Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الأندوف"... 50 عاما على "خطوط القلق"

أنشأها مجلس الأمن لمراقبة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل عقب حرب أكتوبر وطاولتها نيران الحرب الأهلية وترمق غزة ولبنان بفزع

يأتي قرار تمديد ولاية الـ"أندوف" وسط توترات ساخنة ومعارك تدور قرب المنطقة المنزوعة السلاح (الموقع الرسمي للقوة)

ملخص

يأتي قرار تمديد ولاية القوة وسط توترات ساخنة، ومعارك تدور قرب المنطقة المنزوعة السلاح، ولهذا حذر مجلس الأمن من أن العنف في سوريا يهدد باندلاع الصراع في المنطقة بصورة خطرة، ودعا إلى وقف الأعمال العسكرية في جميع أنحاء البلد، بما في ذلك منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة.

قرر مجلس الأمن الدولي في الـ27 من يونيو (حزيران) من العام الحالي تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة الـ"أندوف" ستة أشهر حتى الـ31 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، واعتمد القرار بالإجماع، ويلزم سوريا وإسرائيل الاحترام الدقيق والكامل لشروط اتفاق فك الاشتباك عام 1974، كما طلب مجلس الأمن من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضمان توفير القدرة والموارد اللازمة للقوة لتنفيذ ولايتها بطريقة آمنة.

يأتي قرار تمديد الولاية وسط توترات ساخنة، ومعارك تدور قرب المنطقة المنزوعة السلاح، ولهذا حذر مجلس الأمن في جلسته من أن العنف في سوريا يهدد باندلاع الصراع في المنطقة بصورة خطرة، ودعا إلى وقف الأعمال العسكرية في جميع أنحاء البلد، بما في ذلك منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك واحترام القانون الإنساني الدولي.

قبل نصف قرن

كما يأتي تمديد مهمة الـ"أندوف" مع ذكرى مرور نصف قرن على تأسيسها، إذ جاء إنشاء قوات مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة في الـ31 من مايو (أيار) عام 1974 بعدما زادت كثافة إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في أوائل مارس (آذار) من العام نفسه، وقد أطلقت بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 350 لمتابعة فض الاشتباك بين القوات السورية والإسرائيلية في مرتفعات الجولان.

 

 

ويبلغ طول المنطقة العازلة ما يقارب 80 كيلومتراً، ويتراوح عرضها ما بين 0.5 و10 كيلومترات، بمساحة تصل إلى 235 كيلومتراً مربعاً، كما تمتد المنطقة على الخط البنفسجي الذي يفصل بين مرتفعات الجولان وبقية سوريا، ويحد المنطقة من الشمال الخط الأزرق اللبناني، وتبعد عن حدود الأردن كيلومتراً واحداً من الجنوب.

وأطلق على الخط (ألفا) من جهة الغرب بهدف عدم عبور القوات الإسرائيلية، بينما سمي الخط (برافو) في الشرق حتى لا تعبره القوات السورية، وتقع منطقة الفصل، وهي منطقة عازلة بين هذه الخطوط، على مسافة 25 كيلومتراً على الجانبين.

وتعمل مجموعة المراقبين في الجولان، وتقع عليها مسؤولية المراقبة وفض الاشتباك، إذ تضم نقاط تفتيش ودوريات، ويقع مركز القيادة لقوة الـ"أندوف" في معسكر "الفوار"، ولديها مكتب في دمشق، وداخل المنطقة يوجد معسكران أساسيان إضافة إلى 44 موقعاً و11 مركز مراقبة.

تاريخ من الخروق

خلال تاريخ الصراع بين الطرفين سجل الـ"أندوف" خروقات لاتفاقية وقف إطلاق النار، لكن الأكثر حدة كانت خلال الأزمة السورية مع تصاعد النشاط العسكري في المنطقة العازلة.

في التاسع من أغسطس (آب) من عام تأسيس القوة نقلت طائرة عبر رحلة إمداد روتينية من بيروت إلى دمشق قوات حفظ السلام من مرتفعات الجولان وعلى متنها 51 من أفراد الطاقم، وقبيل هبوطها استهدفت فوق بلدة الديماس بريف العاصمة السورية مما أسفر عن مصرع جميع من كان على متنها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعرضت القوة في سنوات الصراع المسلح السوري إلى خروقات وانتهاكات من قبل فصائل إرهابية، وكان أول اشتباك بين الـ"أندوف" والتنظيمات السورية المتشددة في سبتمبر (أيلول) 2014، وبالذات مع "جبهة النصرة"، فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا، إذ تبادلت مجموعة من قوات حفظ السلام إطلاق النار مع إسلاميين مسلحين حاصروا نحو 40 جندياً فيليبينياً من القوة الدولية في معسكر يحمل الرقم (68) على مرتفعات الجولان، وبعد اشتباك مسلح قتل 30 جندياً.

سبقت تلك الحادثة عمليات خطف لأصحاب القبعات الزرقاء في مارس من قبل المتشددين بعد اختطافهم 21 جندياً من الجنسية الفيليبينية، وأطلق سراحهم جميعاً من دون أن يمسسهم أذى، ومع تكرار حوادث الخطف من جانب الخط السوري، وتسلل المسلحين للاشتباك والخطف المتكرر عمدت بعثات دول مثل اليابان والنمسا وكرواتيا لسحب قواتها من المنطقة.

وبعد سلسلة من الهجمات المستمرة حينذاك من قبل الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم "القاعدة" منح مجلس الأمن الدولي مرونة لأفراد القوة بالدفاع عن النفس، وأعطاهم صلاحيات أوسع لا سيما أن المقاتلين من التنظيمات الإرهابية كانت تهاجمهم بالأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية.

عادت الـ"أندوف" في أغسطس 2018 إلى المنطقة الفاصلة في محافظة القنيطرة تزامناً مع عودة انتشار الجيش النظامي في ريف المحافظة الشمالي، بخاصة بعد أن باتت المنطقة خالية من المسلحين، ولعب الجيش الروسي دوراً في تثبيت نقاط من جهة درعا والقنيطرة هي نقاط مراقبة منذ ذلك الوقت وسير دوريات.

تحديات وقلق

إلى ذلك تعيش قوة الـ"أندوف" اليوم تحدياً أكبر عقب الانتهاء من خطر الإرهابيين، فمع اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب اللبنانية التي اندلعت في الجنوب اللبناني من المحتمل اشتعال جبهة الجولان، ويحاول المراقبون مواجهة هذه التحديات عبر تذكير كلا الطرفين بضرورة التزام القوانين والاتفاقيات الدولية.

وسقط صاروخ بقرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان في الـ27 من يوليو (تموز) الماضي وأسفر عن مصرع 12 طفلاً في أهالي القرية غالبيتهم من طائفة الموحدين الدروز حين وجودهم في ملعب كرة قدم، واتهمت إسرائيل "حزب الله" اللبناني بإطلاقه بينما نفى الحزب ذلك، وعزا الحادثة إلى صاروخ إسرائيلي مضاد للصواريخ.

 

 

ولا بد من القول إن قرار مجلس الأمن رقم 340 لوقف إطلاق النار في الـ25 من أكتوبر عام 1973 جاء بعد قرار أممي حمل الرقم 338، إذ لم تلتزم القوات السورية والإسرائيلية وقف الحرب، وفي أعقاب ذلك تدخلت الولايات المتحدة بمبادرة دبلوماسية نتج منها توقيع اتفاقية فض الاشتباك، ونصت على (منطقة عازلة، ومنطقتين متساويتين للحد من القوات والتسليح، ووضع قوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة تشرف على التنفيذ).

على مدى نصف قرن عاشت فيه قوة الـ"أندوف" فترات من الهدوء لعقود طويلة على كلا الجانبين السوري والإسرائيلي، ثم التصعيد خلال فترة الحرب السورية، والحرب الأخيرة في غزة ولبنان وانعكاساتها، لا سيما المخاوف من تحرك الفصائل الموالية لإيران لفتح جبهة الجولان، مما سيدفع بدوره تل أبيب إلى مزيد من التحصينات، بعد المعلومات عن إنشاء طريق حدودي آمن خشية من اندلاع حرب من جهة الجولان السوري.

المزيد من تقارير