Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القواعد الأميركية بسوريا متأهبة مع احتمال ضمها إلى بنك أهداف إيران

سارعت واشنطن إلى إرسال 230 جندياً من "الحرس الوطني" إلى المنطقة مع ارتفاع حدة التوترات في الشرق الأوسط

يرجح خبراء أن بقاء القوات الأميركية في المنطقة وتعزيزها بات اليوم أكثر إلحاحاً بعد توسع النفوذ الإيراني في سوريا والعراق (أ ف ب)

ملخص

تعيش القواعد الأميركية حالة تأهب مع ترقب ضربات قد تكون عالية الدقة والمستوى، لكن متابعين استبعدوا هجمات على مناطق خاضعة للسيطرة الأميركية لا سيما في سوريا، حيث رسمت قواعد الاشتباك مناطق نفوذ لكل الأطراف المتنازعة، بالتالي لن يُقدم "الحرس الثوري" على مغامرة توجيه أية ضربات، وإلا فإن الخط البري الإيراني نحو لبنان مروراً بسوريا والعراق سيتهدد بالضرب.

ظلت القوات الأميركية في سوريا حتى وقت ليس ببعيد بمنأى عن ضربات هجومية تستهدف قواعدها العسكرية المنتشرة في شرق البلاد، لا سيما بعد مصرع جنود أميركيين بالقرب من قاعدة التنف على الحدود الأردنية في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، ومنذ ذلك الوقت سيطر الهدوء والسكينة على أجواء القواعد المتمركزة حول حقول النفط والغاز، تخللتها مناوشات مع فصائل وجماعات مسلحة، لكن هجوماً بمسيرة انتحارية على قاعدة "خراب الجير" في ريف الحسكة شرق سوريا قبل أيام شكل مدعاةً لقلق واشنطن مجدداً حول أمن وسلامة طواقمها العسكرية.

طبول الحرب

يأتي ذلك في ظل تحضير إيراني لهجوم عسكري على إسرائيل رداً على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في 31 يوليو (تموز) الماضي بطهران، والحديث عن ضربات لمواقع عسكرية إسرائيلية وسط احتمالات مفتوحة عن طبيعة الرد ومكانه، على رغم توقع أوساط متابِعة أن يشبه الرد الإيراني المرتقب ما سبقه من ردٍ على قصف تل أبيب مبنى ملحقاً بالقنصلية الإيرانية بجوار السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان) أثناء عقد اجتماعٍ رفيع المستوى، سقط إثره قادة كبار من "الحرس الثوري" و"فيلق القدس"، من بينهم العميد محمد رضا زاهدي وسبعة ضباط.

وفي أعقاب هجوم الطائرة المسيّرة استنفرت واشنطن قواتها في سوريا بشكل واسع، لا سيما أن الهجوم الذي يُرجح أنه جاء من قبل فصائل موالية لإيران قد أوقع أضراراً مادية في القاعدة، وأشعل النيران داخلها وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في العاشر من أغسطس (آب) الجاري. وأفاد المرصد في بيان صحافي عن تعزيزات لوجستية وعسكرية لقواعد التحالف الدولي المنتشرة.
في المقابل، أصيب خمسة جنود أميركيين بجروح جراء إطلاق صاروخين من طراز "كاتيوشا" على قاعدة "عين الأسد" الجوية غرب العراق في السادس من أغسطس بحسب ما جاء في بيان لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التي ألقت المسؤولية على ميليشيات مدعومة من إيران.

يأتي ذلك في وقت قالت وزارة الدفاع الأميركية بأن الوزير لويد أوستن أبلغ نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت بأوامر عاجلة لانتقال حاملة الطائرات إبراهام لنكولن إلى المنطقة، علاوةً على إرسال غواصة الصواريخ الموجهة واسمها "جورجيا".
من ناحية أخرى، يُتوقع أن يكون الرد الإيراني أوسع من سابقه بحسب موقع "أكسيوس" نقلاً عن مصادر مطلعة على تقييم الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وسلاح الجو لهجوم يبدأ به "حزب الله" ومن ثم إيران. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت إن أي هجوم على إسرائيل سيقابَل برد قوي وبطرق لم تُستخدم من قبل.

قوات إضافية

في هذا الوقت تُسارع واشنطن لإرسال 230 جندياً من "الحرس الوطني" إلى سوريا والعراق مع ارتفاع حدة التوترات في الشرق الأوسط، وذلك بهدف تقديم دعم مدفعي للقوات الأميركية وشركائها في التحالف الدولي. وستخضع القوات الجديدة لتدريب مكثف في أوكلاهوما (جنوب وسط الولايات المتحدة).

وكانت القوات الأميركية وطأت الأراضي السورية مع حلول شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2015، حين وصلت أول دفعة من جنود القوات الخاصة، وعددهم 50 جندياً، ليؤدوا دوراً استشارياً غير قتالي بعد تشكيل التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" في عام 2014، وزاد عدد القوات مع مرور سنوات الحرب بالتوازي مع دعم جماعات أهلية ومحلية ومنها "قوات سوريا الديمقراطية" (تحالف عسكري في الشمال الشرقي السوري يضم عرباً وآشوريين وأكراداً وغيرهم من المكونات العرقية والدينية).

ووصل عدد الجنود الأميركيين إلى 2000 عنصر، لكن مع اندحار "داعش" وسقوطه في ريف دير الزور في عام 2019 في قرية الباغوز، ظل قرابة 900 جندي أميركي، بينما درس البيت الأبيض في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب القوات بالكامل لكنه عاد وتراجع عن الفكرة.

ويرجح خبراء أن بقاء القوات الأميركية، وتعزيزها بات اليوم أكثر إلحاحاً بعد توسع النفوذ الإيراني في سوريا والعراق، وإنشاء خط بري يصل بين إيران والعراق وسوريا ولبنان بموازاة اتساع النفوذ الروسي بعد بناء قواعد ونقاط عسكرية على شواطئ المتوسط في ريفي اللاذقية وطرطوس، غرب سوريا، علاوةً عن إيجاد قاعدة جوية قريبة من تركيا، وحماية المكون الكردي من التوسع العسكري التركي بذريعة ضرب الفصائل الكردية المقاتلة، والتي تعتبرها أنقرة تهديداً لأمنها القومي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أبراج مراقبة

في غضون ذلك، أنشأت القوات الأميركية أبراج مراقبة على خطوط التماس مع الفصائل الإيرانية، والجماعات الموالية لها، وذلك ضمن قواعد التحالف الدولي المتمركزة من جهة دير الزور الشرقي في قرى منها الشحيل، وجديد عكيدات، وجديد بكارة، والصبحة، والبصيرة وغيرها، وذلك على سرير نهر الفرات في بادية الجزيرة.

وتلعب الأبراج مهمة توسيع نطاق المراقبة على طول مسار الخط النهري، حيث تتموضع على الضفة المقابلة في بادية الشامية مجموعات موالية لإيران. ووردت المعلومات عن نشر نقاط حراسة بالتعاون مع مجموعات تتبع للقوات الأميركية، وبمؤازرة من القوات الكردية بهدف صدّ النشاط الهجومي المتوقع مع بداية الرد الإيراني، إضافة لوقف أي محاولات تسلل إلى المنطقة.

وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة أميركياً أطلقت في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، مشروعاً لبناء نقاط عسكرية جديدة وأبراج يتراوح ارتفاعها بين ثمانية إلى 15 متراً على طول نهر الفرات من بلدة الجرزات، غرب دير الزور، حتى قرية الباغوز آخر معاقل "داعش"، شرق دير الزور.

إزاء ذلك توفر الأبراج الإسمنتية ونقاط المراقبة حمايةً من أي اقتحام بري، وجرس إنذار أولي على خطوط التماس، حيث يتوقع مراقبون أن تضع إيران القواعد الأميركية على قائمة الاستهداف في حالات عدة منها، في حال شاركت الولايات المتحدة بالتصدي للصواريخ الباليستية الإيرانية المنتظر إطلاقها باتجاه إسرائيل.

بنك الأهداف

في الأثناء، تعيش القواعد الأميركية حالة تأهب مع ترقب ضربات قد تكون عالية الدقة والمستوى، لكن متابعين استبعدوا هجمات على مناطق خاضعة للسيطرة الأميركية، لا سيما في سوريا، حيث رسمت قواعد الاشتباك مناطق نفوذ لكل الأطراف المتنازعة، بالتالي لن يُقدم "الحرس الثوري" على مغامرة توجيه أية ضربات، وإلا فإن الخط البري الإيراني نحو لبنان مروراً بسوريا والعراق سيتهدد بالضرب، بخاصة أن أميركا تدرّب في قاعدة المنطقة (55) والتي يطلق عليها اسم "التنف"، مجموعات مسلحة سورية تحت مسمى "جيش سوريا الحرة" لشن هجمات أو تولي عمليات دفاعية.

وزاد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مواقعه بين عامي 2023 و2024، من 30 موقعاً عسكرياً إلى 32 موقعاً، تتوزع بين 17 قاعدة و15 نقطة عسكرية في محافظة الحسكة التي تحتضن وحدها 17 موقعاً، ودير الزور التي تضم تسعة مواقع، والرقة بثلاثة مواقع، إضافة إلى موقع واحد في كل من محافظات حمص، وريف دمشق، وحلب، بحسب آخر تحديث لخريطة الانتشار أعدها مركز "جسور" بالتعاون مع مركز "إنفورماجين".

وتُعد قاعدة "رميلان" أولى النقاط الأميركية في سوريا، وهي عبارة عن مطار زراعي يقع بالقرب من قرية أبو حجر جنوب شرقي رميلان النفطية، في ريف الحسكة الشمالي الشرقي وتضم قرابة 500 جندي، وهي إحدى أكبر القواعد الأميركية، بينما تحل قاعدة "المالكية" والتي تسمى "رميلان 2" وهي أيضاً مطار يقع في قرية روبار جنوب مدينة المالكية، ريف الحسكة الشمالي الشرقي وفيها ما يقارب 150 مقاتلاً، ومجهزة لهبوط الطيران المروحي القتالي، وتعتبر قاعدة حيوية، لا سيما بعد تمكنها من قطع الطريق (أم 4) أمام القوات الروسية ودورياتها المنتشرة في قرية "تل تمر".

وما يميز القواعد الأميركية انتشارها حول حقول النفط والغاز لحماية هذه الثروات الباطنية، مع توفير حماية لاستخراجها. ومن المتوقع أن تشمل الضربات الآبار النفطية عبر صواريخ موجهة وطائرات مسيّرة، ومنها قاعدة "الشدادي"، وتقع ضمن معمل الغاز الواقع على بُعد كيلومتر واحد إلى الجنوب الشرقي من مدينة الشدادي، وهي مجهزة بمهبط للطيران المروحي. في المقابل تعد قاعدة "حقل العمر" من أهم القواعد التي تقع في المدينة التابعة لحقل العمر النفطي بريف دير الزور وتضم معتقلاً، كما تتوزع القواعد الأميركية في عدة حقول نفطية أبرزها حقل التنك بدير الزور، وحقل كونكو الغازي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير