Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توقعات باستمرار الوجود الأميركي في العراق

واشنطن وبغداد تنهيان جولة جديدة من المباحثات ناقشت مستقبل العلاقات الثنائية الأمنية

وزير الدفاع العراقي يترأس وفد بلاده بالمفاوضات العراقية الأميركية في واشنطن (مواقع التواصل)

ملخص

يعكس الاجتماع الحواري تصميم بغداد وواشنطن على تعزيز العلاقات الأمنية الثنائية القائمة على أعمال اللجنة العسكرية العليا في الأشهر الأخيرة، ويوافق هذا الاجتماع الذكرى السنوية العاشرة الوشيكة للمهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق.

 

اختتمت في واشنطن أعمال حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق التي استمرت يومين وبحث خلالها صورة العلاقة الأمنية المشتركة بين الطرفين، بحسب ما أعلنت عنه السفيرة الأميركية لدى العراق ألينا رومانوسكي التي قالت خلال منشور لها عبر منصة "إكس"، "اختتمت أعمال حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق، بعد مناقشات تناولت مستقبل علاقاتنا الأمنية الثنائية".

وأشارت السفيرة إلى أن بلادها تتطلع "إلى العمل مع شركائنا العراقيين لتعزيز الاستراتيجية المتفق عليها من أجل انتقال مهمة التحالف الدولي".

وكان وزير الدفاع العراقي ثابت محمد سعيد العباسي ترأس وفد العراق خلال جولة المحادثات الثانية مع المسؤولين الأميركيين، الخاصة بإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.

وقال متحدث وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بات رايدر في لقاء مع الصحافيين، إن "حوار التعاون الأمني المشترك" نشأ بناء على عمل اللجنة العسكرية العليا التي انبثقت عن الاجتماع بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بواشنطن خلال أبريل (نيسان) الماضي.

وأضاف "يعكس الاجتماع الحواري تصميم البلدين على تعزيز العلاقات الأمنية الثنائية القائمة على أعمال اللجنة العسكرية العليا في الأشهر الأخيرة، ويوافق هذا الاجتماع الذكرى السنوية العاشرة الوشيكة للمهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق".

وأسس التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" خلال سبتمبر (أيلول) 2014، لمحاربة التنظيم الذي سيطر على ثلث مساحة البلاد، ويضم 85 دولة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتجرى سلسلة المحادثات الجديدة بعد نحو عام من إجراء سلسلة المحادثات الأميركية العراقية استجابة لضغوط الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران التي دعت إلى إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق، فيما تجرى وسط أجواء ساخنة تشهدها منطقة الشرق الأوسط نتيجة الحرب في غزة والاتهامات ضد واشنطن عن سكوتها ومسؤوليتها عن تلك الأحداث.

وبحسب متابعين للوضع السياسي فإن سلسلة المحادثات الجديدة لن تغير شيئاً كما أن الوجود الأميركي سيستمر لأنه مرتبط باتفاقات أمنية بين البلدين، وبخاصة أن الإدارة الأميركية تعد المصدر المهم لتوريد السلاح للعراق الذي لديه عدد كبير من الخبراء الأميركيين الذين يتولون تقديم المشورة لتشغيل وصيانة السلاح خصوصاً طائرات أف 16 ودبابات البرامز. 

تنظيم العلاقة

وفي سياق متصل يرى المتخصص في مجال العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية عصام الفيلي أن استئناف المفاوضات بين البلدين يجرى في إطار زمني محدد وليس له علاقة بضغوط خارجية، مشيراً إلى أن المفاوضات ستتركز على تنظيم العلاقة وليس الانسحاب.

وأضاف "أن الحديث عن وجود قوات أجنبية في العراق هو كلام غير دقيق وأن الموجودين مستشارون يقدمون الدعم الفني للأسلحة التي اشتراها العراق من الولايات المتحدة خصوصاً طائرات أف 16 ودبابات برامز الأميركية".

 

 

وبين الفيلي أنه من البديهي أن أية دولة تشتري السلاح تحتاج آلاف الخبراء وهذا حدث في عدد من الدول مثل مصر التي كان لديها خبراء روس في سبعينيات القرن الماضي والعراق في الثمانينيات، وإبان الحرب العراقية - الإيرانية كان هناك خبراء روس ومن دول أوروبا الشرقية.

لا قوات أميركية بالعراق

وأوضح المتخصص في مجال العلوم السياسية أن هناك جهات تحاول رسم صورة أن أي وجود لخبراء أو مستشارين هو وجود لقوات أميركية وهذا تصور غير دقيق، إذ إنه من الناحية العملية يريد البلدان تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بينهما، مما يضمن الاستقرار ويكون العراق شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة.

وعن استئناف المفاوضات في هذا الوقت أشار الفيلي إلى أن "هناك سقوفاً وجداول زمنية بين الطرفين، وما حصل منذ أيام استكمال لزيارة وفد عراقي إلى الولايات المتحدة العام الماضي"، موضحاً أن العلاقة بين البلدين تتعدى البعد العسكري والأمني، فهناك بعد رقابي وعلمي واقتصادي وتعاون في مجال الطب والابتعاث.

واشنطن وأحداث غزة

ويعود سبب فتور العلاقة بين البلدين لأحداث غزة الأخيرة بحسب الفيلي علماً أن الولايات المتحدة كان لها دور في رأب الصدع ورفع العقوبات مع الجانب الإيراني، مستبعداً أن يكون للضربة التي وجهتها الفصائل المسلحة العراقية والتهديدات المستمرة للقواعد الأميركية علاقة باستئناف المحادثات، مؤكداً أنها تجرى وفق مواعيد سابقة.

الوجود الأميركي و"داعش"

وبدوره يرى مدير مركز العراق للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل أن بقاء قوات التحالف الدولي بالعراق يعتمد على التقديرات بوجود تهديد "داعش" لأمن العراق.

ويقول "تركزت محادثات واشنطن حول نتائج اجتماعات اللجنة الخاصة المشتركة التي تتركز مسؤوليتها الأساس في متابعة وتحليل ودراسة طبيعة التهديدات الإرهابية وبخاصة ’داعش‘، لأن قوة التحالف الدولي للحرب على الإرهاب تشكلت خلال عام 2014 بناء على دعوة من الحكومة العراقية آنذاك لدعم وإسناد القوات المسلحة العراقية لوجيستياً، وإسناد جوي واستخباراتي لهزيمة ’داعش‘ عسكرياً التي تحققت عام 2017".

وأشار إلى أنه لا يزال هناك بؤر خطرة لـ"داعش" سواء في العراق وسوريا مع وجود أكثر من 10 آلاف مقاتل داعشي إضافة إلى تنظيمات أخرى، موضحاً أن هذه الاجتماعات المتواصلة على مستوى عال في بغداد وواشنطن هي لدراسة وتحليل طبيعة التهديدات وسبل المواجهة وطبيعة الدور الذي تلعبه قوات التحالف الدولي، التي ما زالت موجودة بطلب من الحكومة العراقية والسلطات المتخصصة للحرب على الإرهاب.

السلاح الأميركي 

وطبقاً للمعلومات الاستخباراتية الأميركية لا يزال تهديد التنظيمات الإرهابية مستمراً، ومن المؤكد أن القوات ستستمر في وظيفتها بالحرب على الإرهاب. وإذا ما توصلت الأطراف المعنية في قوات التحالف الدولي أنه لم يعد هناك أي تهديد جدي للأمن الوطني العراقي لهذه التنظيمات ستفكك هذه القوات وستغادر الأراضي العراقية بحسب فيصل، الذي رجح أن يستمر هذا الوجود خصوصاً أن أكثر من 80 في المئة من القوات المسلحة العراقية تحوي أسلحة أميركية، ومستقبل هذه العلاقات هي البحث عن تطوير سبل التعاون واستمرار التعاون الأمني ليأخذ صوراً متعددة بين بغداد وواشنطن والانتقال إلى تعاون استراتيجي، بناء لضمان الأمن والاستقرار في العراق.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير