Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو "ملتزم" بإطار وقف النار وسط معارك متواصلة في غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي يرسل وفدا إلى القاهرة والعثور على نحو 60 جثة بحي الشجاعية

ملخص

وفد إسرائيلي يتوجه للقاهرة لإجراء مزيد من المحادثات في شأن غزة وعشرات المؤسسات الإعلامية العالمية تدعو إسرائيل إلى السماح بدخول القطاع الفلسطيني

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس إنه لا يزال ملتزماً بإطار وقف إطلاق النار في غزة الذي يجري التفاوض عليه واتهم حركة "حماس" بتقديم مطالب تتعارض معه.

وأضاف نتنياهو في خطاب "أنا ملتزم بالاتفاق الإطاري لإطلاق الرهائن لدينا لكن قتلة ’حماس‘ متمسكون بمطالب تتعارض معه وتعرض إسرائيل للخطر".

وذكر مكتب رئيس الوزراء أن فريق مفاوضات إسرائيلياً سيتوجه اليوم إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات حول وقف إطلاق النار في غزة، موضحاً في بيان أنه "من المقرر أن يغادر وفد برئاسة رئيس ’شين بيت‘ (جهاز الأمن الداخلي) وممثلين عن الجيش الإسرائيلي إلى القاهرة"، وأردف أن نتنياهو اجتمع طوال اليوم مع المفاوضين الذين عادوا من العاصمة القطرية الدوحة.

وقالت حركة "حماس" من جهتها في بيان "لم نبلغ حتى الآن من الإخوة الوسطاء بأي جديد في شأن المفاوضات"، معتبرة أن "الاحتلال يستمر في سياسة المماطلة لكسب الوقت بهدف إفشال هذه الجولة من المحادثات مثلما فعل في جولات سابقة".

جثث متناثرة

يأتي ذلك بينما أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم العثور على 60 جثة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه إثر أسبوعين من معارك عنيفة، بينما يتواصل القتال في بقية أنحاء المدينة متسبباً بعمليات نزوح متكررة للسكان.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل إن "طواقم الدفاع المدني وفور انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من حي الشجاعية استطاعت بالتعاون مع أهالي الحي انتشال نحو 60 قتيلاً حتى اللحظة".

ومساء أمس الأربعاء، أوضح الجيش الإسرائيلي أن عملياته التي استمرت أسبوعين في الشجاعية أفضت إلى تدمير "ثمانية أنفاق" و"القضاء على عشرات الإرهابيين وتدمير مجمعات قتالية ومبانٍ مفخخة"، وكانت المعارك في الشجاعية امتدت إلى كل أنحاء مدينة غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه يواصل عملياته ضد مقاتلين "متحصنين في مقر أونروا وسط غزة"، مضيفاً أن قواته "رصدت كميات كبيرة من الأسلحة في منطقة المقر العام تشمل مسيّرات وقنابل يدوية وعبوات ناسفة وقاذفات صاروخية".

نسف المنازل

وأكد مكتب الإعلام الحكومي التابع لـ"حماس" أن الجيش "قام بتفجير بعض المباني ونسف عشرات المنازل في محيط أونروا"، ونقل أربعة قتلى بينهم طفل إلى مستشفى ناصر في رفح بعد الغارات الإسرائيلية على حي تل السلطان غرب مدينة غزة، بحسب ما ذكرت إدارة المستشفى.

وأفاد مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية وشهود والدفاع المدني في قطاع غزة بأن غرب مدينة غزة يشهد قتالاً وقصفاً اليوم، وأشار الدفاع المدني إلى "نزوح آلاف المواطنين، بينما لا مكان آمناً في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غرب غزة".

 

وتحدث صحافي عن غارات جوية فجراً شنتها طائرات حربية إسرائيلية على حي الصبرة في المدينة، وسمع كذلك صوت إطلاق نار كثيف ناجم عن اشتباكات مسلحة بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.

وقالت "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي" في بيان، "قصفنا بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى جنود وآليات" الجيش الإسرائيلي "المتوغلين في محيط منطقة الصناعة جنوب غربي مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون".

وكان الجيش الإسرائيلي ألقى أمس آلاف المناشير باللغة العربية على مدينة غزة تحدد للسكان "طرقاً آمنة" للخروج من المدينة نحو الجنوب، وحذر من أن "مدينة غزة ستبقى منطقة قتال خطرة".

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنه وفقاً لتقديراته، كان 350 ألف شخص تقريباً لا يزالون داخل المدينة قبل المناشير.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن هذه التوجيهات الجديدة "لن تؤدي إلا إلى زيادة المعاناة الجماعية للعائلات الفلسطينية التي تم تهجير كثير منها مرات عدة".

"مدينة أشباح"

وبدأ السكان اليوم بالعودة إلى حي الشجاعية والبحث بين الأنقاض، كما هي حال محمد النيري الذي وجد نفسه في مواجهة "دمار هائل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أفاد بـ"تدمير هائل للبنية التحية والمربعات السكنية في حي الشجاعية" الذي تحول إلى "مدينة أشباح"، مناشداً "المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التحرك"، وأظهرت لقطات بعض سكان الشجاعية يمشون وسط الركام، محاطين بدمار هائل.

 وفي قطاع غزة عموماً، أشارت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" اليوم إلى وقوع "عشرات القتلى غالبيتهم من الأطفال والنساء" خلال الساعات الماضية، أما في وسط القطاع فقتل أربعة أشخاص بضربة إسرائيلية على مخيم النصيرات للنازحين، وفقاً للمصدر نفسه.

عمليات رفح

وفي جنوب قطاع غزة، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه يواصل عملياته في منطقة رفح (جنوب) الحدودية مع مصر، مؤكداً أن قواته "قضت على عشرات الإرهابيين"، من بينهم حسن أبو كويك الذي يوصف بأنه أحد قادة العمليات الأمنية في جهاز الأمن الداخلي لحركة "حماس" والذي "نفذ عدداً من الهجمات الإرهابية" ضد إسرائيل.

وأكدت إسرائيل كذلك أنها اعترضت خمسة "مقذوفات" أطلقت من رفح على جنوبها.

ويعتبر الوضع في القطاع المحاصر كارثياً، حيث تنتظر المساعدات الإنسانية عند الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم (جنوب)، في حين تتبادل الأمم المتحدة وإسرائيل الاتهامات حيال هذه المسألة.

وبينما تقول إسرائيل إن الأمم المتحدة فشلت في إيصال المساعدات إلى داخل القطاع، تشدد المنظمة الدولية على أن خطورة الوضع تمنع القافلات من التقدم.

في غضون ذلك وصلت مديرة وكالة التنمية الأميركية (USAID) سامانثا باور إلى إسرائيل اليوم للحث على زيادة تدفق المساعدات الإنسانية.

 

وفي سياق متصل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة "حماس" بأنه ستتم إعادة تشغيل المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" ومستشفى الخدمة العامة، ابتداءً من اليوم بعد أن أخرجتهما العمليات الإسرائيلية عن الخدمة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم "حماس" الذي أسفر عن 1195 قتيلاً معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

ومن بين 251 شخصاً خطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، بينهم 42 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وردت إسرائيل بحرب مدمرة في قطاع غزة تسببت بمقتل 38345 شخصاً في الأقل غالبيتهم مدنيون، بحسب معطيات وزارة الصحة في حكومة "حماس".

مطلب المؤسسات الإعلامية

وقعت أكثر من 60 مؤسسة إعلامية، بينها بعض أكبر المؤسسات الإخبارية في العالم، رسالة مفتوحة اليوم تدعو إسرائيل إلى الإنهاء الفوري للقيود المفروضة على دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة وتقديم تقارير عنها.

وطالبت "سي أن أن" و"بي بي سي" ووكالة الصحافة الفرنسية ووكالة "أسوشيتد برس" من بين 64 مجموعة إعلامية بمزيد من الوصول إلى القطاع الذي يشهد حرباً مدمرة منذ هجوم "حماس" الدامي في السابع من أكتوبر.

وجاء في الرسالة التي صاغتها لجنة حماية الصحافيين غير الحكومية "نحن الموقعين أدناه، نطالب السلطات الإسرائيلية بإنهاء القيود المفروضة على دخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى غزة فوراً، ومنح حق الوصول المستقل لمؤسسات الأخبار الدولية التي تسعى إلى الوصول إلى القطاع".

وأضافت الرسالة أنه "بعد تسعة أشهر من الحرب، لا يزال المراسلون الدوليون ممنوعين من الوصول إلى غزة باستثناء رحلات نادرة وبمرافقة ينظمها الجيش الإسرائيلي".

واعتبرت أن "الحظر الفعلي على التقارير الأجنبية وضع عبئاً مستحيلاً وغير معقول على المراسلين المحليين لتوثيق الحرب التي يعيشون فيها"، مشيرة إلى أن أكثر من 100 صحافي قتلوا منذ بداية الحرب وأن أولئك الذين ما زالوا يغطون الوضع على الأرض في غزة "يعملون في ظروف من الحرمان الشديد".

وقالت الرسالة "النتيجة أن الحصول على المعلومات من غزة أصبح أكثر صعوبة وأن التقارير التي تصل تخضع لتساؤلات متكررة حول صحتها".

وتشمل المجموعات الإخبارية صحف "فايننشال تايمز" و"ذا غارديان" و"نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" وشبكات التلفزيون الأميركية "أي بي سي" و"سي بي أس" و"أن بي سي" ووسائل إعلام في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا.

وأكدت وسائل الإعلام في الرسالة أنها "تفهم تماماً الأخطار الكامنة في إعداد التقارير من مناطق الحرب"، وقد خاضت مثل هذه التهديدات لعقود "لتوثيق التطورات فور حدوثها"، مشددة على أن "الصحافة الحرة والمستقلة هي حجر الزاوية في الديمقراطية".

وقال الموقعون "نطالب إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها في ما يتعلق بحرية الصحافة عبر منح وسائل الإعلام الأجنبية إمكان الوصول الفوري والمستقل إلى غزة وبأن تفي بالتزاماتها الدولية لجهة حماية الصحافيين كمدنيين".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط