حرب القطاع في شهرها الـ12 ولا مؤشرات إلى هدنة

قال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني، إن ضربة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا، اليوم الأحد، قتلت نائب مدير الدفاع المدني في شمال قطاع غزة محمد مرسي، وأربعة من أفراد عائلته.

وقال الدفاع المدني في بيان، إن مقتل مرسي يرفع عدد أفراد الجهاز الذين قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إلى 83 فرداً.

ولم يصدر أي تعليق بعد من إسرائيل في شأن مقتل مرسي.

وذكر سكان أن قوات إسرائيلية فجرت أيضاً منازل عدة في حي الزيتون بمدينة غزة والواقع على بعد خمسة كيلومترات من منطقة جباليا. وقالت فرق طبية إنها لم تتمكن من الاستجابة لنداءات بائسة من بعض السكان الذين قالوا إنهم محاصرون داخل منازلهم وبعضهم مصاب.

وقال أحد سكان مدينة غزة الذي يعيش على بعد نحو كيلومتر واحد من حي الزيتون "طوال الوقت نسمع انفجارات مستمرة في حي الزيتون، نعرف أنهم (الجيش الإسرائيلي) يدمرون البيوت هناك، نحن لا ننام من صوت الانفجارات، صوت الدبابات العالي والزنانات (الطائرات المسيرة) التي لا تتوقف عن التحليق".

وأضاف لـ"رويترز" عبر تطبيق تراسل رافضاً عدم نشر اسمه، "الاحتلال ينفذ إبادة لحي الزيتون، ونحن نخشى على حياة الناس المحاصرة هناك".

وتواصل إسرائيل وحركة "حماس" تبادل الاتهامات حول إفشال جهود الوساطة التي تضطلع بها قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتستعد الولايات المتحدة لتقديم اقتراح جديد، لكن احتمالات إحراز تقدم كبير تبدو ضئيلة في ظل وجود نقاط خلاف كبير بين الجانبين.

وفي الوقت نفسه مددت الأمم المتحدة اليوم الأحد، بالتعاون مع سلطات الصحة المحلية، حملة تطعيم الأطفال في جنوب غزة لمدة يوم واحد قبل أن تنتقل غداً الإثنين إلى شمال القطاع.

وتهدف الحملة إلى تطعيم 640 ألف طفل في غزة بعد ظهور أول حالة شلل أطفال منذ نحو 25 سنة. وسمحت فترات توقف محدودة في القتال للحملة بالاستمرار.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة، إن الحملة تحرز تقدماً، إذ وصلت إلى أكثر من نصف الأطفال المحتاجين للتطعيم في المرحلتين الأولى والثانية في جنوب ووسط قطاع غزة. وستكون هناك حاجة إلى جولة ثانية من التطعيم بعد أربعة أسابيع من الجولة الأولى.

تظاهرات في تل أبيب

فيما دخلت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" شهرها الـ12 من دون مؤشرات إلى تراجع حدة القصف الإسرائيلي أو احتمال التوصل إلى هدنة، تجمع آلاف المتظاهرين مساء أمس السبت، في تل أبيب ومدن أخرى من بينها القدس وحيفا، مطالبين الحكومة بتأمين إطلاق سراح الرهائن.

وقال منظمو الاحتجاجات، إن نحو نصف مليون شخص شارك في تظاهرات تل أبيب. وأشار عدد من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن عشرات الآلاف شاركوا باحتجاجات في حيفا وكفار سابا والقدس، في حين تجمع الآلاف أيضاً في مدن أخرى.

ووفقاً للمنظمين، فإن تظاهرة تل أبيب هي الأكبر من حيث عدد المشاركين على الإطلاق.

متظاهرون خلال احتجاجات تل أبيب في 7 سبتمبر 2024 (رويترز)

واتهم المحتجون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالإصرار على بقاء إسرائيل في محور "فيلادلفي"، الذي يفصل غزة عن مصر، كوسيلة لإحباط صفقة الرهائن، والحفاظ على حكومته اليمينية المتطرفة.

وحملوا لافتات كتبت عليها "أيديكم ملطخة بالدماء" و"من التالي؟" في إشارة إلى مقتل ست رهائن استعادت إسرائيل جثثهم من جنوب قطاع غزة الأحد الماضي.

وشهدت التظاهرات توقيف عدد من المحتجين بعد صدامات مع الشرطة، إضافة إلى قطع طرق رئيسة في تل أبيب.

كوريلا يزور إسرائيل

في الأثناء، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأميركية، سيصل إلى إسرائيل، اليوم الأحد، في ظل المفاوضات الجارية في شأن صفقة تبادل الأسرى.

وسيجتمع كوريلا مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان الجنرال هيرتسي هاليفي ومسؤولين آخرين.

مقترح أكثر تفصيلاً

من جانبه، قال وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي أي" إن مقترحاً أكثر تفصيلاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سيقدم في غضون أيام.

وبيرنز أيضاً هو كبير المفاوضين الأميركيين الذين يسعون إلى إنهاء حرب غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس".

ويعمل بيرنز ممثلاً عن الولايات المتحدة مع قطر ومصر على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وذكر بيرنز أن العمل جار على "نصوص وصياغات مبتكرة" للتوصل إلى مقترح يرضي الطرفين. وأضاف، "سنجعل هذا مقترحاً أكثر تفصيلاً، وآمل أن يكون ذلك في الأيام القليلة المقبلة، ثم سنرى".

وتابع أن المسألة تتعلق بالإرادة السياسية وأنه يأمل أن يدرك زعماء كلا الطرفين أن "الوقت حان أخيراً لاتخاذ بعض الخيارات الصعبة وتقديم بعض التنازلات العسيرة".