Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شولتز يندد بهجوم إرهابي يستهدف جميع الألمان

تعهد العمل بسرعة على تشديد قوانين حيازة الأسلحة وسط مخاوفه من إضعاف موقف حزبه خلال الانتخابات

المستشار الألماني أولاف شولتز ينظر إلى موقع هجوم بالسكين في زولينغن (أ ف ب)

ملخص

عبّر سكان مدينة زولينغن البالغ عدد سكانها 160 ألف نسمة عن تعاطفهم بوضع باقات الزهور وإضاءة الشموع في الشوارع القريبة من مكان الهجوم.

ندد المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الإثنين في زولينغن بعملية الطعن التي شهدتها المدينة واعتقل على إثرها رجل سوري يشتبه في صلته بتنظيم "داعش" الإرهابي، معتبراً أنها عمل "إرهابي يستهدفنا جميعاً".

وقال المستشار خلال زيارته المدينة الواقعة غرب ألمانيا، "لقد كان إرهاباً يستهدفنا جميعا"، معرباً عن غضبه حيال "المتطرفين الإسلاميين الذين يهددون التعايش السلمي بيننا جميعاً".

وتعهد شولتز العمل بسرعة على تشديد القوانين المتعلقة بحيازة الأسلحة وبذل كل ما في وسعه من أجل "طرد أولئك الذين لا يمكنهم أو لا يجوز لهم البقاء في ألمانيا"، بعد أن أعاد الهجوم الجدل المتعلق بسياسة الهجرة.

وتوجه شولتز رفقة مسؤولين إقليميين إلى مكان الهجوم الذي حدث خلال مهرجان محلي حضره آلاف الأشخاص، حيث قتل رجلان (56 و67 سنة)، وامرأة (56 سنة)، إضافة إلى ثمانية جرحى أربعة منهم إصاباتهم بالغة.

وعبّر سكان المدينة البالغ عدد سكانها 160 ألف نسمة عن تعاطفهم بوضع باقات الزهور وإضاءة الشموع في الشوارع القريبة من مكان الهجوم.

ويزيد الهجوم من الضغط على رئيس الحكومة قبل أسبوع من انتخابات إقليمية يتقدم فيها اليمين المتطرف في ولايتين في شرق ألمانيا، وبعد حملة مطاردة سلّم الرجل (26 سنة) نفسه إلى السلطات مساء أول من أمس السبت، وأعلن بحسب الشرطة مسؤوليته عن الهجوم الذي تبناه تنظيم "داعش"، قائلاً إنه نفذه "انتقاماً للمسلمين في فلسطين وكل مكان"، وقد ذكر أن المشتبه فيه كان يريد "قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص".

ووفقاً لمكتب المدعي العام الفيدرالي في كارلسروه الذي أفاد أمس الأحد بوجود "شكوك قوية حول انتمائه" إلى "داعش"، وقد طعن الرجل مشاركين في المهرجان "مرات عدة مستهدفاً الظهر والرقبة والجذع"، بحسب مكتب المدعي العام.

والمشتبه فيه الذي قالت السلطات إنه يدعى عيسى، وصل بحسب عدد من وسائل الإعلام المحلية إلى ألمانيا نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2022، وصدر بحقه أمر بالإبعاد إلى بلغاريا، حيث تم تسجيل وصوله حيث كان ينبغي عليه تقديم طلب اللجوء.

ووفق نائب المستشار الألماني روبرت هابيك فإن المشتبه فيه لم يكن مدرجاً في لوائح الأجهزة الأمنية للمتطرفين الخطرين.

وكانت ألمانيا مسرحاً لهجمات إرهابية عدة خلال الأعوام الأخيرة، ويعود الهجوم الأعنف على الأراضي الألمانية لديسمبر عام 2016 حين قتل 12 شخصاً صدماً بشاحنة في سوق لعيد الميلاد في وسط برلين، وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الاعتداء.

 

 

وخلال تفقدها موقع الهجوم السبت الماضي، دعت وزيرة الداخلية نانسي فيزر إلى "الحفاظ على وحدة البلاد" منددة "بمن يريدون تأجيج الكراهية"، ومشددة على وجوب تجنب أي انقسام.

لكن اشتعال الجدل السياسي لم يستغرق وقتاً طويلاً، خصوصاً أن الهجوم نفذ قبل أسبوع من انتخابات إقليمية رئيسة شرق البلاد حيث يتقدم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف بفارق كبير على أحزاب الائتلاف الحكومي في استطلاعات الرأي.

واتهم حزب "البديل من أجل ألمانيا" الحكومات المتعاقبة بالتسبب في فوضى من خلال استقبال عدد كبير من المهاجرين، ودعا إلى "حملة هجومية في مجال عمليات الترحيل".

واقترح روبرت هابيك أمس تشديد القوانين المتعلقة بحمل الأسلحة، قائلاً في مؤتمر صحافي إنه "لا أحد في ألمانيا يحتاج إلى أسلحة بيضاء في الأماكن العامة، ونحن لسنا في العصور الوسطى".

لكن زعيم "حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي" فريدريش ميرز اعتبر أن هذا الاقتراح خجول جداً، مؤكداً أن "المشكلة ليست في السكاكين بل في الأشخاص الذين يحملونها"، داعياً الحكومة إلى "الكف عن استقبال لاجئين من سوريا وأفغانستان".

انتخابات إقليمية

ويأتي الهجوم الدامي بسكين في مدينة زولينغن الذي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه في مرحلة دقيقة بالنسبة إلى المستشار الألماني أولاف شولتز قبل أسبوع من انتخابات إقليمية قد يفوز فيها اليمين المتطرف طارحاً قضايا الهجرة وانعدام الأمن.

وتقام الانتخابات في ثلاث ولايات تقع في أراضي ما كان يعرف بألمانيا الشرقية قبل إعادة توحيد البلاد. وتجرى الانتخابات في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل في ساكسونيا وتورينغن، وفي الـ22 سبتمبر في براندنبورغ. وتقع هذه الولايات في شرق ألمانيا.

وحتى قبل إعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم وتوقيف مشتبه فيه سوري الجنسية مساء السبت الماضي كان حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف قد ندد على الفور بهجوم ذي طبيعة إسلامية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكتب الحزب اليميني المتطرف على منصة "إكس"، "كم مرة سنكون بعد ضحايا لـ(الإرهاب الإسلامي) قبل أن يتم تنفيذ برنامج طرد (للأجانب)؟".

ونشر حزب البديل من أجل ألمانيا في ساكسونيا مقطع فيديو قديماً للزعيمة المشاركة في قيادة الحزب أليس فايدل تقول فيه "أصبح عنف المهاجرين ضد الألمان حالة طبيعية جديدة مروعة".

لم يمض على وقوع الهجوم ساعتين مساء الجمعة حتى علق رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا في تورينغن بيورن هوكه (52 سنة) على الهجوم الذي أسفر عن ثلاثة قتلى وثمانية جرحى.

"استغلال" لأهداف انتخابية

وكتب المسؤول المنتخب الذي يمثل الجناح الأكثر تطرفاً في الحزب "حرروا أنفسكم، ضعوا حداً لانحراف التعددية الثقافية القسرية! احموا أطفالكم! (...) الأول من سبتمبر، اختاروا نقطة التحول".

وانتقد يوهانس هيليه المتخصص في الاتصال السياسي الوضع قائلاً "بخلاف التضامن مع الضحايا إنه استغلال للحصول على تقدم انتخابي في نهاية المطاف في تورينغن وساكسونيا".

ويتقدم حزب البديل من أجل ألمانيا في الولايات الثلاث التي ستجري فيها الانتخابات. ويتوقع أن يحل أولاً في تورينغن بينما يتنافس مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ في ساكسونيا.

ولذلك لم يوفر حزب البديل من أجل ألمانيا توجيه الانتقادات خلال عطلة نهاية الأسبوع لليمين الديمقراطي المسيحي الذي يحكم مقاطعة شمال الراين - فيستفاليا الأكبر في البلاد من حيث عدد السكان، والتي تضم مدينة زولينغن.

قواعد الطرد

وتتعرض الحكومة لضغوط منذ أسابيع لاستئناف عمليات طرد مرتكبي الجرائم إلى أفغانستان وسوريا بعدما أعلنت ألمانيا وقفها بسبب الوضع السياسي الداخلي في الدولتين.

 

 

ويؤيد المسؤولون الرئيسون في الحزب الديمقراطي الاشتراكي وفي حزب الخضر تشديد قواعد الطرد منذ وقوع هجوم بسكين نفذه أفغاني يبلغ 25 سنة في مدينة مانهايم (غرب) نهاية مايو (أيار) الماضي.

واستهدف الهجوم تجمعاً معادياً للإسلام وأدى إلى مقتل شرطي وإصابة خمسة أشخاص آخرين.

ارتفاع عدد الجرائم

إلى ذلك يتعرض الائتلاف الذي يتولى السلطة منذ نهاية عام 2021 لانتقادات مستمرة من خصومه بسبب السجل الأمني.

وفي العام الماضي ارتفع عدد الجرائم في ألمانيا، ليبلغ أعلى مستوى له منذ عام 2016، وفقاً لأحدث تقرير فيدرالي عن الجرائم. كما أن الهجمات بالسكاكين، إضافة إلى أنواع أخرى من الهجمات، آخذة في الارتفاع (نحو 14 ألفاً في عام 2023، مقارنة بـ11 ألفاً في عام 2021)، لدرجة أن وزيرة الداخلية قالت إنها تعمل هذا الصيف على قواعد جديدة في شأن حمل السلاح الأبيض في الأماكن العامة، بما يشمل خصوصاً السكاكين الصلبة القابلة للطي، والشيفرات التي يزيد طولها على 6 سنتيمترات.

المزيد من الأخبار