Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جفاف بحيرة إيطالية تغنى الشعراء بها منذ القدم

كانت بيرغوسا مرتعاً للجمال و"الربيع الأبدي" كما وصفت في الأشعار الرومانية

الجفاف وأزمة المياه يخلفان صعوبات ومعاناة كبيرة بالنسبة إلى الناس والحيوانات والنباتات والحقول (غيتي)

للأسف، تكاد تنضب تماماً المياه في البحيرة الطبيعية الوحيدة الموجودة في صقلية بسبب الجفاف الشديد الذي يضرب الجزيرة.

وأفاد علماء بأن بحيرة بيرغوسا، علماً أنها جزء من محمية طبيعية قريبة من بلدة "إينا" الواقعة في وسط صقلية، تقلص حجمها إلى حد كبير بسبب أحوال مناخية قاتلة [مدمرة ومميتة] تجمع بين الطقس الحار وانخفاض هطول الأمطار فوق المنطقة.

وطالما كانت البحيرة محطة بالغة الأهمية حيث تستريح وتتغذى أسراب الطيور المهاجرة بين قارتي أفريقيا وأوروبا قبل استكمال رحلاتها.

وطوال أشهر كانت الأمطار التي سقطت فوق صقلية أقل من المتوسط، فيما أعلنت الحكومة الإيطالية حال الطوارئ بسبب الأزمة المناخية التي دمرت المحاصيل الزراعية ويبس الزرع [أصابت المراعي بالجفاف].

"البحيرة لم تعد موجودة. لقد اختفى الجزء الذي كان مرئياً من المياه تماماً، باستثناء هذه البركة"، قال جوزيبي ماريا أماتو، من المجموعة المدافعة عن البيئة "ليغامبينتي"، مشيراً بإصبعه إلى بركة من المياه.

وفي الأحوال العادية، تمتد مياه سطح البحيرة على مساحة 1.8 كيلومتر مربع (0.7 ميل مربع) فيما لا تحتضن أي أنهار تتدفق داخلها أو خارجها. ويرد ذكر البحيرة في كتاب الشاعر الروماني أوفيد "التحولات" حيث توصف بأنها مرتع للجمال و"الربيع الأبدي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن تلك الأوقات قد ولت منذ فترة طويلة. ويعتقد العلماء أن الجفاف يهدد بإلحاق ضرر دائم بالتنوع البيولوجي المحيط بالبحيرة التي تعد موطناً للأسماك والرخويات واللافقاريات المجهرية إلى جانب الطيور المهاجرة.

ولسوء الحظ، تقاسي صقلية منذ فترة طويلة درجات مرتفعة جداً من الحرارة ناجمة عن أزمة تغير المناخ، وقد سجلت في عام 2021 رقماً قياسياً للحرارة التي شهدتها البلدان الأوروبية بلغ 48.8 درجة مئوية (119 درجة فهرنهايت)، وقد اضطر عدد من البلدات إلى التقنين في استهلاك المياه.

في الواقع، ضربت موجات الجفاف مناطق أخرى في أوروبا في السنوات الأخيرة، من بينها فرنسا وإسبانيا، تاركة الضرر الأكبر على منطقة البحر الأبيض المتوسط حيث أصبح متوسط درجة الحرارة الآن أعلى بمقدار 1.5 درجة مئوية عما كان عليه قبل 150 عاماً مضت.

وقال أماتو إن "بحيرة بيرغوسا مؤشر إلى ما تعانيه صقلية بسبب تغير المناخ"، مضيفاً أن عدم الصيانة وسوء نظام الصرف الصحي يفاقمان حال الطوارئ هذه.

"الجفاف الكامل وعدم تجدد المياه في الخريف سيتركان وقعاً كارثياً حقاً. وعلينا أن نعترف أن تغير المناخ يحدث تأثيراً سلبياً فعلاً"، قال لويجي باسوتي، الخبير في أحوال المناخ، مضيفاً: "لقد بدأ يتسبب في أضرار تتعذر معالجة نتائجها وتقليص أضرارها".

وأضاف باسوتي إن 250 ملليمتراً فقط من الأمطار سقطت فوق صقلية خلال الاثني عشر شهراً الماضية، علماً أن الجزيرة تعتبر منطقة نامية وتكتسي الزراعة فيها أهمية بالغة بالنسبة إلى الاقتصاد.

صحيح أن بحيرة بيرغوسا لا تدعم الزراعة المحلية بصورة مباشرة، بيد أن نقص المياه يضر هذا القطاع في المناطق الوسطى، حيث يواجه المزارعون صعوبات جمة من أجل ملء خزاناتهم مجدداً بعدما صارت جافة أو تعمل بمستويات منخفضة جداً من المياه.

وذكرت جمعيات المزارعين المحليين أن محاصيل الفاكهة، مثل الخوخ والزيتون، مهددة، ما يجبر الشركات على شراء المياه بأسعار مرتفعة جداً والتي قد يتبين قريباً أنها غير مستدامة.

وتحدث جيراردو فورينا، رئيس جماعة الضغط الزراعية "كولديريتي" بشأن بلدة إينا، فقال إن الوضع هناك "فظيع جداً"، خصوصاً بالنسبة إلى مربي الماشية.

وختم فورينا كلامه قائلاً: "من المحتمل أن نضطر إلى ذبح الحيوانات بسبب نقص المياه. لا أذكر أننا سبق أن شهدنا سنة يشوبها مثل هذا الجفاف".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة