Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف اتسع عالم التهريب في السينما ليطاول مواضيع مختلفة؟

منذ حقبة الأبيض والأسود تميز المهرب بالذكاء وبعضهم بخفة الظل ورشاقة الأداء 

مشهد لمارك والبيرغ في فيلم "التهريب" (موقع الفيلم)

ملخص

لم تغفل السينما الدوافع المحركة للتهريب، وهي في الغالب الطمع والمشاركة في تجارة بضائع غير مشروعة، أخطرها المخدرات وتجارة السلاح والهجرة غير الشرعية

في السينما العالمية وتحديداً في فيلم "تهريب" الذي صدر عام 2012 للمخرج الآيسلندي بالتاسار كورماكور تدفع مشكلات مالية بطل العمل مارك والبيرغ الذي يعمل حارس أمن إلى العودة لمهنة التهريب، وتعود حكاية الفيلم الأميركي الذي قدمته هوليوود لعمل للمخرج ذاته أنتج في 2008 في كل من أيسلندا وهولندا وألمانيا باسم "ريكيا فيك روتردام"، ويدل ذلك على تشابه واقع "مهنة" التهريب بين أوروبا والولايات المتحدة وفي مناطق أخرى في العالم. 

الفقر دافعاً

وفي السينما العربية شكل الفقر دافعاً لامتهان التهريب، وقدمت السينما العربية والمصرية مجموعة كبيرة من أعمال التهريب كان أشهرها "ابن حميدو" بطولة إسماعيل ياسين، وفيلم "العميل رقم 13" بطولة محمد صبحي، إلى جانب مجموعة من الأعمال الفنية والوثائقية السورية واللبنانية التي تناولت مشكلات تهريب البضائع والحدود، وأبرزها فيلم الحدود 1982، وهو من بطولة دريد لحام.

شيء من الشمولية 

تميز تصوير الفنون والسينما العربية والعالمية لموضوع التهريب بشيء من الشمولية، إذ حاول مخرجون سينمائيون عرب وعالميون عملوا في هذا المجال، تغطية فكرة التهريب من اتجاهات متباعدة عدة. فالتهريب جريمة يعاقب عليها القانون وتصل خطورتها إلى تهديد الأمن القومي لدول كبرى، خصوصاً حين يتعلق الأمر بتهريب العملة والبشر والآثار والمخدرات وغيرها من الأشياء. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لذلك لم يعد التهريب مقتصراً على البضائع الجيدة، مما دفع الدول إلى محاربته من خلال مواثيق ومعاهدات ملزمة مثل معاهدات الهجرة غير الشرعية التي تدار برعاية الامم المتحدة، مع ذلك تمكن بعض المخرجين وهواة الفنون من توجيه الأنظار نحو الجانب الخفي الظريف لهذا العالم، وهو جانب يمكن وصفه بالهزلي أو الكوميدي، لأنه ركز على جوانب هامشية مثل ذكاء المهرب وتمتعه بالعبقرية دائماً والقدرة على الإفلات من العقوبة، إلى درجة أن بعض الأعمال الفنية الحديثة ركزت على خفة أداء المهرب من دون الاكتراث للجانب الأخلاقي في هذا الموضوع.

فكرة إجرامية حديثة

لم تتمتع فكرة إجرامية حديثة بمكانة فكرة التهريب، فعالم التهريب يبدأ من تهريب البضائع العادية، أي إدخالها أو إخراجها من البلاد بصورة غير قانونية ومن دون أداء الرسوم الجمركية، ويمتد ليشمل تهريب الممنوعات كافة. ووفق موقع "واي باك مشين" ومواقع أخرى فإن تعريف التهريب يشمل التهرب من الضرائب والرسوم الأخرى كلياً أو جزئياً، أو خلافاً لأحكام المنع والتقييد الواردة في القانون، لكن هذا العالم واسع للغاية والسبب في ذلك، وجود الحدود والحواجز بين كل دول العالم. مع ذلك لا تشكل الحدود الحاجز الوحيد الذي يطمح المهرب إلى اجتيازه، فالسجن يمثل حاجزاً للمهرب، وكذلك المعابر البحرية وكثير من الحدود البريىة، عدا عن الحواجز المعنوية التي تضعها الحياة في وجه الإنسان دائماً. 

 

 

لذلك توسع موضوع التهريب في السينما العالمية والعربية بشكل دائم ليشمل مواضيع سياسية واجتماعية وفكرية وفلسفية أحياناً، ومن هذه المواضيع تهريب الآثار الذي يعد بمثابة الذاكرة الجماعية للشعوب، وكذلك جنحت السينما العربية باتجاه تصوير معاناة أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية من خلال أفلام تهريب النطف والحيوانات المنوية تحت عنوان خيالي عريض هو "تهريب الحياة"، كما أطلق عليه المخرج الفلسطيني محمد مصطفى الصواف، بذلك لم يتوقف العمل السينمائي في هذا الموضوع عند قصص تقليدية عن تهريب المخدرات والاتجار بالبشر تحت غطاء الهجرة وتجارة العملة وغيرها من الأعمال.

بداية حكاية التهريب 

الفقر والذكاء هما بداية حكاية المهرب في الدراما والسينما العربية، يتميز بالذكاء منذ حقبة الأبيض والأسود في السينما المصرية، وكما جاء في فيلم "ابن حميدو " للمخرج فطين عبدالوهاب عام 1957، وفي هذا العمل وغيره كثير من الأعمال عن أشهر المهربين عربياً يفوق ذكاء الضابط ذكاء المهرب دائماً. 

أما الفقر فيشكل دافعاً كبيراً للذهاب إلى هذا العالم، بل إن السينما والدراما العربية والعالمية صورت فتيات جميلات وفاتنات ذهبن إلى عالم التهريب للتخلص من فقرهن، وفي فيلم "بنات حارتنا" لحسن الصيفي 1987 تذهب بعض أشهر جميلات السينما العربية (بوسي وإلهام شاهين ودلال عبدالعزيز) إلى امتهان التهريب من دون علمهن، وبسبب رغبتهن في الثراء السهل والسريع، وتقدم شخصية المهرب في هذا العمل ضمن صياغة ظريفة تصور مدى تطور عقل المهرب الذي ينجح في تحقيق أهدافه بكل يسر وسهولة من خلال استغلال طموحات وأطماع الآخرين.

عيون الصقر

في السينما الدراما العربية والعالمية حاز موضوع التهريب على مساحة واسعة من العمل والانتشار جماهيرياً، فالتهريب يعد من الممارسات أو الجرائم التي تتكفل بمحاربتها الدول وليس الأشخاص، مع ذلك ظهر هناك دائماً أبطال في أعمال مكافحة التهريب العربية وأشهرها في السينما المصرية فيلما عيون الصقر، وهو من إخراج وتأليف إبراهيم الموجي ومن بطولة نور الشريف، وفيلم العميل رقم 13 لمدحت السباعي من بطولة محمد صبحي. 

 

 

ومن الملاحظ أن أبطال أعمال التهريب عربياً هم من الشرطة والأجهزة الأمنية في معظم الأحيان، إذ تنتقم العصابة من أحد حرس الحدود في عيون الصقر نظراً إلى نجاحه في إيقاع جميع أفرادها، فيما في أفلام أخرى مثل العميل 13 تصل أجهزة الأمن إلى موظف الجمارك شريف قبل أن تجنده عصابة التهريب العالمية.

موضوع درامي بامتياز

يعد موضوع التهريب موضوعاً درامياً وسينمائياً بامتياز، وفيه يمكن استخدام جميع أشكال الإثارة من جريمة ومخدرات وعصابات، لذلك حملت تصنيفات الأعمال السينمائية التي تحدثت عن التهريب الأسماء كافة المحببة للجماهير، فقدم هذه الأعمال كوميديون وأبطال حركة ومتخصصو إثارة ودراما وتشويق وغيرها من الأغراض السينمائية، لذلك تعد مهنة التهريب من منظور سينمائي أكثر من مجرد مهنة خطرة للغاية، لأن مزاوليها يتمتعون دائماً بالذكاء وخفة الحركة ورشاقة الأداء، على رغم ذلك لم تغفل السينما الدوافع المحركة للتهريب، وهي في الغالب الطمع والمشاركة في تجارة بضائع غير مشروعة أخطرها المخدرات وتجارة السلاح والهجرة غير الشرعية.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما