ملخص
يسعى نادي مانشستر يونايتد إلى إعادة تنظيم صفوفه أملاً في العودة إلى طريق النجاحات فوق المستطيل الأخضر وكذلك على الصعيد الاقتصادي بعد تحقيق خسائر للعام الخامس على التوالي.
أعلن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم أمس الأربعاء تسجيل زيادة أكبر في الخسائر السنوية الصافية، وهو العام الخامس على التوالي الذي يحقق فيه نادي "أولد ترافورد" خسائر مالية، وذلك بعد موسم متواضع على الصعيد الكروي في (2023 - 2024).
وارتفع صافي خسائر يونايتد إلى 113.2 مليون جنيه إسترليني (148.14 مليون دولار) في العام المنتهي في الـ30 من يونيو (حزيران) الماضي، مقارنة بنحو 28.7 مليون جنيه إسترليني (37.44 مليون دولار) في العام السابق.
وكانت هذه هي المرة الثانية فقط منذ إدراج النادي في بورصة نيويورك، التي تتجاوز فيها الخسارة الصافية السنوية ليونايتد 100 مليون إسترليني (130.44 مليون دولار).
وقال النادي إنه ملتزم بتطبيق قواعد الربح والاستدامة (بي أس آر) في الدوري الإنجليزي الممتاز وبقواعد اللعب المالي النظيف التي أقرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".
وسجل يونايتد خسائر تجاوزت 257 مليون إسترليني (335.23 مليون دولار) خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وما يزيد على 370 مليون إسترليني (482.62 مليون دولار) خلال آخر خمسة أعوام.
وعلى رغم موافقة أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على تجربة نظام مالي جديد بداية من موسم (2025 - 2026)، بوضع حد أقصى للإنفاق ليحل محل نظام الربح والاستدامة (بي أس آر) الحالي الذي يجبر الأندية على الالتزام بحد الخسائر البالغ 105 ملايين جنيه إسترليني (137.78 مليون دولار) على مدار ثلاثة مواسم.
وأدى النظام الحالي للاستدامة إلى معاقبة ناديي إيفرتون ونوتنغهام فورست بخصم النقاط في الموسم الماضي لخرقهما الحد الأقصى للخسائر، وكاد أستون فيلا أن يلحق بهما إذ أعلن "الفيلانس" في المجموعة الأخيرة من الحسابات المالية خسارة بقيمة 119.6 مليون جنيه إسترليني (151.44 مليون دولار)، بعد الضرائب العام الماضي.
وأفلت مانشستر يونايتد نفسه من مقصلة لوائح الدوري الإنجليزي الممتاز بفضل "المخصصات الاستثنائية" حيث ذكر تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن النادي الإنجليزي العملاق استفاد من وجود مخصصين استثنائيين رئيسين، أولهما بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني (50.73 مليون دولار) يتعلق بتأثيرات جائحة فيروس "كوفيد-19" لعام 2022، وهو رقم أعلى بكثير مما تلقته أندية أخرى، والثاني مخصص بقيمة 35 مليون جنيه إسترليني (44.39 مليون دولار) للكلف المرتبطة ببيع الأسهم إلى جيم راتكليف، الذي يعتقد كثير أنه كان ينبغي تغطيته من قبل عائلة غليزر التي كانت المستفيد الأساس من البيع.
ووعد الرئيس التنفيذي المعين حديثاً في مانشستر يونايتد عمر برادة أمس إن النادي يعمل على تحسين الأداء داخل الملعب وخارجه.
وتولى برادة المسؤولية في يوليو (تموز) الماضي بعد انتقاله من مجموعة سيتي لكرة القدم الشركة الأم لنادي مانشستر سيتي.
وشرع مانشستر يونايتد في سلسلة من التغييرات بعدما اشترى الملياردير البريطاني جيم راتكليف حصة بنسبة 25 في المئة من أسهم النادي، وقد اتخذ يونايتد خطوات إيجابية في فترة الانتقالات الصيفية بعد تلك الصفقة.
فقد تقدم يونايتد خطوات سريعة وحاسمة لضم لاعبين جدد، تقل أعمار كثير منهم عن 25 سنة سعياً إلى تحقيق النجاح من خلالهم على المدى القصير وفي المستقبل.
وتبع وصول الشريك الجديد في الملكية جيم راتكليف نشاطاً واسعاً في سوق الانتقالات حيث انضم إلى الفريق الظهير المغربي نصير مزراوي في مقابل 13 مليون جنيه إسترليني (17.05 مليون دولار) وجوشوا زيركزي نظير 36.5 مليون جنيه إسترليني (47.87 مليون دولار) وماتيس دي ليخت في مقابل 42 مليون جنيه إسترليني (55.08 مليون دولار) وليني يورو بمبلغ 52 مليون جنيه إسترليني (68.19 مليون دولار) ولاعب الوسط مانويل أوغارتي نظير 42 مليون جنيه إسترليني (55.08 مليون دولار).
وبالنسبة إلى السنة المالية الجديدة، يتوقع النادي جلب إيرادات تراوح ما بين 650 مليون جنيه إسترليني (847.85 مليون دولار) و670 مليون جنيه إسترليني (873.93 مليون دولار) مع ربح أساس معدل يراوح ما بين 145 مليون جنيه إسترليني (189.14 مليون دولار) و160 مليون جنيه إسترليني (208.70 مليون دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحقق يونايتد إيرادات سنوية قياسية بلغت 661.8 مليون جنيه إسترليني (863.24 مليون دولار) بزيادة مقدارها 2.1 في المئة مقارنة بالعام السابق إذ حصد فريق الرجال فوائد المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا المربحة.
وتعكس توقعات النادي تأثير مبادرات إعادة الهيكلة الأخيرة التي تضمنت خططاً لتقليص 250 وظيفة.
وقال برادة "نعمل على تحقيق استدامة مالية أكبر وإجراء تغييرات على عملياتنا لجعلها أكثر كفاءة لضمان توجيه مواردنا لتعزيز الأداء على أرض الملعب".
وأضاف "هدفنا الواضح هو إعادة النادي إلى قمة كرة القدم الأوروبية".
وعلى رغم تعثر مانشستر يونايتد في بداية الموسم الجديد، إذ تلقى خسارتين خلال أول ثلاث مباريات، لكن برادة والمدير الرياضي دان آشورث حرصا على دعم المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ وقالا إنه يحظى بدعم تام من الإدارة العليا للنادي.
لكن خطة الإدارة الجديدة لمانشستر يونايتد تصطدم مع نظرية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد فريق النصر السعودي في شأن كيفية إعادة ناديه السابق إلى منصات التتويج، إذ يرى أنه لا سبيل أمام مانشستر يونايتد إلا إعادة بناء كل شيء من الصفر إذا كان يرغب في المنافسة على الألقاب الكبرى مرة أخرى.
وفاز المهاجم البرتغالي (39 سنة) بثلاثة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز إضافة إلى لقب في دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية خلال فترته الأولى مع يونايتد بين 2003 و2009 وقال إنه لا يزال يحب النادي الذي احتل المركز الثامن في الدوري الموسم الماضي.
وقال رونالدو، خلال حديثه في بودكاست (ريو فرديناند يقدم) الذي من المقرر أن يبث كاملاً اليوم الخميس، إنه سعيد بالطريقة التي يستثمر بها مسؤولو النادي بقيادة رئيس شركة "إنيوس" جيم راتكليف في البنية التحتية.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن البرتغالي قوله "في رأيي إنهم بحاجة إلى إعادة بناء كل شيء".
"النادي يحتاج إلى الوقت لإعادة البناء لأنه لا يزال أحد أفضل الأندية في العالم لكنه بحاجة إلى التغيير. إنهم يدركون أن هذه هي الطريقة الوحيدة".
"أعتقد أن المستقبل سيكون مشرقاً. أعتقد أنهم لا يعتمدون فقط على المواهب. عليهم أن يعيدوا البناء من الصفر. وإلا فلن يتمكنوا من المنافسة. سيكون الأمر مستحيلاً".
ونصح رونالدو المدرب تن هاغ بالاعتماد على زميله السابق في يونايتد رود فان نيستلروي الذي تم تعيينه مدرباً مساعداً.
وقال "لا يمكنك إعادة بناء نادٍ من دون معرفة. أعتقد أن رود سيساعد لأنه كان داخل النادي. إنه يعرف النادي ويعرف الجماهير. إذا استمع إليه المدرب، أعتقد أنهم يستطيعون تحسين الفريق قليلاً".
ويحل يونايتد، الذي يحتل المركز الـ14 في الدوري، ضيفاً على ساوثامبتون بعد غد السبت.