Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بـ"الصوت والضوء" قلعة قايتباي تحكي تاريخ الإسكندرية

عرض جديد يجمع بين تكنولوجيا الإضاءة والسرد المميز لحكاية المدينة العريقة على مر العصور

يجمع مشروع الصوت والضوء بين أحدث تكنولوجيا الإضاءة إضافة للسرد التاريخي (مواقع التواصل)

ملخص

ربما ترتبط الإسكندرية في أذهان كثير من الناس بالعصر اليوناني الروماني باعتبارها كانت العاصمة ومن أهم المدن والموانئ على شاطئ المتوسط، إلا أن الإسكندرية تزخر بمجموعة من المواقع الأثرية تعود إلى العصر الإسلامي من بينها قلعة قايتباي.

تعد قلعة قايتباي واحدة من أهم المعالم الأثرية في محافظة الإسكندرية بمصر، ومن أكثر المواقع التي يحرص على زيارتها زوار المدينة من المصريين والأجانب على السواء، وشهدت أخيراً القلعة الواقعة على واحدة من أهم نقاط البحر المتوسط مشروعاً جديداً لعرض للصوت والضوء للمرة الأولى.

يجمع العرض بين تكنولوجيا الإضاءة بأحدث صورها والسرد المميز لتاريخ المدينة العريقة منذ إنشائها على يد الإسكندر الأكبر مروراً بالعصور المتعاقبة والتي كانت خلال بعض فتراتها واحدة من أهم مدن العالم وأكثرها تطوراً ورقياً بوجود منارات متعددة للفكر والثقافة.

وعن أهمية عرض الصوت والضوء وإضافته للجانب السياحي للإسكندرية يقول المتخصص في البرامج السياحية محمد كارم إن "عرض الصوت والضوء يهدف لزيادة التدفق السياحي والترويج للمعالم السياحية المختلفة في المدينة بطريقة مبتكرة وممتعة وباستخدام أحدث التقنيات في هذا المجال، فهو يحكي تاريخ المدينة في كل العصور والحقب التي مرت عليها، منذ عصر مصر القديمة مروراً بالعصر اليوناني الروماني وانتهاء بالعصر الإسلامي الذي بنيت فيه قلعة قايتباي، كما يعزز فكرة السياحة الليلية باعتبار أن معظم هذه المواقع الأثرية تكون زيارتها نهاراً، وفي الوقت نفسه تطيل مدة بقاء السائح في المكان لوجود نشاطات مختلفة يمكن أن تجذب اهتمامه وتضيف لتجربته في زيارة المدينة".

ويضيف "في الفترة الأخيرة هناك اهتمام كبير بوضع محافظة الإسكندرية على خريطة السياحة بصورة أكبر من خلال افتتاح عديد من المواقع، ومنها المتحف اليوناني الروماني والاهتمام الكبير بالآثار الغارقة التي ليس لها مثيل في العالم، وأخيراً افتتاح عرض الصوت والضوء للمرة الأولى"، منوهاً بأن تلك النوعية من العروض في مصر لا توجد سوى في أهرامات الجيزة، وفي معبد الأقصر جنوباً.

السلطان قايتباي

ربما ترتبط الإسكندرية في أذهان كثير من الناس بالعصر اليوناني الروماني باعتبارها كانت العاصمة وكانت واحدة من أهم المدن والموانئ على شاطئ المتوسط، إلا أن المدينة تزخر بمجموعة من المواقع الأثرية تعود إلى العصر الإسلامي، من بينها قلعة قايتباي التي بنيت في عهد السلطان الأشرف قايتباي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة جمال عبدالرحيم، "بنيت قلعة قايتباي في نفس الموقع الذي كانت فيه منارة الإسكندرية القديمة التي بناها الإمبراطور الروماني بطليموس لكنها انهارت بفعل زلزال قوي حدث عام 1302م، ولاحقاً عند بناء القلعة في القرن الـ15 في عهد السلطان قايتباي استخدمت بعض الأحجار المهدمة والباقية من المنارة القديمة في بنائها، وبنيت في موقع استراتيجي، فأي دولة تخطط لغزو مصر عن طريق البحر لا بد أن تأتي من هذا المكان، وفي هذه الفترة كان هناك خطران يتهددان مصر؛ الأول هو العثمانيون، والثاني هو البرتغاليون الذين كانوا يهدفون للسيطرة على مصر لموقعها المميز الرابط بين طرق التجارة الآتية من آسيا والمتجهة إلى أوروبا ومن أجل هذا اكتشفوا رأس الرجاء الصالح".

 

ويضيف "لمواجهة هذه الأخطار عمل السلطان قايتباي على تأمين الثغور المصرية المهمة من أي غزو محتمل آت من البحر، وكانت أهمها في ذلك الوقت الإسكندرية، ورشيد ودمياط، فبنى القلعة الشهيرة في الإسكندرية وبنى قلعة أخرى في رشيد، ولأهمية موقع قلعة قايتباي فإن كل من حكم مصر أو استولى على حكمها عمل على تطوير القلعة وتوسعتها فتواكب عليها في عصور لاحقة العثمانيون، والفرنسيون، ثم الإنجليز، لكنها أهملت مع الوقت وأصابها كثير من الأضرار ويرجع الفضل في إعادة إحيائها في العصر الحديث إلى عباس حلمي الثاني في نهايات القرن الـ19 فهو من حولها لمزار سياحي، ويذكر هنا اهتمامه الشديد بالآثار بوجه عام فله كثير من الأعمال في هذا الشأن".

منشآت قايتباي في مصر والشام والحجاز

لقلعة قايتباي طراز معماري فريد يمثل نمط القلاع التي كانت سائدة في هذا العصر ويمثل ازدهار العمارة خلال هذه الفترة والتي تعكسها جميع المنشآت التي أقيمت في عهد السلطان قايتباي في مصر وخارجها وكانت دليلاً على تطور الفنون الإسلامية وازدهارها.

يقول عبدالرحيم، "القلعة التي بناها السلطان الأشرف قايتباي كانت أكبر من الموجودة حالياً بكثير، فالباقي حالياً هو البرج الكبير فقط وهو بناء مربع يتكون من ثلاثة مستويات، الأول يشمل الجزء الخدمي ويضم بئراً مياهها تكفي القلعة لمدة سنة تحسباً لحصارها في أي وقت، وأماكن لإعداد الطعام، وجرناً لحفظ الغلال، وطاحونة، ومسجداً، وأماكن للوضوء ودورات مياه، بينما المستوى الثاني يضم حجرات للجنود، والثالث يضم أيضاً حجرات للجنود إضافة إلى استراحتين للسلطان تعرف إحداهما بمقعد قايتباي والثانية بمندرة قايتباي".

 

ويضيف، "قايتباي هو صاحب أطول فترة حكم في عهد المماليك، فتصل مدة حكمه إلى 29 سنة وكان عصره ذهبياً للآثار الإسلامية، والمنشآت التي أقيمت في عهده كثيرة، داخل مصر وخارجها، ومن أهمها مدرسة وجامع في قرافة المماليك وهما المرسومان حالياً على الجنيه المصري الورقي، وجامع ومدرسة في منيل الروضة، وجامع ومدرسة في منطقة قلعة الكبش بالقرب من مسجد أحمد بن طولون، ووكالتان؛ واحدة في الجمالية والأخرى خلف الجامع الأزهر، وكثير من الأسبلة من أشهرها واحد في شارع الصليبة".

يوضح عبدالرحيم أن إنشاءات قايتباي لم تقتصر على مصر وإنما امتدت إلى بلاد الشام والحجاز ومن أهمها سبيل قايتباي في ساحة المسجد الأقصى الذي لا يزال قائماً حتى اليوم، مشيراً إلى أنه كان لديه اهتمام كبير بالمسجد الأقصى والمسجد النبوي الذي أنشأ فيه منبراً يعرف بمنبر قايتباي.

المزيد من منوعات