التخبط الإداري يمنع ليفربول من تكوين الفريق الأفضل في العالم

كان نادي ليفربول الإنجليزي على مقدرة خلال السنوات الماضية، لتكوين فريق أقوى مما هو عليه في الوقت الحالي، على رغم وجوده ضمن الأفضل في العالم ومنافسته على البطولات بكل قوة سواء على المستوى المحلي أو قارياً في دوري أبطال أوروبا.

وتولى المدير الفني السابق للفريق يورغن كلوب، المسؤولية في ما يخص كرة القدم بصورة كاملة، مما اضطر النادي إلى اعتبار أن قرارات منصب المدير الرياضي لن تكون نافذة سوى بموافقة المدرب الألماني واقتناعه كاملة بها، وهو ما صنع تخبطاً داخل أروقة "الريدز" خلال السنوات الأخيرة قبل رحيل كلوب أخيراً.

التخبط الإداري خلال الفترة الأخيرة مع كلوب، أضاع على ليفربول أكثر من صفقة مميزة، كانت ستجعل الفريق أقوى بصورة غير طبيعية، وكانت ستضع تشكيلته آنذاك ضمن الأفضل في العالم، ولكن رحيل مايكل إدواردز من منصب المدير الرياضي عام 2022 أثار ضجة داخل النادي.

وتولى بعد مايكل إدواردز، جوليان وارد قبل أن يرحل أيضاً بنهاية موسم 2022 – 2023، ليتولى المنصب بعد ذلك الألماني جورج ستشمادتك، ولكن لم تكن معه الصلاحيات القوية التي تسهم في تدعيم الفريق بقوة، على سبيل المثال لم يكن من صلاحياته تجديد عقود اللاعبين، وهو ما أفقد فرصة الحفاظ على الاستقرار وزيادة الارتباك داخلياً. ومن الصفقات التي ضاعت من النادي الإنجليزي جود بيلينغهام الذي أصبح واحداً من أبرز اللاعبين بالوقت الحالي رفقة ريال مدريد الإسباني.

وكان ليفربول متابعاً ومنافساً قوياً لريال مدريد في صفقة بيلينغهام، إلا أن النادي الإنجليزي قرر آنذاك الانسحاب بسبب التكلفة المالية التي كانت ستأتي عكس ما يضعه النادي من إمكانات لإصلاح الفريق وبناء جيل قوي.

وكان انتقل بيلينغهام إلى ريال مدريد خلال فترة الانتقالات الصيفية في موسم 2023 – 2024، وأسهم في حصول فريقه على دوري أبطال أوروبا في النسخة الماضية، بجانب حصده الدوري الإسباني وكأس السوبر الأوروبي وكأس السوبر المحلي.

وفقد ليفربول أيضاً خلال المواسم الأخيرة صفقة أخرى كبرى بعد منافسه من مواطنه تشيلسي وهو ضم لاعب الوسط كايسيدو، وذلك بسبب المقابل المادي أيضاً، وهو ما يعد فشلاً لإدارة النادي الإنجليزي في حسم الصفقة.

وقال كلوب آنذاك في تصريحات صحافية عن فشل الصفقة "بعض الأندية لديها طريقة مختلفة في التعامل مع ملف الصفقات، والمال اللانهائي يسبب مشكلة، والأمر أصبح أكثر صعوبة".

وأوضح في هذا الأمر، أن غياب المدير الرياضي الأنجح للنادي الإنجليزي خلال السنوات الماضية، مايكل إدواردز، ترك تأثيراً سلباً على ملف التعاقدات، إذ كان الفريق الحالي بتواجد بيلينغهام وكايسيدو وبقاء فيرمينو وساديو ماني من دون رحيلهما إلى الدوري السعودي للمحترفين، كان سيصبح ليفربول من أقوى فرق العالم.

وما زاد الارتباك الإداري داخل النادي الإنجليزي، هو عرضه للبيع بالفعل خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، وذلك بقرار من مجموعة فينواي الرياضية المالكة لليفربول، ولكن تم التراجع عن هذا القرار بعدها بثلاثة أشهر، وبعدها رحيل المدرب الألماني، فتوالي الصدمات جعل النادي أولوياته بعيدة من الحفاظ على اللاعبين للبحث عن الاستقرار الإداري أولاً.

وبعد رحيل كلوب عن الفريق، قامت الإدارة باستعادة خدمات إدواردز مرة أخرى ولكن في منصب مدير العمليات، وذلك من أجل الاستقرار الإداري ووضع تخطيط إعادة بناء الفريق والحفاظ على الإرث الذي تركه الألماني من لاعبين شباب يعدوا ذخيرة لمستقبل "الريدز"، ولاعبون خبرة ضمن الأفضل في العالم على رأسهم محمد صلاح وألكسندر أرنولد وفيرجيل فان دايك وغيرهم من العناصر الأساسية للفريق بالوقت الحالي.

وسيكون أمام إدواردز مهمة كبيرة للحفاظ على بعض اللاعبين ذو الخبرة في صفوف ليفربول، على رأسهم محمد صلاح الذي ينتهي عقده خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، إذ يعد أبرز عنصر مهدد النادي بفقدانه بعد رغبة قوية من الدوري السعودي للمحترفين لضمه.

وفي الموسم الماضي تمكن صلاح في المساهمة بـ39 هدفاً مع ليفربول في جميع البطولات بعد تسجيله 25 هدفاً وصناعة 14 أخرى، بينما الموسم الحالي بعد لعب ست مباريات أسهم في سبعة أهداف بتسجيل ثلاثة وصناعة أربعة أخرى.

وقد تكون أكبر خسارة لليفربول إذا حدثت، رحيل الظهير الأيمن أرنولد، الذي ينتهي عقده بنهاية الموسم الحالي، إذ يضعه أكثر من نادٍ أوروبي على رأس أولوياتها لضمه خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.

ويعد ريال مدريد الإسباني من أبرز الأندية التي تحتاج لضم أرنولد لتدعيم الجبهة اليمنى، مع وجود تقارير تتحدث عن رغبة النادي الإسباني في ضمه مستغلاً انتهاء عقده والتعاقد معه في صفقة انتقال حر.

وقد يفقد ليفربول لاعبين آخرين بخلاف محمد صلاح وأرنولد، فالثنائي فان دايك وحارس المرمى أليسون ينتهي عقدهما أيضاً في الصيف المقبل، وهو ما يثير الذعر في صفوف الفريق الإنجليزي، في ظل رغبة المدير الفني الجديد الهولندي آرني سلوت في الحفاظ على قوام الفريق من أجل استعادة المنافسة على جميع البطولات في المواسم المقبلة.

ويشارك ليفربول في دوري أبطال أوروبا بنظامه الجديد، إذ حقق الفوز على نظيره أيه سي ميلان الإيطالي في الجولة الأولى من مرحلة الدوري بنتيجة (3-1) في اللقاء الذي أقيم على ملعب "سان سيرو" في إيطاليا.