Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دعوة ترمب إلى الوحدة هي الوقاحة السياسية بعينها

بينما يدعو الرئيس السابق البلاد إلى الاتحاد فهو يظل الشخصية المثيرة للانقسام كما كان دائماً

دونالد ترمب وأفراد من عائلته يحتفلون بعد قبول الرئيس السابق رسمياً ترشيحه من قبل الحزب الجمهوري للرئاسة (غيتي)

ملخص

كان خطاب دونالد ترمب الأخير في مؤتمر الحزب الجمهوري مثالاً على الوقاحة السياسية وإظهاراً للقوة والهيمنة، لكنه لم يقدم أية سياسات جديدة في حين أن تراجع بايدن الواضح يترك الديمقراطيين في وضع محفوف بالأخطار

من الصعب أن نقرر ما اللقب الأنسب الذي يمكن أن نطلق عليه بعد هذا الأسبوع السياسي الغريب والرائع لدونالد ترمب – هل هو شهيد ميلووكي أم مسيح ميلووكي؟ وفي نظر المؤمنين - ونظراً إلى التفاني شبه الديني الذي يجتذبه الآن – فإنه ربما الشخصيتان معاً.

مع ضمادته المربعة الأنيقة فوق أذنه اليمنى، فإن ترمب الذي قبل ترشيح حزبه هذا الأسبوع كان أقل صخباً وعدوانية. جاء الملاكم العظيم ليلة الخميس الماضي، ليس بحثاً عن القتال، بل من أجل الوحدة. لا أحد يستطيع أن يخمن إلى متى سيستمر هذا التجسد الجديد للرئيس السابق، ولكن لا ينبغي لأحد أن يشكك في فاعليتها الآن، في هذه اللحظة السياسية الغريبة.

إن الوحدة السياسية التي يعرضها هي بشروطه إلى حد كبير: يمكنكم أن تحظوا بوحدة سياسية واتحاد الأميركيين، ولكن فقط إذا توقفتم عن اضطهادي - فقط إذا أوقفتم الملاحقات القضائية. ستحدث الوحدة فقط عندما تدركون أنني البطل الحقيقي للديمقراطية، وليس مدمرها. بمعنى آخر، دعونا ننسَ أحداث السادس من يناير؟

هناك مفارقة ساخرة في دعوة ترمب، من بين الناس جميعها، إلى الوحدة. ترمب ذاته الذي أصدر قرار ما يسمى "حظر المسلمين" [قرار تنفيذي وقعه ترمب عام 2017 يحد بشدة من سفر الأشخاص وهجرتهم إلى الولايات المتحدة من بلدان عدة معظمها إسلامية في الشرق الأوسط وأفريقيا]، وترمب الذي اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول، والذي علق نائبه الجديد على فوز حزب العمال في الانتخابات بوصف المملكة المتحدة بأنها "دولة إسلاموية". كان المشهد في المؤتمر عبارة عن جبهة "موحدة"، لكن بدا وكأن "الوقاحة" في السياسة كانت حاضرة لعودة مظفرة إلى العلن.

واستمر خطاب ترمب لمدة ساعة ونصف مرهقة. بعضه تقيد بالنص المكتوب، لكن أكثره لم يكن. ولكن لا يهم - على عكس ما حدث قبل ثماني سنوات، عندما قبل ترمب ترشيح حزبه في كليفلاند، وكان الاستياء لا يزال كبيراً إزاء استيلاء قطب العقارات على الحزب الجمهوري، فقد أصبح الآن حزبه بالكامل. الحزب الجمهوري هو دونالد ترمب. دونالد ترمب هو الحزب الجمهوري.

ويغادر الحزب ولاية ويسكونسن هذا الأسبوع في أفضل حالاته. هل سبق للنجوم أن تراصت بصورة مثالية أكثر فوق الولاية المحورية هذه؟ لقد رغب ترمب منذ فترة طويلة في جعل هذه الانتخابات خياراً بين القوة والضعف. لقد أدت محاولة الاغتيال - ورد فعل ترمب القوي والحاد والاستثنائي عليها – إلى ضمان هذا الأمر: الضربة القاضية، والوجه الملطخ بالدماء، ونجوم وخطوط العلم التي ترفرف خلفه، والخدمة السرية التي تحاول إبعاده عن المسرح، كان مشهداً أيقونياً. لقد أظهر وأبرز ماهية القوة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بفضل غرائزه السياسية المذهلة ووعيه الاستثنائي بقوة الصورة، كان ترمب، في تلك اللحظة من الصدمة العميقة، يعرف بالضبط ما كان يفعله. ومثل الشمس المشرقة والقمر المتلاشي، تزداد نجومية ترمب ويتوارى بايدن. إنه أمر فظيع نشهد عليه. لو كانت هذه مباراة ملاكمة، لصرخت من ركن بايدن ليستسلم وليوقف الحكم المبارزة. يبدو الرجل العجوز مرتبكاً وضعيفاً ومتهالكاً.

بايدن عنيد، وفي الأسابيع الأخيرة كان يشبه ترمب إلى حد كبير في انتقاده للنخب التي تحاول إسقاطه، وفي اعتقاده أنه وحده القادر على التغلب على خصمه. وكان رد فعله أيضاً مليئاً بالغضب، بسبب اعتقاده أنه جرى الاستهانة به دائماً. وبالتكبر، لقناعته بأنه أفضل من يعلم، ولكنها مثل تلك المحادثات التي نجريها مع أقارب كبار السن – عندما تحاول إخبارهم أنه لا ينبغي عليهم القيادة بعد الآن بسبب قصور قدراتهم، ولا يريدون تصديق ذلك – كيف يمكنك إقناع بايدن بالتخلي عن مفاتيح السيارة؟ كيف يمكنك إقناعه بأن يفعل ما هو الأفضل؟ الأمر ليس سهلاً.

على مدار العام الماضي أو نحو ذلك، عندما كنت أكتب هذه الأعمدة، كنت ألجأ في كثير من الأحيان إلى صيغة "في ظل الظروف الراهنة، يبدو أن ترمب سيواجه بايدن في نوفمبر (تشرين الثاني)". عندما كتبت ذلك اعتقدت أنه من المرجح أن يكون ترمب هو الذي سينسحب - بسبب مشكلات قانونية أو الخوف من الخسارة مرة أخرى أو أي شيء آخر - ما لم أتوقعه هو سرعة انحدار بايدن.

وعلى رغم كل المآثر التي يحققها ترمب في الوقت الحالي، فإنه لم يقدم شيئاً جديداً في السياسة خلال الليلة الماضية. ولم يتواصل مع شرائح الناخبين الذين رفضوه بصورة حاسمة عام 2020. ولا يزال موقعه ضعيفاً بين الناخبين المهتمين بحقوق الإجهاض، وحق المرأة في الاختيار، والحقوق الإنجابية.

إن ظهور مرشح ديمقراطي جديد من شأنه أن يغير مسار هذا العام المتقلب ويختبر الجمهوريين بصورة حقيقية. من دون ذلك يتجه ترمب نحو نصر ساحق لا يمكن إيقافه.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء