ملخص
قال محللو العملات في بنك "غولدمان ساكس" إن مكاسب الجنيه من المرجح أن تستمر بفضل البيئة المواتية لأسعار الفائدة والنمو الاقتصادي المشجع هذا العام.
يتجه الجنيه الاسترليني ليكون من بين أفضل العملات الرئيسة أداءً في العالم هذا العام، إذ ساعد النمو الاقتصادي القوي في بريطانيا وتغيير الحكومة في "تلاشي الآراء السلبية بصورة مفرطة"، وفقاً لما قالته بنوك الاستثمار الأميركية الرائدة.
ويتوقع محللو استراتيجيات العملات في "بنك أوف أميركا" أن يصل الجنيه إلى أعلى مستوى له منذ أربع سنوات عند 1.41 دولار مقابل الدولار بحلول نهاية العام المقبل، وأن يصل إلى أعلى مستوى له منذ عامين عند 1.35 دولار بحلول نهاية عام 2024.
وارتفع الجنيه بنسبة 3.5 في المئة مقابل الدولار هذا العام، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022 مع مراهنة المتداولين على تخفيضات في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ولكن بوتيرة أكثر تدريجية للتيسير النقدي من قبل بنك إنجلترا. ويبلغ سعر الجنيه حالياً 1.31 دولار وارتفع بنسبة 22 في المئة بعدما وصل إلى مستوى قريب من التكافؤ مع الدولار عند أدنى مستوى له على الإطلاق 1.03 دولار عقب الموازنة المصغرة التي قدمتها ليز تراس في سبتمبر (أيلول) 2022.
وقال محللو العملات في بنك "غولدمان ساكس" إن مكاسب الجنيه من المرجح أن تستمر بفضل البيئة المواتية لأسعار الفائدة والنمو الاقتصادي المشجع هذا العام. وأضافوا أن موازنة حزب العمال في 30 أكتوبر (تشرين الأول) القادم، قد ترفع أيضاً قيمة الأصول البريطانية إذا التزمت الحكومة بـ"الصدقية المالية".
وأشار أحدث الاستطلاعات في القطاع الخاص إلى أن "الزخم القوي للنمو الذي شهده أخيراً يمكن أن يستمر"، وفقاً لما قاله بنك "غولدمان ساكس".
ويجب أن تساعد بيانات النشاط القوية في تلاشي الآراء السلبية بصورة مفرط تجاه بريطانيا وفي النهاية الحفاظ على توقعات بنك إنجلترا على نحو متوافق مع نظيره، مما يعزز الجنيه الاسترليني.
المتداولون يراهنون على التخفيضات
من المتوقع أن تتحول السياسة المالية إلى محور الاهتمام مع اقترابنا من بيان الموازنة في نهاية أكتوبر القادم، لكن إذا تمكنت الحكومة الجديدة من إيجاد المسار الضيق بين تنفيذ الاستثمارات العامة والحفاظ على الصدقية المالية، فقد تواصل الأصول المحلية البريطانية الحصول على دعم قوي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويراهن المتداولون اليوم على تخفيضات في أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي هذا الشهر، بينما من المتوقع أن يبقي بنك إنجلترا سعر الفائدة الأساس من دون تغيير عند خمسة في المئة بعد أن خفضه في أغسطس (آب) الماضي. ويتوقع المستثمرون ثلاثة تخفيضات في الأقل في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وتخفيضين آخرين في منطقة اليورو هذا العام، مقارنة بتخفيض إضافي واحد فقط في بريطانيا قبل نهاية عام 2024.
وتساعد أسعار الفائدة المرتفعة في دعم سعر الصرف، إذ تتيح للمستثمرين الاقتراض بعملة أرخص والاستثمار في عملة أكثر كلفة، مما يحقق لهم الفرق كأرباح.
الاسترليني في طريقه لتحقيق مكاسب
وقال "بنك أوف أميركا" إن الجنيه الاسترليني في طريقه أيضاً لتحقيق مكاسب أمام اليورو بعدما وصل إلى أعلى مستوى له منذ عامين عند 1.18 يورو هذا الشهر، وحثت مؤسسة "غولدمان ساكس" المستثمرين على المراهنة على ارتفاع الجنيه الاسترليني مقابل الفرنك السويسري.
وقال كبير الاقتصاديين الأوروبيين في "نومورا" جورج بوكلي لصحيفة "التايمز" إن اقتصاد بريطانيا لا يواجه مخاوف في شأن سوق العمل مثل الولايات المتحدة أو "النمو الهزيل" في منطقة اليورو، مضيفاً "التباعد بين بريطانيا ونظيراتها في الولايات المتحدة وأوروبا هو موضوع رئيس مع هدوء بنك إنجلترا، وتفوق البيانات، وتوقع الأسواق فجوة متزايدة بين البنك وخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي بحلول نهاية عام 2025".