Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

هل تتجه "شبكة حقاني" نحو إقامة علاقات مع أميركا؟

تعتبر المسؤولة عن أعنف الهجمات الانتحارية وأكثرها دموية خلال الحكم الجمهوري في أفغانستان

سراج الدين حقاني متحدثاً خلال صلاة الجنازة على خليل حقاني، وزير اللاجئين والعودة، في ولاية باكتيا الشرقية، في 12 ديسمبر 2024 (أ ب)

ملخص

بعد نشر خبر إلغاء المكافأة الأميركية المخصصة لثلاثة من كبار أعضاء "شبكة حقاني"، أطلقت المجموعة حملة إعلانات مكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها منصة "إكس"، لإظهار نجاحها في التواصل مع الولايات المتحدة.

تقول مصادر مقربة من "شبكة حقاني" إن الولايات المتحدة ألغت المكافأة المالية التي كانت مخصصة للقبض على وزير الداخلية في حركة "طالبان" وزعيم شبكة حقاني، سراج الدين حقاني، واثنين من كبار قادة الشبكة، وهما عبدالعزيز حقاني ويحيى حقاني.

ويأتي ذلك على رغم أن موقع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) أعلن في وقت سابق مكافأة مالية مقدارها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على سراج الدين، لكنه تمكن من السفر إلى دولة عربية.

وعلى رغم أن شبكة حقاني تُعتبر مسؤولة عن أعنف الهجمات الانتحارية والتفجيرية وأكثرها دموية خلال الحكم الجمهوري في أفغانستان، لكنها تزعم الآن أن أعضاءها الثلاثة الكبار لم يعودوا بعد على قائمة المطلوبين لدى الولايات المتحدة.

وجاء هذا الادعاء بعد زيارة وفد أميركي إلى كابول، ففي الـ 20 من مارس (آذار) الجاري ترأس الممثل السابق للولايات المتحدة في أفغانستان، زلماي خليل زاده، والمبعوث الخاص الأميركي لشؤون السجناء، آدم بويلر، وفداً أميركياً للقاء وزير الخارجية في نظام "طالبان" أمير خان تقي، وبعد الاجتماع وافقت "طالبان" على إطلاق المواطن الأميركي جورج غليزمان الذي كان محتجزاً في كابول مدة عامين، وجرى تحريره بعد ساعات من موافقة الحركة في خطوة أثارت تكهنات حول صفقة جرى التوصل إليها خلف الكواليس بين الولايات المتحدة ونظام "طالبان".

ورحب أنس حقاني، شقيق سراج الدين، بإلغاء المكافأة المالية الأميركية، وقال في مقطع فيديو باللغة العربية انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "إلغاء الحكومة الأميركية للمكافآت المتعلقة بوزير الداخلية الأفغاني السيد خليفة سراج الدين حقاني وشقيقنا الآخر عبدالعزيز حقاني وابن عمنا حافظ يحيى حقاني، خطوة إيجابية وتطور مهم على الساحة السياسية، ونحن نرحب بهذه الخطوة". 

وزعم أيضاً أن إزالة هذه الأسماء كان متفقاً عليه خلال مفاوضات الدوحة قبل سقوط النظام الجمهوري، وأن إلغاء هذه المكافآت كان جزءاً من الاتفاق بين الطرفين، مضيفاً أن "عملية إلغاء هذه المكافأة فتحت طريقاً كان مغلقاً بين الولايات المتحدة وأفغانستان منذ الحرب، ويظهر هذا القرار أن الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية الجديدة تتفهمان الوضع الحالي في أفغانستان"، مردفاً أن "طالبان" أفرجت عن السجين الأميركي كإشارة على حسن النية لتمهيد الطريق نحو إقامة علاقات سياسية.

وعلى النقيض من زعيم حركة "طالبان" الملا هبة الله أخوند زاده، يدعو سراج الدين حقاني إلى التعاون مع المجتمع الدولي والدول الغربية، وعلى رغم أنه لم يتحدث مباشرة عن العلاقات مع الغرب لكن هناك دلائل تشير إلى أنه يحاول إقامة علاقات مع الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.

و"شبكة حقاني" التي كانت المسؤولة عن أعنف الهجمات الانتحارية والتفجيرات في أفغانستان، تؤكد اليوم ضرورة إجراء إصلاحات في نظام "طالبان" وفتح المجال للحوار مع السياسيين والمسؤولين من الحكومة السابقة، ودعم تعليم المرأة وعملها في المجتمع الأفغاني.

اقرأ المزيد

وبعد نشر خبر إلغاء المكافأة الأميركية المخصصة لثلاثة من كبار أعضاء "شبكة حقاني"، أطلقت المجموعة حملة إعلانات مكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها منصة "إكس"، لإظهار نجاحها في التواصل مع الولايات المتحدة، ولكن في الوقت نفسه لم يكن سراج الدين حقاني موجوداً في مكتبه في كابول منذ أكثر من شهرين تقريباً، ويبدو أنه بعد زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة استقر في الغالب في إحدى الولايات الأفغانية الشرقية، في خطوة تعزز التكهنات حول وجود خلافات داخل حركة "طالبان".

وخلال الأشهر الأخيرة لم يكتف الملا أخوند زادة بتقليص صلاحيات حقاني في توزيع الأسلحة من وزارة الداخلية وحسب، بل قام أيضاً بتغيير بعض قادة الشرطة المنتمين إلى شبكة حقاني في بعض المحافظات الأفغانية، وتقول بعض المصادر إن سراج الدين غير راض عن التدخل في وزارة الداخلية، وهذا أحد أسباب غيابه الطويل عنها.

وفي وقت تحاول "شبكة حقاني" استخدام الوسائل الإعلامية وحساباتها العديدة على وسائل التواصل الاجتماعي بتقديم نفسها على أنها مجموعة إصلاحية وترغب في الحوار، فإن الواقع يقول إن هذه المجموعة تسعى إلى تعزيز سلطتها ضد زعامة الحركة، إذ تسعى إلى زيادة نفوذها وتريد توظيف مزيد من الأشخاص المنتمين إلى "شبكة حقاني" في هيكل السلطة.


وفي حين يواصل الملا هبة الله أخوند زادة التأكيد اتباع سياسة انعزالية ومعارضة لأي تقارب بين أفغانستان والغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة، تحاول "شبكة حقاني" جذب انتباه القوى الكبرى والحصول على مكانة متفوقة في المنافسة مع فصيل قندهار بزعامة الملا هبة الله أخوند زادة.

 نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

المزيد من تقارير