Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذيرات جوية بكل الألوان غرب السعودية

حال مناخية مضطربة في أجزاء واسعة من الجزيرة العربية كان تأثيرها الأشد على اليمن

صورة ألتقطت من مرتفعات عسير جنوب المملكة في وقت تحذر فيه هيئة الأرصاد من استمرار الحالة المطرية (واس)

شهدت الحال الجوية في السعودية تطوراً لافتاً خلال الساعات الـ24 الماضية ولا تزال مستمرة في أنحاء البلاد الغربية والجنوبية، وسط ظروف استدعت من المركز الوطني للأرصاد إطلاق التحذيرات بألوانها الأحمر والبرتقالي والأصفر، وذلك إثر حال تقلب جوي عاشتها أجزاء واسعة من سواحل ومدن الجزيرة العربية، ولا سيما في اليمن الذي لحقت به خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

وأطلق المركز السعودي أمس نداءه الأحمر في محافظة بحرة الواقعة بين مكة وجدة نتيجة توقعه رياحاً شديدة السرعة وانعداماً في مدى الرؤية الأفقية وتساقط البرد وجريان السيول وارتفاع الأمواج وحدوث صواعق رعدية، وهي حال تشبه تلك التي رصدتها كاميرات السكان في المدينة المنورة خصوصاً بجوار المسجد النبوي أول من أمس الخميس، مما دفع الأرصاد إلى إصدار بيان توضيحي لتفسير الحال النادرة من نوعها بالنظر إلى سرعة الرياح الشديدة المصاحبة لهطول المطر.

 

 

 وأشار إلى أن الأجواء التي سادت المدينة أول من أمس تعود إلى سرعة الرياح التي بلغت 72 كم في الساعة، وكمية الأمطار البالغة نحو 40 ملم كأعلى معدل سُجل، مبدياً استعداده لتوفير جميع المعلومات والبيانات الأرصادية والمناخية التي تحقق للجهات أهدافها في هذا الجانب.

سرعة الرياح ليست عادية

وحذر المركز أمس الجمعة من أن تلك الحال لا تزال مرشحة للتكرار، داعياً إلى "ضرورة اتخاذ إجراءات السلامة في ما يخص الأجسام المرتفعة في الشوارع والمناطق التي تشهد كثافة بشرية عالية، نظراً إلى طبيعة المدينة وجغرافيتها والمواقع التي تشهد أعمالاً إنشائية"، متوقعاً أن تتجاوز سرعة الرياح 80كم في الساعة على المناطق الشرقية للمدينة المنورة، ومنطقة الحرم النبوي لأسباب جغرافية وعمرانية، حسب بيانه.

وفي بيان إلحاقي اليوم السبت نبه إلى أنه "لا تزال الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة تؤدي إلى جريان السيول مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من مناطق جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة المنورة وتكون خفيفة إلى متوسطة على أجزاء من مناطق حائل والقصيم والرياض ونجران، كذلك على الأجزاء الجنوبية من المنطقة الشرقية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ أيام شهدت مكة أمطاراً غزيرة سجل خلالها الهواة مشاهد اتصال البرق والسحب ببرج الساعة ومحيطه المجاور للحرم المكي، إلا أن حدة الرياح كانت أخف من الحال المتطرفة التي حدثت في المدينة المنورة. ولا تزال مدن في المنطقة مثل رابغ وجدة تحت طائلة الإنذار الأصفر، في حين انتهت منذ ساعات الصباح الأولى درجة الإنذار الأحمر.

تقلبات ليست مفاجئة

وتشير تقارير التنبؤ بأحوال المناخ في المنطقة إلى أن درس حالها يتطلب معرفة الصفات المناخية للمنطقة للتعرف على الأوضاع الجوية السائدة المرتبطة بالدورة العامة للرياح وأنظمة الغلاف الجوي التي تتشكل على السعودية بصفة متكررة. ومن تحليل معلومات الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر لاحظت جهات الأرصاد السعودية منذ وقت مبكر من هذا الصيف "تأثير المنخفض الموسمي وتمركز المنخفض الجوي الحراري على شبه الجزيرة العربية، ويأخذ مركز هذا المنخفض موقعه على الشرق والوسط منها"، وذلك وفق الخريطة التي نشرتها الجهة على موقعها الرسمي.

 

 

ووفقاً للتقارير الجوية فإن الحال المناخية التي أثرت في مدن الساحل الغربي للسعودية هي نفسها التي اجتاحت نظيرتها اليمنية، إذ أفاد مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر بقطاع الأرصاد الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد داخل اليمن باستمرار تأثير الأمطار الرعدية الغزيرة والرياح الشديدة في مناطق ومحافظات متفرقة من البلاد.

وتوقع المركز في نشرته التحذيرية لمدة 72 ساعة بحسب صور الأقمار الاصطناعية ومخرجات النماذج العددية وطبقات الجو العليا والرصد السطحي، والتي تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منها، استمرار هطول أمطار رعدية غزيرة بعضها مصحوبة بالبرد والرياح الشديدة على المرتفعات والمنحدرات والسهول الساحلية الغربية.

معاناة اليمن أشد

كما توقع المركز أيضاً استمرار هطول أمطار متفاوتة الشدة بعضها رعدية ومصحوبة بالرياح الشديدة على أجزاء من صحارى ومرتفعات وهضاب محافظات المهرة وحضرموت والبيضاء والجوف ومأرب والضالع، إضافة لمحافظات شبوة وأبين وعدن ولحج ومنطقة باب المندب، وكذا هبوب رياح شديدة مثيرة للرمال والأتربة على أرخبيل سقطرى والسواحل الجنوبية والمناطق الواقعة في مدى السحب الرعدية.

 

 

وجدد مركز التنبؤات تنبيهه وتحذيره للمواطنين وسائقي المركبات من الوجود في بطون الأودية ومجاري السيول والسير في الطرق الطينية الزلقة في المناطق المتوقع هطول أمطار عليها، وكذا من الاقتراب من أعمدة الكهرباء واللوحات الإعلانية والأشجار وإغلاق الهواتف النقالة أثناء العواصف الرعدية، ومن نشاط الرياح المثير للرمال والأتربة أثناء العواصف الرعدية والهطولات داخل المناطق الواقعة في مدى تأثير السحب الرعدية.

وتنشر الأرصاد العمانية تحديثات مماثلة تظهر اضطراب الأحوال الجوية فيها، إلا أنها لم تعلن أية تحذيرات من أية درجة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي