Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البرهان: أدعم جهود إنهاء "احتلال الدعم السريع" للسودان

الجيش يبدأ معركة استرداد الخرطوم جواً وبراً والأمم المتحدة تحذر من "عنف عرقي" في الفاشر

نازحون سودانيون يقفون طوابير للحصول على المياه في مخيم بمدينة القضارف شرق البلاد (أ ف ب)

ملخص

الولايات المتحدة تعلن مساعدة إنسانية جديدة للسودان بقيمة 424 مليون دولار

قال قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم الخميس إنه يؤيد الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب المدمرة في بلده ما دامت ستنهي "احتلال" قوات "الدعم السريع" لأراض في السودان.

وأضاف البرهان في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن "دولاً في المنطقة تقدم التمويل والأسلحة والمرتزقة لقوات الدعم السريع"، من دون تسمية أي منها

بدوره، قال قائد قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو، اليوم الخميس، إن قواته تظل مستعدة لتنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد في حربها ضد الجيش السوداني، وكذلك السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية.

جاءت تصريحات دقلو، المعروف باسم حميدتي، في رسالة مسجلة موجهة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة عقب كلمة لقائد الجيش السوداني.

غارات جوية

ونفذ الجيش السوداني غارات جوية وقصفاً مدفعياً اليوم الخميس في الخرطوم، تزامناً مع خوضه قتالاً شرساً ضد قوات "الدعم السريع" في العاصمة، بحسب ما أفاد مصدر عسكري وشهود.

وقال سكان إن المواجهات بدأت فجراً، في ما يبدو أنه أول هجوم كبير للجيش منذ أشهر لاستعادة أجزاء من العاصمة تسيطر عليها قوات "الدعم".

وتأتي الاشتباكات المتجددة في وقت يحتل ملف النزاع المتواصل في السودان منذ أبريل (نيسان) 2023، مرتبة متقدمة على جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وأزمة اللاجئين والخشية من أعمال عنف عرقية.

وقال المصدر العسكري الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "قواتنا تخوض قتالاً شرساً مع الميليشيات المتمردة داخل الخرطوم".

معارك فوق الجسور

وأشار إلى أن قوات الجيش تمكنت من عبور ثلاثة جسور رئيسة فوق نهر النيل الذي يفصل بين أجزاء العاصمة الخاضعة لسيطرة الجيش، وتلك الخاضعة لسيطرة قوات "الدعم السريع".

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات "الدعم السريع" بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وخلال آخر هجوم كبير في فبراير (شباط) الماضي، استعاد الجيش معظم مدينة أم درمان الواقعة على الضفة المقابلة للخرطوم، وجزءاً من الخرطوم الكبرى.

وأفاد كثير من سكان أم درمان بوقوع "قصف مدفعي مكثف" بدأ في وقت مبكر من اليوم، إذ إن القنابل سقطت على المباني السكنية بينما حلقت الطائرات الحربية العسكرية في سماء المنطقة.

وقال أحد سكان أم درمان، "منذ ساعات الفجر الأولى قصف مدفعي عنيف متبادل، وأسمع طيران الجيش يحلق بكثرة".

وفي الخرطوم بحري شمال العاصمة، أفاد شهود عن "قصف مكثف بالمدفعية والطيران"، متحدثين عن سماع "أصوات انفجارات ضخمة".

واتهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية والنهب وقطع المساعدات الإنسانية الحيوية.

وفي سبتمبر (أيلول) الجاري، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد القتلى لا يقل عن 20 ألف شخص منذ بداية الصراع، لكن بعض التقديرات تصل إلى 150 ألف ضحية، وفقاً للمبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو.

كما نزح أكثر من 10 ملايين شخص، أي نحو 20 في المئة من السكان، بسبب القتال أو أجبروا على اللجوء إلى دول مجاورة، وأدى النزاع إلى أزمة إنسانية هي من الأسوأ في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان خلال لقاء بينهما أمس الأربعاء، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن "قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان"، مندداً بـ"تداعياته المدمرة على المدنيين السودانيين وأخطار تمدده إقليمياً"، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان.

كذلك بحث المسؤولان "الحاجة إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم"، والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين من دون عوائق.

وحذّر تقرير لهيئة مدعومة من الأمم المتحدة من خطر تفشي المجاعة على نطاق واسع في السودان على نحو لم يشهده أي مكان في العالم منذ عقود.

وتم الإعلان عن المجاعة في مخيم "زمزم" للاجئين في دارفور قرب مدينة الفاشر، حيث أطلقت قوات "الدعم السريع" هجوماً نهاية الأسبوع الماضي بعد حصار دام أشهراً.

والفاشر واحدة من خمس عواصم ولايات في إقليم دارفور (غرب)، وهي الوحيدة التي لم تسقط في أيدي قوات "الدعم السريع" التي تخوض معارك ضد القوات المسلحة السودانية منذ أبريل 2023.

الأمم المتحدة تحذر

وحذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم من القتال العنيف للسيطرة على مدينة الفاشر، محذراً من أعمال عنف بدوافع عرقية إذا سقطت في أيدي قوات "الدعم".

وقال تورك في بيان، "على القتال أن يتوقف فوراً. كفى يعني كفى"، مضيفاً أنه "بناء على تجربة الماضي المريرة، إذا سقطت الفاشر، فهناك خطر كبير بوقوع انتهاكات بدوافع عرقية، بما في ذلك عمليات إعدام بإجراءات موجزة وعنف جنسي من قبل قوات ’الدعم‘ والميليشيات المتحالفة معها".

وأعرب تحديداً عن قلقه في شأن مصير سكان مخيمي "أبو شوك" و"زمزم" للنازحين، قائلاً إن "الأشخاص في هذين المخيمين يواجهون خطر التعرض لهجمات انتقامية بناء على هوياتهم القبلية، سواء الحقيقية أو المفترضة، على اعتبار أنهم يتحدرون من المجتمعات ذاتها التي يتحدر منها قادة الحركات المسلحة الموالية للقوات المسلحة السودانية".

وأشار البيان إلى أن الأمم المتحدة وثقت "أنماطاً مروعة من الانتهاكات ذات الدوافع العرقية، خصوصاً ضد قبيلة المساليت" بعدما سيطرت قوات "الدعم السريع" على الجنينة وأردمتا في ولاية غرب دارفور العام الماضي.

وعانت دارفور، وهي منطقة بمساحة فرنسا يقطنها نحو ربع سكان السودان، من أعوام من أعمال العنف العرقية التي ارتكبتها ميليشيات "الجنجويد" التي شكلت لاحقاً نواة قوات "الدعم السريع".

وأطلقت قوات "الدعم" هجوماً نهاية الأسبوع الماضي، في الفاشر التي تعد نحو مليوني نسمة، بعد حصار دام أشهراً.

وفي ظل تصاعد حدة المعارك للسيطرة على الفاشر، قال تورك إن مكتبه سجل "ازدياد حالات مقتل مدنيين نتيجة القصف والضربات الجوية من الجانبين".

وأفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أيضاً بأنه وثق عمليات إعدام بإجراءات موجزة وأعمال عنف على أساس النوع الجنسي وبلاغات عن عمليات خطف طاولت خمس نساء في الأقل وعدداً من الشبان في الفاشر.

وحض تورك "المجتمع الدولي، بما في ذلك عبر مجلس الأمن، على القيام بالتحرك اللازم والفاعل لحماية المدنيين في السودان، لا سيما تلك المجموعات المعرضة خصوصاً لخطر العنف المستهدف، ولضمان احترام جميع الأطراف القانون الدولي".

وقالت القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة جويس مسويا إن "الشعب في السودان عاش الجحيم مدى 17 شهراً والمعاناة في تزايد"، معلنة تخصيص 25 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة للطوارئ من أجل مكافحة المجاعة في هذا البلد.

يخوض الجيش السوداني "قتالاً شرساً" مع قوات "الدعم السريع"، "داخل الخرطوم" اليوم الخميس، وفق ما أفاد مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية، بينما تحدث شهود عيان عن غارات جوية وقصف في أنحاء العاصمة.

وقال المصدر العسكري الذي طلب عدم الكشف عن هويته "قواتنا تخوض قتالاً شرساً مع الميليشيات المتمردة داخل الخرطوم"، مشيراً إلى أن الجيش عبر جسرين رئيسين فوق نهر النيل الفاصل بين أجزاء العاصمة الخاضعة لسيطرة الجيش وتلك الخاضعة لسيطرة قوات "الدعم السريع". وأفاد السكان بأن المواجهات بدأت فجراً.

وقال شهود ومصادر عسكرية إن الجيش السوداني شن قصفاً مدفعياً وجوياً في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الخميس في أكبر عملية له لاستعادة الأراضي هناك منذ بداية الحرب المستمرة منذ 17 شهراً بينه وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية.

وجاء هجوم القوات المسلحة التي فقدت السيطرة على معظم أنحاء العاصمة في بداية الصراع، قبل كلمة من المقرر أن يلقيها قائدها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال وقت لاحق من اليوم.

وقال شهود إن قصفاً عنيفاً واشتباكات اندلعت عندما حاولت قوات من الجيش عبور جسور فوق النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، وهي الخرطوم وأم درمان وبحري. وأفاد العديد من سكان أم درمان بوقوع "قصف مدفعي مكثف" بدأ في وقت مبكر من الخميس، حيث سقطت القنابل على المباني السكنية بينما حلقت الطائرات الحربية العسكرية في سماء المنطقة.

واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان خلال وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات "الدعم السريع" من أجزاء أخرى من العاصمة.

وواصلت قوات "الدعم السريع" أيضاً إحراز تقدم في أجزاء أخرى من السودان خلال الأشهر القليلة الماضية، في صراع تسبب في أزمة إنسانية واسعة النطاق ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص ودفع مناطق من البلاد إلى الجوع الشديد أو المجاعة.

وتعثرت جهود دبلوماسية تبذلها الولايات المتحدة وقوى أخرى مع رفض الجيش حضور محادثات كانت مقررة الشهر الماضي في سويسرا.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان عن قلقه إزاء "تصعيد" النزاع في السودان، وذلك لدى لقاء جمعهما على هامش انعقاد الجمعية العامة في نيويورك.

والسودان من بين الملفات التي تتصدر جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، إذ يهيمن تردي الأوضاع الإنسانية وأزمة اللاجئين على المناقشات المتصلة بالحرب التي اندلعت في البلاد في أبريل (نيسان) من العام الماضي.

وانزلق السودان إلى حرب مدمرة العام الماضي بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

150 ألف قتيل

وقالت منظمة الصحة العالمية هذا الشهر إن عدد القتلى في السودان بلغ 20 ألف شخص في الأقل، لكن بعض التقديرات تشير إلى حصيلة أعلى من ذلك بكثير. وقال المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو إن عدد القتلى ربما وصل إلى 150 ألف شخص.

وقالت جويس مسويا القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إن "الشعب في السودان عاش الجحيم مدى 17 شهراً، والمعاناة لا تنفك تزداد".

وحذر تقرير لهيئة مدعومة من الأمم المتحدة من خطر تفشي المجاعة على نطاق واسع في السودان على نحو لم يشهده أي مكان في العالم منذ عقود.

وجاء في بيان للأمم المتحدة عن اللقاء بين غوتيريش والبرهان أن "الأمين العام أعرب عن قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان"، مندداً بـ"تداعياته المدمرة على المدنيين السودانيين وأخطار تمدده إقليمياً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في وقت سابق الأربعاء عن مساعدة جديدة بقيمة 424 مليون دولار إلى السودانيين خلال اجتماع رفيع المستوى في الأمم المتحدة في شأن الحرب الدامية المستمرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع".

وقالت البعثة الأميركية إلى الأمم المتحدة إن المساعدات تشمل 175 مليون دولار ستشتري بها واشنطن فوائض غذاء من مزارعيها لمصلحة النازحين في السودان ودول الجوار، بعد أن حذر تقييم مدعوم من الأمم المتحدة من خطر مجاعة واسعة النطاق.

"كارثة ذات أبعاد هائلة"

في كلمتها خلال الاجتماع، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس- غرينفيلد إن العالم يجب أن يكثف جهوده "بشكل كبير"، معربة عن أسفها لتجاهل كثيرين "كارثة ذات أبعاد هائلة".

وأضافت توماس- غرينفيلد "بينما نجلس هنا اليوم يواجه أكثر من 25 مليون سوداني الجوع الحاد. وكثيرون منهم يعانون المجاعة، وبعضهم يضطر إلى أكل أوراق الشجر والتراب لتفادي نوبات الجوع، ولكن ليس الموت جوعاً".

وجاءت تصريحات السفيرة غداة تشديد الرئيس الأميركي جو بايدن على وجوب أن يوقف العالم تسليح طرفي النزاع في السودان.

وشددت توماس- غرينفيلد على أن "هذه الكارثة الإنسانية هي من صنع الإنسان، ناجمة عن حرب لا معنى لها أدت إلى عنف لا يوصف وعن الحرمان القاسي لضحاياها من الغذاء والماء والدواء".

ووجهت نداء جديداً للسماح بدخول المساعدات إلى مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات "الدعم السريع" في إطار سعيها للسيطرة كلياً على ولاية غرب دارفور.

وقالت توماس غرينفيلد "يتعين علينا إرغام الطرفين المتحاربين على قبول هدن إنسانية في الفاشر والخرطوم وغيرهما من المناطق المعرضة للخطر الشديد".

وحذر المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الأربعاء من أن الأوضاع مروعة في السودان. وقال "إذا لم يمت الناس بالرصاص، فإنهم يتضورون جوعاً حتى الموت، وإذا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، يواجهون المرض أو الفيضانات أو التهديد بالعنف الجنسي وغيره من الانتهاكات المروعة، والتي إذا ارتكبت في أماكن أخرى ستتصدر عناوين الصحف اليومية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات