Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أحمد علي صالح... عودة حذرة ومستقبل مجهول

توقعات بلعب دور سياسي وخيبة أمل لمناصريه من تعاطيه الهادئ لجملة الأحداث العاصفة

التكهنات بمستقبل أحمد علي صالح تتضارب بحسب الميول والأمنيات (اندبندنت عربية)

ملخص

مع حال الترقب لخطاب نجل صالح المولود خلال عام 1972 الذي خيب توقعات قطاع انتظروا منه إعلان اللحاق بجبهة الشرعية ضد الميليشيات المدعومة من إيران، عدّ مراقبون حديثه منسجماً مع جملة الظروف الدولية التي تسعى لدعم جهود التوصل إلى عملية سياسية تنهي الصراع الدامي في البلاد.

10 أعوام منذ ابتعاده من الصراع والنأي بنفسه عن غمار السياسة اللاهبة في اليمن عدا عن كونه سفيراً في منصب شرفي جاء ضمن تسوية سياسية على خلفية هيكلة الجيش عقب أحداث الاحتجاجات الشعبية خلال عام 2011، ها هو السفير أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس اليمني الراحل يعود إلى واجهة المشهد بخطاب وجهه لليمنيين مساء أمس السبت بمناسبة رفعه ووالده عن لائحة العقوبات الأممية.

صالح كان نائباً لرئيس حزب المؤتمر الذي أسسه والده عام 1982 انطلاقاً من كونه شخصية عسكرية محترفة، ظل والده يجهزه لخلافته في حكم البلاد وعلى طريق ذلك منحه قيادة "قوات الحرس الجمهوري" ذات التجهيز القتالي العالي، قبل أن تندلع احتجاجات عام 2011 وتتداخل إثرها المصالح الحزبية لتزيحه إلى منصب شرفي، وتدفع بشخصيات موالية مع رفع شعارات براقة عن الدولة المدنية والحكم الرشيد واتهام والده بالفساد، لذلك قال في خطابه إن رفع العقوبات هو "رد اعتبار له ولوالده وانتصار للحق والعدالة".

وسبق وأقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات على الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح ونجله في إطار القرار (رقم 2140) الصادر عام 2014، وكان يهدف إلى دعم العملية السياسية في اليمن ووقف الأعمال العدائية، وشمل قيوداً عدة منها تجميد أصولهم المالية والممتلكات المرتبطة بهم خارج اليمن وحظر السفر ومنع تزويدهم بالأسلحة.

لا حرب في حضرة السلم

غير أن اللافت في خطاب صالح الذي بثته قناة "اليمن اليوم" التابعة له لغته الهادئة التي ذكر فيها قضايا بلده بخطوط عامة عريضة وتجنب الخوض في المعترك الوطني مع ميليشيات الحوثي كما كان منتظراً منه خصوصاً وهي من قتلت والده خلال الرابع من ديسمبر (كانون الأول) 2017.

ومع حال الترقب لخطاب نجل صالح المولود عام 1972 الذي خيب توقعات قطاع انتظروا منه إعلان اللحاق بجبهة الشرعية ضد الميليشيات المدعومة من إيران، عدّ مراقبون حديثه منسجماً مع جملة الظروف الدولية التي تسعى لدعم جهود التوصل إلى عملية سياسية تنهي الصراع الدامي في البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبمنطق السياسة والأعراف ربما لا يمكن لدبلوماسي وعسكري سابق يقيم خارج أرضه أن يوجه خطاباً تعبوياً في حين تتضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم السلام الذي يتوق إليه اليمنيون، خصوصاً أنه ما زال خارجاً لتوه من لائحة العقوبات التي دخلها بتهمة إشعال الحرب.

والأربعاء الماضي قال بيان بثه موقع الأمم المتحدة عبر الإنترنت إن لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن قررت إزالة الإدخالات الخاصة بالأفراد والكيانات لكل من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ونجله أحمد علي من قائمة العقوبات، على خلفية الحرب التي اندلعت عام 2014 بين ميليشيات الحوثي والحكومة اليمنية الشرعية.

مستقبل العميد

وفور إعلان رفع الحظر راحت التكهنات والتوقعات تتضارب بحسب الميول والأمنيات ودور نجل صالح في المستقبل السياسي اليمني.

في حين ذهب النشطاء السياسيون إلى التأكيد أن رفع العقوبات عن صالح يمثل كسراً لآخر القيود التي حالت دون عودته إلى مشهد المعترك السياسي والعسكري، مع توقعات بحضور مغاير في مستقبل الأيام ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

ويقول نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمؤتمر الشعبي العام عبدالحفيظ النهاري إن تصريح السفير أحمد صالح جاء ليؤكد "الالتزام بالقيم الوطنية التي كرسها الزعيم علي عبدالله صالح"، مع إبدائه "الحرص على أن يسود السلام ربوع الوطن والمنطقة والعالم".

ويعد النهاري حديث صالح المتكرر عن السلام تأكيداً على "وقوفه مع كل خطوة تعزز التقارب والتفاهم بين جميع القوى من أجل مصلحة الوطن والشعب، وبناء دولة يمنية يتعايش فيها الجميع بكرامة وحرية وعدالة ومواطنة متساوية، وتتعايش مع أشقائها وجيرانها والعالم، وهذا تأكيد على الحفاظ على الأمن الوطني، والأمن والسلم الإقليمي والدولي".

يتوق مناصرو حزب صالح إلى دور متوقع من نجله يتمثل بإنهاء الانقسام الرأسي الفادح في منظومة حزب المؤتمر واستعادة دوره السياسي إلى واجهة الفعل المؤثر خصوصاً عقب 10 أعوام من خيبة الأمل التي أصابت الناس، من القوى التي سعت لإزاحة نظام صالح وتصدرت المشهد السياسي منذ عام 2011 لكنها قدمت نموذجاً لم يرض اليمنيين، بل تسبب في حال سخط عارمة ضدهم.

مع آمال أن يتعاطى نجل الرئيس الراحل مع هذه الاستحقاقات كأولوية مطلقة ولعب دور "المنقذ" عطفاً على شعبية ومكانة بارزة يتمتع بها داخل الحزب ولدى مناصريه، وحتى لدى بعض القوى السياسية الأخرى.

يرى النهاري أن "انتظارات الجماهير كبيرة نتيجة للخيبات التي تعرضوا لها خلال 10 أعوام من الحرب، ومن فشل القوى السياسية"، وتبعاً لذلك "فالجميع اليوم أمام استحقاق السلام بدءاً بتنفيذ خريطة الطريق التي يراهن عليها الجميع للخروج من الأزمة الحالية، ورد الاعتبار للسفير والرئيس الراحل صالح".

وفي قراءة لمستقبل أحمد علي صالح يقول إن "رفع العقوبات والعودة للعمل السياسي هو قيمة إضافية للصف الجمهوري ودوره المستقبلي مرهون بتضافر وتفاهم القوى السياسية الوطنية، ولا شك أن المؤتمر الشعبي العام سيضطلع بدور ريادي في الاستحقاقات المستقبلية في إطار المشروع الوطني الجامع".

لم يغفل النهاري ما ذكره صالح بشكره لكل من أسهم في رفع الحظر عنه "وعلى رأسهم الحكومة الشرعية، والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة".

المزيد من متابعات