 50 شاحنة مساعدات أخرى تنتظر أيضا تسلمها من الجانب الفلسطيني من معبر إيريز (بيت حانون) شمال القطاع.
وأكدت الأمم المتحدة إنها تكافح لتوزيع المساعدات داخل القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة في ظل دخول الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" شهرها العاشر وانهيار القانون والنظام.
وذكر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة "أجل، يجري إيصال المساعدات، لكن على الجانب الآخر من ذلك، لديكم انعدام كامل للقانون إضافة إلى الصراع المستمر". وأضاف "نواصل فعل ما بوسعنا لإيصال ذلك إلى المحتاجين إليه، لا يجلس زملاؤنا في غزة مكتوفي الأيدي".
وقال دوجاريك إن شاحنات الأمم المتحدة التي تستطيع تسلم المساعدات "غالباً ما تفعل ذلك بكلفة ضخمة لأنها تتعرض للنهب أو الهجوم على يد عناصر إجرامية"، مضيفاً أن "بعض المساعدات تدخل، إلا أنها قليلة للغاية".
ولطالما اشتكت الأمم المتحدة من أخطار وعقبات أمام إيصال المساعدات إلى غزة، إذ تفتش إسرائيل جميع شاحنات المساعدات قبل الموافقة على عبورها، فضلاً عن عراقيل أمام توزيعها داخل القطاع الذي أشار مؤشرٌ للجوع الشهر الماضي إلى ارتفاع خطر تفشي المجاعة فيه.
وذكر دوجاريك أن مهند هادي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية أطلع أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة على الوضع أمس الأربعاء بعد يوم من زيارته لغزة. ودخل هادي وخرج من خلال معبر كرم أبو سالم.
وقال دوجاريك للصحافيين "لقد رأى (هادي) مجموعة من الرجال معهم عصي ينتظرون مغادرة الشاحنات من معبر كرم أبو سالم إلى داخل غزة. جميع الشاحنات التي مر بجوارها كانت بها أضرار جسيمة، إذ تكسرت مسّاحات زجاجها الأمامي ومراياها وأغطية محركاتها".
وأضاف دوجاريك أن هادي رأى أيضاً عبوات من الدقيق المعزز من برنامج الأغذية العالمي ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مبعثرة بطول الطريق من معبر كرم أبو سالم إلى غزة.
وفي شمال غزة، قال برنامج الأغذية العالمي إن العمليات العسكرية تحد من نشاطه. وواصلت القوات الإسرائيلية تكثيف هجومها في شمال قطاع غزة ووسطه أمس الأربعاء وإسقاط منشورات تحث على إخلاء مدينة غزة.
وقالت شذى المغربي المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إن البرنامج لم يوصّل أي أغذية من معبر إيريز (بيت حانون) منذ يومين. وأضافت "أُخليت مواقع التوزيع وأُغلقت، ينزح السكان المذعورون من جديد وفي كل مرة يحدث هذا يصعّب علينا الوصول إليهم، لذا هناك تأثير كبير على عملياتنا".
تكثيف الهجوم
وكثفت القوات الإسرائيلية هجومها في شمال ووسط غزة أمس بعد ساعات من ضربة جوية على مخيم قال مسؤولون فلسطينيون إنها قتلت أكثر من 24 شخصاً، بينما من المقرر استئناف مفاوضات تستهدف إنهاء القتال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجرى إسقاط منشورات على مدينة غزة مع خريطة تشير إلى "مسارات آمنة" لإخلاء المدينة كلها وليس فقط مناطق معينة. وتحث المنشورات الإسرائيلية المدنيين على التوجه جنوباً على طول مسارين إلى وسط قطاع غزة.
وقالت حركة "حماس" إن الحملة الإسرائيلية المتجددة قتلت أكثر من 60 فلسطينياً عبر القطاع أول من أمس الثلاثاء وتهدد بعرقلة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر مع استئناف المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة.
ضربة جوية
وقال مسؤولون بالقطاع الصحي الفلسطيني إن الضربة الجوية الإسرائيلية أصابت خيام عائلات نازحة خارج مدرسة في عبسان شرق خان يونس جنوب غزة، مما أسفر عن مقتل 29 شخصاً في الأقل، معظمهم من النساء والأطفال.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه يراجع تقارير عن إصابة مدنيين. وأضاف أن الحادثة وقعت عندما قصف "بذخيرة دقيقة" مقاتلاً من "حماس" شارك في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، الذي تسبب في إطلاق الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وعمقت القوات الإسرائيلية أمس توغلها في منطقتين بمدينة غزة. وقال سكان إن الجنود أجروا عمليات تفتيش من منزل إلى آخر في بعض المناطق، كما قصفت الدبابات الإسرائيلية عدداً من المنازل.
دوريات وقناصة
وأكد سكان أن القوات الإسرائيلية نظمت دوريات على الطريق الرئيس المؤدي إلى الساحل، وسيطر قناصة على أسطح بعض المباني الشاهقة التي لا تزال قائمة، وتمركزت دبابات داخل مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تلقى نداءات استغاثة كثيرة من سكان مدينة غزة المحاصرين في منازلهم، لكن فرقه لم تتمكن من الوصول إليهم بسبب احتدام القصف.
وأوضح الجناحان المسلحان لـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" أن مقاتليهما اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في المنطقة بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف "مورتر"، وفي قتال من مسافة قريبة في بعض الأحيان.
وفي مخيم النصيرات بوسط غزة، قال مسعفون إن ستة فلسطينيين، بينهم أطفال، قتلوا في ضربة جوية على منزل في وقت مبكر من الأربعاء، في حين قتلت غارة جوية أخرى شخصين وأصابت عدداً آخر في خان يونس.
وقال مسؤولو الصحة بالقطاع الذي تديره "حماس" إن أكثر من 38 ألف فلسطيني قتلوا في غزة منذ بداية الحرب.