ملخص
لم يكد يتسلم توماس توخيل مهام منصبه مديراً فنياً جديداً للمنتخب الإنجليزي حتى بدأت سريعاً التساؤلات حول تعيينه على حساب الإنجليز
كانت هناك أكثر من بضع لحظات عندما كان توماس توخيل يتحدث وبدا الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مارك بولينغهام فخوراً بصورة واضحة، وكانت إحداها عندما تحدث مدرب إنجلترا الجديد عن رغبته في وضع "نجمة ثانية على القميص"، وعند هذه النقطة أراح بولينغهام ظهره إلى الوراء وكاد يتنفس الصعداء.
كان الجميع منفتحين حول حقيقة أن هذا يتعلق فقط بعام 2026، حتى إن توخيل تحدث صراحة عن "جعل إنجلترا تتخطى الخط". الأمر بهذه البساطة. تحدث توخيل أيضاً عن "تحقيق حلمنا في أميركا"، لأن هذه بالطبع أحلامه الآن أيضاً.
كان لدى الألماني كثير من هذه السطور، لأنه يعرف الأزرار التي يجب الضغط عليها. هذا التأثير على اللاعبين هو أحد الأسباب التي جعلت الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يختاره، لأن "كاريزمته" يمكن أن تكون آسرة. وهذا أمر إيجابي للغاية عندما تكون بطولة كأس العالم هذه هي البطولة الأكثر ربحية تجارياً في التاريخ، إذ من المتوقع أن تبلغ إيراداتها 11 مليار دولار، ويعلم الجميع أن توخيل يمكنه التحدث، ومن الواضح أن هذا المؤتمر الصحافي التمهيدي لم يكن الانطباع الأول، فإن معرفته بإنجلترا أحد الأسباب التي جعلته هنا.
ولهذا السبب كان من المثير للاهتمام أن اليوم بدا وكأنه يكشف عن أهمية إقناع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لتوخيل بقدر أهمية إقناع توخيل للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
وبينما تحدث بولينغهام عن الكيفية التي أجرى بها المدرب البالغ من العمر 51 سنة مقابلة "متميزة" و"رؤية واضحة" لكيفية فوز إنجلترا بكأس العالم، كان توخيل نفسه متحمساً لـ"الفكرة" و"الطريقة" التي "قدمها" بها بولينغهام والمدير الفني للاتحاد جون ماكديرموت.
وكانت هذه الإجابة أكثر وضوحاً نظراً لأنها جاءت رداً على سؤال حول سعي مانشستر يونايتد للتعاقد مع المدرب الألماني، وقال توخيل إنه "قرر قبول هذه الوظيفة"، لكنه لم ينكر الاهتمام أو أي مناقشات.
ولكن إذا كان توخيل مقنعاً بصورة مثيرة للإعجاب فإن هذا يصبح أكثر قيمة في سياق السؤال الوحيد الذي لن يختفي، وقد لا يختفي حتى كأس العالم 2026 نفسها.
لهذا السبب، بعد 23 عاماً من تعيين سفين غوران إريكسون وأكثر من عقد من الزمان منذ بناء "سانت جورج بارك"، وسط إصلاح ثقافي كبير، تجد إنجلترا نفسها هنا مرة أخرى بتعيين مدير فني أجنبي. إنه أكثر انسجاماً مع وجهة نظر الدوري الإنجليزي الممتاز من وجهة نظر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، نظراً لأنه يرقى إلى شراء حلول للمشكلات بدلاً من اكتشافها، وكانت إنجلترا تفكر في هذا طوال حقبة "سانت جورج بارك" بأكملها فقط لتتجه فجأة في اتجاه آخر عندما بدت قريبة للغاية.
في ما يتعلق بالقضية الأكثر أهمية، وهي جنسية توخيل، فقد تعامل معها بالرشاقة المتوقعة.
وقال، "أنا آسف لامتلاكي جواز سفر ألماني، ولكن يمكنني فقط أن أخبركم وربما يمكن للجماهير أن تشعر، بشغفي بالدوري الإنجليزي الممتاز، وشغفي بالبلاد، وكيف أحب العيش والعمل هنا، آمل أن أتمكن من إقناع الناس وإظهار وإثبات أنني فخور بكوني مدرب إنجلترا، وسأفعل كل شيء لإظهار الاحترام لهذا المنصب وهذه البلاد، والهدف للأشهر الـ18 المقبلة ليس شيئاً آخر، فهذا هو الهدف الأكبر في كرة القدم العالمية، ويمكن للجميع أن يكونوا على يقين... بغض النظر عن الجنسية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان هناك أيضاً تعامل بارع مع الأسئلة الحتمية حول النشيد الوطني، إذ تحدث توخيل عن أن الأمر "مؤثر للغاية" وأنه لم يتخذ قراره بعد.
لا شك أنه سيضطر إلى مناقشة مجموعة من المشجعين الذين لا يزالون يرددون بصورة مثيرة للشفقة كلمات "10 قاذفات ألمانية".
لا ينبغي لأي من هذه الأسئلة أن تكون موجهة إلى توخيل، بل إنها موجهة أكثر إلى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ولماذا لم ينتج المدرب المناسب؟ وأكد بولينغهام أنهم "مدينون للاعبين والبلاد" بالحصول على أفضل مدير فني ممكن، وليس فقط مدير فني إنجليزي، وكشف أنهم تحدثوا إلى 10 مرشحين، بعضهم "أكثر أهلية للدور من غيرهم"، مع وجود عدد قليل من هؤلاء الإنجليز.
هناك أسماء واضحة مثل غراهام بوتر وإيدي هاو، وقد لا يتفق بعض المدربين على الفكرة كون هذا التعيين بمثابة دين للبلاد.
وكان من المستحيل ألا نشعر أن هذا هو السبب وراء إصرار بولينغهام على الإشارة مراراً وتكراراً إلى مساعد توخيل لفترة طويلة أنتوني باري، واصفاً إياه بأنه "أحد أكثر المدربين الإنجليز الشباب إثارة".
كان الأمر كما لو كان يصر على "انظروا، هذا جزء من نفس الخطة"، تحدث بولينغهام عن منح الفريق "ذلك الدعم والقيادة في البطولات لتجاوز الخط" وسيكون أحد المبررات بلا شك أن هذا يمكن أن يكون اللمسة الأخيرة التي ترتقي بالجميع، بمن في ذلك مدربون مثل باري.
لا شك أن هناك مناقشات أكبر لا بد وأن تدور حول سبب تردد الدوري الإنجليزي الممتاز وحتى دوري الدرجة الأولى في منح المدربين الإنجليز الشباب فرصاً، وهو ما جعل مهمة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أكثر صعوبة، إنها قضايا ثقافية لا يمكنهم حلها.
كما بذل توخيل قصارى جهده للإشادة بكل ما "بناه" ساوثغيت والاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، مكتفياً بالقول إنه يأمل في أن "يتمكن من إضافة القليل من الأشياء الإضافية".
وهذا هو ما يمثله توخيل في نهاية المطاف، لقد عزز يومه الأول مدرباً لمنتخب إنجلترا حتى وإن لم يبدأ مهام منصبه الجديد رسمياً حتى الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل، لكنه صورته بوصفه مديراً فنياً من النخبة جعلت تعيينه رائعاً. والمفارقة هنا أن هذا لن يفعل كثيراً بالضرورة لصورة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم من حيث اللعبة الإنجليزية الأوسع نطاقاً ما لم تكن هناك أخيراً صورة النجمة الثانية فوق الشعار، وسوف تصبح المناقشات المعقدة بهذه البساطة.
© The Independent