Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ستسمح للذكاء الاصطناعي باختيار ملابسك؟

10 أمور سيغيرها الذكاء الاصطناعي قريباً في حياتنا اليومية

الذكاء الاصطناعي سيزيد من تسارع التكنولوجيا أربع مرات ( موقع جامعة التكنولوجيا في سيدني )

ملخص

الذكاء الاصطناعي على وشك إحداث ثورة في حياتنا اليومية من خلال استبدال عدد من الأنشطة اليومية مثل اختيار الملابس وتحضير الطعام ومراقبة صحة الأطفال وغيرها، لتقوم بها التطبيقات الذكية بصورة تلقائية. فكما اختفت من حياتنا اليومية الهواتف والقنوات الأرضية والخرائط الورقية والكاميرات التقليدية، سنجد عدداً من الأمور ستختفي من حياتنا اليوم بسبب الذكاء الاصطناعي، وعلى رغم الفوائد الواضحة، هناك تدابير احترازية وإستراتيجية لاستخدام هذه الأنظمة بذكاء وتوازن بين التعامل البشري وتدخل التكنولوجيا.

تذكر كاتي وود من آرك للاستثمار أن الذكاء الاصطناعي سيزيد من تسارع التكنولوجيا أربع مرات. وفي عالم يتسارع فيه تطور التكنولوجيا ظهرت عادات واختفت أخرى من حياتنا اليومية،  يبدو أن الذكاء الاصطناعي لن يقف عند حدود الابتكار، بل يسعى إلى الدخول في تفاصيل حياتنا اليومية بصورة غير مسبوقة، وسيصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فعشرات الأعمال التي نقوم بها يومياً ستنجزها لك منتجات وخدمات تعمل بالذكاء الاصطناعي بأقل مجهود في  المستقبل القريب. فكما أصبح استخدام الهاتف الأرضي نادراً، ومشاهدة القنوات الأرضية في التلفزيون، واختفت تقريباً عادة استخدام الخرائط الورقية، والكاميرات التقليدية أصبحت من المقتنيات التراثية، سنجد عدداً من الأمور ستختفي من حياتنا اليوم بسبب الذكاء الاصطناعي.

 تنسيق الملابس والإكسسوارات والمكياج

تنظيم خزانة الملابس واختيار الإطلالات اليومية يُعتبر جزءاً من الروتين اليومي، واختيار النظارات أو المكياج يعتمد على التجربة الشخصية في المتاجر واستشارة المختصين.إلا أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بتنظيم خزانة ملابسك وتقديم اقتراحات بناءً على الموضة والطقس أو المناسبة أو الحالة النفسية أو الضيوف، كما يمكن استخدام الكاميرات لتجربة الإكسسوارات افتراضياً وستحلل تطبيقات الذكاء الاصطناعي شكل الوجه لتقديم توصيات للنظارات أو منتجات التجميل التي تتناسب مع ملابسك.وبعد ذلك ستقف أمام المرآة الذكية ذات الكاميرا وكأنها المرآة السحرية لتسألها  "من سيكون الأكثر جاذبية اليوم؟" وسيقوم الذكاء الاصطناعي بمقارنتك مع أصدقائك من الصور المتاحة لديه حسب معايير الموضة والجاذبية والرد عليك.هناك من يرون أن ذلك تدخل في الخصوصية وسلب للمتعة الشخصية فاختيار ملابس لمناسبة قد يبدأ بأسابيع قبلها ويشغل تفكيرنا على مدى أيام ويعطي إحساساً من القلق الممزوج بالمتعة وفي النهاية يتحقق شعور فريد و إحساس بالإبداع والحرية للتعبير عن النفس.  فهل ستسمح للذكاء الاصطناعي باختيار ملابسك؟

تحضير الطعام والقهوة الذكي

"صباح الخير هل تريد أن أحضر لك مشروب القهوة المفضل لك؟"

"أما قائمة الطعام المقترحة اليوم فهي .... ".

"هل يناسبك ذلك أو تفضل شيئاً آخر؟"

حالياً تحضير القهوة أو إعداد وصفة مفضلة يتطلب منا اتباع خطوات معينة وقياس المكونات بعناية، مع الذكاء الاصطناعي ستتمكن آلات القهوة الذكية من تحضير مشروبك المثالي بناءً على تفضيلاتك الشخصية دون تدخل منك.وحالياً قد تقضي ربة المنزل كثيراً من الوقت في البحث عن الوصفات وإعداد الطعام وتحضير وجبة لأفراد الأسرة وقد تعاني معرفة تفضيلاتهم الغذائية وابتكار وصفات تتناسب مع أذواقهم التي تتغير مع الوقت.

فيما سيقوم الذكاء الاصطناعي بتحديد المتوفر من المواد الغذائية في المنزل والقيام بطلب ما ينقص لتحضير الوصفات المقترحة من المتاجر الإلكترونية. وبرمجة الأفران وأجهزة تحضير الطعام الذكية لإعداد هذه الوجبات. ومع الوقت سيتعلم الذكاء الاصطناعي رغباتك وتفضيلاتك من الأطعمة وإذا ما كانت لديك أهداف مثل التقيد بموازنة محددة للطعام أو إنقاص الوزن. ومع الذكاء الاصطناعي ستقوم التطبيقات بتحليل أذواق أفراد الأسرة وتقديم اقتراحات لوجبات تناسب حاجاتهم وتفضيلاتهم الغذائية.

وسيكون ذلك مفيداً جداً للأشخاص الذين يعانون حساسية من بعض الأطعمة أو قيد لتجنب البعض الآخر للوضع الصحي للمرضى مثل مرضى السكر والضغط والقلب. إذ يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل تقاريرك الطبية وفحص محتويات الثلاجة ومكونات كافة الأطعمة المتوفرة في المنزل التي يتم طلبها للتأكد من عدم احتوائها مسببات الحسايبة أو الأطعمة الممنوعة عليك وكذلك لبقية أفراد المنزل.إذ أشارت دراسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحسين خصخصة الوصفات لحاجات صحية محددة بنسبة تصل إلى 30 في المئة مقارنة بالطرق التقليدية.     

 

مراقبة صحة الأطفال والراحة

تتطلب متابعة صحة الأطفال أو توفير بيئة نوم مريحة وجود الأم المستمر ومتابعة أنشطة الطفل يدوياً والكثير من القلق والتوتر. بإدخال الذكاء الاصطناعي ستقوم الكاميرات الذكية بمراقبة نوم الطفل وتحليل أنماطه، مع تقديم تنبيهات فورية عند حدوث أي نشاط غير طبيعي، مما يوفر للأمهات مزيداً من الراحة والطمأنينة. وسيصبح سفر الأم  وابتعادها عن أطفالها تجربة أكثر طمأنينة وأقل توتراً ومعاناة.وإذا لاحظ الذكاء الاصطناعي أن أحد أفراد المنزل يعاني مرضاً معدياً، يمكنه تلقائياً فرض قيود على دخول مناطق معينة لتجنب انتشار العدوى داخل المنزل، يتم حصر هذا الشخص في غرفته وتقييد دخول الآخرين إليه.

مفاتيح الأبواب ستكون شيئاً من الماضي

ستستبدل بالمفاتيح الذكية التي ممكن أن تكون ساعة أو جهاز موبايل أو بصمة شخصية لتحديد من يدخل الغرف أو يفتح الأبواب. إذ يمكن للمنزل أن يتعرف إلى الأفراد المقيمين ويسمح لهم بالدخول تلقائياً إلى غرفهم أو الأماكن المحددة وتعديل الإضاءة والتكييف تلقائياً. ويمكن للضيوف الحصول على رموز موقتة لدخول المنزل أو الغرف وتقديم إعدادات دخول موقتة وتوفير التسلية لهم في حال عدم وجودك حسب تفضيلاته.

وقد تنشأ عادات اجتماعية وتربوية جديدة قد تغير من أساليب الحياة اليومية مثل القدرة على خصخصة الوصول إلى الغرف أو المساحات المختلفة بناءً على أداء أو سلوكيات معينة مثل خصخصة غرف المكافآت التي يتم فتحها تلقائياً للأطفال الذين ينهون واجباتهم المنزلية أو إكمال المهمات اليومية. كما يمكن  خصخصة غرف الأنشطة المحددة بوقت لتنظيم أوقات اللعب أو استخدام الأجهزة الترفيهية، وتُغلق غرف الدراسة تلقائياً في أوقات الراحة أو النوم لتجنب الإزعاج وتعزيز التركيز.

إدارة المنزل الذكي

عادة ما نقضي ساعات طويلة في الأعمال المنزلية مثل التنظيف وغسل الملابس أو الاعتناء بالحديقة. إذ يتطلب التنظيف اختيار الأدوات والمواد المناسبة.  بينما يحتاج غسل الملابس إلى ضبط الغسالة يدوياً بناء على نوع القماش والكمية.أما مع الذكاء الاصطناعي سيمكن للغسالات الذكية التعرف إلى لون الملابس المراد غسلها ونوعها وتحديد نوع القماش وكمية الملابس ومن ثم وضع مواد التنظيف وضبط وتشغيل دورة الغسيل المثالية تلقائياً.وبالنسبة إلى تنظيف المنزل، ستقوم  تطبيقات الذكاء الاصطناعي باقتراح الأدوات والمواد المناسبة حسب أثاث بيتك وتطلبها لك. وإذا ما أردت الاستفادة من الأجهزة الذكية للتنظيف فسيمكن للمكنسة الكهربائية أن تعمل تلقائياً وفي أوقات لا يكون أحد من المنزل نائماً أو منهمكاً في نشاط يتطلب الهدوء بعد فحص ساعاتهم الذكية.

ويذكر متخصص في التخطيط الإستراتيجي للمدن الذكية، الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، وإنترنت الأشياء، محمد قالاون "سترتقي منظومة المنزل الذكي إلى آفاق جديدة من خلال توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي كالتعلم واتخاذ القرارات المناسبة والتكامل بين الإنسان والآلة. وعليه، فإن أنظمة المنزل الذكي لن ترى وتسمع وتتكلم وتحلل وتتواصل فقط، بل ستكون قادرة على التعلم والتوجيه ومحاكاة الإنسان أيضاً مع تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذه التقنيات الذكية التي اعتبرت سابقاً من الخيال العلمي أصبحت تتوفر في الأسواق بصورة تدرجية ومتسارعة".

فيما ترى محاضرة ومستشارة التنظيف المنزلي فاطمة القلاف أن " الذكاء الاصطناعي يمكنه توفير الكثير من الوقت والجهد في مهمات التنظيف اليومية من خلال أجهزة مثل المكانس الروبوتية أو أنظمة التنظيف التلقائية. ومع ذلك، على رغم هذه الفاعلية، فإن هناك تفاصيل دقيقة وتدخلات بشرية ضرورية في بعض الحالات التي لا يمكن للتكنولوجيا معالجتها بالكامل. لذا، سيظل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي تكميلياً وليس بديلاً كاملاً للطريقة التقليدية في المدى القريب".

رفقة عاطفية ذكية

من التطبيقات المرتقبة للذكاء الاصطناعي هي "الرفقة العاطفية الذكية"، إذ ستعتمد الأجهزة على تحليل مشاعر أفراد العائلة حالياً وتاريخياً ومحاولة إعادة خلق اللحظات التي كنت تشعر بها بالهدوء أو السعادة وتقديم الدعم العاطفي. كما ستتمكن هذه التقنيات من التعرف إلى الحالة المزاجية للأفراد، ومن ثم تقديم اقتراحات لتحسينها إضافة إلى قيامه بالدردشة معك.وفي دراسة أجريت عام 2022 من قبل مجلة الجمعية الأميركية للطب النفسي، تبين أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الأنماط السلوكية والمزاجية أسهم في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق بنسبة  30 في المئة عند المرضى الذين يعانون اضطرابات نفسية خفيفة إلى متوسطة.

فعند اكتشاف أن أحد أفراد الأسرة يمر بيوم عصيب، يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي إنشاء "جلسة إحياء للذكريات" من طريق تشغيل صور أو مقاطع فيديو من لحظات سعيدة سابقة، وربما حتى إعادة إنشاء روائح معينة ترتبط بتلك الذكريات، كاستخدام عطور أو بخور. في الوقت نفسه، يقترح الذكاء الاصطناعي نشاطات لتحسين المزاج مثل التأمل أو التمرين أو الترفيه أو نزهة في مكان مفضل أو الاتصال بصديق مقرب لتحسين الحالة النفسية، أو جلسات علاجية.

مساعد السفر الذكي

مساعد السفر الذكي المعتمد على الذكاء الاصطناعي سيكون قادراً على تنظيم جميع جوانب رحلتك بسهولة. سيقوم بحجز تذاكر الطيران والإقامة بناءً على تفضيلاتك وميزانيتك، إضافة إلى اقتراح الأنشطة والوجهات السياحية التي تتناسب مع اهتماماتك. الذكاء الاصطناعي سيحلل رحلاتك السابقة لتقديم خيارات مخصصة تتوافق مع ذوقك الشخصي، وسيعطيك تنبيهات فورية حول أي تغييرات في جدول الرحلات أو الظروف الجوية. هذه التكنولوجيا ستجعل تجربة السفر أكثر سلاسة وراحة، مما يتيح لك الاستمتاع برحلتك دون عناء التخطيط.

كما سيمكنك الذكاء الاصطناعي من التعامل مع المفاجآت أثناء السفر فقد تُلغى رحلتك الجوية فجأة بسبب ظروف طارئة. يقوم مساعد السفر الذكي فوراً بالبحث عن أفضل الخيارات المتاحة، مثل إعادة حجز رحلات أخرى أو ترتيب إقامة إضافية في فندق قريب. في الوقت نفسه، يقوم بإعادة جدولة الأنشطة التي خططت لها بناءً على التوقيت الجديد، ويقدم لك اقتراحات لاستغلال الوقت الإضافي، مثل زيارة معلم سياحي قريب أو استكشاف مطعم محلي جديد.

التسوق عبر الإنترنت وخصخصة المنتجات

حالياً التسوق غالبه إلكتروني ويعتمد على البحث الشخصي واستكشاف المتاجر الإلكترونية يدوياً لاختيار المنتجات المناسبة، إلا أنه مع الذكاء الاصطناعي فإن تطبيقات التسوق الذكية ستقوم بتحليل تفضيلاتك السابقة لتقديم توصيات مخصصة لمنتجات تتناسب مع ذوقك الشخصي، كما ستتمكن من تصميم منتجات مخصصة وفقاً لحاجاتك عبر المتاجر الإلكترونية.

تنظيم الأحداث والمناسبات

تنظيم حفلات أو أعياد للأطفال يبدأ قبل أسابيع ويتطلب جهداً مضنياً في التخطيط والبحث عن أفكار جديدة على أمل أن يسعد ذلك الحضور. قريباً سيدعم الذكاء الاصطناعي ذلك لتقوم التطبيقات باقتراح الأفكار ومن ثم تنظيم هذه المناسبات وإرسال الدعوات تلقائياً واقتراح الأنشطة والهدايا المناسبة بناءً على اهتمامات الأطفال وميولهم وتفضيلاتهم هم أو أصدقاؤهم .

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 التواصل الاجتماعي الافتراضي

التواصل بين الأمهات أو تبادل النصائح يعتمد على التفاعل المباشر في الحياة اليومية أو عبر مجموعات التواصل الاجتماعي الحالية أو جلسات الشاي التقليدية. بينما ستتمكن الأمهات من التواصل عبر تطبيقات متخصصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم نصائح وتجارب بناءً على اهتمامات مشتركة. تكون أكثر فاعلية وتخصصاً وفائدة.

فقدان الإحساس بالمتعة

إذا غيّر الذكاء الاصطناعي حياتنا اليومية بصورة ملموسة، فقد نفقد عدداً من التجارب الحسية التي نعتبرها اليوم بديهية. مثل التفاعل المباشر مع الملابس والإكسسوارات، وتجربة تنسيقات مختلفة يدوياً، قد تصبح أقل أهمية. والرضا الشخصي عند العناية بالنباتات، أو متعة مزج المكونات واكتشاف نكهات جديدة أثناء تحضير الطعام. حتى الاهتمام بصحة أطفالنا قد يقل بسبب الاعتماد على التكنولوجيا. التخطيط الشخصي للمناسبات وإضافة لمساتنا الخاصة قد يفقد جاذبيته، وقد تحمل المفاجآت خلال السفر وعفوية تعاملنا معها  ذكريات أجمل من الرحلة نفسها تظل في الذاكرة لمدة أطول. وكذلك التواصل الإنساني المباشر وتبادل الخبرات وجهاً لوجه. فهل سيكون ذلك دافعاً لعدم تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

ولنا تجربة مماثلة أثناء جائحة كوفيد وبسبب الحجر، إذ كان غالبنا يقضي معظم وقته معتمداً على حلول وتطبيقات تكنولوجيا مختلفة وقمنا بتبني عادات جديدة مثل الاعتماد على خدمات توصيل الطلبات، والعمل والتعليم الإلكتروني، مشاهدة القنوات الترفيهية الرقمية وغيرها. إلا أنه مع انتهاء الجائحة شاهدنا انحساراً كبيراً في أعداد المستخدمين لهذه الخدمات لمصلحة الخدمات والعادات التقليدية. إلا أننا انتهينا بعادات مهجنة تستخدم الاثنين بتوازن وقد يكون ذلك متوقعاً مع الذكاء الاصطناعي. 

 

آراء الخبراء

تذكر المستشارة فاطمة القلاف أنه "في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تخفيف الأعباء وتوفير الوقت والجهد، فإن بعض الأشخاص يجدون في عمليات التنظيف اليدوي إحساساً بالرضا والإنجاز الشخصي. قد يفقدون هذا الشعور إذا تم الاعتماد الكامل على التقنيات، ولكن يمكن التغلب على ذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي فقط في المهمات الروتينية والشاقة، مما يتيح لهم خصخصة وقت وجهد أكبر لأنشطة تهمهم شخصياً وتمنحهم هذا الإحساس".

وتشير إلى أن "الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يوفر الوقت والجهد، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى تراجع مهارات الأفراد في التعامل مع المهمات اليومية بأنفسهم. لتحقيق التوازن، يمكن خصخصة بعض المهمات اليومية للتكنولوجيا بينما تُترك المهمات التي تحتاج إلى لمسة إنسانية أو تطوير المهارات للقيام بها يدوياً، مما يحافظ على قدراتهم الشخصية".

ويحذر محمد قالاون من أن "أخطاء قد تحدث في قرارات الأنظمة الذكية داخل المنزل، فمثلاً ما يعرف بإنذار غير صحيح وكذلك قد تتسبب بخلل  لذا فمن الضروري أخذ إجراءات احترازية واستباقية عند تجهيز المنزل الذكي بأن يتم حصر وتقييم الأخطار وتوفير الحلول المستدامة والمناسبة والبدائل  مع الجاهزية للمرونة والتكيف السريع في حال حدوث تحديات أو مشكلات غير متوقعة. كذلك اتباع منهجية تنفيذ الأنظمة والتجهيزات الذكية على مراحل والتطبيق التجريبي وإدارة التغيير".

ويؤكد أنه "سيصبح الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي من الضروريات وليس الكماليات، بأن يتحول الدور التقليدي لما يعرف الشخص في الدائرة (دائرة إدارة النظام للمنزل الذكي) من مشارك إلى مشرف على التعليم لذاكرة الذكاء الاصطناعي حتى الوصول إلى النضج والسلوك المطلوب للمنظومة الذكية، التي يمكن حينها الاعتماد بصورة تدرجية وكلية عليها مع الأخذ بالاعتبار اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية المطلوبة بناء على تقييم دقيق للأخطار المحتملة".

ويضيف محمد قالاون " قد تقوم الخوارزميات بتعزيز تفضيلات معينة وتهميش المحتوى الأقل شهرة أو المختلف عن النمط السائد. هذا قد يؤدي إلى ما يسمى بـ"فقاعات المعلومات"، إذ يُحاط الأفراد بمحتوى مشابه لما يفضلونه، دون التعرض لوجهات نظر أو تجارب ثقافية جديدة. هذا التأثير قد يعزز الانعزالية ويقلل من فرص التفاعل مع التنوع الثقافي الموجود في العالم".

وقد وجدت دراسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عام 2022 أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تقدم توصيات بناءً على بيانات المستخدمين قد تؤدي إلى تعزيز ما يُعرف بـ"فقاعات المعلومات". تشير الدراسة إلى أن 55 في المئة  من المستخدمين يحصلون على محتوى مماثل بصورة متكررة بسبب التوصيات التي تعتمد على تفضيلاتهم الشخصية، مما يقلل من تعرضهم للثقافات أو الأفكار الجديدة.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم