ملخص
بحسب مسؤول الشرطة "يمكن لـ ’الذكاء الاصطناعي‘ صياغة بيان، أو إجراء تقييم للأخطار، أو استكمال تقرير عن جريمة، أو إعداد وثيقة تسليم بين الأفراد التي تتطلب بعد ذلك تحققاً بشرياً لضمان الدقة"
دعا مسؤول بارز في الشرطة البريطانية إلى إجراء دمج سريع لـ "الذكاء الاصطناعي" AI في عمل أجهزة إنفاذ القانون، لتخفيف الأعباء الإدارية عن كاهل عناصر الشرطة، وتسهيل إعداد الملفات القانونية، مشبهاً الوتيرة المطلوبة لهذا الإجراء "بحقن الهيروين في شرايين الجسم".
آندي مارش الذي يترأس "كلية الشرطة" College of Policing (وهي هيئة مهنية للشرطة في إنجلترا وويلز تُعنى بوضع معايير تدريب أجهزة الشرطة وتطويرها)، أعرب عن أمله في أن تحدث التكنولوجيا ثورةً في إعداد الوثائق القانونية للملاحقات القضائية، واعداً بأن تصبح هذه المسألة بعد سنتين فقط "مشكلةً من الماضي".
وأشار مارش خلال إحدى ندوات النقاش في مؤتمر "جمعية رؤساء الشرطة" Police Superintendents’ Association (وهي هيئة تمثل كبار ضباط الشرطة في المملكة المتحدة وتدافع عن قضاياهم) إلى أن "الذكاء الاصطناعي" يُجرى اختباره في هذه المرحلة لتبسيط الأعمال الورقية للأجهزة من خلال "الأتمتة الفعالة".
وحض وكالات إنفاذ القانون على تبني هذه التكنولوجيا بسرعة، لتخفيف أعباء إعداد البيانات والتقارير عن الجرائم وملفات الادعاء.
مارش - الذي تولى سابقاً منصب رئيس "شرطة إيفون أند سامرست" (جهاز إنفاذ القانون في 5 مناطق في جنوب غربي إنجلترا) - وصف ملفات القضايا بأنها "إحدى أكثر المهمات بيروقراطيةً وإزعاجاً لفرق الشرطة، والتي غالباً ما تكون مليئةً بالأخطاء والانتكاسات.
ورأى أن التكنولوجيا القادرة على أتمتة هذه العملية بفاعلية، هي موجودة بالفعل، قائلاً: "لقد تأكدتُ منها بنفسي، ويُجرى اختبارها في الوقت الراهن".
ولفت إلى أنه "من خلال التفاعل الصحيح، يمكن لـ ’الذكاء الاصطناعي‘ صياغة بيان، أو إجراء تقييم للأخطار، أو استكمال تقرير عن جريمة، أو إعداد وثيقة تسليم بين الأفراد (تشمل جميع المعلومات المتعلقة بقضية ما) التي تتطلب بعد ذلك تحققاً بشرياً لضمان الدقة".
وأضاف قائلاً: "ستكون التكنولوجيا قادرةً على معالجة جميع البيانات الرقمية والمكتوبة، وإنشاء ملف مقاضاة. إن الهدف الذي أسعى إليه خلال السنتين المقبلتين، هو جعل التحديات المرتبطة بملفات الادعاء مشكلةً من الماضي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشدد المسؤول البارز في الشرطة البريطانية على الحاجة الملحة لدمج هذه التطورات التكنولوجية في عمل قوى إنفاذ القانون. وأضاف: "لكننا لن نتمكن من تحقيق هذا التحول السريع أو الاستفادة من الزخم الراهن، من دون وجود مركزٍ لديه الموارد اللازمة لدفع التغييرات إلى الأمام".
ووصف هذه الابتكارات بأنها "ثورية، ومن شأنها أن تغير وجه العالم على مستوى عمل الشرطة، لكن يجب تبنيها بسرعة - كما حقن الهيروين في الشرايين - وبوتيرةٍ أكبر مما قمنا به في الماضي".
تأتي تصريحات آندي مارش في الوقت الذي من المتوقع أن ينتقد فيه نيك سمارت رئيس "جمعية رؤساء الشرطة"، مسألة النقص المستمر في تمويل قوى إنفاذ القانون، وذلك في كلمةٍ يلقيها اليوم أمام المؤتمر السنوي لقادة أجهزة الشرطة.
ومن المتوقع أن يطرح سمارت تساؤلاً أمام وزيرة الدولة البريطانية لشؤون الشرطة ديانا جونسون عن السبب في عدم إيلاء قوى الشرطة الاهتمام اللازم، واعتبار أنها "تحصيلٌ حاصل"، ويتساءل عن مدى الأهمية الممنوحة للأجهزة الأمنية في أولويات الحكومة البريطانية على المستوى الوطني.
© The Independent