Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا نعرف عن منظمة الأمهات الداعمات لترمب؟

يأمل المرشح الجمهوري في أن يساعده هذا التحالف المحافظ على استمالة النساء

دونالد ترمب يرقص مع مؤسِسة منظمة "أمهات من أجل الحرية" تيفاني جستس في ختام الجلسة الحوارية (أ ف ب) 

ملخص

استضافت منظمة "أمهات من أجل الحرية" دونالد ترمب لأكثر من ساعة للحديث عن مواقفه المشتركة مع عضوات المجموعة ومنها إلغاء وزارة التعليم ومنع المتحولين من المشاركة في المنافسات الرياضية النسائية، فما هو تاريخ المنظمة ومن يقف وراءها وما أهميتها لحملة المرشح الجمهوري؟

من داخل فندق في العاصمة واشنطن يوم الجمعة الماضي، أنصتت نحو 600 سيدة أميركية إلى صلوات امرأة تطلب الغفران "يا إلهي إن قلوبنا مثقلة بسلاسل الخطيئة، اغفر لحكومتنا عن سياساتها المخالفة لتعاليمك، نحن نتألم لأن أطفالنا يُستغلون في مدارسهم ويتم تلقينهم بالأكاذيب، ونحن نقاتل لتربيتهم بالطريقة الصحيحة ونُضطهد بسبب ذلك، لكننا لن نتوقف".

كانت تلك الصلاة افتتاحية الجلسة الحوارية التي استضافت دونالد ترمب بدعوة من منظمة "أمهات من أجل الحرية"، وهي كيان سياسي أسسته أمهات محافظات قبل ثلاثة أعوام بهدف مكافحة ما يعتبرونه أجندة يسارية ممنهجة في المدارس لغسل أدمغة أطفالهم، عبر شرعنة المثلية والتحريض على التحول الجنسي.

وعلى رغم أن المنظمة غير حزبية ولا تعلن دعمها لأي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية، إلا أنها منحت ترمب أكثر من ساعة للترويج مواقفه المشتركة مع عضوات المجموعة ومنها إلغاء وزارة التعليم، وضرورة حماية الأطفال من مناهج المدارس المسيئة والتي تشمل محتوى جنسياً، إضافة إلى منع المتحولين من المشاركة في المنافسات الرياضية النسائية.

 

وعكست استضافة ترمب في التجمع السنوي للمنظمة نفوذها المتزايد ورغبتها في ألا يقتصر تأثيرها في مستوى الولايات من خلال مجالس التعليم التي تدير المدارس، بل أن يكون لها صوت سياسي على المستوى الوطني.

وفي هذا التقرير نستعرض تاريخ المنظمة ومن يقف وراءها وتوجهاتها، وما أهميتها لدى ترمب.

تاريخ المنظمة

انطلقت "أمهات من أجل الحرية" في يناير (كانون الثاني) 2021 كرد فعل تجاه القيود التي فرضتها المدارس بسبب فيروس كورونا، ومنها الإلزام باللقاحات ولبس الكمامة ووقف التدريس الحضوري، وهي إجراءات ترى المنظمة أن تداعياتها لا تزال تلقي بظلالها على صحة الأطفال. 

وتأسست المنظمة من فلوريدا على يد عضوات سابقات في مجالس التعليم هن تينا ديسكوفيتش وتيفاني جستس وبريدجيت زيغلر، زوجة رئيس الحزب الجمهوري في فلوريدا كريستان زيغلر، وكانت الشرارة الأولى لهذا التحرك خسارة ديسكوفيتش خريف عام 2020 مقعدها في مجلس أحد المدارس لمرشحة داعمة لقانون يلزم بلبس الكمامة في المدارس.  

ومنذ إطلاقها حشدت المنظمة دعم آلاف الأهالي، واستطاع ممثلوها الفوز في انتخابات مجالس التعليم ببعض المدارس والهيمنة عليها، وبحلول يونيو (حزيران) الماضي عززت المنظمة نفوذها في الأوساط الجمهورية السياسية، مدفوعة بانتشارها السريع وتزايد المنتمين لها، إذ بلغ عدد فروعها 245 داخل 45 ولاية، وتجاوز عدد أعضائها الـ 130 ألفاً.

وفي عام 2022 فاز ما يقارب 47 في المئة من المرشحين الذين أيدتهم المنظمة في انتخابات مجالس التعليم، وفقاً لـ "مؤسسة بروكينغز"، ولكن بحلول العام التالي انخفض الرقم إلى 33 في المئة، وهو ما تعتبره المنظمة غير دقيق.

مواقفها

تعتقد مؤسِسات المنظمة وأعضاؤها أن أبناءهم في خطر بسبب تقليص وزارة التعليم حقوق الآباء في الرقابة على أطفالهم والحفاظ على قيمهم الدينية، كما تتخذ المنظمة مواقف حادة من مجالس التعليم وإدارات المدارس ومعلميها، وتتهمهم بالسعي إلى غرس معتقدات "ماركسية" في عقول الطلاب، كما تهاجم المناهج التي تناقش المثلية والتحول الجنسي، وتدعو إلى حظر الكتب التي تحوي قصصاً ومضامين جنسية، وقد دخلت أخيراً معركة قضائية لإجبار مدرسة عامة في نيويورك على إزالة خمسة كتب وصفتها بـ "الفاحشة" من مكتبتها.

وتعارض المنظمة تدريس "نظرية العرق النقدية" التي تعتبر أن العنصرية متأصلة في النظام الأميركي، ففي عام 2021 وجه رئيس فرع المنظمة في مقاطعة بولاية تينيسي رسالة إلى إدارة التعليم أبدى فيها اعتراضه على بعض مناهج المقاطعة، وأنها تنتهك قانون الولاية الذي سُنّ أخيراً ويحظر تدريس الأفكار المتعلقة بـ "نظرية العرق النقدية"، كما قُدمت شكاوى على النصوص المتعلقة بالفصل العنصري واحتجاجات حركة الحقوق المدنية وقياداتها مثل مارتن لوثر كينغ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتُصنف توجهات "أمهات من أجل الحرية" بأنها يمينية محافظة، كما لم تسلم من الجدل على المستوى الوطني، ففي عام 2023 نشر أحد فروعها مقولة أدولف هتلر في النشرة الإخبارية الشهرية: "من يملك الشباب يكسب المستقبل"، قبل أن تصدر المنظمة اعتذاراً رسمياً.

أهميتها للجمهوريين

يعاني الحزب الجمهوري نفور النساء منه، إذ تظهر الإحصاءات ميلهن التاريخي للديمقراطيين، ولذلك يمكن أن تكون منظمات مثل "أمهات من أجل الحرية" طوق نجاة للجمهوريين في مساعيهم إلى كسب النساء في صفهم، خصوصاً أن المهمة باتت أصعب بعد ترشح كامالا هاريس

وفي عام 2021 أشاد رئيس الحزب الجمهوري السابق كريستيان زيغلر بمساعي "أمهات من أجل الحرية" إلى إقناع ناخبين جدد بدعم الحزب، وقال إن المنظمة حققت ما كان يحاول منذ 12 عاماً تحقيقه، وهو جذب الإناث في سن الـ 20 والـ 30 سنة إلى الحزب الجمهوري.

وتفيد تقارير أميركية بأن المنظمة أمضت أعوامها الثلاثة الأولى لتصبح مرادفاً لحركة "حقوق الوالدين" في مجالس المدارس المحلية، لكنها قامت في الآونة الأخيرة بأدوار للتأثير في السياسات على المستوى الوطني، فشاركت كعضو في المجلس الاستشاري لمشروع 2025، واستثمرت أكثر من 3 ملايين دولار في أربع ولايات متأرجحة لبث إعلانات منها ما ينتقد إدارة بايدن في أريزونا وجورجيا وكارولينا الشمالية وويسكنسن.

 

وبالنسبة إلى ترمب فإنه يأمل بأن تساعده المنظمة في الفوز بأصوات نساء الضواحي، اللواتي سعى أخيراً إلى كسبهم إلى صفه عبر تأييد سداد كلف التلقيح الصناعي حتى يتمكن الأميركيون من إنجاب "مزيد من الأطفال".

وعلى رغم أن المنظمة لن تؤيد أحداً من المرشحين إلا أت مؤسستها تيفاني جستس التي أدارت النقاش مع ترمب اختتمت الجلسة بإعلانها تأييدها الشخصي له، ورقصت مع ترمب رقصته الشهيرة على إيقاع الأغنية الحاضرة دوماً في تجمعاته الانتخابية، كما وحذرت مؤسِستا المنظمة في بيان رسمي من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ورفيقها في السباق الرئاسي تيم والز، وكتبن أنهما سيشكلان أكثر "حكومة متطرفة ومعادية للآباء" في تاريخ البلاد.

وفي تجمع المنظمة الأخير برزت لوحة فنية بعيد منطقة التفتيش التي يمر بها المشاركون، وتظهر هاريس راكعة على جثة نسر أصلع ورمز شيوعي على سترتها بينما يقطر فمها دماً، وقد علقت متحدثة باسم المنظمة قائلة إنها "لم تر اللوحة المروعة"، مؤكدة أن اللافتة الرسمية الوحيدة للحدث تضمنت شعار المجموعة.

المزيد من تقارير